مصادر استخباراتية: هذه خلفية الاشتباك بين القوات الأمريكية والتركية في سوريا
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
سلطت المحللة السياسية، كارولين دي روز، الضوء على الاحتكاكات الجارية بين الجيشين الأمريكي والتركي في سوريا، مشيرة إلى اشتباك أخير بشمال شرقي البلاد يوم الخميس الماضي.
وذكرت دي روز، في تحليل نشره موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الاشتباك وقع عندما اكتشفت القوات البرية الأمريكية المتمركزة في قاعدة الحسكة العسكرية طائرة تركية مسيرة تنفذ ضربات على بعد أقل من نصف ميل منها.
وبينما قال مسؤولو الدفاع الأمريكيون إن القادة الأمريكيين في الميدان أجروا مكالمات لا تعد ولا تحصى بالقادة العسكريين الأتراك لإخطارهم بالوجود الأمريكي في المنطقة والتحذير من المزيد من "التعديات"، أفادت مصادر مطلعة بأن المسؤولين الأتراك "لم يستجيبوا"، حسبما أورد الموقع الفرنسي المعني بشؤون الاستخبارات.
وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة وجهت طائرة مقاتلة من طراز F-16 لإسقاط الطائرة التركية المسيرة في نهاية المطاف.
وكان حليفي الناتو قد اشتبكا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما شنت تركيا غارات جوية على قاعدة كردية تستخدمها القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا، لكن حادثة الأسبوع الماضي كانت المرة الأولى التي تسقط فيها الولايات المتحدة طائرة لدولة حليفة في سوريا.
وأشارت واشنطن وأنقرة إلى أن الحادث قد يكون نتيجة عطل ميكانيكي وسوء اتصال بين القيادة التركية والطائرة المسيرة، وليس استهدافا متعمدا، وأصدرتا بيانات وصفت فيه الاشتباك بأنه "حادث مؤسف".
اقرأ أيضاً
تركيا تعلن تحييد 14 مسلحا كرديا في هجمات ليلية بشمالي سوريا
ومع ذلك، فإن الحادث يشير إلى استمرار "مخاطر التصعيد العرضي بين القوات الأمريكية والتركية في سعيهما لتحقيق أهداف مختلفة في سوريا"، بحسب الموقع الفرنسي.
فعلى الرغم من كونهما حليفتين بالناتو ورغبتهما في رؤية المزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط، فإن للولايات المتحدة وتركيا مصالح مختلفة في سوريا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنطقة الشمالية الشرقية من البلاد ووضع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الأكراد.
فتركيا ترى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب المتمركزة في سوريا فرع عن حزب العمال الكردستاني المتمركز في تركيا، والذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، وتقاتله منذ منتصف الثمانينيات.
ومع ذلك، فإن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، والذي يسمى قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، يقوم بتدريب مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وتقديم المشورة لها، كجزء من جهود القضاء على تنظيم الدولة في سوريا.
ورغم أن تركيا شنت غارات جوية متكررة ضد أهداف كردية في العراق وسوريا منذ عام 2019 في إطار عملية "المخلب"، إلا أن تفجير انتحاري لحزب العمال الكردستاني خارج وزارة الداخلية في أنقرة أقنع المسؤولين الأتراك بضرورة مضاعفة حملتهم العسكرية.
ومنذ ذلك الحين، نفذت تركيا سلسلة من المداهمات والاعتقالات ضد أعضاء حزب العمال الكردستاني المشتبه بهم في جميع أنحاء البلاد. كما نفذت ضربات على أكثر من 22 هدفًا مشتبهًا به للحزب في شمالي العراق وما لا يقل عن 18 هدفًا في شمال شرقي سوريا.
وركزت السلطات التركية على الجانب السوري من الانتقام بعد أن خلصت إلى أن المهاجمين في أنقرة جاءا في الأصل من سوريا، وهو ما نفاه المسؤولون الأكراد.
اقرأ أيضاً
مسؤولان أمريكيان يعلنان إسقاط مسيرة تركية في سوريا.. وأنقرة تنفي
عرضي أم استراتيجي؟
وبعد وقت قصير من هجوم أنقرة، أصدر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بيانا حذر فيه، ليس المسلحين الأكراد بالعراق وسوريا فقط، ولكن حلفاء مثل الولايات المتحدة أيضا.
وقال فيدان إن جميع المنشآت الكردية هي "أهداف مشروعة" وحذر "الأطراف الثالثة" من الابتعاد عنها.
