القاهرة – نبض السودان

خاطب وزير الصحة السوداني في إجتماع اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة خاطب في بيان له أوضح فية مواجهة السودان تحديات عديدة، بما في ذلك الفقر والمرض والنزاعات المستمرة، وفيما يلي تورد سونا نص البيان:

السيد رئيس المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وفريق عمله
معالي السادة الوزراء و ممثلي الدول
السيدات والسادة الأعضاء

يسعدني أن أكون معكم في هذا اليوم وفي ختام أعمال هذا الإجتماع لأتحدث إليكم عن الوضع الصحي في السودان، والمشاركة في توحيد الرؤى ، فكما تعلمون، يواجه السودان تحديات عديدة، بما في ذلك الفقر والمرض والنزاعات المستمرة.

فرضت على السودان حرب مدمرة في ال 15
أبريل 2023م نزح إثرها أكثر من 5 مليون مواطن من الولايات المتأثرة بالحرب إلى الولايات الأخرى، كما لجأ حوالي المليون مواطن إلى دول الجوار.

يعاني الشعب السوداني من إرتفاع معدلات الأمراض السارية (الملاريا، الحميات الأخرى) وغير السارية (السكري وإرتفاع ضغط الدم، أمراض الكُلى والأورام) وإنتشار الأوبئة بصورة متكررة وكذلك ضعف مؤشرات صحة الأم والطفل (وفيات الأمهات، وفيات الأطفال، سوء التغذية) بالإضافة إلى ضُعف مقومات النظام الصحي و بنياته الأساسية.

أثرت هذه الحرب بشكل كبير في تدهور الوضع الصحي في البلاد رغم جهود الحكومة والشركاء، حيث تم فقدان معظم الخدمات التخصصية وأصولها من الأجهزة والمعدات في ولاية الخرطوم مثل: المستشفى الرئيس لتشخيص وعلاج الأورام و مستشفيات طب وجراحة القلب ومناظير الجهاز الهضمي – العظام – جراحة الأطفال والخدمات التشخيصية (الرنين المغنطيسي – الأشعة المقطعية).

كما فقد النظام الصحي أحد مقوماته الأساسية وذلك بفقدانه للمخزون الرئيس للإمداد الطبي في السودان (أدوية وأجهزة و معدات تقدر بحوالي 500 مليون دولار) ، وقد فشلت كل محاولاتنا ، إضافة إلى فقدان المتحركات وعربات النقل والإسعاف، مع خروج أكثر من 100 مستشفى عن الخدمة في الخرطوم وولايات دارفور، وكذلك خروج المعمل المرجعي الرئيس بالبلاد (المعمل القومي للصحة العامة) عن الخدمة.

وقد أدى التدهور في وضع الصحة العامة إلى ظهور أوبئة كالملاريا والحميات الأخرى والإسهالات وبعض أمراض الطفولة.

كما تُعاني المؤسسات الصحية بالولايات التي نزح إليها السكان من ولايات الحرب من الضغط الكبير للمترددين عليها، وقد تأثرت بهذا الضغط الكبير خدمات غسيل الكُلى، الطوارئ، العناية المكثفة والعمليات.

وقد تم وضع الترتيبات لتسيير أعمال الوزارة بجهد تكاملي من الوزارة الإتحادية والشركاء من ثلاثة مواقع بديلة مع إدارات الصحة بالولايات وأيضا تم وضع وإجازة خطة الإستجابة والطوارئ مع كل الشركاء حتى 31 ديسمبر 2023م. وكانت أهدافنا في وزارة الصحة تتمحور حول 4 أولويات وهي: توفير خدمات الطوارئ وضمان إستمرار الخدمات الإساسية وتوفير الإمداد الطبي ومكافحة الأوبئة.

رغم الظروف الصعبة فقد حققنا بعض النجاحات والتقدم في هذه المجالات، ولكن هناك المزيد الذي يتعين القيام به فقد كان للإستفاقة السريعة لنظم الدولة و إستعادة آليات العمل الدور الكبير في تجاوز أصعب العقبات في الفترة السابقة.

وأود هنا أن أدعُ منظمة الصحة العالمية وكافة الشركاء من الدول الشقيقة والصديقة ومن منظمات المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم مجهودات تحسين الصحة العامة بالسودان شاكرين لهم ما كان من دعم وسند في ماسبق كان له الأثر الكبير في مقدرة البلاد على إستجابة الخدمات الصحية.

نحن ملتزمون بمعالجة هذه التحديات وتحسين الصحة العامة للشعب السوداني في ظل هذه الظروف العصيبة، وأن نسعى جاهدين في ذلك بإذن الله.

طال الزمن أو قصر ستقف الحرب بإذن الله وسيعود أبناء السودان للسودان لبنائه. فمما أنعم الله علينا كم هائل من الخبرات و الكوادر المدربة والمؤهلة والتي كان لها شرف الإسهام الكبير في بناء الأنظمة الصحية وغيرها في كثير من دول الإقليم.

