شارك المهندس أشرف رشاد الشريف، الأمين العام ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، اليوم الخميس، في فعاليات الجلسة الطارئة لمجلس النواب لبحث تداعيات الأوضاع في فلسطين

وقال "رشاد" في كلمة تعليقًا على القصف العسكري في غزة وقتل الأبرياء من الفلسطينيين، جاءت كالتالي:


بسم الله الرحمن الرحيم …..

عندما خلق الله العقل والقلب جعلهما مترادفين متلازمين يكملان بعضهما البعض فإذا هاج القلب كبح العقل جماحه، وإن ضل العقل أنار القلب جوانبه.


فلا ذاك ولا ذاك قادرين على اتخاذ ما يناسب الإنسان سوى باكتمالها جنبًا إلى جنب.

 

أُقدّر من اتبع قلبه فدعا لحرب لا تُبقي ولا تذر بدافع الدين والقومية والأرض والعرض، وأحيي تلك النخوه التي هي سمة من سماتنا نحن الأمة العربية..

ولكن أؤكد أن أسوء الحروب في التاريخ هي التي يختار الخصم فيها زمانها و مكانها فتساق إليها دون ترتيب و تحارب فيها بشروطه و بطريقته.

وإن التاريخ مليء بنكبات قادها أبطال امتازوا بحسن النوايا وصدق العزيمة ولكن خانهم حسن التخطيط والاستعداد.

وأعي تمامًا من اتبع عقله فقال: "مالنا ومال الحروب وويلاتها" بدافع الوطنية والخوف من أضرارها الاقتصادية وحرصًا على مصر من شر الحروب وتوابعها.

ورغم ما في هذا الرأي من تملص من الوازع الديني والأخلاقي وتخلص من قوميتنا العربية إلا أنه بجانب ذلك كله فقد غاب عنه أن أمننا القومي يبدأ من فلسطين من هناك لا من سيناء و أن الدفاع عنها دفاعًا عن مصر في المقام الأول.

و لذلك يجب أن نضع عدة حقائق أمام أعيننا؛ أولها أن قضية فلسطين وأرضها قديمة قِدم التاريخ وستستمر حتى يرث الله الأرض وما عليها.

فهم يريدون هيكلهم ونحن نريد مسجدنا وكنيستنا وكل مقدساتنا..

هم يعتقدون أن مخلصهم سينتصر بهم هناك، ونحن نعتقد أيضا أن أمامنا سينتصر بنا هناك، وأن كل تلك المجازر الوحشية ما هي إلا مسلسل مستمر وسيستمر مع اختلاف السبب والمسمى..

 

فصبرا و شاتيلا وبحر البقر ودير ياسين ومستشفى المعمداني حلقات في وحشية بدأت منذ قتل الأنبياء وتستمر الآن بقتل الأطفال العزل من السلاح..

 

ولا أعلم لماذا التعجب من قوم قتلوا رجالًا كانوا يكلمونهم بوحي الله عندما يقتلون الأطفال والعزل!! فذلك ديدنهم وتلك شريعتهم وهذا مذهبهم الذي نشأوا عليه..

لم أجزع ولم أحزن لتلك المشاهد المأساوية لشهداء نزفهم إلى الجنة واحدًا تلو الآخر؛ فنحن قوم نحب الموت كما يحبون الحياة..

والحزن الوحيد أنهم سبقونا لرضوان الله ونالوا الجنة؛ ولعلني ألحق بهم قريبا.

فخففوا عنكم الفزع والحزن، فنحن أمة تحصد انتصاراتها من فم نكباتها، وتلقى الموت وهي باسمة مشرقة.

أما عن مصر فكل محاولات المزايدة عليها على مدار التاريخ قد باءت بالفشل وستبوء أيضا الآن بالفشل.

فمصر التاريخ هنا صلاح الدين خرج بحيشه ليحرر القدس من أرضها..

وتعلم ياسر عرفات وعز الدين القسام على أرضها وكل من حملوا راية التنوير والجهاد شربوا من تعاليم مصر وتقاليدها وأتقنوا التعليم فيها، فنار فكرهم وأشعلوا فلسطين بنور العلم  ونار المقاومه لعدوهم.

مصر الحاضر التي أخذت موقفا ثابتًا منذ بداية الأزمة عندما اختفى الجميع وصمتت الحناجر التي كانت تملأ الدنيا صياحًا وحماسًا في كل المنابر الإعلامية..

وقدمت كل غال ورخيص وستقدم كل غال ورخيص من أجل أمتنا العربية والإسلامية..

مصر المستقبل.. فجيشها هو الجيش الوحيد الذي تبقى في منطقة قتلتها الاختلافات ومزقتها الصراعات؛ فلم تبقى سوى مصر ضمانًا لمستقبل تلك الأمة التليدة.

إن معطيات الأمور وبرهانها تقتضي مننا أن نلتف سويًا نوحد الصفوف مؤيد ومعارض، متفق ومختلف خلف القيادة السياسية التي تخوض الآن تحدٍ يعتبر هو الأكبر منذ سبعينات القرن الماضي.

تحدٍ من حيث اختلاط الأوراق وتشابك الخيوط، وغموض المواقف والصراعات الداخلية التي تضرب أكثر من نصف دول المنطقة، وتقطع أوصالها وأقول له ليس كما قالت اليهود اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون..

و لكني أقول له اذهب فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله، وإن اعتدوا فادخل عليهم فإنا بإذن الله غالبون.

