غزة الآن .. حذرت الكاتبة البريطانية سارة هيلم سكان غزة من الإستجابة للدعوات الإسرائيلية بالهجرة من أرضهم، من شمال القطاع إلى جنوبه قائلة "لن تعودوا كما حدث في 1948".

الكاتبة سارة هيلم، هي المحررة الدبلوماسية في صحيفة الجارديان البريطانية.

واعتبرت الكاتبة البريطانية أن الأمر الصادر من جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهجير السكان من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، بمثابة تطهير عرقي ضد الفلسطينيين.

تهجير الفلسطينيين عام 1948 سيناريو تحاول اسرائيل تكراره عام 2023

وقالت "سارة" في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، بحسب القاهرة الإخبارية، إن طلب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من 1.1 مليون فلسطيني الجلاء في 24 ساعة، سيكون إن لم يكن تطهيرًا عرقيًا؟".

وأضافت أن طلب الحكومة الإسرائيلية من مليون فلسطيني أو أكثر مغادرة بيوتهم في شمال غزة إلى الجنوب يحمل ترددات رهيبة من الماضي.

قصة الكاتبة البريطانية في قطاع غزة

اقرأ أيضاًالصحف تُبرز تحذير مصر من مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان غزة بمغادرة منازلهم

وقالت: "عملت كصحفية في المنطقة بفترة التسعينيات من القرن الماضي، وقضيتُ خلال السنوات الأخيرة وقتًا في غزة وإسرائيل للبحث في تاريخ 2.3 مليون لاجئ فلسطيني. فسكان غزة جاءوا، على الأغلب، من 200 قرية في جنوب فلسطين دمّرتها القوات الإسرائيلية عام 1948، عندما ظهرت دولة إسرائيل، و"ما تبقى من حطام هذه القرى يقع على بعد 10 أميال من حدود غزة، ويمكن لبعض اللاجئين رؤية أرضهم عبر السياج".

الاحتلال يقصف غزة

وكانت المرحلة الأولى لانتقام إسرائيل، من الفصائل الفلسطينية، بعد عملية "طوفان الأقصى"، القصف الجوي المكثف، وعلى مدى الأيام الماضية، وكان من السهل توقّعه. فكل فلسطيني بريء في غزة سيدفع الثمن الباهظ ودفعه سلفًا الآلاف، "لكنني لم أتوقع هذه المرة أن يسمح الغرب بحدوثه كما في المرات الماضية، لكن الرقص لإسرائيل وإرسال الأسلحة وتقديم حصانة فعلية لها من القانون الدولي وترك الفلسطينيين لمصيرهم".

التهجير القسري لسكان غزة محاولة لتفريغ القضية الفلسطينية من جذورهاما أشبه الليلة بالبارحة

وبهذا الضوء الأخضر من حلفاء إسرائيل أمر بنيامين نتنياهو 1.1 مليون من سكان غزة، للجلاء من شمال القطاع إلى جنوبه. و"يريد نتنياهو منا تصديقه أن قلقه الرئيسي هو إبعاد المدنيين عن الخطر، خلال الغزو البري المرتقب من الشمال، إذ يخطط كما هو مفترض، لسحق فصائل المقاومة، ومزاعم فارغة كهذه، في وقت قتل فيه أكثر من 1.800 فلسطيني.

لكن تهجير مليون فلسطيني لن يتسبّب في الرعب فقط، وكلنا يعرف الآن أنه لا يوجد مكان آمن للفرار إليه.

ماذا حدث في 1948

وعندما طهّرت إسرائيل القرى القريبة في عام 1948، بدأت العملية بنفس الحرب النفسية، تحذيرات للهرب وإسقاط ملصقات وتهديدات بما سيحدث لو لم يهربوا. وعادة يتم قصف القرى قبل أن تتقدم القوات البرية، إذ يقتل الكثير من المدنيين ويذبحون، ويتم حصار القرى عادة دون أن يكون هناك أي مخرج لهرب الفلسطينيين، وفرّ الناجون إلى قطاع غزة الذي اعتُبر مكانًا آمنًا.

