بقلم أياد السماوي ..

منذ الساعات الأولى من بدء عمليات طوفان الأقصى المباركة التي تركت العالم بأسره في صدمة وحتى هذه اللحظة ، اتابع مسارات تطوّر الأحداث على مسارين ، المسار الأول هو رصد ردود الفعل العربية والإسلامية من هذه العمليات وموقف حكومات هذه البلدان من هذا الانتصار الذي اذهل سكان الأرض والسماء بحجمه ودقته والنتائج المذهلة التي تمّخضت عنه حتى هذه الساعة ، والمسار الثاني الذي اتابعه هو تطور الأحداث لما بعد السابع من اكتوبر العظيم الذي صنع تاريخا جديدا للصراع الإسلامي – الصهيوني .

. فيوم السابع من اكتوبر العظيم قد رسم تاريخا جديدا ليس للصراع الإسلامي – الصهيوني فحسب ، بل رسم تاريخا جديدا للمنطقة بأسرها ، فعلى ضوء مجريات هذه الأحداث سترسم خارطة المنطقة من جديد ..
وربّ سائل يسأل لماذا هذه الدعوة في مطالبة أهل فلسطين عامة وأهل غزّة العز والكرامة خاصة بإعلان تشيّعهم وانتمائهم للإسلام المحمدي الذي هو إسلام أهل بيت النبوة الأطهار ؟ الدعوة لأهل فلسطين بالتشيّع لم تكن نابعة من خلال تخلّي أهل السنّة والجماعة عن عروبتهم ودينهم ومقدساتهم في فلسطين والأقصى والتحاقهم فرادا وجماعات في الصلح والتطبيع مع عدوهم الذي اغتصب أرضهم ودّنس مقدساتهم وطرد أهل فلسطين السنّة من أراضيهم فحسب ، بل ادعوهم للتخلّي عن هذا الإسلام الكاذب والمزيّف الذي لم يرمش له جفن لهذا المجازر والمذابح التي ترتكب بحق أهلهم الأبرياء في غزّة ، وليت الأمر قد توَقف عند عدم نصرة أهل غزّة العز فحسب ، بل الذي يحزّ في النفس هو اصطفاف حكومات دول التسنن مع العدو الصهيوني ، وصمت كافة المرجعيات الدينية السنيّة في عموم البلاد الإسلامية عن هذا التوّحش الذي يجري أمام أنظارهم ودون أن ينبسوا ببنت شفة ، أين هم علماء السوء الذين افتوا بعشرات الفتاوى للجهاد في العراق ؟ وأين هي مرجعيات العالم الإسلامي السنّي مما يجري على أهلنا في غزّة ؟ الستم مسلمين وعربا ؟ أين هي ضمائركم العربية والإسلامية لما يجري من فضائع وتوّحش ضد المسلمين في غزّة ؟ من وقف ودعم قضية فلسطين والقدس والأقصى ودعم أهلها بالمال والسلاح غير الشيعة ومرجعياتهم الشيعية ؟ ما حاجة أهل فلسطين بعد اليوم بالإسلام السنّي ؟ اعطوني موقفا مشرفا واحدا لكل دول وحكومات الإسلام السنّي ؟ اعطوني عالما سنيّا واحدا افتى بالجهاد في فلسطين كما افتوا جميعا بالجهاد ضدّ شيعة العراق ؟ .. يا أهل فلسطين ويا أهل غزّة العز والكرامة أما آن الأوان لكم أن تتشيّعوا بعد هذا الذي حصل لكم ؟؟؟
أياد السماوي
في ١٢ / ١٠ / ٢٠٢٣

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات أهل فلسطین

إقرأ أيضاً:

العدالة الانتقالية ومصادرها في التشريع الإسلامي ضمن كتاب جديد

دمشق-سانا

يطرح الكتاب الصادر عن دار الفكر في دمشق مؤخراً للدكتور سامر محمد البكري تحت عنوان العدالة الانتقالية من منظور إسلامي لقضية مهمة، وهي العدالة الانتقالية من الناحية الشرعية والقانونية بما يتوافق مع القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه.

