بينها الطقس.. صحيفة أمريكية تكشف أسباب تأخير الهجوم الإسرائيلي البري على غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
بينت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أسباب تأجيل الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة. وذكرت الصحيفة الأميركية في تقرير أعده اثنان من صحفييها، بينهم رونين بيرغمان المتخصص بالشؤون الاستخبارية أن المخطط الأولي للهجوم على غزة كان في نهاية الأسبوع.
لكن الأمر تأجل لعدة أيام بسبب ظروف الطقس جزئيا، حيث حيث يؤدي تراكم الغيوم إلى جعل المهمة أصعب الطيارين الحربيين ومشغلي الطائرات المسيرة، فلا يتمكنوا من تقديم الغطاء الجوي للقوات الأرضية.
ونقلت "نيويورك تايمز" المعلومات عن ضباط في الجيش الإسرائيلي لم تكشف أسماءهم.
وكانت وسائل إعلام غربية قالت، الأسبوع الماضي، إن الهجوم البري على غزة سيتم خلال 48 ساعة، لكن اتضح أن الأمر غير صحيح على الإطلاق.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين كبار، فإن أهداف الهجوم البري تتمثل في السيطرة على مدينة غزة واغتيال قادة حركة حماس التي تسيطر على القطاع، بشقيهم السياسي والعسكري.
وقالت إن الأوامر صدرت لعشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين بالسيطرة على المدينة التي تشكل مركز القطاع.
وأضافت أنه يتوقع أن يكون الهجوم البري الأوسع منذ الحرب على لبنان عام 2006، كما ستكون المرة الأولى التي تحاول فيها إسرائيل السيطرة على أراض والاحتفاظ بها مرة أخرى منذ الحرب على غزة بين عامي 2008- 2009.
لكن العملية ستكون صعبة جدا على الجيش الإسرائيلي الذي تلقى لتوه ضربة قاسية، باعتراف وزير الدفاع، يوآف غالانت.
وتقول "نيويورك تايمز" إن مخاطر العملية تدفع بإسرائيل نحو أشهر من القتال الدامي في المناطق الحضرية، فوق الأرض وتحتها بسبب وجود الأنفاق.
وكانت إسرائيل تتجنب الدخول في الهجوم لفترة طويلة، لأنه ينطوي على قطعة أرض صغيرة ومكتظة بالسكان الذي يزيد عددهم على 2 مليون نسمة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الهجوم البری على غزة
إقرأ أيضاً:
الجينات تكشف أسباب الانهيار المفاجئ لحضارة المايا قبل 1000 سنة
ازدهرت حضارة المايا في أميركا الوسطى (المكسيك وغواتيمالا وبليز وهندوراس) بداية من نحو 2000 سنة قبل الميلاد، ومثلت الفترة بين عام 250 ميلادية و900 ميلادية ذروة هذه الحضارة، من حيث العمران والعلوم والكتابة.
ولكن بحلول نهاية هذه الفترة، التي سميت "الفترة الكلاسيكية"، انهارت معظم المدن الكبيرة في المنطقة الجنوبية فجأة، وانخفض عدد السكان انخفاضا جذريا، ولم يُعرف بدقة سبب هذا الانهيار.
لكن يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال قريبة، حيث قام فريق بحثي دولي بتحليل الحمض النووي لـ64 شخصًا من مواقع أثرية لحضارة المايا، وخاصة موقع كوبان الأثري، ويقع في غرب هندوراس، وكان مركزًا حضاريًا مهمًا لهذه الحضارة.
وتعود تلك العينات لفترات ذروة تلك الحضارة (الفترة الكلاسيكية)، وما قبلها وما بعدها، وفي هذا السياق استخدم الباحثون تقنيات جينومية متقدمة لفحص العلاقات الوراثية بين الأفراد في أزمنة ومناطق مختلفة، ثم قورنت جينومات المايا القديمة مع سكان أميركا الوسطى الحاليين.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "كارنت بيولوجي"، أشارت النتائج إلى أنه لم يحدث "استبدال كامل" للسكان بعد الانهيار، بمعنى أن هناك من بقي من السكان، ومثل أجداد السكان الحاليين في غواتيمالا والمكسيك، والذين لا يزالون يحملون نفس الخلفية الجينية لسكان المايا الكلاسيكيين.
