عربي21:
2025-12-13@06:28:15 GMT

ما مصير التطبيع السعودي الإسرائيلي؟.. 6 أسئلة مهمة

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

ما مصير التطبيع السعودي الإسرائيلي؟.. 6 أسئلة مهمة

قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ومساعدوه، حاولوا منذ فترة طويلة جلب بعض الهدوء إلى الشرق الأوسط، إلى حد كبير حتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على الصين التي تعتبر التحدي الأكبر بالنسبة لها على المدى الطويل. وأصبحت هذه الإستراتيجية في خطر بسبب الهجوم المذهل الذي شنه المقاتلون الفلسطينيون التابعون لحركة حماس على إسرائيل فجر السبت".

 

وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

وذكّر التقرير، أنه "في الأفق يلوح احتمال نشوب حرب إقليمية أوسع، الأمر الذي يتطلب إيلاء بايدن المزيد من الاهتمام للمنطقة، فيعد ما حدث مثير للاستياء بالنسبة للبيت الأبيض الذي كان يظن أنه حقق نجاحات كبيرة، وشمل ذلك تجميد الحرب في اليمن وإحراز تقدم في الجهود القائمة لمساعدة إسرائيل على بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وغيرها من العلاقات مع إسرائيل والدول العربية التي كانت معادية لها؛ بمشاركة الفلسطينيين. 

وتابع بأن فريق بايدن وصف الإستراتيجية بأنها تعزز "التكامل الإقليمي"، لكن الصراع الذي يدور في الوقت الحالي يشكل تهديدا بانهيار جميع هذه الإنجازات. ولذلك هذه أسئلة تشغل ذهن متخصصو الأمن القومي في واشنطن وخارجها.

إلى أي مدى سوف يتسع نطاق هذه الحرب؟
أوضحت المجلة أن المعركة التي أصبحت الآن بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحماس لديها القدرة على التحول إلى حرب أوسع، مما قد يزيد من حجم الاضطرابات في منطقة تضم العديد من الحروب والعديد من القوات الأمريكية، وقد تتوق حماس إلى أن يهب داعميها الإيرانيون والحكومات العربية المتعاطفة معها لمساعدتها المباشرة. ويمكن للجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك حزب الله الذي يتخذ من لبنان مقرًّا له، أن توفر القوة البشرية أو تغتنم الفرصة لتحفيز العنف في أماكن أخرى. 

في هذا السياق، وردت تقارير، الأحد، تفيد بأن حزب الله أطلق قذائف هاون على مواقع إسرائيلية، ومن الممكن أن يمتد القتال إلى ما هو أبعد من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وإلى الضفة الغربية. 
وأكدت المجلة أن لكل حكومة أو مجموعة أسبابها التي تمنعها من الدخول في مثل هذه المعركة، بما في ذلك عدم الرغبة في تعريض العلاقات مع واشنطن للخطر أو إراقة الدماء والأموال في حرب ليس لها نهاية واضحة. ويسعى المسؤولون الأميركيون جاهدين لاحتواء هذه الحرب. ‌


في الشأن ذاته، حذر بايدن، السبت الماضي، "أي طرف آخر معاد لإسرائيل يسعى للاستفادة من هذا الوضع"، وأردف مسؤول أمريكي مُطّلع على القضية، والذي يُفضل عدم الكشف عن هويته لمناقشة قضية حساسة: "لقد تم التحدث مع أي شخص لديه تأثير بطريقة أو بأخرى". من جانبها، حذرت إسرائيل الجهات المعادية الأخرى من التدخل، وقال مسؤول إسرائيلي إن "توسيع ساحة القتال ضد إسرائيل سيقابل برد قاس بشكل خاص، بما في ذلك أعمال حازمة وفتاكة من جانب إسرائيل".

هل إيران هي المسؤولة؟
أوضحت المجلة أن بعض الصقور في واشنطن وخارجها سارعوا إلى وصف طهران بأنها المذنب الحقيقي وراء هجوم حماس. ففي نهاية المطاف؛ ظلت إيران تقدم الدعم المالي والعسكري لحماس منذ فترة طويلة. وبحسب ما ورد قال متحدث باسم حماس إن إيران دعمت هجوم نهاية الأسبوع، وقد رحب به المسؤولون الإيرانيون. وقال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد، نقلًا عن أعضاء كبار في حماس وحزب الله، إن "مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم".

