بأمراض وعواقب نفسية.. دراسات تكشف أثر الحروب والصراعات المسلحة على المدنيين
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ تكشف دراسات وابحاث عن تأثير العواقب النفسية للحروب والصراعات المسلحة على الافراد والمجتمعات، وفيما تصنف تأثير هذه العواقب الى ثلاث درجات على شكل امراض مزمنة او مؤقتة، تؤكد أن هذه التاثيرات تمتد لما هو ابعد من الدمار المادي المباشر.
وتوضح دراسات وابحاث أنه عندما تندلع الحروب أو الصراعات المسلحة، تظهر الأضرار المادية على الواجهة فقط، لكن تأثيراً "خفياً" يتغلغل داخل المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي تمزقها الصراعات، إذ يمتد تأثير الهجمات العنيفة، مثل القصف الجوي أو المدفعي، إلى ما هو أبعد من الدمار المباشر.
وتُقيم الأبحاث والدراسات العواقب النفسية لمن يشهد مثل هذه الأحداث المؤلمة بـ"العالية"، إذ سلطت دراسات سابقة الضوء، بشكل عام، على الآثار النفسية لهذه التجارب، كما تحدثت أيضاً عن كيفية فهم الأفراد للصدمة وآليات التكيف التي يستخدمونها.
ما هي الصدمة؟كما هو محدد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، فإن الحدث الصادم هو تجربة مروعة أو مخيفة أو خطيرة يمكن أن تؤثر في شخص ما عاطفياً وجسدياً، إذ يثير الخوف أو العجز أو الرعب، بناءً على استجابةً للتهديد الفعلي بالإصابة أو الموت.
وعادةً ما ينظر الفرد إلى الأحداث المؤلمة على أنها مهددة للحياة وغير متوقعة ونادرة، مثل التعرض لقصف متواصل خلال الحروب، والذي وصفته دراسات بأنه يولد مشاعر تجعل "التهديد هو القاعدة (وليس الأمان)".
ويختلف تأثير التعرض لحدث صادم بحسب الأشخاص، ويمكن أن تختلف الاستجابات النفسية والفسيولوجية على نطاق واسع طبقاً للسياق الاجتماعي والتركيب البيولوجي والجيني والتجارب السابقة، والتوقعات المستقبلية مع خصائص التجربة المؤلمة لإنتاج الاستجابة النفسية للفرد.
وبشكل عام، من يتعرضون لحادث صادم يظهرون معدلات متزايدة من اضطراب الإجهاد الحاد، واضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب الشديد، واضطراب الهلع (panic disorder)، واضطراب القلق العام.
وعلى الرغم من أن الأمراض النفسية مثل "اضطراب ما بعد الصدمة"، والتي تعتبر ضمن النتائج الأكثر خطورة للأحداث الصادمة، لكنها حظيت بنصيب كبير من الدراسة، إذ حددت الكثير من الدراسات النفسية سُبل التعامل مع ذلك الاضطراب.
3 درجاتووفقاً للدراسات، لا تؤدي التجارب المؤلمة بالضرورة إلى معاناة نفسية خطيرة، لكن هناك مجموعة من العواقب تتراوح بين استجابات خفيفة مثل القلق، إلى التغيرات السلوكية مثل صعوبة في النوم، إلى بداية مرض نفسي يمكن تشخيصه.
ويمكن تصنيف هذه العواقب بشكل عام ضمن 3 فئات من حيث الخطورة:
1. فقد يعاني غالبية الأشخاص من تغير سلوكي، مثل الأرق، والشعور بالضيق، والقلق، وزيادة التدخين. ومن المرجح التعافي دون أي علاج.
2. وقد تعاني مجموعة أصغر من أعراض أكثر اعتدالاً مثل الأرق والقلق المستمر، ومن المرجح أن تستفيد من التدخلات الداعمة النفسية والطبية.
3. وستصاب مجموعة فرعية صغيرة بأمراض نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب الشديد، وتتطلب علاجاً متخصصاً.
ويختلف عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الدرجات بشكل مباشر مع شدة الحدث وقرب التعرض له. ونظراً إلى أن الهجمات الصاروخية والقصف المتواصل قد يتسبب في إصابات عنيفة وموت ودمار، فغالباً ما تكون هناك مجموعة ستعاني من صدمة نفسية شديدة.
الأطفال والمراهقونعادة ما يؤدي مرور الأطفال بأحداث مؤلمة مثل القصف وغيره إلى ردود فعل بيولوجية ونفسية فورية، وقد تستمر لفترات طويلة.
وبحسب الدراسات، تتشابه الأعراض النفسية للأحداث المؤلمة لدى الأطفال والمراهقين مع تلك المعترف بها لدى البالغين، كما أثبتت الأبحاث البيولوجية أن الأطفال الذين تعرضوا لأحداث صادمة، مثل البالغين، يظهرون تغيرات في إفراز هرمون التوتر.
وأشارت الأبحاث إلى أن الشباب الذين تعرضوا للعنف أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية وضعف الأداء في المدرسة، موضحة أن حوالي ثلث الأطفال المعرضين للعنف المجتمعي يصابون باضطراب ما بعد الصدمة.
ومن المعروف أن المستويات الطويلة من التوتر الشديد قد تؤثر سلباً على النمو الفسيولوجي العصبي للأطفال الصغار بطرق قد تكون لها عواقب طويلة المدى على الاستجابات السلوكية للتوتر وأمراض نفسية عدة.
ويشير الباحثون إلى أن الأطفال هم الشريحة الأكثر عرضة لخطر الصدمات النفسية والتغيرات السلوكية والضعف. كما تشير الأبحاث إلى أن الكوارث التي تحدث في سن أصغر قد تكون لها عواقب نفسية طويلة المدى.
وتشير الأدلة إلى أن العواقب النفسية السلبية الناجمة عن الكارثة تتبدد بمرور الوقت بالنسبة لغالبية الناس.
تأثيرات إيجابيةعلى الرغم من أنها أقل توثيقاً من الآثار السلبية عبر الأبحاث العلمية، إلا أن تجربة الكارثة أو غيرها من الأحداث المؤلمة قد تؤدي إلى تأثير إيجابي على كل من الأفراد والمجتمع.
وهناك مجموعة من الدراسات التي تصف تطور آليات التكيف ومشاعر الكفاءة الذاتية بعد التعرض للأحداث المؤلمة.
لذلك، فإن تجربة حادث صادم يمكن أن تعزز أيضاً القدرة على التكيف مع الأحداث الصادمة المستقبلية. كما أن التجربة المجتمعية للتغلب على الكارثة قد تعزز المزيد من التماسك المجتمعي.
وكثيرا ماً يتزايد الإيثار والعمل التطوعي في أعقاب وقوع كارثة.
وهذه هي الظواهر التي يمكن أن تكون مفيدة لكل من أولئك الذين يتلقون المساعدة وأولئك الذين يتطوعون، حيث إن تصور الكفاءة الذاتية والقدرة على "فعل شيء ما" يمكن أن يساعد الناس على التغلب على تجربة الكارثة.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي ما بعد الصدمة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
«علي جمعة»: الذين ينكرون السنة لا يفهمون صحيح البخاري
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن الإمام البخاري لم يكن مجرد راوٍ أو جامعٍ للأحاديث، بل كان أول من جرد الحديث الشريف وميّزه عن الآراء الفقهية، فجعل في كتابه «الجامع الصحيح» أبوابًا دقيقة تعبّر عن فقهه وفهمه للحديث، دون أن يخلط بينها وبين اجتهادات الفقهاء.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن البخاري لم يقتصر على كتابه الصحيح، بل ألّف عددًا من الكتب الأخرى مثل: الأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، وخلق أفعال العباد، والتاريخ الكبير، والتاريخ الأوسط، والتاريخ الصغير، والقراءة خلف الإمام، وغيرها، مشيرًا إلى أن الإمام لم يشترط الصحة المطلقة إلا في كتابه الصحيح فقط، أما باقي مؤلفاته فكان يقبل فيها الحديث الضعيف إذا لم يجد الصحيح، لأنه يرى أن الحديث الضعيف حجة في بعض المواضع.
وبيّن الدكتور علي جمعة أن سند الأحاديث في "صحيح البخاري" يتراوح بين ثلاثي وتساعي (أي بين 3 إلى 9 رواة بين البخاري والنبي ﷺ)، مؤكدًا أنه لا يوجد حديث في الصحيح بسند عشاري، وهو ما يدل على دقة الإمام البخاري في اختياره للرواة وتقليله عدد الوسائط قدر الإمكان.
كما أشار إلى أن العلماء بعد البخاري قاموا بعمل موسوعات عن رجال "صحيح البخاري"، ووجدوا أنهم جميعًا ثقات، بل إنهم إذا وجدوا كلامًا على راوٍ معين تتبعوا الرواية نفسها في الصحيح، ليجدوا لها طريقًا آخر دون هذا الراوي، حفاظًا على دقة الكتاب.
وقال الدكتور علي جمعة: "الإمام البخاري لم يؤلف كتابًا عاديًا، بل الأمة كلها خدمته، واعتبرته كتاب أمة، وليس كتاب فرد.. كل محدث وكل ناقد وكل عالم في اللغة والنحو والفقه خدم هذا الكتاب، ولذلك كان الناس يتبركون بقراءته في الكوارث والمجاعات والحروب، كما يتبركون بقراءة القرآن الكريم، وكانوا يقرؤونه تعبّداً وتعلّماً وتعليماً".
وأضاف: "الناس الذين ينكرون السنة لا يفهمون طبيعة هذا الكتاب، ويظنون أنه مجرد جهد بشري يمكن الطعن فيه بسهولة، بينما هو في الحقيقة كتاب أجمعت عليه الأمة وحققته قرونًا بعد قرون، ولهذا لا يجوز التعامل معه كأي كتاب عادي، بل يجب احترام الجهد الجماعي الذي أنتجه".