وفوق هذا وذاك تمتلك بلادنا من المقومات الطبيعية و الثروات المتباينة بما هو كفيل بإعادة بنائها إذا أخلص بنوها وشدوا السواعد ووحدوا صفوفهم.

وقبل أن أطوي هذه الكلمات لابد لي أن أُشارك نيابةً عن شعبي ودول الإقليم وشعبه ممن أصابه الزلزال أو الإعصار أو الأمطار أو الحرب والتقتيل في المغرب وليبيا وفلسطين وأفغانستان و اليمن وغيرها ، وما تَمُر به هذه الشعوب من مصائب ألمت بها تجعلُنا في غاية القلق تجاه هذه الشعوب ونسال الله للجميع اللطف والتيسير.

مقترحنا
كلنا أمل في أن يكون لدول الإقليم ميثاق مشترك وعمل جمعي صادق لا تؤثر فيه تباين سياسات الساسة ولا يضعف بمواقف لحظية ولا يخضع لمقاييس وقتية و لا لحسابات لا تضع المواطن وصحته أولوية. ميثاق وثاقه حبل الله المتين الذي تُمثله مجتمعات الإقليم و صمامه ميثاق الشرف و المهنية الذي يقسم به كل طبيب قبل ممارسة المهنة، وأتمنى أن يكون ذلك الميثاق المشترك أحد مخرجات إجتماعات الدورة 70 وصياغة نموذج يتم التوافق عليه كما جاء في كلمة المدير الإقليمي
الشعارات التي نرفعها كأعضاء لهذه المنظمة وأهداف التنمية المستدامة الصحة للجميع وبالجميع والتغطية الصحية الشاملة لكنها شعارات نرفعها جميعاً ولكن لاتجد مساحة للتطبيق إلا في دول العالم الأوفر إقتصاداً ومالاً وإقتداراً.

وها هي الدول الهشة والتي أنهكتها الحروب والفقر والمرض لا تتحسن إلا كسلحفاء أثقل الطين مشيها ولذلك نرى أن العالم يتنقل بين مبادرةٍ وأخرى وشعار وآخر دون أن يُحقق من تلك الأهداف إلا اليسير في بلداننا.

إن هذه المعادلات تحتاج إلى إعادة صياغة وكل الشراكات والآليات التنموية والصحية تحتاج إلى قواعد متينة تبنى عليها تتمثلها قواعد الإنسانية والشراكة الفعلية والمهنية العملية.

شكراً لكم مرةً أخرى على إثراء هذا الملتقى وأسأل الله لي ولكم التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: إجتماعات السودان خطاب في نص الصحة العالمیة

إقرأ أيضاً:

«الصحة العالمية» تعبر عن قلقها بشأن الأزمة الصحية المتزايدة في الضفة الغربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت منظمة الصحة العالمية، إنها لا تزال قلقةً إزاء الأزمة الصحية المتزايدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة الضفة الغربية، حيث الهجمات على البنيةِ التحتيةِ الصحيةِ والقيودِ المتزايدةِ المفروضة على الحركة تعرقل الحصول على الرعاية الصحية.  

وأوضحت المنظمة فى بيان لها، اليوم السبت، أنه منذ بدء الحربِ في غزة، أدى تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية، ومنها القدس الشرقية، إلى وفاة 521 فلسطينيًا، منهم 126 طفلًا في الفترة بين 7 أكتوبر 2023 و10 يونيو 2024. وإضافةً إلى ذلك، أُصيب أكثر من 5200 شخص، بينهم 800 طفل، الأمر الذي يُثقل كاهل المرافق الصحية المنهكة بالفعلِ بالعبء المتزايد لرعاية الرُّضوح وحالات الطوارئ.

وحتى 28 مايو، وثَّقت المنظمةُ 480 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن 16 وفاة و95 إصابة. وقد طالت الهجمات 54 مرفقًا صحيًا، و20 عيادة متنقلة، و319 سيارة إسعاف‎. ووقَعَتْ تسعةٌ وخمسون في المائة من الهجمات في مدن طولكرم وجنين ونابلس. وهي تشمل هجمات على البنية التحتية الصحية وسيارات الإسعاف، واحتجاز العاملين الصحيين والمرضى، وعرقلة وصولهم إلى المرافق الصحية، واستخدام القوة بحق العاملين الصحيين، والتفتيش العسكري لسيارات الإسعاف والموظفين.

وأضافت المنظمة: «لقد أدى إغلاقُ نقاط التفتيش، والعراقيلُ التعسفية، واحتجاز العاملين الصحيين، وتزايد انعدام الأمن، والحصار وإغلاق مدن ومجتمعات محلية بأكملها، إلى تشديد تقييد الحركة داخل الضفة الغربية، الأمر الذي أعاق الوصول إلى المرافق الصحية. وقد أدت الأضرار الواسعة التي أصابت البنى التحتية والمساكن، ولا سِيَّما في شمال الضفة الغربية، إلى تفاقم الوضع جراء عرقلة وصول سيارات الإسعاف وفرق الإسعافات الأولية».

