لماذا اختارت غزة هذا التوقيت للهجوم على إسرائيل.. وما شأن السعودية؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
بينما تعاني إسرائيل من أعنف هجوم في تاريخها، يتحول التركيز إلى توقيت الهجوم الذي قامت به حركة حماس، بالتعاون مع بعض الفصائل المسلحة الأخرى، ودلالاته. ونقل موقع "بزنس إنسايد"، عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "الهجمات كانت - على الأرجح - محاولة لعرقلة المفاوضات عالية المخاطر، التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي كانت جارية لتطبيع علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية".
في حين رأى آخرون، بأنها تهدف لفرض الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، نفسها على الخريطة السياسية والدبلوماسية كمتحدث ومفاوض باسم الفلسطينيين".
وأشار الموقع إلى أن "المملكة العربية السعودية رفضت تاريخيًا الاعتراف بشرعية إسرائيل، وتعود الأعمال العدائية بين الدولتين إلى الحرب العربية الإسرائيلية العام 1948".
كما أن إيران، الداعم الرئيس لحماس، عارضت محاولات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين، وفق الموقع.
ولفت "بزنس إنسايدر" إلى ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز"، بأن "المسؤولين الأمريكيين يحاولون التأكد مما إذا كان هناك أي تورط لإيران في الهجمات على إسرائيل، مع ظهور تقارير متضاربة خلال عطلة نهاية الأسبوع بهذا الشأن".
ويبدو الآن أن "نجاح المحادثات الإسرائيلية السعودية بعيد المنال، حيث أصبحت التنازلات التي طلبتها الرياض بشأن كيفية تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين أقل احتمالاً للموافقة عليها في أعقاب الهجوم، وإعلان إسرائيل الحرب على حماس، بحسب الموقع".
وأشار "بزنس إنسايدر" إلى قول "حماس" إن الهجمات جاءت ردًا على دخول المستوطنين الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى في القدس، ثالث أقدس موقع في الإسلام، ونقطة اشتعال طويلة الأمد.
لكن مسؤولًا في حماس قال لـ"رويترز" أيضًا إن العملية استغرقت سنوات في الإعداد، مما يعني أن الحركة تسعى - على الأرجح - لاستغلال شكوى المسلمين من الأحداث الأخيرة في الأقصى، وأن الوضع الدبلوماسي الأوسع هو الدافع الحقيقي للهجوم.
ونقل "بزنس إنسايدر" عن محللين قولهم إن هناك عاملاً آخر من المحتمل أن يكون وراء توقيت الهجوم، وهو الاضطرابات السياسية الأخيرة في إسرائيل، إذ سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقليص سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية في أعقاب التحقيقات في مزاعم الفساد ضده، مما أثار احتجاجات حاشدة.
وأورد الموقع قول القائد السابق لحلف شمال الأطلسي، جيمس ستافريديس، إن "هناك شعورًا بين خصوم إسرائيل بأنها لم تكن أكثر انقسامًا، ولم تكن أضعف وممزقة كما هي الآن".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
إفراج استثنائي يعمق الخلافات الأمريكية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن خلفيات إطلاق سراح عيدان ألكسندر؟
أطلقت حركة حماس سراح الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر بعد احتجازه لمدة 583 يومًا، دون أي مقابل مباشر، في خطوة وصفت بـ "الإفراج المجاني" وهذا مساء أمس الإثنين.
وجاء هذا التطور بعد وساطة سرية ومعقدة، قادها رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح بالتنسيق مع مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وهو ما كشفته مصادر إسرائيلية وفلسطينية وأمريكية لموقع "أكسيوس" الإخباري.
العملية، التي جرت في الخفاء، سلطت الضوء على قنوات خلفية غير تقليدية بدأت برسائل نصية ومكالمات هاتفية، وأفضت إلى هذا الإفراج المفاجئ، في وقت تهدد فيه إسرائيل بعملية عسكرية واسعة في حال فشل محادثات وقف إطلاق النار.
فماذا نعرف عن خلفيات إطلاق سراح الجند الأمريك الإسرائيل عيدا ألكسند؟
وساطة غير تقليدية
بدأت فصول الوساطة برسالة سرية من مسؤول في حماس إلى بشارة بحبح، وهو ناشط ورجل أعمال فلسطيني أمريكي شارك في دعم حملة ترامب الانتخابية عام 2024.
واختارت حماس بحبح ليكون همزة الوصل بينها وبين الإدارة الأمريكية، وتحديدًا مبعوث ترامب ستيف ويتكوف.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تبادل الطرفان أكثر من 20 رسالة عبر مكالمات هاتفية ورسائل نصية، كما تواصل بحبح مع خليل الحية، كبير مفاوضي حماس، في قناة خلفية لعبت دورًا محوريًا في العملية.
وأفضت المفاوضات في النهاية إلى قرار من حماس بالإفراج عن ألكسندر دون شروط، بهدف كسب تعاطف ترامب وربما فتح أبواب تفاهم أوسع مع الإدارة الأمريكية.
عيدان ألكسندر
في مساء الأحد، وافقت حماس رسميًا على الإفراج عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يُعتقد أنه آخر أمريكي على قيد الحياة كان محتجزًا في غزة.
ورغم أن حماس لم تحصل على أي التزامات من ترامب، فإنها اتخذت قرارًا استراتيجيًا محفوفًا بالمخاطر، حسب مسؤول إسرائيلي، بهدف كسب مواقف أو تعاطف مستقبلي.
الخطوة وصفت بأنها "مقامرة محسوبة" من حماس، إذ كانت تأمل في تحقيق مكاسب سياسية غير مباشرة من خلال هذه البادرة غير المسبوقة.
خلافات أمريكية-إسرائيلية
كشف تقرير من "أكسيوس" أن الشرخ المتزايد في الثقة بين إسرائيل وإدارة ترامب، إذ علمت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالمحادثات السرية حول ألكسندر من مصادر استخباراتية، لا عبر القنوات الرسمية مع واشنطن.
ولم يطلع المسؤولون الأمريكيون، خلال زيارة رون ديرمر إلى واشنطن، الجانب الإسرائيلي على هذه المحادثات، واضطر ديرمر لإثارة الموضوع بنفسه مع ويتكوف، الذي أكد وجود المفاوضات لكنه طمأن تل أبيب بأنها لن تضطر لدفع مقابل.
كما ذكر التقرير بحادثة سابقة مماثلة في مارس الماضي، حين أجرى آدم بويلر، مبعوث ترامب للرهائن، مفاوضات مباشرة مع حماس في قطر، علمت بها إسرائيل عبر الاستخبارات ويعتقد مستشارو ترامب أن مكتب نتنياهو سرب تلك المحادثات عمدًا لإفشالها.