ومن المرجح أن الطائرة التركية المسيرة، التي تم رصدها بالقرب من القوات الأمريكية الأسبوع الماضي لم تستهدفها عمداً، بحسب المصادر الاستخباراتية، التي أشارت مع ذلك إلى أن القوات التركية كانت "تتخطى الحدود" ربما لقياس عدد الأهداف الكردية التي يمكنها ضربها خارج نطاق بروتوكولات منع الاشتباك مع الولايات المتحدة.
وأدت سنوات من الضربات التركية على قوات سوريا الديمقراطية إلى إحباط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بسبب الإضرار بالقدرات العملياتية للجماعة التي يقودها الأكراد، ما تسبب في انتكاسات بمهمة التحالف لتدمير تنظيم الدولة.
لكن الولايات المتحدة لم تصل إلى حد منع الضربات التركية أو الرد عليها بشكل مباشر، مفضلة الاعتماد على دبلوماسية القنوات الخلفية لتثبيط الهجمات البرية والتعدي التركي على مناطق عمليات التحالف.
ولم يكن إسقاط الطائرة المسيرة مؤخرًا مختلفًا، حيث أظهرت القوات الأمريكية لنظيرتها التركية أن "العبث بالعمليات الأمريكية سيدفع القوات الأمريكية إلى الدفاع عن نفسها".
وبعد الحادث، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن وزير الدفاع، لويد أوستن، تحدث مباشرة مع نظيره التركي، يشار جولر، حول تنسيق أفضل لبروتوكولات منع الاشتباك.
وأعقب ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال تشارلز براون، بمكالمة هاتفية مع رئيس الأركان العامة التركي الجنرال، متين جوراك، حول كيفية تحسين إجراءات السلامة في شمال شرقي سوريا.
اقرأ أيضاً
تركيا تلوح بعملية عسكرية برية في سوريا.. لماذا؟
المصدر | جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا سوريا هاكان فيدان أمريكا حزب العمال العمال الكردستاني قوات سوریا الدیمقراطیة القوات الأمریکیة الولایات المتحدة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية 50% على الصلب
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى الولايات المتحدة لتصل إلى 50% بدلاً من 25%، في خطوة تهدف إلى دعم صناعة الصلب الوطنية، وتعزيز فرص العمل داخل البلاد. وجاء الإعلان خلال خطاب ألقاه الرئيس في مصنع شركة "يو إس ستيل" بمدينة ويست ميفلين بولاية بنسلفانيا.
وقال ترامب في كلمته: "سنرفع الرسوم الجمركية على الصلب المستورد إلى 50%، ما سيعزز مكانة صناعة الصلب ويؤمن الوظائف في الولايات المتحدة"، مؤكداً أن بلاده لا يمكن أن تستغني عن صناعة الصلب باعتبارها جزءًا أساسيًا من أمنها الاقتصادي والصناعي. وأضاف: "إذا لم يكن لديك الصلب، فلن يكون لديك بلد".
وجدد الرئيس الأميركي دعمه للصفقة التي تبلغ قيمتها 14 مليار دولار بين شركة "يو إس ستيل" الأميركية وشركة "نيبون ستيل" اليابانية، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيحافظ على الطابع الأميركي للشركة ومقرها الرئيسي في بيتسبرغ، مع منح الحكومة الأميركية "حصة ذهبية" لضمان الإشراف المستمر على الصفقة.
وفي تصريحاته، أوضح ترامب أن شركة نيبون ستستثمر 14 مليار دولار على مدار 14 شهرًا في تطوير "يو إس ستيل"، الشركة الصناعية الأميركية العريقة التي يعود تاريخ تأسيسها لأكثر من 120 عامًا. وأشار إلى أن الصفقة ليست بيعًا كاملاً، بل "شراكة" استراتيجية تهدف لتعزيز الصناعة الأميركية، واصفًا الاتفاق بأنه "استثمار" ستظل فيه السيطرة للولايات المتحدة.
كما كشف ترامب عن خطة مرتقبة لإقرار أكبر تخفيضات ضريبية للطبقة العاملة في تاريخ البلاد، تشمل الإبقاء على معدلات ضرائب الدخل الحالية، وإلغاء الضرائب على الإكراميات وساعات العمل الإضافية، ما وصفه بـ"مشروع القانون الكبير والجميل" لدعم العمال الأميركيين.