وفي الفترة ما بين أكتوبر 2023 ومايو 2024، رُفض أو أُرجئ النظر في 44٪ من 28292 طلبًا لالتماس الرعاية الطبية خارج الضفة الغربية، في القدس الشرقية أو المرافق الصحية الإسرائيلية، في حين تُمنح إمكانية الحصول على الرعاية في الأساس لحالات السرطان والغسيل الكلوي وغيرها من الحالات التي تتطلب رعاية مُنقِذة للحياة. وفي الفترة نفسها، تم رفض أو تأجيل النظر في 48% من طلبات تصاريح المرافقة التي بلغ عددها 25562 طلبًا.

وتُظهِر المقارنةُ بين أكتوبر 2022 ومايو 2023 وأكتوبر 2023 ومايو 2024 انخفاضًا بنسبة 56٪ في طلبات الحصول على تصاريح المرضى في الضفة الغربية و22٪ في الموافقات، وانخفاضًا بنسبة 63٪ في طلبات الحصول على تصاريح المرافقين، وانخفاضًا بنسبة 24٪ في الموافقات. وفيما قبل أكتوبر 2023، كان أكثر من 300 مريض يحتاجون إلى تصاريحَ يوميًا للعبور من الضفة الغربية إلى القدسِ الشرقيةِ والمرافق الصحية الإسرائيلية.

وتؤثِّر الأزمةُ الماليةُ الطويلةُ الأمد التي تواجهها السلطة الفلسطينية بشدة على النظام الصحي، وقد تفاقمت هذه الأزمة بسبب احتجاز إسرائيل إيرادات الضرائب المفروضة على الأرض الفلسطينية المحتلة، المتواصل منذ 7 أكتوبر، والتدهور العام للوضع الاقتصادي في الأرض الفلسطينية المحتلة. ويؤثرُ الوضعُ المالي على تقديم الخدمات الصحية تأثيرًا كبيرًا - ومن ذلك مثلًا أن العاملين الصحيين لم يحصلوا إلا على نصف رواتبهم منذ ما يقرب من عام، إضافة إلى نفاد مخزون 45% من الأدوية الأساسية.  وفي معظم مناطق الضفة الغربية، صارت عيادات الرعاية الأولية والعيادات التخصصية للمرضى الخارجيين تعمل يومين في الأسبوع، بينما تعمل المستشفيات بقدرة 70٪ تقريبًا.

وتدعم منظمةُ الصحة العالمية وزارةَ الصحة بشراء الأدوية الأساسية وبتقديم المساعدة التقنية لمعالجة بعض السياسات والإجراءات بما يُسهم في حل الأزمة المالية في مجال الصحة. وإضافةً إلى ذلك، جهزت المنظمةُ سلفًا إمدادات في المستشفيات الرئيسية في جميع أنحاء الضفة الغربية، ومنها القدس الشرقية، ونظمت تدريبًا مجتمعيًا على التدبير العلاجي للرُّضوح - للعاملين في مجال الاستجابة للإسعافات الأولية في المجتمعات المتضررة - من أجل تعزيز التأهب لحالات الطوارئ، ولكن تفاقم انعدام الأمن وصعوبة إمكانية وصول العاملين الصحيين في حالات الطوارئ والمتطوعين الميدانيين للوصول إلى المصابين، واستمرار فرض حظر التجول الصارم، كلها أمور تشكل مجتمعة مخاطر كبيرة على النظام الصحي وتجعل من الصعب للغاية على فرق الاستجابة الوصول إلى من يحتاجون إلى الرعاية العاجلة.

وتدعو المنظمةُ إلى توفير حماية فورية وفعالة للمدنيين والرعاية الصحية في الضفة الغربية.

وتؤكد المنظمةُ على وجوب احترام القانون الإنساني الدولي، وهذا يعني وجوب احترام قدسية الرعاية الصحية في جميع الأوقات. 

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية
  • “الصحة العالمية” تحذر من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة
  • الصحة العالمية تُحذر من تفاقم الأزمة الصحية بالضفة الغربية
  • عاجل| الصحة العالمية تُحذر من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية
  • الصحة العالمية تحذر من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية
  • «الصحة العالمية» تحذر من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية
  • منظمة الصحة العالمية تحذر من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية
  • الصحة العالمية قلقة بشأن الأزمة الصحية المتزايدة في الضفة الغربية
  • «الصحة العالمية» تعبر عن قلقها بشأن الأزمة الصحية المتزايدة في الضفة الغربية
  • منظمة الصحة العالمية تحذر من مجاعة خطيرة تعصف بسكان قطاع غزة