بين يناير ومارس من هذا العام، فرّ 200 ألف شخص عبر الحدود السودانية إلى جنوب السودان، الذي يشهد صراعا داخليا متصاعدا، ليصل إجمالي عدد اللاجئين والعائدين الذين عبروا منذ بداية الحرب إلى أكثر من مليون شخص.

بورتسودان: التغيير

حذّرت منظمة الصحة العالمية من عواقب انهيار النظام الصحي في السودان، وتراجع قدرات الدول المجاورة على الاستجابة لاحتياجات العدد المتزايد من اللاجئين الوافدين إليها، مع استمرار الحرب الدائرة في إحداث “أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية”.

بعد أكثر من عامين من القتال، أصبحت أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم، حيث أُجبر 14.5 مليون شخص على الفرار من ديارهم، من بينهم ما يقرب من أربعة ملايين شخص التمسوا اللجوء في دول مجاورة، بما في ذلك مصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

بين يناير ومارس من هذا العام، فرّ 200 ألف شخص عبر الحدود السودانية إلى جنوب السودان، الذي يشهد صراعا داخليا متصاعدا، ليصل إجمالي عدد اللاجئين والعائدين الذين عبروا منذ بداية الحرب إلى أكثر من مليون شخص.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع الإنساني المعقد – والذي تفاقم بسبب الهجمات على المرافق الصحية، لا يزال يعيق التدخلات الصحية الحيوية، بما في ذلك الاستجابة للكوليرا والحصبة وسوء التغذية.

في ظل هذه الصورة القاتمة، أفادت المنظمة بتسجيل ما يقرب من 60 ألف حالة إصابة بالكوليرا في السودان، مما أسفر عن أكثر من 1640 حالة وفاة، في الوقت الذي تواصل فيه دعمها للبلاد من خلال ركائز الاستجابة المتعددة.

وأضافت المنظمة أن الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وسوء التغذية والإسهال المائي الحاد لا تزال أكثر الحالات الصحية شيوعا في شرق تشاد، في ظل ورود تقارير مستمرة عن حالات اشتباه بالحصبة والتهاب الكبد الوبائي (هـ) والدفتيريا.

وقالت إنها تدعم أيضا الاستجابة لتفشي الملاريا والكوليرا في إثيوبيا والتهاب الكبد الوبائي (هـ) في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مصر تواصل دعم الوافدين السودانيين الجدد حيث تغطي لهم نفقات الرعاية الصحية من خلال برنامج مخصص، وأكدت أنه بحلول نهاية أبريل، تم تسجيل 1.5 مليون وافد سوداني جديد في البلاد.

أبرز التحديات

وأكدت المنظمة أنها تواجه العديد من التحديات التشغيلية للاستجابة لهذه الأزمات، بما في ذلك فجوة التمويل المتفاقمة مؤخرا، والتي تُجبر العديد من شركائها على إيقاف عملياتهم وتعرقل الاستجابة.

وأضافت أن الأعمال العدائية المستمرة، بما في ذلك الهجمات على المرافق الصحية، تُهدد الأمن على الأرض، مما يتسبب في مزيد من النزوح ويزيد من التحديات في الاستجابة للاحتياجات، والسيطرة على الأمراض المعدية، وإيصال الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من المساعدات الإنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى وجود نقص في وظائف الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة في السودان والدول المضيفة للاجئين، مما يُعيق رصد انتقال الأمراض داخليا وعبر الحدود، والقدرة على اتخاذ قرارات تشغيلية تستند إلى الأدلة. كما أكدت المنظمة أن هناك نقصا في الكوادر الطبية ووصول محدود للمياه ومستلزمات النظافة.

الوسومآثار الحرب في السودان الكوليرا في السودان منظمة الصحة العالمية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الكوليرا في السودان منظمة الصحة العالمية منظمة الصحة العالمیة فی السودان بما فی ذلک أکثر من

إقرأ أيضاً:

لزوجة منطق استمرار الحرب و تجاهل الكارثة الصحية فى بلاد السودان: انهم سيحكمون المقابر والجثث

 

لزوجة منطق استمرار الحرب و تجاهل الكارثة الصحية فى بلاد السودان: انهم سيحكمون المقابر والجثث

بكري الجاك 

دون الخوض في جدلية أيهما أولا البيضة أم الدجاجة، يبدو أن حراس خطاب و حجج استمرار الحرب انحدروا إلى مستوى سحيق في ذبح المنطق بكافة مقوماته من منطق صوري و خلافها، و في هذا الدرك وصلوا الي اقامة الحجة على نفي وقتل الوجود لإثبات العدم، و هذا منطق دائري لزج من شاكلة الإجابة على من أنشأ الدعم السريع دون حتى مجرد رد الاعتبار إلى الحقيقة بالاجابة على سؤال لماذا اختار من أنشأ الدعم السريع (أي كان وإن كانت الحقيقة هي المؤتمر الوطني و الإسلاميين و نظام الانقاذ) اللجوء اليه و له مؤسسات دولة من بينها شيء اسمه القوات المسلحة، ثم يقول و بكل احتفاء بالجهل و بوقاحة لا يحسد عليها أنه يجب أن نحارب من صنعناه بايدينا خارج مؤسسات الدولة للدفاع عن الدولة. هذا دون حتي الاشارة للخلل البنيوي فى بنية هذه الدولة بتاتا.

