عداء حزبي يُحرج رئيس حكومة إسبانيا أمام إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
تضع الانتقادات المتكررة، التي يوجهها حزب اليسار المتشدد الإسباني "بوديموس" لإسرائيل، رئيس الوزراء الإشتراكي بيدرو سانشيز، في موقف محرج، بحيث أصبح مرغماً على تحقيق توازن في المواقف، في ظلّ مفاوضات إعادته إلى السلطة.
الثلاثاء، ذكّر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأنه "في كل حكومة هناك حساسيات مختلفة.
وجاء هذا التذكير بعد المواقف التي اتخذها عدد من الوزراء المنتمين لحزب "بوديموس" بشأن الردّ الإسرائيلي على هجوم "حماس"، الذي بدأ في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
ورفض اليسار المتطرف، المشارك في حكومة سانشيز الائتلافية، إدانة هجوم حماس، مندداً في المقابل بالأعمال الانتقامية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وذهبت إيوني بيلارا، وزيرة الحقوق الاجتماعية من حزب "بوديموس"، إلى حد مطالبة الحكومة الإسبانية السبت بتقديم شكوى ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"، كجزء من "محاولة إبادة جماعية.. من جانب دولة إسرائيل في غزة".وكرر حزب اليسار الراديكالي انتقاداته الثلاثاء بعد قصف المستشفى المعمداني في غزّة وعزاه إلى الجيش الإسرائيلي، رغم النفي الإسرائيلي.
ودعت بيلارا إلى أن "تعلّق مدريد علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وتفرض عقوبات" على المسؤولين فيها. ورفض حزبها حتى الآن إدانة هجوم حماس بشكل لا لبس فيه.
"بادرة غير ودية"
أثارت هذه المواقف أزمة دبلوماسية صغيرة، بحيث نددت السفارة الإسرائيلية في إسبانيا في بيان الإثنين بالتصريحات "غير الأخلاقية على الإطلاق لأعضاء في الحكومة"، مؤكدة أن هؤلاء الوزراء المنتمين إلى اليسار المتشدد "قرروا الوقوف في صف الإرهاب".
واعتبر ألباريس أن نشر السفارة لهذا البيان يشكل "بادرة غير ودية"، لكنه أكد أن هذا "حادث موضعي في العلاقة بين إسبانيا وإسرائيل"، مبدياً اعتقاده بأن الأزمة بين البلدين "تم حلّها".
وأثارت هذه المواقف أيضاً انتقادات من الحزب الشعبي اليميني المعارض، الذي ندد بـ"معاداة السامية" التي يتبناها حزب "بوديموس".
ودعا زعيم اليمين ألبرتو نونييث فيخو إلى أن يعيد سانشيز "النظام إلى حكومته"، متهماً رئيس الوزراء بالابتعاد عن الأضواء "لعدم إحراج حلفائه قبل تنصيبه".وسبق أن كشف الحزب الإشتراكي وحزب "بوديموس" اللذان يحكمان سوياً منذ العام 2020 عن خلافاتهما في الماضي بشأن السياسة الخارجية، لا سيّما بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا أو ملف الصحراء الغربية. غير أن السياق السياسي مختلف اليوم.
يفاوض بيدرو سانشيز، الذي يتولى السلطة منذ العام 2018، بشأن إعادة تعيينه كرئيس للوزراء مع الأحزاب المنتخبة للبرلمان خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 يوليو (تموز). وفي حال فشله بتحقيق ذلك بحلول 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، سيتعيّن الدعوة إلى اقتراع جديد.
وتعتبر الباحثة السياسية في جامعة كومبلوتينسي في مدريد بالوما رومان، أن الحكومة ترى أن هذا "التنافر...)محرج" لأنه يأتي في وقت يحتاج فيه اليسار إلى "إظهار وحدته" و"يطمس الخط الدبلوماسي" الذي تعتمده مدريد.
وذكّر ألباريس، بأنّ السياسة الخارجية الإسبانية من اختصاص الاشتراكيين في حكومة سانشيز، وليست سياسة اليسار المتطرف الذي حصل "تباين" في الآراء معه.
ولفت إلى أن "موقف الحكومة الإسبانية واضح للغاية"، مندداً بـ"الهجوم الإرهابي" الذي نفذته حماس، فيما دعا إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها "مع احترام القانون الدولي".
وترى رومان أن موقف "بوديموس" يفسّر جزئياً بمسائل متعلقة باستراتيجيات داخلية لليسار الإسباني.
وتوضح أن حزب بوديموس "همّشه بطريقة ما ائتلاف (سومار) اليساري المتطرف الذي ترأسه وزيرة العمل الشيوعية يولاندا دياز المقربة من سانشيز.لذلك، يحافظ هذا الحزب على صورة احتجاجية ليبرز نفسه ولكي لا ننسى أنه يختلف عن (سومار)"، وفق رومان، راغباً بالاستمرار في التأثير رغم تراجع نفوذه.
الأربعاء، حذّر مؤسس حزب "بوديموس" وزعيمه السابق بابلو إيغليسياس من أن سانشيز "يجب أن يتذكّر أنه سيتعين عليه التفاوض على خطوط سياسته الخارجية مع القوى التي يعتمد عليها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسبانيا رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
عبدالله بن لاحج، رئيس مجلس إدارة “آمال”: رسّخت دبي مكانتها كوجهة رئيسية للمشاريع العقارية الراقية، مدعومةً بشراكاتها البارزة مع المشاهير والعلامات التجارية الفاخرة، وهو توجه استراتيجي يُعيد صياغة توقعات المشترين العالميين. من أساطير الموضة إلى رموز الرياضة العالمية، تُعزز هذه الشراكات جاذبية دبي العقارية، وتُحوّل العقارات الفاخرة إلى استثمارات تلبّي وتعزز نمط الحياة والرفاهية الشاملة. في مشهد العقارات الفاخرة، أصبحت مشاركة الشخصيات المرموقة عالمياً عاملاً محورياً لتسريع الطلب وتعزيز القيمة على المدى الطويل. في عام 2023، أعرب 59% من أصحاب الثروات العالية حول العالم الذين شملهم الاستبيان عن اهتمام خاص بامتلاك مسكن يحمل علامة تجارية في دبي، وارتفع هذا العدد إلى 69% في عام 2024. يأتي تصنيف الإمارات العربية المتحدة الآن كثالث أكبر سوق للعقارات ذات العلامات التجارية ليؤكد أن السوق جاهز للتوسع المستمر، مدفوعاً إلى حد كبير بقوة دعم المشاهير.
قوة دعم المشاهير
تُعدّ مشاركة المشاهير في مشهد التطوير العقاري استراتيجيةً فعّالة للتميز في سوقٍ فاخرٍ مُشبع بالعقارات المتميزة. بدءً من بنتهاوس نيمار جونيور الذي تبلغ قيمته 54 مليون دولار أمريكي في بوغاتي ريزيدنسز، وفيلا ديفيد وفيكتوريا بيكهام الفخمة في جزيرة النخلة، وصولاً إلى شاروخان وارتباط اسمه بنخبة من المشاريع البارزة في دبي، تُولّد هذه الشراكات تغطيةً إعلاميةً لا مثيل لها، وترتقي بصورة المشاريع، وتُثير ضجةً فورية. إلى جانب شهرة الأسماء، تُضفي هذه الشراكات شعوراً بالأصالة والهيبة، مما يُعزز الرابط العاطفي بين المشروع والمشترين المُحتملين. وبالنسبة للمطورين، تساهم هذه الشراكات بتسريع المبيعات وترسيخ مكانة العلامة التجارية لدى جمهورٍ حصري ينجذب للمشاريع المميزة.
نمط الحياة يُصبح رمزاً للمكانة
يعود الطلب على المشاريع التي تحمل توقيع المشاهير إلى ما تقدّمه من وعدٍ بحياةٍ متميزة ومُلهمة. عند شراء منزل، يتطلع المشتري إلى ما هو أكثر من المسكن فقط، فهو يقبل على احتضان نمط حياةٍ يعكس بريق نجومه المُفضّلين ونجاحهم ورقيّهم، وهو ما يُصبح رمزاً للمكانة، وموضوعاً للنقاش، بل حتى عملةً اجتماعيةً رائجةً بين النخبة العالمية. غالباً ما تعكس المساكن جماليات المشاهير وعلامتهم التجارية، وتتميز بتصاميمها المتقنة والمواد عالية الجودة ووسائل الراحة المصممة خصيصاً، والتي تُحدث نقلة نوعية في الحياة اليومية. يكتسب عنصر الجذب العاطفي والرمزي هذا قوةً خاصة لدى المشترين الدوليين الباحثين عن نمط الحياة الراقي الذي تُجسّده دبي.