اقرأ أيضاًكريم بنزيما: كل صلاتنا لسكان غزة الذين أصبحوا مرة أخرى ضحايا القصف الظالم الذي لا يترك طفلا أو امرأة

الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 2808 شخصًا جراء القصف الإسرائيلي

وصدر قرار الأمم المتحدة 194، في ديسمبر 1948، وأقرَّ بحق العودة لهم، لكن إسرائيل رفضت، و"لو واصل نتنياهو بخطة "الجلاء" فإن التاريخ والأحداث على الأرض تخبرنا أنه بعد التحذيرات والقصف، فإننا نشاهد اللاجئين يفرون كما فعلوا عام 1948.

وتعلق الكاتبة أن المخاطر لنتنياهو كبيرة، وليس على الأقل لأن هناك رهائن إسرائيليين لدى فصائل المقاومة في غزة، لكن لأن مستقبله السياسي انتهى، وبالتأكيد فإنه قد يجازف بأن ليس لديه ما يخسره.

و"بعبارات أخرى، لو لم يتحرك الغرب واللاعبون المؤثّرون لوقف هذا، فالجلاء هو عملية تطهير عرقي في الطريق".

وكما حدث في 1948، ستحاول القيادة الإسرائيلية نشر رواية تقول، إنه لن تكون إسرائيل آمنة في المستقبل إلا بطرد كامل سكان غزة، وستدور المفاوضات حول حق اللاجئين بالعودة إلى قطاع غزة، الذي كان منفى لهم.

التهجير عام 1948 يحاول كيان الاحتلال الإسرائيلي تكراره مع سكان غزة 2023

ويشعر الكثير من أهالي غزة أن عام 1948 عاد إليهم اليوم، و"تحدثت إلى أصدقاء داخل القطاع، الذين قالوا إنهم مصممون على منع اقتلاعهم مرة أخرى، وإنهم يفضّلون البقاء في بيوتهم والموت".

وقالت أم تعيش وسط غزة: "لن أتحرك، وسأُقتل في بيتي مع عائلتي". ويقع بيتهم على الشاطئ، وتراقبه القوارب العسكرية الإسرائيلية، وإنها جمعت كل عائلتها في المنزل للموت معًا".

اقرأ أيضاًوسائل إعلام أمريكية: دخول 5 شاحنات وقود تابعة للأمم المتحدة قطاع غزة

الإحصاء الفلسطيني: 3 آلاف شهيد وتراجع الناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات تنذر بكارثة بقطاع غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المقاومة في غزة تقرير تهجير تهجير الفلسطينيين تهجير المدنيين تهجير سكان شمال غزة تهجير سكان غزة حرب غزة سكان شمال غزة سكان غزة شمال غزة صواريخ غزة عاجل غزة غزة غزة الان غزة اليوم غزة تحت القصف غزة تحترق غزة فلسطين غزة مباشر غزة واسرائيل غلاف غزة قصف غزة قصف قطاع غزة قطاع غزة مستوطنات غلاف غزة قطاع غزة سکان غزة عام 1948

إقرأ أيضاً:

وقفة غاضبة أمام مقر الحكومة البريطانية تندد بتواطؤ لندن مع العدوان الإسرائيلي

نظم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وشركاؤه في “تحالف التضامن مع فلسطين” ظهر اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، وقفة احتجاجية طارئة أمام مقر الحكومة البريطانية في “10 داوننغ ستريت”، تزامنًا مع اجتماع مجلس الوزراء البريطاني لمناقشة التطورات المتسارعة في غزة، على وقع العدوان الإسرائيلي المستمر.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف فوري لتجويع سكان غزة، ووقف الدعم العسكري والمالي البريطاني لإسرائيل، وسط حضور لافت للناشطين والناشطات من مختلف الجنسيات والخلفيات، عربًا وبريطانيين، مسلمين ويهودًا، اتحدوا جميعًا خلف مطلب واحد: "كفى حربًا على غزة!"

وتميزت الوقفة بأجواء صاخبة استخدم فيها المتظاهرون الطناجر والأواني المنزلية لقرعها بعنف، في محاولة رمزية لإيصال “صوت الجوع القادم من غزة” إلى الحكومة البريطانية. وقد بدت الجموع وكأنها تنقل مشهد العائلات المحاصَرة في القطاع إلى قلب لندن، أمام مقر القرار السياسي

جاءت الفعالية بالتزامن مع انعقاد اجتماع مجلس الوزراء البريطاني، الذي كان من المفترض أن يتناول التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث يتعرض أكثر من مليوني فلسطيني للحصار والتجويع، وسط قصف متواصل منذ أسابيع.