واستدرك الموقع قائلًا إن جماعات مثل حماس تحتفظ بمستوى معين من الاستقلال عن طهران، ولم يلقي المسؤولون الأمريكيون باللوم بعد على إيران. من جهته، صرح وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الأحد، في برنامج "قابل الصحافة" الذي يبث على شبكة "إن بي سي": "في هذه اللحظة، ليس لدينا أي شيء يظهر لنا أن إيران كانت متورطة بشكل مباشر في هذا الهجوم، في التخطيط له أو في تنفيذه، ولكن هذه مسألة ندرسها بعناية شديدة"، وهذا لا يعني أن إيران ستفلت من العقاب. على سبيل المثال؛ يمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على طهران جراء تقديمها الدعم بشكل عام لحماس.

هل ستُلْغَى الصفقة السعودية الإسرائيلية؟
أكدت المجلة أن هجوم حماس يهدد مبادرة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تشهد قيام السعودية بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مقابل ضمانات أمنية أمريكية وخدمات أخرى. لكن من السابق لأوانه القول بأن الخطة خرجت عن مسارها، رغم أن تنفيذها سيتأخر. ومع هجوم حماس، أصدرت السعودية ودول عربية أخرى، بيانات أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين من إسرائيل، لكن مثل هذه الاستجابات الفورية لا تتجاهل العوامل الأخرى التي يأخذها السعوديون وإسرائيل والولايات المتحدة في الاعتبار عند صياغة اتفاق سلام كبير. 

تجدر الإشارة إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لا يركز على الأزمة الفلسطينية مثل القادة السعوديين السابقين، فهو على غرار إسرائيل، يرى في إيران (الداعم الرئيسي لحماس) تهديدًا لبلاده، وتتعاون السعودية وإسرائيل بشكل غير رسمي بالفعل بشأن إيران. بالتالي؛ من شأن جعل العلاقات بينهما رسمية أن يقوي الحصن المناهض لطهران، وقد أبرمت إسرائيل بالفعل اتفاقيات تطبيع دبلوماسي مع البحرين والإمارات والمغرب، ولديها العديد من الحوافز، بما في ذلك الاقتصادية، لإبرام مثل هذه الصفقة مع السعودية، موطن أقدس المواقع الإسلامية.


وأشارت المجلة إلى أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن أي شيء يجلب المزيد من الهدوء إلى الشرق الأوسط هو موضع ترحيب لأسباب تؤثر على سياسات تتراوح من مكافحة الإرهاب وصولًا إلى الطاقة. ويتمثل العامل الرئيسي الآخر في رغبة واشنطن في تعويض النفوذ الصيني المتزايد في الشرق الأوسط. وفي هذا الشأن صرح؛ مسؤول كبير في إدارة بايدن لصحيفة "بوليتيكو"، الأسبوع الماضي، قبل هجوم حماس: "الصين لاتحاول فرض نفوذها فحسب، بل تقدم عروضا ضخمة جدًا لهذه الدول". ورفض المسؤول ذاته تقديم تفاصيل عن شكل الصفقة الكبرى، بما في ذلك الضمانات الأمنية التي ستقدمها الولايات المتحدة للسعوديين.

وأكد المسؤول ذاته أن "الفلسطينيين يمثلون جزءًا لا يتجزأ من هذه الصفقة"، لكنه لم يحدد من هم الفلسطينيين، ولكن من المرجح أنه يشير إلى أشخاص ينتمون إلى السلطة الفلسطينية. وتعتبر الهيئة، التي تحكم في الضفة الغربية، هي منافس ضعيف لحماس ومحرض مستمر ضد إسرائيل، لكن مصيرها قد يتأثر بالحرب الجديدة؛ فقد أشار أحد كبار المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية، إلى أن "مسألة من سيحكم غزة عندما تنتهي الحرب، ستظل عالقة".

كيف لم تتوقع إسرائيل حدوث ذلك؟
بحسب المجلة؛ لا توجد إجابة سريعة على السؤال المتعلق بكيف يمكن لهجوم حماس المتطور والمتعدد الجوانب أن يحدث دون أن تتمكن أجهزة المخابرات الإسرائيلية الضخمة، أو أجهزة المخابرات الأمريكية، من المعرفة به مسبقًا. 

ويتوقع جوناثان شانزر، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أنه "سيكون هناك نوع من لجنة التحقيق الوطنية فيما يتعلق بالاخفاقات الاستخباراتية التي حدثت"، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تعتقد أن حماس كانت دائمًا تمثل تهديدًا "تكتيكيًّا" خطيرًا، ولكن ليس التهديد الذي يمكن أن ينهي قدرة إسرائيل على البقاء. لكن ربما لم تقدر إسرائيل بشكل كامل أن حماس، بمساعدة إيران، تطورت إلى تهديد أكثر إستراتيجية، على حد تعبير شانزر. 

