استشهاد الطبيب والمريض والمسعف.. مجزرة يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة| خاص
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
مشهد مرعب يصفه الشاب الفلسطيني محمد أحمد أثناء القصف الغاشم من قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني مساء أمس، الثلاثاء، حيث يحكي لحظات تدمي القلوب بعد أن شاهد استشهاد الطبيب والمريض والمسعف بسبب القصف.
ويروي محمد أحمد، الذي فقد 14 من أفراد أسرته، لحظات تقف لها الإنسانية امنحنية من هول وقعها، حيث يقول: "أصبح الاحتلال يقصف جميع الأماكن دون سابق إنذار، وحتى لا نستطيع التوثيق، يقوم الاحتلال بتحديد أماكن البث الإلكتروني وضربه وقصف الشبكات الإلكترونية".
وأضاف: "نحن في صدمة من هول ما يحدث، فمن منا لا يزال على قيد الحياة لا يمكنه أن ينام منذ أيام بسبب أصوات القصف في كل مكان".
وتابع: "ومما رأيت داخل مستشفى المعمداني؛ استشهاد المريض والطبيب والمسعف معا في جريمة القصف التي طالت المستشفى الذي كنا نحتمي به ونعتبره الملجأ والملاذ".
وفي صوت مخنوق ويبكي، يروي لنا الشاب الفلسطيني بكلمات مؤثرة قائلا: "نحن نعيش في ذل، لا يمكن أن نسمي أنفسنا أحياء، فنحن في عداد الموتى والصمت يخيم على الجميع وسط الأشلاء".
جرحى يشيعون جثامين الأطباء
وأصبح الجرحى الناجون من المجزرة هم من يقومون بتشييع جثامين الأطباء والمسعفين وباقي الضحايا.
كما شهد حي النصيرات قصفا بشعا صباح اليوم طال مخبز النصيرات الذي كان الملجأ الوحيد لتقديم الخبز لما بقي من السكان ليقوى جسدهم فقط بضع ساعات قليلة، وهو ما كان أقل من لقيمات يقمن جسد الفرد يوميا، لكن الاحتلال منعها عنهم اليوم.
بلوجر أمريكي يهاجم عدون إسرائيل على غزة
وشهدت المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة تعاطف جميع الأجانب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، حيث خرج رحالة أمريكي ليكذب رواية إسرائيل ويدين العدوان الغاشم ضد المدنيين ويدين جميع الدول التي تدعم إسرائيل أو تتعاطف معها، بينما ترتكب إسرائيل جرائم حرب ضاربة بجميع القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط.
وفي مقطع فيديو قصير، ظهر رحالة أمريكي شهير وهو يشرح بعصبية مدى فداحة وإجرام القصف الهمجي لمستشفى به أبرياء هاربون من ويلات القصف المستمر.
وحصد الفيديو أكثر من 5 ملايين مشاهدة خلال ساعات كانت جميعها متعاطفة مع الشعب الفلسطيني الذي أصبح تحت القصف المباشر دون هوادة.
وظهر في المقطع القصير الرجل قائلا: “قصفت إسرائيل مستشفى داخل قطاع غزة، يا للهول، إنه مستشفى، هل هذا عن طريق الخطأ؟ لا يمكن تخيل شخص عاقل يقرر قصف مستشفى به جرحى ومصابون”.
وأضاف وهو في حالة من العصبية والحزن الشديدين: “إذا كنت أحد داعمي الحكومة الإسرائيلية في مثل هذا الفعل الشنيع، فأنت بكل تأكيد تؤيد فكرة الإبادة الجماعية لشعب فلسطين، هذا أمر لا يمكن السماح به ولا حتى يمكننا الصمت عليه، فهذا يحولنا إلى وحوش بشرية”.
استهداف الأطباء والصحفيين
وتعتبر الطواقم الطبية والصحفية من الأفراد المحميين داخل الحروب من القصف في جميع الأعراف الدولية، ولا يجب استهدافهم، ولكن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفتهم جميعا دون النظر لاعتبارات الخط الأحمر.
كما قصفت قوات الاحتلال أكثر من 23 سيارة إسعاف كانت تنقل المصابين داخل قطاع غزة منذ بداية الاجتياح الغاشم على المدنيين.
ويقدر المجتمع الدولي أكثر من 400 غارة مأساوية ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب قطاع غزة منذ بداية العدوان يوم الأحد قبل الماضي، وما زالت مستمرة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو اهتزت له القلوب وحصد ملايين المشاهدات بعد أن تم تداوله على نطاق واسع على “إنستجرام”، بعد أحداث القصف الذي تعرض له المستشفى الأهلي العربي في قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد حوالي 500 ما بين أطفال ونساء وشيوخ سقطوا في ضربة جوية إسرائيلية.
وقد ظهر في مقطع الفيديو أحد المسعفين وهو يبكي من هول الأحداث وشدة القصف الذي تعرضت له الأراضى الفلسطينية خلال الأيام الماضية.
وقال الشاب محمد أحمد، أحد شهود العيان من قطاع غزة، لـ “صدى البلد”: “نتعرض لإبادة جماعية منذ أكثر من عشرة أيام من قوات الاحتلال وسط صمت دولي غير مسبوق على تلك الجرائم غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية”.