ويميز المؤلف في كتابه بين العدالتين الانتقالية والقضائية، معتبراً أن تطبيق الأخيرة يعد أمراً شبه مستحيل في بلد تعرض لكم هائل من الانتهاكات لحقوق الإنسان، كما في المرحلة التاريخية التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الثورة السورية عام (2011)، ما يجعل من العدالة الانتقالية خياراً حتمياً.

وأضاف الدكتور البكري: إن العدالة الانتقالية رغم أنها منبثقة من ثقافة الغرب إلا أنها تتسق في كل جوانبها مع الشريعة الإسلامية، نظراً لامتلاكها مورداً كبيراً من النصوص الشرعية، وإرثاً عظيماً من التطبيقات العملية، ما يمنح رؤية واضحة للبديل الإسلامي عن العدالة الانتقالية.

كما طرح الدكتور أفكاراً جديدة تعبر عن رغبة المواطن في الانتقال إلى حالة الاستقرار التي لا يمكن تحقيقها إلا بالسلم الأهلي، وبمعرفة الحقيقة بشكل كامل لأنها تؤثر على كل المجتمع.

وبيّن الدكتور مصادر العدالة الانتقالية، وهي ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية مناهضة التعذيب والعقوبة القاسية أو المهينة، والتي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأنظمة الأساسية للمحاكم الجنائية الدولية والخاصة والمختلطة، والمبادئ العامة للقانون التي أقرتها الأمم المتحدة للفصل في المنازعات، والمصادر الدينية، وخلاصة الآراء الاجتهادية والفقهية، وتجارب العدالة الانتقالية في العالم.

وأفرد الدكتور سامر البكري أن مصدر تشريع العقوبة في الإسلام هو الشريعة من عند الله عز وجل، لذلك هي معصومة عن الخلل والنقص، ولكن في المقابل فإن العدل والصلح والعفو مرتبطة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مستشهداً بالقرآن الكريم كقوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)، أما في السنة النبوية الشريفة فيستشهد بالحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا).

ويؤكد الكتاب أن حقوق الإنسان مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية لبناء مستقبل آمن، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال المصالحة الوطنية ومنع تكرار ما حدث من انتهاكات وتجاوزات في الماضي، ما يجعلنا ننتقل إلى صميم مرحلة الديمقراطية.

ويظهر الكتاب حاجة الشعوب العربية المسلمة التي عانت من انتهاكات هائلة لحقوق الإنسان إلى حلٍّ يوقف القتل والانتهاكات، ويعالج المشكلات التي نتجت عنها، وينتقل بالمجتمع إلى حالة من الأمن والاستقرار والعدل والتنمية.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • البحسني: آن الأوان لاتخاذ قرارات جادة وحاسمة تُعيد الأمور إلى نصابها وتُعطي حضرموت حقها في الأمن والتنمية
  • العدالة الانتقالية ومصادرها في التشريع الإسلامي ضمن كتاب جديد
  • نيجيرفان بارزاني يجري محادثات مع عراقچي في طهران
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • فلامنجو يجري مفاوضات مع النصر لضم ويسلي
  • خارجية إيران: الغارات الصهيونية على اليمن جزء من سلسلة الجرائم ضد الشعوب الإسلامية
  • الجهاد الإسلامي: بيانات القمة العربية "فارغة" ما لم توقف الإبادة في غزة
  • سيارتك قد تتحول لقنبلة بالصيف: 5 نصائح تنقذك من الأعطال والحوادث قبل فوات الأوان
  • أنقذوا غزة قبل فوات الأوان.. حماس تدعو العالم لوقف الحرب وردع الاحتلال
  • ماذا يجري فى نيالا؟