الخبراء يجيبون لـ "الفجر".. لماذا استهدفت إسرائيل المطارات السورية؟
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
تعرض مطار دمشق الدولي وحلب إلى قصف إسرائيلي، حسب ما أفادت وسائل إعلام سورية رسمي نقلا عن مصدر عسكري.
لذلك يرى الخبراء أن هذا الاستهداف من أجل بعث عدة رسائل إلو حلفاء المقاومة الفلسطينية وسوريا.
استهداف المطارات
أوضح المصدر السوري أنه "حوالى الساعة 13،50 (10،50 ت غ) من بعد ظهر الخميس، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ مستهدفا مطاري حلب ودمشق الدوليين، مما أدى إلى تضرر مهابط المطارين وخروجهما عن الخدمة".
وأشارت محطة "شام إف إم" المحلية الخاصة إلى أنه جرى اطلاق الدفاعات السورية ردا على الهجومين، وقالت إن أضرارا وقعت في مطار حلب لكن لم يسقط قتلى أو جرحى، بينما لم تقدم أي معلومات عن تأثير الضربة التي استهدفت مطار دمشق.
ارتباك إسرائيل.. وإثبات الذاتقال عمر رحمون، المحلل السياسي السوري، أن عملية طوفان الأقصى أدت إلو حدوث ارتباك داخل الاحتلال الإسرائيلي لذلك نجد قصف الاحتلال إلى جنوب لبنان ثم استهداف المطارات السورية كل ذلك يدل علي الارتباك في صفوفه.
وأضاف عمر رحمون في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول من تلك العمليات أن يقول إلى العالم أنه موجود ويقدر أن ينفذ ما يريد من أجل أن ينسي العالم ما حدث لها في طوفان الأقصى.
وأشار المحلل السياسي السوري، إلو أن هذا الاستهداف التي حدث علي المطارات السورية ليس جديد ولكن من أجل إثبات الذات.
بعث رسائل
أوضح الدكتور عبد المهدي مطاوع، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن قصف مطار دمشق وحلب يحمل رسالة إلى النظام السوري بضبط حدوده، كما أنها تمنع احتمالية أن يأتي اي دعم إذا توسعت الحرب للجبهة الشمالية.
وأضاف الدكتور عبد المهدي مطاوع في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن جميع المؤشرات حتى الان تشير إلى حرب دموية غير مسبوقة تتضمن احتياجا بريا.
واستكمل الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الأهداف التي تم التصريح عنها بعد تشكيل حكومة الحرب أن الهدف هو إنهاء حكم حماس، وهذا يضعنا أمام تساؤل ماذا بعد كيف سيتم إدارة المنطقة بعد الحرب، لذلك اعتقد أن نتنياهو وحكومة اليمين لن تكون بعد الحرب.
قطع الإمداداتكشف محمد هويدي، المحلل السياسي السوري، أن الكيان الإسرائيلي يعاني الآن بحالة هستيريا بعد طوفان الأقصى.
وأضاف محمد هويدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إسرائيل تبعث رسائل إلي الحكومة السورية وأيضا إلي حلفاء المقاومة الفلسطينية وحلفاء سوريا.
نوه هويدي، إلى أن إسرائيل كانت على علم أن وزير الخارجية الإيراني سوف يزور سوريا الخميس فكانت تريد بعث رسالة له.
واختتم المحلل السياسي، أن الكيان الإسرائيلي يريد قطع الإمدادات والمساعدات عن المقاومة الفلسطينية عن طريق سوريا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مطار حلب سوريا مطار دمشق فلسطين اسرائيل
إقرأ أيضاً:
لماذا يظل السلام في أوكرانيا أملا بعيد المنال؟
بعد مرور ما يقرب من أربع سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية، تتكثف المساعي لإنهاء الحرب. لم تسفر الدبلوماسية على مدار الأسابيع القليلة الأخيرة عن مقترح واحد بل عن مقترحين بينما يتنقل المبعوثون الأمريكيون في رحلات مكوكية بين كييف وموسكو. ووسط استعراضات التصفيق العلني ـ المفتعلة في أغلب الأحيان ـ لجهود الرئيس دونالد ترامب لوقف إراقة الدماء، يتدافع الجميع لصياغة شروط السلام، فضلا عن الحقائق على الأرض.
مع ذلك، وعلى الرغم من فورة النشاط الدبلوماسي، تظل احتمالات وقف إطلاق النار ضئيلة. ومن غير المرجح أن نشهد وقف إطلاق النار في غضون أسابيع، أو حتى في غضون أشهر. والسبب واضح ومباشر: فلا تزال أهداف روسيا وأوكرانيا غير متوافقة بشكل جوهري، ولم يجد أي من الطرفين سببا كافيا للتوصل إلى حل وسط.
ولم يساعد تركيز ترامب المنفرد على التوصل إلى اتفاق (بغض النظر عن التفاصيل) في تغيير الحسابات الاستراتيجية عند أي من الطرفين. لقد جعل ترامب إنهاء الحرب، بصرف النظر عن العواقب التي قد يخلفها ذلك على أوكرانيا وأوروبا، إحدى الأولويات القصوى في ولايته الثانية، وهو منزعج إزاء عدم حدوث ذلك بالفعل.
عندما ترغب في إبرام صفقة بأقل تكلفة ممكنة ولا تبالي بشكل خاص بالشروط أو التداعيات في الأمد القريب أو البعيد في عموم الأمر، فإن المسار الأقل مقاومة يتمثل في الضغط على الطرف الأضعف.