ومن الممكن أن تستمر هذه الجولة من القتال لفترة أطول من 11 يومًا، لأسباب ليس أقلها أن إسرائيل قد تقوم بتوغل بري ولأن حماس تحتجز العديد من الرهائن.

هل سيؤثر هذا على أوكرانيا؟
أفادت المجلة أن الولايات المتحدة تعمل بالفعل على تكثيف توفيرها للمعدات العسكرية والذخائر وغيرها من الموارد لإسرائيل، كما تنشر سفنًا وطائرات بالقرب من إسرائيل لإظهار دعمها. وتأتي هذه التحركات وسط صراع حزبي حول ما إذا كان ينبغي على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا، فسرعان ما حث الجمهوريون، الذين أعربوا عن مخاوفهم المتزايدة بشأن الدعم المستمر لأوكرانيا، على تقديم الدعم لإسرائيل. 

وفي الوقت الحالي؛ يصر المسؤولون الأمريكيون على أن مساعدة إسرائيل على الجبهة العسكرية لن تؤثر على المساعدات المقدمة لأوكرانيا. وقد يشعر الأوكرانيون بخيبة أمل إزاء المعاملة الأمريكية المختلفة مقارنة بإسرائيل. علاوة على ذلك؛ رفضت إسرائيل تقديم إرسال نظام القبة الحديدية، وهو نظام دفاع جوي، إلى أوكرانيا للمساعدة في حماية المدنيين والمواقع العسكرية من الهجمات الروسية.

ماذا عن دور الصين؟
نقلت المجلة عن مسؤولين صينيين أنهم على "استعداد للمشاركة في محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك بعد الدور الناجح الذي اضطلعت به الصين في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، لكن رد فعل الصين على أعمال العنف الأخيرة أثار استياء الإسرائيليين. وفي بيان الأحد، صرحت وزارة الخارجية الصينية إن على إسرائيل وفلسطين، وهي التي استخدمت هذا المصطلح بدلا من حماس أو الفلسطينيين، "الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس وإنهاء الأعمال العدائية على الفور لحماية المدنيين وتلافي تدهور الوضع أكثر"، ومضت بكين في الدعوة إلى حل الدولتين.


بالنسبة للإسرائيليين، هذا أمر مثير للغضب، حيث يعتقدون أن لديهم كل الحق في الرد على حماس. في الصدد ذاته؛ أعرب المسؤول رفيع المستوى في السفارة الإسرائيلية في بكين، يوفال واكس، عن خيبة أمله من بيان الصين. وقال واكس للصحفيين: "عندما يُقتل الناس ويُذبحون في الشوارع، فهذا ليس الوقت المناسب للدعوة إلى حل الدولتين".

وخلصت المجلة إلى القول إن الصين تظل لاعبا حاسما بشكل متزايد في المنطقة، ومن غير المرجح أن تنأى إسرائيل، أو السعودية أو إيران، بنفسها عنها في أي وقت قريب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينيون غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة بما فی ذلک هجوم حماس إلى أن

إقرأ أيضاً:

لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟

وصلت التوترات بين طهران وبيروت إلى مستوى جديد، حيث رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة إيرانية رسمية فيما تحاول إسرائيل إزالة تهديد حزب الله في الشمال من خلال توسيع هجماتها.

في يوم الأربعاء 10 ديسمبر (19 آذر 1404)، أعلن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي أنه لم يقبل حتى الآن دعوة لزيارة طهران واقترح بدلاً من ذلك إجراء محادثات مع إيران في بلد ثالث محايد ومتفق عليه بشكل متبادل.

ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد أرجع رجي سبب القرار الى ما أسمّاها "الظروف الحالية"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وشدد الوزيراللبناني على أن هذه الخطوة لا تعني رفض المحادثات مع إيران.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، وجّه الأسبوع الماضي دعوة لنظيره اللبناني لزيارة إيران في المستقبل القريب ومراجعة العلاقات الثنائية.

انضم إلى يورونيوز فارسي على فيسبوك

تبدو مسألة نزع سلاح «حزب الله» والهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت أبعد من مجرد قضية محلية بسيطة، وكما تصف مجلة «عرب ويكلي» الأسبوعية المطبوعة في لندن في مقالها يوم الأربعاء: «لقد أصبح لبنان في الواقع أرضًا محروقة حيث يتم تبادل الرسائل (والصواريخ) بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة».

حذّر وليد جنبلاط، السياسي اللبناني الدرزي، بنبرة صريحة مؤخرًا من أن بلاده يجب ألا تصبح «صندوق بريد» لإيصال الرسائل بين القوى الأجنبية.

