في الجولان المحتل: السكان قلقون... و"رائحة الحرب في كل مكان"
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
في قرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، يخشى السكان شبح الحرب الذي أصبح يهدد المنطقة، وخصوصا بعد أن تعرضت إسرائيل لإطلاق صواريخ على أراضيها من الجانب السوري من الجولان.
في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة الحدودية مع لبنان، هناك خوف من أن تكون "الحرب قريبة"... على الطرق المؤدية إليها، كما في كل شمال إسرائيل، تسير أرتال من الدبابات والمدرعات وآليات ثقيلة وتعزيزات في اتجاه الحدود.
الحركة في وسط البلدة حيث يرتفع تمثال لسلطان باشا الأطرش الثائر السوري الذي قاوم الانتداب الفرنسي، بطيئة، والشوارع شبه خالية. تقول يارا أبو صالح (24 عاما)، وهي اختصاصية تجميل، لوكالة، "نشعر بالتوتر لأننا في منطقة حدودية، على الحدود مع لبنان، وقريبون من حدود الأردن. نحن سوريون وتفصل الحدود بيننا ووطننا الأم. قد تحصل ضربة قريبا جدا منا... الخوف في كل البلد."
ما الذي يحدث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية؟ويدأب سكان البلدة على تخزين مواد تموينية، تحسبا لاندلاع حرب في المنطقة. وتقول ماجدة العجمي صفدي (51 عاما) في محلها لبيع الملابس، "التوتر والقلق منتشران بين الناس. الناس يجمعون الماء ويخزنون المواد الغذائية تحسبا للحرب. كما يجهزون مكانا آمنا للجوء إليه في حال انطلقت صفارات الإنذار".
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت مرتين على الأقل قذائف صاروخية في اتجاه إسرائيل من منطقة الجولان في الجانب السوري، ردّ عليها الجيش الإسرائيلي بالقصف داخل الأراضي السورية. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويملك شبكة واسعة من المصادر والمندوبين في سوريا، إن هناك مجموعات موالية للنظام السوري وتعمل مع حزب الله متواجدة في جنوب سوريا وتنفذ العمليات ضد إسرائيل.
كما تشهد المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان توترا منذ بدء هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، يتخلله تبادل قصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، تسبب بمقتل أكثر من عشرة أشخاص في لبنان بينهم ثلاثة مدنيين، أحدهم صحافي، واثنين على الأقل في إسرائيل.
وتقول ماجدة صفدي في مجدل شمس "أغلب البيوت محصّنة والمجلس البلدي جهّز أماكن للاختباء"، مضيفة "لقد جهّزت مونة وبطاريات وإضاءة وماء وكل ما يلزم من احتياجات الحرب". لكنه تتمنى أن يسود السلام، معتبرة أن "الناس يحبون الحياة والحرية والراحة والأمان".
سوريا: قصف إسرائيلي يخرج مطاري حلب ودمشق عن الخدمةورفض كثيرون، لا سيما من الشباب، إبداء آرائهمم متخوفين من ردة فعل إسرائيلية ضدهم. وقال رجل مسن "اذهبوا واكتبوا عن غزة التي يقتل فيها في كل دقيقة طفل".
"رائحة الحرب تملأ المكان"واحتلت إسرائيل جزءا كبيرا من هضبة الجولان في العام 1967، وضمتها في وقت لاحق، في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة. وسكان القرى المحتلة إجمالا من الدروز والعلويين. ورفض الدروز الجنسية الإسرائيلية، ويفرضون حظرا وتهميشا على من يقبل بها. إلا أن الحدود في المنطقة لم تشهد مواجهات تذكر منذ حرب حزيران/أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل.
وتنتشر حواجز عسكرية على مداخل البلدة وفي مناطق الشمال القريبة من الحدود مع لبنان وسوريا. بين الحين والآخر، تمرّ في مجدل شمس سيارات عسكرية رفع عليها العلم الإسرائيلي. وأمر الجيش الإسرائيلي الأحد بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان. وعزّز خلال الأيام الماضية قواته في الشمال، تحسبا لأي مواجهة مع حزب الله اللبناني.
تحليل - ما هي احتمالات تدخل حزب الله في النزاع بين إسرائيل وحماس؟شاهد: قصف إسرائيلي يستهدف "البنية التحتية العسكرية" لحزب اللهوأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد أن "لا مصلحة لنا في حرب في الشمال ولا نريد تصعيد الوضع"، مضيفا "إذا اختار حزب الله طريق الحرب فسوف يدفع ثمنا باهظا جدا". في المقابل، تحدث وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان، الذي تدعم بلاده حزب الله وحماس، عن احتمال توسع الحرب إلى جبهات أخرى.
ويقول عاطف فرحات، القادم من بقعاتا القريبة للتسوق في مجدل شمس، بحزن "رائحة الحرب تملأ المكان.... الحرب أكيدة". أما فايز أبو صالح (69 عاما) فيدخّن بشراهة ثم يقول "لدينا قلق من الجهة الشمالية: حزب الله وسوريا وإيران ونشوب حرب"، مضيفا "أعتقد أن الحرب ستطول. وممكن أن تصبح حربا (...) لشرق أوسط جديد"، متسائلا "لماذا جاء الأسطول الأميركي؟"، في إشارة إلى السفن الحربية التي أرسلتها واشنطن إلى المنطقة لتأكيد دعمها لإسرائيل. ويتابع أبو صالح "يعتقد الناس أن الحرب ستكون طويلة، لذا يخزّنون" المؤن.
