رغم أن أسواق النفط احتوت المخاوف بشأن احتمالات تعطل إمدادات النفط بسبب الهجوم المباغت والواسع الذي شنته حركة حماس من قطاع غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري، إلا أن هناك تحذيرات أطلقها مسؤولون حكوميون وشركات من إمكانية تأثر سوق النفط في حال اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

وكانت أسعار النفط الخام شهدت ارتفاعا كبيرا بعد تصعيد المواجهة بين حركة حماس وإسرائيل، حيث قفزت في بداية تعاملات الاثنين الماضي، بنحو 4 بالمئة، لتعكس مسار الاتجاه النزولي الأسبوع الماضي، والذي شهد أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس، حيث تراجع برنت 11 بالمئة.

لكن تعاملات اليوم شهدت استقرار كبيرا في الأسعار مع انحسار المخاوف بشأن احتمالية انقطاع الإمدادات بسبب الحرب الحالية، ليستقر خام برنت عند حوالي 87.8 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط عند 86 دولارا.

مخاوف من تأثر السوق

قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ربما يؤثر على سوق النفط، بحسب ما نقلته وكالة تاس للأنباء.

وأضاف نوفاك، أن روسيا والسعودية ستناقشان، الأربعاء، الوضع في سوق النفط وأسعار الخام في ظل التصعيد الحالي في غزة.

هذه المخاوف عبر عنها أيضا، محافظ البنك المركزي الفرنسي، وعضو المركزي الأوروبي، فرانسوا فيلروي دو جالو، والذي قال الثلاثاء، إن البنك المركزي الأوروبي يشعر بالقلق بشكل خاص من تطورات أسعار النفط، جراء الوضع في إسرائيل.

وفي فرنسا أيضا، قال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، إن التصعيد في غزة، يفترض أن يكون له عواقب "محدودة" على أسعار النفط والاقتصاد بشكل عام، لكن ذلك مشروط بأن لا تتحول الأمور إلى صراع إقليمي أوسع.

وفي إشار إلى مخاوف العاملين في الصناعة، قال ماجد شنودة نائب الرئيس التنفيذي لشركة ميركوريا لتجارة وتوريد السلع الأولية، الأربعاء، إن سعر النفط قد يصل إلى 100 دولار للبرميل إذا تفاقم الوضع في الشرق الأوسط.

وقال شنودة خلال مؤتمر للطاقة في الفجيرة بالإمارات "لا أعتقد أن هناك الكثير من المحللين الذين يرون أن السعر سيرتفع إلى 100 دولار في الظروف العادية. أعتقد أن الأحداث التي وقعت مؤخرا.. أعتقد أن هذا يسبب الكثير من الغموض فيما يتعلق بأين قد تتجه إليه الأمور، لأن السوق لا تضع الصراع ضمن اعتبارات التسعير إلى حد كبير".

وأضاف "زادت التقلبات لكن تحركات الأسعار كانت في الواقع ضعيفة للغاية، ثلاثة دولارات للبرميل ليست بهذه الأهمية... لكن هناك احتمالا كبيرا بأن يتصاعد هذا الأمر، وإذا تصاعد بالفعل، فأعتقد يمكننا أن نرى 100 دولار".

مخاوف من اتساع الصراع

على الرغم من أن حدود الصراع الحالية لا تمثل أي تهديد على خطوط إمداد النفط، أو أية مصادر رئيسية له، إلا أن الأسواق باتت تنظر إلى ماهو أبعد من ذلك، وتحديدا مدى احتمالية توسع دائرة الصراع لتشمل أطرافا أخرى، وتحديدا إيران.

وارتفع إنتاج النفط الإيراني منذ بداية هذا العام بأكثر من 700 ألف برميل يوميا، مسجلا أعلى مستوياته في خمس سنوات عند نحو 3.25 مليون برميل يوميا، بعد أن استفادت طهران من انحسار حدة التوترات مع واشنطن، وغض الإدارة الأميركية الطرف عن صادرات النفط الإيراني، في خطوة ربطها البعض في رغبة إدارة بايدن في الحد من صعود أسعار الخام.

لكن ومع التصعيد الأخير في غزة، ترى الأسواق إن الإدارة الأميركية قد تعود لتضييق الخناق على صادرات النفط الإيراني، الأمر الذي قد يدفع أسعار النفط للأعلى.

ووفقا لغولدمان ساكس، فإن كل تراجع بمقدار 100 ألف برميل يوميا في إنتاج النفط الإيراني، سيضيف نحو دولارا واحدا للأسعار خلال عام 2024.

مضيق هرمز تحت المجهر

التركيز الرئيسي لأسواق النفط، سينصب في المرحلة المقبلة على حجم الرد الإسرائيلي، إذا ماثبت تورط طهران في الهجوم الأخير.

وبالنسبة لسيتي غروب، فإن الخطر الأكبر سيتمثل في هجوم إسرائيلي مباشر على إيران، الأمر الذي قد ينتهي برد إيراني يطال مضيق هرمز، الذي يمثل معبرا لنحو 17 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات، أي مايعادل خمس شحنات النفط العالمية.

إلا أن هذا السيناريو، لا يزال مستبعدا تماما، وفق تحركات أسعار النفط التي لا تعكس وجود علاوة مخاطر مرتفعة لهذه الدرجة، الأمر الذي يعني أن الأسواق تستبعد مثل هذا السيناريو، وكذلك البنوك العالمية.