إعلانهذا يعني أن الانهيار كان حضاريًا واقتصاديًا، وليس انقراضًا أو غزوًا شاملًا، وإلى جانب ذلك ظهرت أنماط وراثية تدل على أن سكان المناطق المنخفضة جنوبًا (مثل تيكال) بدأوا بالانتقال شمالًا إلى مناطق مثل يوكاتان، هذا يدعم فرضية أن كثيرًا من الناس هاجروا هربًا من شيء ما، مثل المجاعة أو الصراعات.
ووجدت الدراسة أن في نهاية عصر الذروة الحضارية، انخفض تنوع الحمض النووي في بعض المناطق، مما يشير إلى تناقص عدد السكان بشكل ملحوظ، ما يرجح وجود عوامل مثل المجاعات وتفشي الأمراض ومن ثم انخفاض معدلات الزواج والتكاثر ورحيل السكان (الهجرة الجماعية).
لاحظ العلماء كذلك تغيّرات في أنماط القرابة داخل المقابر، ففي الفترات المزدهرة، كان يُدفن الأقارب معًا، وبعد الانهيار، قلت الروابط العائلية في الدفن، مما يدل على تفكك الروابط الاجتماعية.
الانهيار المعقد والمتعدد العواملالدراسة بذلك لا تفسر الانهيار بجواب واحد بسيط، لكنها تعزز نظرية الانهيار المعقد والمتعدد العوامل، فهناك الجفاف الشديد، حيث أشارت مصادر أثرية وجيولوجية إلى حدوث موجات جفاف حادة في نفس فترة الانهيار، هذه الموجات أثرت على المحاصيل، خاصة في المناطق المعتمدة على الزراعة المطرية، وأدى ذلك إلى مجاعة واسعة النطاق.
قبل الانهيار، كانت مدن المايا تعاني من كثافة سكانية كبيرة، ومع اكتساح الجفاف أصبحت الموارد لا تكفي الجميع، خاصة مع تراجع الزراعة.
أدى ذلك بالتبعية إلى صراعات سياسية، ومن ثم عسكرية، وقد أشارت النقوش التي وجدت في العديد من المدن المنهارة إلى تصاعد الحروب بين الممالك.
هذه النزاعات زادت من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، ويعتقد الباحثون أن كثيرا من ممالك المايا فقدت شرعيتها مع تصاعد الأزمات، وتراجعت ثقة الشعب في الطبقات الحاكمة فأدت إلى تفكك النظام السياسي والديني الذي كان متماسكًا قرونا.
أظهرت الدراسة الجديدة أن التاريخ الجيني يعد أداة قوية في الكشف عن أسرار الماضي، حيث يمكنه من البوح بما ما لا تقوله الآثار أو النقوش.
إعلانوأظهرت كذلك تشابها مع عصرنا الحديث، فعوامل انهيار الحضارة (الجفاف، والنزاعات، والاستهلاك الزائد، والتغير المناخي) تذكرنا بتحديات القرن الحالي، ومن ثم فإن حضارة المايا قد تكون درسًا تحذيريًا للبشرية في كيفية التعامل مع الكوارث البيئية والسياسية.
في الواقع، فإن نتائج الدراسة الجديدة تتفق مع مناطق أخرى في العالم، ومنها ما حصل هنا في منطقتنا العربية، فمثلا لا يزال الانهيار المفاجئ للعصر البرونزي (من قرابة 3300 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد) واحدا من أكثر الأحداث غموضًا وإثارة في التاريخ القديم، وقد شكّل نقطة تحول في الحضارات الكبرى في منطقة شرق البحر المتوسط والشرق الأدنى.
حصل الأمر نحو عام 1200 قبل الميلاد، واستمر الانهيار نحو 50 إلى 100 سنة، وأنهى حضارات عظيمة استمرت قرونا، بما فيها المملكة الحيثية (في الأناضول – تركيا حاليًا) ومملكة ميسيناي (في اليونان) وجزء كبير من الإمبراطورية المصرية القديمة، وغيرها من المناطق المحيطة.
وحاليا، يرجح فريق من الباحثين، أن السبب الرئيسي لكل ذلك يتعلق بالتغير المناخي، حيث إن هناك دلائل على وجود جفاف طويل الأمد قلّل المحاصيل، وأنقص الغذاء فأدى إلى مجاعة، ومن ثم ثورات داخلية على الطبقات الحاكمة، واضطرابات بين المدن أو الدول وتفكك التحالفات السياسية.