غزة: ملاجئ غير آمنة ودعوة للتصويت على هدنة إنسانية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
العمانية – أثير
استشهد ما لا يقل عن 400 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب نحو 1500 آخرين إثر الغارات الجوية التي نفّذها طيران الاحتلال الإسرائيلي واستهدف خلالها عدة منازل وبنايات سكنية في مختلف مناطق قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أنّ الطيران الإسرائيلي قام بسلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت 10 منازل مأهولة بالسكان في دير البلح وسط القطاع؛ ما أسفر عن استشهاد أكثر من 80 فلسطينيًّا، وإصابة نحو 250 آخرين، كما أدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد حوالي 260 فلسطينيًّا في مدينة غزة خاصة تل الهوا والرمال ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة.
أمّا في مدينة جباليا، لقي ما لا يقل عن 40 فلسطينيًّا مصرعهم تحت الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي لمنازلهم، إضافة إلى نحو 10 آخرين قتلوا في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، عقب قصف عدد من المنازل، وفي خان يونس، استشهد نحو 20 مواطنًا بعد القصف الذي طال عددًا من البنايات السكنية.
وقالت الوكالة الفلسطينية إنّ الغارات الإسرائيلية، ألحقت خسائر مادية جسيمة في المناطق المستهدفة، كما تسببت بتدمير عشرات المنازل والبنايات السكنية.
الأونروا: ملاجئنا لم تعد آمنة
وكشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يواجهون خطر نفاد المياه، بشكل أصبح يهدد حياتهم. وناشدت بضرورة توصيل الوقود إلى غزة لتوفير المياه لأكثر من مليوني شخص أصبحت حياتهم مهددة، مشيرة إلى أن المياه النظيفة تنفد من القطاع بعد توقف عمل محطة المياه وشبكات الماء العامة.
ودعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى حماية جميع المدنيين المحتمين بمنشآتها بأنحاء قطاع غزة، بمن فيهم الموجودون في شمال القطاع ومدينة غزة، مبينة أن موجة النزوح تتواصل مع تحرك الناس إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة، حيث وقد وصلت حصيلة النازحين خلال أسبوع إلى ما يقرب من مليون شخص.
وذكرت الأونروا أن الحروب لها قواعد، وأن المدنيين والمستشفيات والمدارس والعيادات ومنشآت الأمم المتحدة لا يمكن أن تستهدف، مؤكدة أن ملاجئها في غزة وشمال القطاع لم تعد آمنة، بما يعد أمرًا غير مسبوق.
إدانة تركية لاستهداف الأبرياء
من جانبها أدانت تركيا اليوم استهداف المدنيين الأبرياء في فلسطين، وأعرب وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن رفض بلاده وإدانتها الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء في غزة. وجدد فيدان دعوة تركيا لإسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي والقيم الإنسانية. وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري بالعاصمة القاهرة، عقب خلاله على مستجدات التوتر الإسرائيلي الفلسطيني. وأشار فيدان إلى وصول طائرة مساعدات تركية يوم الجمعة الأراضي المصرية تمهيدًا لنقلها إلى غزة إثر المستجدات الأخيرة، مؤكدًا أن مساعدات أنقرة ستتواصل إلى القطاع. وأوضح فيدان أن تركيا نجحت في إجلاء 30 من مواطنيها مزدوجي الجنسية من أصل 300 في غزة.
رئيس المجلس الأوروبي: يجب أن نحدد موقفنا
دعا شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي إلى قمة لقادة الاتحاد الأوروبي بعد غد الثلاثاء المقبل عبر الاتصال المرئي لبحث آخر تطورات النزاع المستمر في الأراضي الفلسطينية. وقال ميشال، في بيان، “إنه من الأهمية بمكان أن يحدد المجلس الأوروبي، بموجب المعاهدات وقيمنا، موقفنا المشترك ويبلور مسار تحرك واضحا وموحدا يعكس تعقيدات الوضع الراهن”.
دعوة للتصويت على هدنة
طلبت روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت غدًا الاثنين على مشروع قرار يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في قطاع غزة. وكتب ديميتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، “أول أمس الجمعة قمنا بإرسال مشروع القرار لأعضاء مجلس الأمن وطلبنا إجراء تصويت غدا الاثنين”. ونقل موقع روسيا اليوم عن بوليانسكي قوله “نتوقع أن تؤكد البرازيل، التي ترأس المجلس، إجراء التصويت قريبا”.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مدینة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أثار غضبًا دوليًا واسعًا.. تصعيد إسرائيلي دموي يهدد هدنة غزة
البلاد – غزة
شهد قطاع غزة أمس (الثلاثاء) موجة تصعيد عسكري عنيفًا من قبل القوات الإسرائيلية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، في سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، مما يزيد من تعقيد الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بمقتل 44 شخصًا على الأقل خلال غارات استهدفت عدة مناطق، بحسب ما أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس. ووصف بصل الضربات بأنها «مجازر مروعة» طالت عائلات بأكملها، لا سيما قصف محطة وقود غرب مخيم النصيرات الذي أدى إلى مقتل 15 فردًا من عائلة نصّار، بينهم أطفال. كما شهدت منطقة دير البلح مقتل 12 شخصًا من عائلة أبو سمرة إثر غارة جوية، بينما قُتل 8 مدنيين على الأقل في قصف استهدف مدرسة «موسى بن نصير» التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج بمدينة غزة.
وفي مخيم جباليا شمال القطاع، خلف قصف منزل عائلة المقيد تسعة قتلى، بينهم أطفال، وسط استمرار فرق الإنقاذ في مواجهة صعوبات بالوصول إلى مناطق عدة في شمال القطاع وخان يونس ورفح بسبب القصف المستمر.
في المقابل، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي مباشر على الغارات الأخيرة، لكن العملية تأتي في سياق الحملة البرية الموسعة «عربات جدعون» التي أعلنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السبت الماضي، مؤكداً في تسجيل مصور مساء الإثنين أن «القتال عنيف لكننا نحرز تقدماً» وأن «إسرائيل ستسيطر على كامل مساحة قطاع غزة»، في موقف يعكس تجاهلًا للضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب.
واستأنفت إسرائيل قصفها المكثف على القطاع منذ 18 مارس الماضي بعد هدنة دامت نحو شهرين، مصحوبة بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما أثار انتقادات واسعة من منظمات الإغاثة الدولية والجهات الحقوقية.
من جهته، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من خطر مجاعة يهدد نحو مليوني شخص في غزة، فيما أصدرت قوى دولية كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وكندا تحذيرات صارمة مطالبة إسرائيل باتخاذ «إجراءات ملموسة» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووقف العمليات العسكرية.
وعلى صعيد الخسائر البشرية، فتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 بلغ 53,486 شخصًا، بينهم 3,340 قتلوا منذ استئناف الغارات في مارس، في حين تؤكد إسرائيل مقتل 1,218 من مواطنيها في الهجوم الأول لحركة حماس، ولا تزال تحتجز 57 رهينة في غزة، من بينهم 34 يؤكدون وفاتهم.
وسط هذه التطورات المتسارعة والتصعيد الدموي، تبدو آفاق التوصل إلى هدنة جديدة في القطاع ضعيفة للغاية، وسط تحذيرات دولية متزايدة من احتمال اشتداد المعارك وتصاعد المآسي الإنسانية في الأسابيع القادمة، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ عاجل لمنع مزيد من التصعيد وتخفيف معاناة المدنيين في غزة.