 

ثم يمضي الكائن منهم ليقول و بكل ببجاحة متعالية أن الحرب يجب أن تتواصل و بأي كلفة كانت لاسترداد مؤسسات الدولة.

وإذا سألت استردادها من من؟

سوف لن تسمع إجابة غير سرد طويل من الإنشاء الذي لا بيان فيه و لا سحر. ثم يمضي ليقول أنه في حروب الكرامة ليس من المهم حجم الكلفة (من دمار و خراب و انقسام و قتل و سحل و كوليرا) و ليس مهم عامل الزمن.

إذا سألت لماذا ليس هناك للزمن قيمة و الناس تموت؟

فحينها سيفخّمون أصواتهم و يشددون على مخارج حروفهم و يعتدلون في جلساتهم لابداء مظهر يبدي تماسك المنطق وسلامة الحجة وقوة الشكيمة ليخطبوا فيك خطبة مفخخة قوامها أن هذه قضايا وجود والحرب حرب وجود.

وإذا تجرأت وسألت وجود لمن إذا كان الناس قد قضوا نحبا و ماتوا و لم يبقى منهم شيء، فسيقولون الدولة بكل بلاهة المنتشي أنه قد قال قوله ستٌنحت فى التاريخ كمقولة و حقيقة خالدة و ثابتة.

وإذا تجرأت وسألت و ما هي الدولة؟

سوف لن تسمع أن تعريف الدولة الكلاسيكي هو الأرض (الإقليم المحدد) و السكان و السيادة. و سوف لن تسمع اجابة من شاكلة أن التعريف الوظيفي للدولة قوامه ثلاث عناصر تتعلق بقدرة الدولة في 1) احتكار العنف ومنع استخدامه بواسطة أي جهات و استخدامه بواسطة الدولة وفق إطار دستوري وقانوني، 2) إنفاذ التعاقد بين المواطنين و المتعاقدين وفق العقد الاجتماعي (الدستور و القوانين) السائد، 3) تنظيم المجتمع باستخدام السياسات العامة و هذا مجال سياسات التعليم و الصحة و البيئة و غيرها. و لكن ستسمع اجابة من شاكلة أن الدولة هي الكائن الخفي الأكثر أهمية من حياة الناس.

أما إذا رفعت جرعة الجرأة و سألت ما فائدة الدعوة لاستمرار الحرب للدفاع عن الدولة واسترداد مؤسساتها إذا كان من المحتمل أن يحدث ذلك و لم يعد هنالك إقليم محدد و لا سكان ( إذ تقتلهم الكوليرا و الحرب و تبعات الحرب) و لا سيادة، و الدولة أن وجدت فهي لا تحتكر العنف و لا تستطيع أن تنفذ أي تعاقد حتى بين من يدعون أنهم يحاربون للدفاع عن مؤسساتها و لا تستطيع أن تنظم المجتمع و تقدم أي من الخدمات الأساسية؟ و لكم فى موت الناس في كل ثانية بالكوليرا أو باسلحة الحرب خير مثال.

يجيبونك أنهم لا يمانعون في وجود دولة بلا سكان و سيسعدون بحكم الجثث و المقابر بكامل البهاء السيادي و في اقليم غير محدد بلا احتكار للعنف و لا قانون و لا أي دور للدولة.

خلاصة الخلاصة و زيت الزيت أنهم سيحكمون المقابر للدفاع عن سيادة الدولة بعد أن ينتصروا في الحرب عسكريا و كأنما النصر غير متاح بوسائل أخري، أوليس النصر في جوهر قيمته أن يعلي مصلحة الشعوب السودانية وليس قتلها لحكم أرض ليس بها سوى الجثث و الخراب.

ألم أقل أنه منطق دائري و لزج و سمج و لا حجة فيه سوي استرخاص حياة الناس؟

فلنفعل كل ما نستطيع لانقاذ الناس من وباء الكوليرا، فأن إعلاء قيمة حياة الناس هو انتصار للكرامة وليس قتلهم.

بكري الجاك

27 مايو 2025

الوسومالمقابر بكري الجاك حكم الجثث لزوجة منطق استمرار الحرب

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: نزوح أكثر من 14.5 مليون سودانى بسبب الأزمة الإقليمية
  • الصحة العالمية: أكثر من 14.5 مليون نازح بسبب أزمة السودان وتدهور الوضع الصحي بشكل غير مسبوق
  • لزوجة منطق استمرار الحرب و تجاهل الكارثة الصحية فى بلاد السودان: انهم سيحكمون المقابر والجثث
  • الصحة العالمية: النظام الصحي في غزة ينهار وسط نفاد الأدوية والمعدات الطبية
  • مليون شخص على قوائم الانتظار.. مظاهرة حاشدة في مدريد ضد خصخصة النظام الصحي العام
  • الصحة العالمية: الوضع الصحي في غزة كارثي
  • «الصحة العالمية» تشيد بدور مصر كدولة نموذجية في تبني أعلى معايير الجودة الصحية
  • الصحة العالمية توجه نصائح وإرشادات للحجاج لتجنب الأمراض والمخاطر الصحية خلال موسم الحج
  • عبدالغفار: تدريب الأطباء وفق أعلى المعايير العالمية لسد عجز التخصصات وإنقاذ المنظومة الصحية