على طريق الخروج من مجدل شمس، شاهد فريق فرانس برس مدرعات تتجه شمالا، ورفع أفراد منها افرادها شارات النصر أمام الكاميرات، بينما كانت وحدة من سلاح المشاة تسير على الأقدام بكامل معداتها تحت المطر.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ألمانيا: جدل وانتقادات بعد تأجيل تكريم كاتبة فلسطينية في معرض فرانكفورت للكتب شاهد: نغم الموسيقى بلسم لقلوب أطفال في الضفة الغربية أمام بشاعة الاحتلال والحرب على غزة من الجولان المحتل.. دبابة إسرائيلية تقصف بنى تحتية عسكرية داخل الأراضي السورية هضبة الجولان نزاع حدودي لبنان استعمار- احتلال حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: هضبة الجولان لبنان حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس غزة فلسطين قطاع غزة فرنسا طوفان الأقصى الشرق الأوسط قصف هجوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلاديمير بوتين إسرائيل حركة حماس غزة فلسطين قطاع غزة فرنسا الجیش الإسرائیلی یعرض الآن Next حزب الله مع لبنان
إقرأ أيضاً:
هل تعيد حرب إيران إحياء سلاح حزب الله؟
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": قد يحمل دعما معنويا ل"حزب الله" أن يثار على المستوى الإعلامي والسياسي احتمال انخراطه في الحرب على إسرائيل مساندة لإيران، والحض الديبلوماسي من خارج لأهل السلطة في لبنان، للتنبه لذلك، وعدم إعطاء إسرائيل فرصة تدمير لبنان، انطلاقا من أنه رغم إضعافه بالحرب الأخيرة لا يزال يحسب له حساب، بغض النظر عن مآلات تدخله في حال حصول ذلك.ليس خافيا أن ثمة قلقا يسري على مستويات عدة من احتمال طلب إيران من الحزب تشغيل صواريخه من ضمن عرضه لما يملك من أوراق وإظهار تشدد إيراني في نزع سلاح الحزب وحتمية المحافظة عليه وليس العكس.
والحال أن متابعة المواقف المعلنة للحزب من الحرب بين إسرائيل وإيران أوضحت جلوسه في موقع المراقب والمدين والداعم لطهران في الوقت نفسه، حتى ما قبل اليومين الأخيرين حين أعادت طهران التلويح بتحريك الحزب إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب. ولكن حتى في هذه الحال، ثمة علامات استفهام كبيرة يثيرها مراقبون حول اتجاه انتحاري للحزب يطيح ما تبقى من مقدراته التي يسعى من خلالها إلى المحافظة على قوة حيثية الشيعية السياسية في الداخل، بالإضافة إلى مخاطرته المؤكدة بتدمير لبنان ومنع قيامته لعشرات السنين المقبلة.
ولا تزال إسرائيل تضع الحزب في دائرة اهتماماتها باستهداف عناصره كما حصل أخيرا، وإعلان الجيش أن "لدينا أهدافا كثيرة في إيران ولن نتوقف، وسنلاحق أذرعها في لبنان". فيما لن يؤمن تدخل أذرع إيران في المنطقة حمايتها، ولن يُعيد إليها اليد العليا في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، أو يعيد هيمنتها الإقليمية، لكنه من المرجح أن يلقي على عاتق هؤلاء تكاليف باهظة سواء في لبنان أو العراق أو اليمن.
وتؤكد معلومات أن إيران، متى جلست إلى طاولة التفاوض، ستتحتم عليها تنازلات كبيرة في ثلاثة محاور رئيسية، هي الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، أي أن يكون التخصيب في منزلة الصفر، بالإضافة إلى التفكيك الكامل للبنية التحتية للتخصيب، وإخضاع المنشآت الإيرانية لعمليات تفتيش صارمة بقيادة الولايات المتحدة، وحتمية إجراء خفض كبير في ترسانتها من الصواريخ الباليستية وقدراتها التصنيعية. وقد ساهمت الضربات الأخيرة على إسرائيل في تعزيز هذا التوجه. إذ يجب رصد ردود الفعل الأميركية الداعمة من مسؤولين كبار على أثر هذه الضربات، لدعم انخراط أميركي في الحرب يقضي على القدرات الإيرانية، فيما يعتقد البعض أن إيران تقوم بذلك في إطار إظهار توازن الردع، ولكن أيضا استفزازا لأميركا، لتقوم بضرب قدراتها النووية لئلا توقع هي على التنازل لما يعنيه الأمر من استسلام طوعي لدى النظام الإيراني.
إلى ذلك، ستتعزز المطالبة الأميركية القائمة أصلا بنزع سلاح "حزب الله"، مع ترجيح تمدد مطالبة إيران في الدرجة الأولى بالتخلي عن دعم أذرعها في المنطقة، وربما حلها وإدراجها من ضمن الشرعية، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن.
ومن المرجح أن تتأخر مقاربة لبنان لسلاح الحزب في ضوء كل ذلك، فيما تزداد الضغوط عليه للمبادرة وعدم الانتظار تحت وطأة انعكاسات سلبية قد تترتب عليه. ويُنتظر اقتناع الشيعية السياسية بتغييرات لم تعد تستطيع مواجهتها، وتؤخر استعادة لبنان لعافيته وإعادة إعماره.
مواضيع ذات صلة هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟ Lebanon 24 هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