وأضاف: “توالى القصف بشكل عشوائي على المنازل والمباني، وآخرها صدمنا بقصف مستشفى المعمداني الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء من المرضى والأطباء داخل المستشفى، ولم يحرك المجتمع الدولي ساكنا”.
وكان محمد شيع جثامين 14 فردا من أسرته راحوا جميعا ضحية قصف على منزله منذ أيام قليلة.
وتابع: “ممنوع عنا الأكل والمياه والكهرباء، ويقومون بتهجيرنا قسريا دون الأخذ في الاعتبار ظروف الشيوخ والأطفال والمرضى”.
وفى وقت سابق، قالت الدكتورة مي كيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، إن “قصف مستشفى المعمداني إبادة جماعية، ونناشد المجتمع الدولي حماية الشعب الفلسطيني”.
وأضافت وزيرة الصحة الفلسطينية: “القطاع الصحي في غزة على حافة الانهيار والخدمات على وشك النفاد”، موضحة أن عائلات بأكملها تمت إبادتها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مستشفى المعمداني القصف مستشفى المعمدانی قوات الاحتلال قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
أكثر من 20 شهيدا بمجزرة جديدة بمواقع توزيع المساعدات في رفح
استشهد أكثر من 20 شخصا وأصيب العشرات في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق فلسطينيين ينتظرون المساعدات غربي رفح.
ونقلت قناة الأقصى الفلسطينية عن جهاز الإسعاف والطوارئ في غزة تأكيده انتشال 23 شهيدا وإجلاء أكثر من 200 إصابة جراء قصف وإطلاق نار صوب المتوجهين لمركز المساعدات الأميركية غربي مدينة رفح.
وأمس الاثنين، أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع ضحايا مراكز "المساعدات" إلى 75 شهيدا و400 مصاب.
ويترافق هذا مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي استهداف الفلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات قرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
مجزرة بحق المواطنين بالقرب من موقع توزيع المساعدات الأمريكية جنوب قطاع غزة حيث استشهد أكثر من 30مواطن حتى اللحظة وعشرات الإصابات #مجزرة_المساعدات pic.twitter.com/X5CTlbBK3K
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) June 1, 2025
مصائد الموت الجماعيوكان مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، قال في تصريح خاص للجزيرة نت، إن ما يحدث هو "ابتزاز جماعي منظم"، حيث تُستخدم المساعدات كأداة للحرب، وتُشرف عليها شركة أميركية-إسرائيلية بتنسيق كامل مع جيش الاحتلال، الذي ينصب كمائن القتل تحت غطاء "المناطق العازلة".
إعلانوأضاف الثوابتة أن هذا النموذج القاتل يحول نقاط توزيع الغذاء إلى مصائد موت جماعي، مشيرا إلى أنه منذ بدء توزيع المساعدات عبر تلك الشركة في 27 مايو/أيار، استشهد أكثر من 49 فلسطينيا وأصيب أكثر من 305، مما يدل على أن الغرض منها ليس الإغاثة بل فرض سيطرة أمنية عبر القتل الجماعي.
منظومة الإبادة الجماعيةوبدوره، اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل بتحويل آلية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة إلى "أداة إضافية ضمن منظومة الإبادة الجماعية" بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إن المجازر المرتكبة بحق الجوعى تؤكد أن إسرائيل تطبق "منظومة هندسة التجويع" عمليا، مستخدمة المساعدات كمصيدة لقتل الفلسطينيين، وليس لإطعامهم.
وأضاف عبده في حديثه للجزيرة نت "إسرائيل أرادت إيصال رسالة للفلسطينيين بأن رفضهم لمقترح ستيفن ويتكوف لا يعني فقط حجب المساعدات عنهم، بل قتل كل من يقترب من نقاط التوزيع".
#فيديو | "هدول أطفال بدهم ياكلوا".. صرخة شقيق شهيد ارتقى في مجزرة المساعدات التي ارتكبها الاحتلال بمشاركة مرتزقة تابعين للشركة الأمريكية في مواصي مدينة رفح. pic.twitter.com/XgBxFa8NuF
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 1, 2025
واتهم عبده المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بـ"الاستسلام المعيب" للإرادة الإسرائيلية، محذرا من التعامل مع المجازر على أنها مجرد خلل إداري في آلية التوزيع.
وانتشرت في الأيام الماضية مقاطع فيديو على منصات التواصل استهداف الأهالي الذين قدموا للحصول على المساعدات، وشهدت مقاطع الفيديو والصور المتداولة من مجزرة رفح بقطاع غزة المروعة غضبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف المغردين الفلسطينيين والعرب عن صدمتهم.
وتفرض إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة منذ مطلع مارس/آذار الماضي، مانعة دخول المساعدات والمواد الغذائية لأكثر من مليوني فلسطيني، ولم تسمح بدخول بعض الشاحنات إلا بعد ضغوط أميركية في أعقاب إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
إعلانوفي 27 مايو/أيار الجاري، بدأت مؤسسة "غزة الإنسانية" الأميركية توزيع طرود غذائية بكميات محدودة من مركز أقامته غرب مدينة رفح، وأعلنت أنها ستقيم 4 مراكز أخرى وسط وجنوب القطاع. لكن المؤسسة لا تملك قواعد بيانات خاصة بالسكان، ولا تنسق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أو أي من المنظمات الدولية المعتمدة، مما تسبب في فوضى كبيرة بمواقع التوزيع.