الثقة والمصداقية والجاذبية العالمية
تُضفي شراكات المشاهير طبقةً من الثقة والمصداقية لا يُمكن للتسويق التقليدي مضاهاتها، حيث تمّثل هذه الشراكات شارة لضمان الجودة للعديد من المستثمرين الدوليين بغض النظر عن معرفتهم بمهارات وسجل المطورين المحليين. من عناوين الصحف إلى منشورات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، يُمكّن تأثير “التسويق المجاني” المشاريع من اكتساب شهرة في وقت مبكر والحفاظ على أهميتها على المدى الطويل. يتوالى التأثير الذي تُولّده هذه الشراكات ويمتد إلى ما هو أبعد من دبي، حيث يعزز الظهور العالمي ويجذب المشترين والمستثمرين من أوروبا وآسيا والأمريكيتين. ومع توقع نمو عدد أصحاب الثروات الكبيرة في الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 30% بحلول عام 2028، فإن هذه الجاذبية العالمية في سوق يُعدّ الاستثمار الدولي فيه محرّكاً رئيسياً للنمو والمرونة أمرٌ بالغ الأهمية.
اقتصاديات الشغف
لا تزال الحصرية محركاً رئيسياً لقيمة العقارات الفاخرة. وتتمتع العقارات التي تحمل توقيع المشاهير بقيمة إعادة بيع أعلى بفضل ما يرتبط بها من قصص ووقعها العاطفي، وتُعتبر على نطاق واسع أصولاً منخفضة المخاطر بعائد مرتفع. في استبيان أجرته شركة نايت فرانك، حدد 59% من المشاركين “العائد المرتفع أو إمكانات الاستثمار” كسبب رئيسي لشراء مسكن يحمل علامة تجارية في دبي. وفقاً للاستبيان ذاته، أعرب أكثر من نصف المستثمرين المحتملين أن اهتمامهم ينبع في المقام الأول من مكاسب رأس المال، بينما يتوقع 36% ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 5-10% خلال السنة الأولى من التملك، لا سيما بين أولئك الذين تتراوح ثرواتهم الصافية بين 10 و 15 مليون دولار أمريكي.
ميزة دبي
لطالما احتضنت مدن مثل ميامي ولندن ونيويورك المشاريع العقارية التي تحمل علامات تجارية، كما توفر دبي بيئة ديناميكية فريدة للتطورات القادمة في قطاع العقارات الفاخرة التي تحمل توقيع المشاهير. تجذب البنية التحتية عالمية المستوى في دبي، والبيئة الضريبية المواتية، ونمط الحياة العالمي، الشخصيات البارزة والمشترين العالميين على حد سواء. يسخر المطورون العقاريون هذا كله من خلال إنشاء مشاريع مميزة مثل العلامة التجارية والشخصيات المرتبطة بها. من الأمثلة الناجحة على ذلك دخول شركة “منصوري” العالمية إلى مجال العقارات، بالتعاون مع شركة “آمال”، لتطوير عقار يمزج بين تصميم السيارات الفاخرة والمعيشة المصممة حسب الطلب، مما يضع معياراً جديداً للمساكن ذات العلامات التجارية في دبي.
سيواصل المطورون الذين يتبنون الأصالة، ويبرمون شراكات هادفة، ويركزون على تقديم قيمة حقيقية من خلال التصميم والتجربة، رسم ملامح المرحلة القادمة من الحياة الفاخرة في دبي. وستظل أكثر المشاريع نجاحاً هي تلك التي تجمع بين الجاذبية والجوهر والابتكار والالتزام الصادق بالجودة. بالنسبة للسكان والمستثمرين على حد سواء، تُعدّ هذه المشاريع رمزاً للطموح والمكانة الراسخة والابتكار.