أفوضه في اتخاذ ما يلزم وكلي ثقة في قيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة.. وفقه الله دومًا لخير هذا الوطن والأمة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية القصف الإسرائيلي على غزة

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

سلطنة عُمان… بلد الأمن والأمان والسلام والإسلام والاعتدال والحياد والأعراف والعادات والتقاليد وحسن التعامل والتسامح، حيث إن الأعراف والتقاليد لدى العُماني أقوى من أي قانون؛ الأمر الذي جعلها محل ثقة وتقدير واحترام العالم أجمع دون استثناء.
ومع ذلك؛ فالرأي مفتوح للجميع، وسقف الحرية مرتفع بحكم القانون العُماني. ولقد لفت انتباهي الانطباع الذي خرج به المشاركون في معرض مسقط الدولي للكتاب من زوار ومؤلفين وناشرين؛ حيث عبّروا عن الحرية التي وجدوها؛ فهناك الكثير من الكتب التي يُمنع نشرها في العديد من الدول وجدت حريتها في عُمان تنتظرها، وأكدوا أن في عُمان مجالًا رحبًا للرأي والرأي الآخر، وأفقًا للرأي الواسع، كما أشاروا إلى حفظ الحقوق واحترام وتقدير الآخرين.
لقد وجدوا التطبيق الفعلي لعدم مصادرة الفكر؛ بل حمايته وتهيئة الجو المناسب له، فقد قالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -: "إننا لا نصادر الفكر.. أبدًا"، وأتت النهضة المتجددة لتؤكد على استمرارها ونموها وتوسعها؛ فأضحت عُمان بلا منازع محل تقدير ومركز تسامح وموقعًا لثقة الجميع.
المعروف أن الودق هو المطر الذي يُنهي الجفاف ويحيي الأرض، وفي السياق الأدبي أو الثقافي يُستخدم كرمز للخير والسلام، وعندما نقول إنه يطفئ الحروب، فهو تعبير مجازي عن دور عُمان التاريخيّ في إخماد النزاعات بالحكمة والدبلوماسية، كما فعلت عبر تاريخها في الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
إن سلطنة عُمان معروفة بسياسة الاعتدال والحوار؛ سواء كان ذلك في محيطها الخليجي أو العربي أو على المستوى الدولي، مما جعلها صانعة للسلام بامتياز. وهكذا فإن الودق العُماني ليس مجرد مطر مادي، وإنما هو إشارة للغيث الأخلاقي في البوتقة السياسية الذي تقدمه عُمان لتهدئة الصراعات ومسبباتها ووأد الفتنة في مهدها.
لقد وقفت السلطنة كعادتها الدائمة والثابتة والراسخة على الحياد؛ فلم تقطع العلاقات مع جمهورية مصر العربية إبان اتفاقية كامب ديفيد، وكذلك الحياد في اتفاقيات مدريد وأوسلو ووادي عربة، وبقيت محايدة في الحرب العراقية الإيرانية، ولم تتدخل في الحروب التي تستعر هنا وهناك من حينٍ لآخر؛ فلم تتدخل في حرب ليبيا، ولا الصومال، ولا اليمن، ولا السودان؛ بل أغلقت أجواءها أمام الاستخدام العسكري لأي من الطرفين المتنازعين.
وقد كانت الوسيط لإطلاق عدد كبير من المحتجزين للعديد من الدول، كما إنها كانت وسيط الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، وحاليًا تقوم بالوساطة ذاتها بين أمريكا وإيران للوصول إلى اتفاقية ثابتة وملزمة ومحكمة.
ومؤخرًا تدخلت السلطنة لإطفاء الحرب الملتهبة بين أمريكا واليمن، والتوصل للاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهي حرب بالغة في التعقيد، لكن الدبلوماسية العُمانية المعهودة كان لها التأثير السلس الذي يتواصل مع الفرقاء برقة النسيم، وعذوبة الودق، وشذى الياسمين.
كل ذلك بهدوء ودون صخب إعلامي أو ضجيج القنوات الفضائية أو جعجعة الحناجر، كعادتها عُمان تبتعد عن المنّ والأذى.
إن الطائر الميمون الذي يقلّ المقام السامي لحضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بين العديد من عواصم العالم بين الحين والآخر، إنما يحمل على جناحيه غصن الزيتون ومرتكزاته وأهدافه، هو نشر السلام والتسامح؛ فعُمان تلتقي ولا تودع، وتجمع ولا تفرّق، وتلمّ ولا تشتّت، وتمُدّ يد السلام والوئام والتسامح والأُلفة للجميع.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: إبلاغ سكان غزة بتجنب الاقتراب من المناطق التي ينتشر فيها الجيش
  • الرئيس السيسي: نقدر دور رئيس البنك الأفريقي في توفير التمويل لتحقيق التنمية بالقارة
  • عاجل- الرئيس السيسي يلتقي رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي
  • الرئيس السيسي يشيد بجهود رئيس البنك الأفريقي للتنمية ويؤكد استمرار التعاون المشترك
  • سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يتابع سير الامتحانات الشفوية الإلكترونية بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط
  • مستقبل وطن: لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي يعزز من العلاقات الاستراتيجية
  • رئيس اللجنة الأولمبية: دعم الرئيس السيسي وراء نجاحات الرياضة المصرية المتتالية
  • برلماني: زيارة الرئيس السيسي لروسيا تفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع موسكو
  • وردنا للتو.. رسالة عاجلة من الرئيس المشاط لكافة أبناء الشعب اليمني.. إليكم ما جاء فيها