ويبدو أن رسالة تل أبيب الأخيرة إلى حزب الله وطهران قد وصلت إلى حارة حريك معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 نوفمبر الماضي. فخلال الغارة الإسرائيلية، التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيًا، تم تدمير قصف مبنى سكني وقُتل في الغارة قائد أركان الحزب هيثم علي طباطبائي.

وترى الدولة العبرية أنه بفضل غاراتها الجوية على إيران وإضعاف عدوها اللبناني، فإنها لم تعد مهتمة بإدارة تهديد «حزب الله»؛ بل إنها تنوي القضاء عليه. فقد سبق وخيّر نتنياهو حكومة نواف سلام والشعب اللبناني عامة العام الماضي بين أمريْن: إما "تحرير بلدكم من حزب الله" أو مواجهة "الدمار والمعاناة على غرار ما نراه في غزة" وفق تهديده.

حزب الله: أكثر من الخبز والماء للبنان

يعتقد فاضل إبراهيم، كاتب المقال، أن هذه التطورات قد غيّرت بشكل جذري نظرة إيران إلى حزب الله؛ وأنه "قبل هجمات حزيران/يونيو، كان حزب الله أداة لاستعراض القوة، ولكن الآن، ربما يُعتبر الدرع الأخير المتاح لضمان بقاء الجمهورية الإسلامية".

كما تفسّر هذا الرأي ملاحظات علي أكبر ولايتي، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في إيران، الذي شدد في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر على أن "وجود حزب الله أكثر أهمية للبنان من الخبز".

وقد قوبلت هذه التصريحات برد فعل عنيف وصريح من الحكومة اللبنانية. وصف يوسف رجي، وزير الخارجية اللبناني، تصريحات ولايتي بأنها انتهاك واضح لسيادة بلاده، وكتب في رسالة على شبكة X موجهة إلى نظيره الإيراني، عباس عراقجي، أن "ما هو أكثر قيمة بالنسبة لنا من الماء والخبز هو سيادة وحرية واستقلال صنع القرار الداخلي لدينا".

كما ندد بانتقاد حاد بالشعارات الأيديولوجية والبرامج العابرة للحدود التي دمرت الأمة اللبنانية على حد قوله.

لم تعد الحكومة اللبنانية تنقل سخطها سراً، بل تعلن ذلك بصوت عالٍ للجميع. وشدد وزير الخارجية اللبناني آنذاك، في مقابلة مع شبكة الجزيرة العربية، على أن "حزب الله لا يمكنه تسليم أسلحته دون قرار من إيران"، وهو اعتراف واضح بحقيقة أن السيطرة على الحرب والسلام في لبنان لا تكمن في بيروت، بل في طهران.

إسرائيل توسّع نطاق حملاتها العسكرية في المنطقة بعد وقف إطلاق النار في غزة

في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات الخطابية بين بيروت وطهران، تعمل إسرائيل، التي قلصت أنشطتها العسكرية خلال وقف إطلاق النار الهش في غزة، بنشاط على توسيع نطاق عملياتها إلى البلدان المجاورة.

بالإضافة إلى استهداف قادة حزب الله وعناصره، كثف الجيش الإسرائيلي أيضًا حملته في سوريا، مخلفًا عددًا كبيرًا من الضحايا من خلال شن هجوم برّي جريء في بلدة بيت جن.

كما أن الوضع الحالي في الميدان يزيد من تفاقم الأوضاع، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن المبعوث الأمريكي توم باراك قد صرح في تحذيره الأخير لبغداد بأن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة الأراضي العراقية إذا تدخلت الميليشيات المدعومة من إيران هناك لدعم حزب الله.

هل تعتبر الغارات على لبنان بروفة لـ "الجولة الثانية" من الهجمات ضد إيران

يبدو أن هذه الهجمات والتهديدات مقدمة لـ «جولة ثانية» من الهجمات ضد إيران. فقد حذر مدير وزارة الدفاع الإسرائيلية أمير بارام مؤخرًا في خطاب ألقاه في جامعة تل أبيب من أن "التراكم السريع للقوة" في إيران يعني أن "جميع الجبهات تظل مفتوحة".

بالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية. عرب ویکلی

بالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية.