تخفيضات الإنتاج

يرى غولدمان ساكس وسيتي غروب، أن التصعيد الأخير في غزة، يقلل فرص إمكانية تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية على المدى القريب، وبالتالي يحد من فرص إنهاء الرياض، لتخفيضات الإنتاج بشكل مبكر وفقا للمصرفين.

على إثر ذلك، يتوقع غولدمان ساكس، بقاء إنتاج النفط السعودي عند 9 ملايين برميل يوميا في الربع الأول من 2024، ومن ثم البدء بزيادة الإنتاج تدريجيا بمقدار 250 ألف برميل يوميا في كل ربع.

وفي المحصلة، يرتبط حدوث تأثير دائم على أسعار النفط بوجود هبوط مستمر سواء في جانب الإنتاج، أو وصول هذه الإمدادات إلى الأسواق العالمية.

ومالم يمتد الصراع الحالي إلى هذه الجوانب بشكل مباشر، فإن الارتفاع الأخير الذي شهدته الأسعار، سيكون مؤقتا، وسيعود تركيز الأسواق إلى الأساسيات من جديد.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أسعار النفط حركة حماس نفط طاقة أسعار النفط حركة حماس طاقة النفط الإیرانی أسعار النفط برمیل یومیا فی غزة

إقرأ أيضاً:

أسعار السمك في أسوان اليوم السبت 13 ديسمبر 2025

شهدت أسواق محافظة أسوان، اليوم السبت 13 ديسمبر 2025، استقرارًا ملحوظًا في أسعار الأسماك، مع اختلافات محدودة بين الأسواق الشعبية ومحال بيع الأسماك الكبرى، متأثرة بتوافر المعروض من بحيرة ناصر ونهر النيل، إلى جانب المصروفات التشغيلية المتعلقة بالصيد والنقل والتبريد.


 

وأكد عدد من تجار الأسماك أن حركة البيع تشهد إقبالًا متوسطًا، حيث يحرص المواطنون على شراء الكميات المناسبة لاحتياجاتهم اليومية، في ظل توجه شريحة كبيرة إلى الأسماك باعتبارها بديلًا غذائيًا صحيًا وأقل تكلفة نسبيًا مقارنة باللحوم الحمراء.


 

وأشار صيادون إلى أن استقرار الأسعار يعود إلى انتظام رحلات الصيد خلال الأيام الماضية، وتوافر أصناف متعددة تلبي مختلف مستويات الطلب، موضحين أن العوامل الجوية المستقرة ساعدت في زيادة المعروض داخل الأسواق، خاصة من البلطي النيلي والقراميط.


 

من جانبهم، أوضح مواطنون أن أسعار الأسماك بأسوان تُعد مقبولة نسبيًا، مقارنة بمحافظات أخرى، مطالبين في الوقت ذاته بتكثيف الرقابة على جودة المعروض، وضمان الالتزام بالأسعار العادلة، خاصة في المناطق البعيدة عن مركز المدينة.


 

وفي هذا الإطار، تواصل الأجهزة التنفيذية والرقابية بالمحافظة تنفيذ حملات تفتيش دورية على أسواق السمك، للتأكد من سلامة المنتجات، والالتزام بالاشتراطات الصحية، ومنع أي ممارسات احتكارية أو مغالاة غير مبررة في الأسعار.


 

ويرى خبراء أن استقرار أسعار الأسماك خلال الفترة المقبلة مرتبط بعدة عوامل، أبرزها استمرار توافر المعروض، واستقرار تكاليف الوقود والنقل، والحفاظ على المخزون السمكي، بما يضمن توازن السوق وحماية المستهلك.


وجدول أسعار السمك في محافظة أسوان – السبت 13 ديسمبر 2025:

الصنف

السعر للكيلو (جنيه)

البلطي النيلي70 – 85
البلطي الأسواني الكبير90 – 105
القراميط75 – 90
البياض النيلي140 – 160
البوري130 – 150
المكرونة150 – 170
الجمبري280 – 350

 

تعكس أسعار السمك في أسوان حالة من الاستقرار الحذر، مدعومة بتوافر الإنتاج المحلي والرقابة المستمرة، إلا أن الحفاظ على هذا التوازن يتطلب دعم الصيادين، وتشديد الرقابة الصحية، وتوسيع منافذ البيع المباشر، بما يحقق مصلحة المواطن ويضمن استدامة الموارد السمكية

مقالات مشابهة

  • التصعيد يعود لشرق الكونغو وقلق من تمدد الحرب.. هل انهار اتفاق السلام؟
  • النفط يسجل خسائر أسبوعية بسبب مخاوف من فائض المعروض
  • عاجل | مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ربع مليون نازح تضرروا من تداعيات المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع
  • أسعار النفط تهبط بفعل مخاوف فائض الإمدادات وسط تداولات ضعيفة
  • أسعار السمك في أسوان اليوم السبت 13 ديسمبر 2025
  • ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف حول الإمدادات الفنزويلية
  • النفط يرتفع وسط مخاوف من اضطراب إمدادات فنزويلا لكنه يتجه لانخفاض أسبوعي
  • متوسط انتاج النفط يرتفع إلى 997.4 ألف برميل يوميا خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025
  • النفط يصعد في التعاملات المبكرة وسط مخاوف من اضطرابات الإمدادات
  • مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا