جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-09@06:04:08 GMT

فلسطين.. دُرة الشرق

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

فلسطين.. دُرة الشرق

 

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

تعوّد المجتمع العربي على الصمت والاكتفاء بمتابعة قضاياه عبر وسائل الإعلام المختلفة كالبرامج الإذاعية والمواقع الإخبارية وبرامج التواصل الاجتماعي وغيرها، ولكن هل الصمت هو الحل؟ قيل لنا: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب! فهل نحن نسير بذلك الصمت نحو حياة أفضل؟ أم هناك ألف علامة استفهام على ذلك الصمت المطبق؟

إن الصمت وحفظ اللسان عن الكلام حكمة ربانية تؤدي إلى النجاة في كثير من الأحوال، وقد جاء في الخبر سأل عقبة بن عامر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ما النجاة؟ قال: "أَمْسِكْ عليك لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيتُك".

نعم نحن مأمورون بالصمت أحيانًا والجلوس في بيوتنا والاكتفاء بمتابعة قضايانا العربية والإسلامية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ليس في كل الأحوال يكون الصمت فضيلة كما يفهم ذلك البعض، وقد قال تعالى: "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، وقال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ".

قد يكون الصمت قوة لا يستهان بها، ولكن ليس ذلك على كل حال، فهناك قضايا مصيرية لابد فيها من إظهار كلمة الحق العالية وبيان الموقف الحكيم، وخير مثال على ذلك القضية الفلسطينية فهي قلب الوطن العربي، ودرة الشرق التي اغتصبها الصهاينة، القادمون من شتى بقاع الأرض، ومن ليس لهم أصل فيذكر، ولا هوية محمودة فتحمد، انتزعوا درة الشرق فلسطين العظيمة من جسد الأمة العربية والإسلامية وجعلوا منها منطقة واسعة لاستفزاز الأمتين العربية والإسلامية، ابتلعوا ما أمكنهم من تلك الأرض المقدسة، وأبادوا وشردوا أهلها وساكنيها، ولا زالوا يستفزون مشاعر وأحاسيس المسلمون في العالم، ومنعهم من إقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها والتي عاصمتها القدس الشريف، بل ووصل بهم الحال أن صرحوا بأن القدس عاصمة لإسرائيل، فهل الصمت بعد كل ذلك أصبح من ذهب؟ وهل أصبحت القضية الفلسطينية العادلة لا تعنينا؟ وهل سنكتفي بالخروج للمسيرات المتواضعة لبيان مواقفنا تجاه ما يحصل لقضيتنا المحورية والعربية والإسلامية؟

إن معركة طوفان الأقصى خير دليل على أهمية إعلاء كلمة الحق وإذلال الباطل والسقوط المدوي لنظرية الردع الإسرائيلية، في زمن لا زال البعض يؤمن فيه بالصمت، والمواقف الخجولة، واليوم وبفضل كلمة الحق المدوية، وإخلاص المجاهدين على أرض غزة الصمود نرى تساقط أوراق الجيش الذي لا يقهر وتفتيت أسطورته الزائفة التي ما هي إلا أوهن من بيت العنكبوت، والذي أصبح تحت أقدام المجاهدين البواسل، الذين لا زالوا يدافعون عن كرامتهم وكرامة أمتهم.

ما حدث ويحدث في طوفان الأقصى أثبت للعالم أجمع شعبية المقاومة، وإركاع إسرائيل، وعدم إمكانية القفز المباشر على الشعب الفلسطيني المناضل، وحقوقه العادلة، وستبقى فلسطين وشعبها العزيز المعادلة الصعبة، في عالم الصمت العربي والمواقف الخجولة التي اكتفى بها البعض بالاستنكار والإدانة للاعتداءات الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

اليوم هناك واجبات أخلاقية يجب الالتزام بها أكثر من أي وقت مضى في سبيل خدمة القضية الفلسطينية وتحقيق أهدافها، وهذا ما يجب أن تتحمله الشعوب العربية والإسلامية، أذكر أبرزها وهي كالآتي:

التبرع لأهل غزة، عبر الجهات الرسمية في الدولة. الدعم الإعلامي؛ وهو من أهم الموارد التي من خلالها يتم تعريف المجتمع الدولي بالمظلومية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وكشف الإجرام الوحشي للصهاينة الغزاة، وتوعية الشعوب بواجبها تجاه القضية الفلسطينية. الدعم الشعبي؛ وهو ما شاهدناه من موقف عربي تجاه ما يجري في فلسطين عبر التظاهرات السلمية التي عبّر بها المجتمع العربي والإسلامي استنكاره ورفضه لما يحصل للشعب الفلسطيني المظلوم. الدعم السياسي؛ وهو من أهم الموارد التي ينبغي أن تقوم بها الحكومات العربية والإسلامية تجاه ما يجري في فلسطين المحتلة ومحاولة الضغط لمنع الحرب على غزة وحقن دماء الأبرياء هناك. المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية وكل من يساندها ويشجعها من الشركات العالمية وغيرها، وذلك في حد ذاته سلاح مهم يجب اتخاذه وتفعيله في المجتمعات العربية والإسلامية بهدف إضعاف شوكة المعتدين.

وهنا لا يسعني إلا الدعاء لأهلنا في غزة وكل الأراضي المحتلة بدعاء أهل الثغور للإمام زين العابدين علي بن الحسين: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، واشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، واحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، ودَبِّرْ أَمْرَهُمْ، ووَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ، واعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ، والْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البيجيدي: المغاربة ملكا وشعبا مع القضية الفلسطينية ونجاح مؤتمر الحزب أصاب خصومه بالسعار

 

أكد مصطفى إبراهيمي، نائب رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن المغرب ملكا وشعبا مع القضية الفلسطينية، “حيث إن المغرب هو أول دولة من حيث المسيرات والوقفات الداعمة للشعب الفلسطيني، بل إن الدراسات التي قام بها الكيان المجرم تثبت هذا وتؤكده”، حسب تعبيره.

وأضاف إبراهيمي في كلمة افتتح بها الاجتماع الأسبوعي للمجموعة، المنعقد يوم الاثنين 05 ماي 2025، أن إجرام الكيان الإسرائيلي في الضفة الغربية، يؤكد زيف الادعاء بأن حماس هي المسؤولة عما يجري في قطاع غزة، مبرزا أن العالم يعيش في سياق دولي متقلب ومضطرب، خاصة مع ما يجري بفلسطين، من تقتيل وتجويع وإبادة على مرآى ومسمع من العالم.

وتابع أنه لوقت طويل، كان يتم إيهام العالم بوجود قانون دولي وحقوق الإنسان وغيرها، وكانت جمعيات حقوق الحيوان تقيم الدنيا ولا تقعدها، بسبب أشياء معينة، لكن، لا نسمع لهم همسا أمام مقتل الأطفال بالتجويع في قطاع غزة، وهذا يدفعنا للتساؤل إن كان للعالم من ضمير، يستدرك المتحدث.

من جانب آخر، قال إبراهيمي إن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تحدث خلال فاتح ماي وبشكل مباشر عن شخص معروف بدفاعه عن الكيان الإسرائيلي، واصفا إياه بالوصف “المعلوم”، نافيا عن الأمين العام للحزب، أن يكون قد خاطب المغاربة بتلك الأوصاف، كما أرادت بعض المنابر والأصوات أن تصور الأمر.

وشدد نائب رئيس المجموعة النيابية، على أن النجاح الكبير للمؤتمر الوطني التاسع للحزب، لا على الصعيد الداخلي أو الخارجي، أصاب البعض بالسعار، منبها إلى أن التناقض في التعامل مع كلمات الفاعلين السياسيين يبرز أيضا من طريقة التفاعل مع الاتهام الصريح لوزير العدل لعموم المغاربة بالخيانة الزوجية والفساد، ومسه بشرفهم جميعا، دون أي تحرك من هذه المنابر التي تدعي الدفاع عن المغاربة.

مقالات مشابهة

  • شاهد | عودة حراك الطلاب في جامعة كولومبيا الأمريكية لنصرة غزة.. أين الجامعات العربية والإسلامية؟
  • سفير مصر لدى روسيا: مصر تتواجد دائما في خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية
  • البيجيدي: المغاربة ملكا وشعبا مع القضية الفلسطينية ونجاح مؤتمر الحزب أصاب خصومه بالسعار
  • ضياء رشوان: فلسطين القضية المركزية لنا.. وطوفان الأقصى أيقظ الوعي العربي
  • الدويري: مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير
  • الديمومة.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
  • حركة المجاهدين تدين مجزرة العدو الصهيوني التي ارتكبها في لبريج
  • ضياء رشوان: القضية الفلسطينية تتصدر الاهتمام العربي بإجماع غير مسبوق
  • ضياء رشوان في منتدى مرصد الأزهر: القضية الفلسطينية تتصدر الاهتمام العربي بإجماع غير مسبوق
  • وكيل الأزهر: القضية الفلسطينية يجب أن تشغل موقعًا مهمًا في نفوس الشباب