وقال عدنان حميدان، القائم بأعمال رئيس المنتدى الفلسطيني، في تصريح خاص لـ"عربي21": "نقرع الطناجر لأن غزة جائعة، ولأن الحكومة البريطانية تساهم في تجويعها. صفقات الأسلحة التي تبرمها مع إسرائيل، والصمت السياسي أمام المجازر، تجعل من لندن شريكة في الجريمة".

وشدد بيراوي على أن الوقفة ليست سوى بداية لسلسلة فعاليات شعبية ومؤسساتية تستهدف الضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ موقف واضح ضد الحصار والعدوان.

"توقفوا عن تسليح القتلة!"

رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "أوقفوا تسليح إسرائيل"، "تجويع غزة جريمة حرب"، "حكومة كير ستارمر: إلى متى الصمت؟".

وشاركت في الفعالية شخصيات من خلفيات متنوعة، من بينها الناشطة اليهودية البريطانية راشيل غرين.

كما حضر الوقفة النائب السابق عن حزب العمال جون ماكدونيل، الذي طالب حكومة كير ستارمر بالتحرك الفوري لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، قائلاً: “لا يمكن لحكومة تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان أن تواصل تمويل نظام يستخدم طائراتها لقصف الأطفال وتجويع المدنيين.”

الرسالة وصلت.. وستتكرر

رغم أن مجلس الوزراء لم يصدر بيانًا رسميًا بعد بشأن الاجتماع، إلا أن الرسالة التي بعثها المتظاهرون من أمام الباب الأسود الشهير لـ”داوننغ ستريت” كانت واضحة: “لن نصمت، ولن نسمح بأن يُرتكب تجويع غزة باسمنا”.

وأكد منظمو الفعالية لـ”عربي21” أنهم سيتابعون الضغط الشعبي والسياسي، من خلال تنظيم مزيد من الاعتصامات واللقاءات البرلمانية، ومواصلة الحملة الرقمية التي أطلقوها تحت وسم
‏#StopArmingIsrael و*#GazaIsStarving

وتأتي هذه الوقفة الغاضبة في وقت يشهد فيه الموقف البريطاني تحوّلًا لافتًا، إذ أعلنت رئيسة الحكومة كير ستارمر خلال جلسة البرلمان الأخيرة أن المملكة المتحدة ستصوّت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة خلال سبتمبر المقبل، ما لم تُقدم إسرائيل على وقف الحرب في غزة، وتسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، وتتعهد بوقف خططها لضم الضفة الغربية. وهو مؤشر على تصاعد الضغط الشعبي والسياسي في بريطانيا لكبح التواطؤ الرسمي مع العدوان الإسرائيلي، وتبنّي موقف أكثر اتساقًا مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.







مقالات مشابهة

  • عرض علني لرهائن وسيناريو تصعيدي يتكرر.. الحوثي يمعن في إرهابه بالبحر الأحمر
  • إسرائيل ترفض تسليم جثمان فلسطيني قتله مستوطن بالضفة
  • صحف عالمية: إسرائيل جوّعت سكان غزة عمدا وبموافقة الغرب
  • “بي بي سي”: قرار ستارمر الاعتراف بدولة فلسطينية يعد تغيّراً في السياسة البريطانية
  • وقفة غاضبة أمام مقر الحكومة البريطانية تندد بتواطؤ لندن مع العدوان الإسرائيلي
  • أمنستي تتهم إسرائيل بالتواطؤ في مقتل ناشط فلسطيني وتطالب بتحقيق دولي
  • مؤسسة قفز الحواجز البريطانية تمنح فاطمة بنت هزاع جائزة تقديرية
  • برلمانية: العلاقات المصرية البريطانية ركيزة دولية لوقف نزيف غزة
  • الخارجية البريطانية: سنعترف بالدولة الفلسطينية سبتمبر المقبل
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تستخدم التجويع كأداة للضغط بهدف التهجير القسري