الطرف الأضعف، بالطبع، هو أوكرانيا، ليس فقط لأن اقتصادها وسكانها وجيشها أصغر مقارنة بروسيا، ولكن أيضا لأنها متورطة في فضيحة فساد طالت مؤخرا أندريه يرماك، رئيس أركان الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وإذ يدرك ترامب ومستشاروه أن زيلينسكي في موقف صعب في الداخل، فإنهم يَشتَمّون فرصة سانحة. فقد يكون الضغط على أوكرانيا الآن أكثر تبشيرا بتحقيق نتائج.
ولكن ما لا يفهمونه على ما يبدو هو أن ضعف زيلينسكي يجعل التنازلات أصعب، وليس أسهل. فبينما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن ربع الأوكرانيين فقط يريدون القتال حتى النصر الكامل، وهو ما يمثل تحولا دراماتيكيا عن سنوات الحرب الأولى، تظهر ذات الاستطلاعات أن معظم الأوكرانيين لا يزالون يريدون نهاية للحرب بشروط أوكرانية وليست روسية.
وحتى لو كان يميل إلى ذلك كل الميل، فلا يستطيع زيلينسكي الضعيف سياسيا أن يدعم اتفاقا تفوح منه رائحة الاستسلام، والذي سيعارضه شعبه وجيشه بأغلبية ساحقة. من جانبها، تدرك روسيا أنها صاحبة الموقف الأقوى ولا تحاول التوصل إلى شروط قد تقبلها أوكرانيا. في الواقع، لا يحاول الرئيس فلاديمير بوتن إنهاء الحرب على الإطلاق؛ لأنه يعتقد أن بإمكانه أن يحقق في ساحة المعركة نتائج أفضل من تلك على طاولة المفاوضات.
الواقع أن القوات الروسية تحرز تقدما بطيئا وصعبا في دونباس، وبرغم أن التكاليف باهظة ـ عشرات الآلاف من الضحايا، والإجهاد الاقتصادي، والعزلة الدولية ـ فإن بوتن أظهر أنه على استعداد لتحملها. فهو لا يزال مقتنعا بأن الوقت في صالحه.
وبتقديم مطالب متطرفة يعلم أن أوكرانيا من غير الممكن أن تقبلها ـ الاعتراف القانوني بالأراضي التي ضمتها روسيا، والحياد الأوكراني دون ضمانات أمنية حقيقية، وفرض قيود فعلية على سيادة أوكرانيا ـ يستغل بوتين نفاد صبر ترامب للتوصل إلى اتفاق.
إن هدف الكرملين ليس التفاوض بحسن نية؛ بل الظهور بمظهر المتعاون مع ترامب والقادة الأوروبيين المتعاطفين معه مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، على أمل أن تلوم الولايات المتحدة أوكرانيا على الفشل الدبلوماسي المحتوم.
في أفضل سيناريو يتخيله بوتن، تحقق هذه الاستراتيجية لروسيا أمرين: الإفلات بدرجة أكبر من العقاب على هجماتها على أوكرانيا (التي قد تستفز لولا ذلك ردة فعل أميركية عكسية) وحلف شمال الأطلسي الأكثر انقساما. لكن استراتيجية بوتن ليست بلا حدود. فقد أظهر ترامب بالفعل أنه قادر على الانقلاب على روسيا أيضا.
فعندما شعر بالإحباط من تعنت بوتن في وقت سابق من هذا العام، منحت الولايات المتحدة أوكرانيا الإذن بشن ضربات بعيدة المدى داخل روسيا، وفرضت عقوبات جديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل، وضغطت على الهند لتقليص مشترياتها من النفط الروسي.
علاوة على ذلك، بذلت أوكرانيا، وأوروبا، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القدر الكافي من الجهد (حتى الآن) للحفاظ على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، ومواصلة السماح بتوجيه ضربات عميقة للبنية الأساسية النفطية الروسية. الحد الآخر الذي يقيد استراتيجية بوتن هو أن ترامب لم يعد يتحكم في شريان الحياة الممدود لأوكرانيا.
فالولايات المتحدة تبيع الأسلحة وتوفر المعلومات الاستخباراتية، لكن الدول الأوروبية تمول الآن المجهود الحربي الأوكراني بالكامل. وهذا يقلل إلى حد كبير من نفوذ واشنطن على كييف. وقد أوضح القادة الأوروبيون، سواء من خلال الاستفادة من الأصول الروسية المجمدة، أو من خلال إصدار مزيد من الديون المشتركة، أنهم لن يتركوا أوكرانيا تخسر بسبب نقص المال.
لذا، سوف تمر الحرب عبر جولة أخرى من المحادثات الفاشلة، وشتاء آخر، وربما ربيع آخر. وسوف تستمر القوات الروسية في محاولة السيطرة على مزيد من الأراضي. وسوف تواصل أوكرانيا الدفاع عن نفسها بينما تضرب البنية الأساسية الروسية. وسوف تتصاعد التكاليف البشرية والاقتصادية. ومن المرجح أن يتدهور موقف أوكرانيا، حتى في حين تدفع روسيا ثمنا باهظا من الدماء والأموال مقابل مكاسب محدودة.
ولن يتوفر القدر الكافي من الاستعداد للتنازل في أي وقت قريب. أتمنى لو لم تكن هذه هي الحال. ولكن عندما تكون أهداف الأطراف غير متوافقة جوهريا، فلن يتسنى لأي قدر من الضغط الخارجي أو الدبلوماسية ردم الفجوة. سوف يأتي السلام في نهاية المطاف ـ ولكن فقط عندما تفرضه ساحة المعركة والظروف المادية. لن يتحقق السلام من خلال مساعي ترامب الدبلوماسية الحالية، بغض النظر عن عدد المواعيد النهائية التي يحددها.