كما تجاهل نتنياهو مؤخرًا أي غموض حول ترتيب العمليات هذا. ففي مقابلة أجريت معه مؤخرًا، قال مزهوّا إن حرب حزيران/يونيو قد أخرجت كبار العلماء النوويين في إيران والقيادة من الميدان" وأزالت التهديد المباشر المتمثل في "السلاح النووي". ومع ذلك، ومع الاعتراف بأن طهران ستعيد بناء برنامجها النووي مرة أخرى، أوضح المرحلة التشغيلية الحالية لإسرائيل بصراحة: "تركيزنا الآن على محور إيران... دعونا ننهي المهمة هناك".

والرسالة واضحة تمامًا: بمجرد وضع درع الوكيل جانبًا، سيتم إعادة فتح الطريق إلى طهران. فاضل ابراهیم أراب ويكلي

من وجهة نظر طهران، يبقى حزب الله الحليفَ الرئيسي والأقرب والأكثر قدرة على مواجهة الجبهة الشمالية لإسرائيل، كما أنه الركيزة الأساسية لـ "استراتيجية إيران الأمامية". ولهذا السبب، أصبح منع تدمير التنظيم أولوية قصوى لطهران حيث تنفق طهران موارد مالية ضخمة في محاولة لإعادة بناء قدرات الحزب.

ويقول مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده.

ويدّعي مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده. ويقال إن الأموال يتم تحويلها من خلال شبكة معقدة وغامضة من البورصات، مدعومة بمساعدة مجموعات من المسافرين الذين ينقلون النقود في حقائب للتحايل على النظام المصرفي الرسمي.

هذا التدفق المالي الحيوي يسمح لـ «حزب الله» بالاستمرار في دفع معاشات التقاعد لعائلات «شهدائه» وتجنيد قوات جديدة في وقت تنهار فيه الحكومة اللبنانية. لكن بالنسبة لإسرائيل، تعتبر عملية إعادة البناء هذه خطًا أحمر. من وجهة نظر تل أبيب، لا تهدف التفجيرات الحالية إلى القضاء على قادة «حزب الله» فحسب، بل هي محاولة لمنع المنظمة من تدمير بنيتها التحتية وأصولها المادية، التي تعيد إيران بناءها بتكلفة كبيرة.

لبنان، مبنى محترق بدون طريق للهروب

ومع تسارع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أصبح قادة لبنان، بما في ذلك الرئيس جوزاف عون وئيس الوزراء نواف سلام في وضع وكأنهما يديران مبنى محترقا دون مفرّ بحسب تعبير كاتب مقال آراب ويكلي.

وفي آب/أغسطس، صوّت مجلس الوزراء اللبناني، بشكل رمزي، على نزع سلاح التنظيمات غير الحكومية، لكن حزب الله تجاهل القرار إلى حد كبير، كما أن الجيش اللبناني غير قادر على التنفيذ دون المخاطرة ببدء حرب أهلية؛ وهي الحرب التي أقسم رئيس جمهورية عون على منعها.

ومع إعلان واشنطن أن مساعدتها المالية لبيروت ستكون مشروطة بنزع السلاح، وتأكيد سفيرها الجديد والعدائي، ميشيل عيسى، على ذلك أيضًا، لا يملك لبنان سوى هامش محدود للمناورة.

وبما أن تل أبيب وواشنطن تعتقدان أن حرب الـ 12 يومًا قد خلقت فرصة فريدة للقضاء نهائيا على الجمهورية الإسلامية والطرف الحليف المتمثل في "محور المقاومة"، فإن كلا من إسرائيل وأمريكا تضغطان على الحكومة اللبنانية للقيام بما لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي إكماله من السماء.

يعتقد كاتب المقال في المجلة المذكورة أن موجة العنف في لبنان أصبحت مؤشرًا يُظهر زيادة احتمال نشوب حرب مباشرة ثانية بين إسرائيل وإيران.

كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة وكلاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ «حزب الله» قبل 7 أكتوبر.

كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة حلفاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ "حزب الله" قبل 7 أكتوبر.

وعلى النقيض من ذلك، اعتمدت طهران على المبدأ المعاكس؛ لكسب المزيد من الوقت من خلال عرقلة عملية نزع السلاح، وتعزيز القدرة القتالية لـ "حزب الله" وجرّ الدولة العبرية إلى المستنقع اللبناني بحيث تصبح دفاعات إسرائيل مهترئة للغاية بحيث تتمكن الجمهورية الإسلامية من استعادة قوتها.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • عاجل.. مصدر في الرئاسة يكشف المهمة التي جاء من أجلها الفريق السعودي الإماراتي العسكري إلى عدن.. إخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
  • ما الذي يحسم مصير خطة نزع سلاح العمال الكردستاني؟
  • إسرائيل تستعد لسيناريو هجمات عبر أذرع إيران وجنوب سوريا
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى