لبنان ٢٤:
2025-12-13@21:37:38 GMT

حزب الله بدأ بـ تزييت آلياته

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

حزب الله بدأ بـ تزييت آلياته

يعرف الخبراء العسكريون أن ما يجري في الجنوب منذ السابع من الشهر الجاري ليس مجرد تبادل للعمليات العسكرية بين "حزب الله" وقوات العدو، وإن بدا أن طرفي الصراع لا يزالان يدوران في فلك "قواعد الاشتباك"، التي نتجت عمّا تم التوافق عليه بعد حرب تموز في العام 2006. إلاّ أن تصاعد وتيرة المناوشات تشي بأن الأمور متجّهة نحو التصعيد الممنهج، أقّله بالنسبة إلى "حزب الله"، الذي بدأ ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية يأخذ منحىً مغايرًا عمّا كان عليه الردّ المحدود في المكان والزمان المناسبين مع بداية "الطوفان"، خصوصًا أنه يبلغ جميع الذين يتمنون عليه ضبط النفس وعدم الانسياق إلى جرّ لبنان إلى حرب غير متكافئة، من حيث قدرة اللبنانيين على الاحتمال، أن للصبر حدودًا، وأنه لا يستطيع أن يبقى متفرجًا على ما يرتكبه العدو من مجازر في حق الأبرياء في غزة.

    وما تشهده الساحات العربية من تظاهرات مؤيدة للحقّ الفلسطيني من شأنه أن يعطي "حزب الله" مشروعية أي عمل قد يقدم عليه، بغض النظر عن الخلاف الداخلي في لبنان بالنسبة إلى قرار الحرب والسلم. إلاّ أن ما هو أكيد أن الحزب لن يبادر إلى فتح أي معركة، وهو لا يزال حتى هذه الساعة قادرًا على ضبط شارعه، الذي يغلي، وهو قادر أيضًا على ضبط قواعد "اللعبة"، وإن كانت نوعية عملياته العسكرية الدفاعية بدأت تتماهى مع نبض الشارع العربي الغاضب. وهذا ما يقلق إسرائيل، التي أقدمت في الساعات الأخيرة على إخلاء المدنيين من المستوطنات المنتشرة على حدودها الشمالية، مع حشد ما يقارب مئة وخمسين ألف مجند على طول هذه الحدود، وذلك استعدادًا لما يمكن أن يفاجئها به "حزب الله" مما قد لا يخطر على بالها من مفاجآت.    المراقبون السياسيون يتمنون ألاّ تتطور الأمور على الأرض نحو الأسوأ، لكن ما بين التمنيات والواقع فرقًا شاسعًا، وهذا ما يحاول "حزب الله" الإيحاء به من خلال تدرّج عملياته العسكرية النوعية، التي ستقود الجميع إلى القدر المحتوم، خصوصًا أن إسرائيل تدير بوجهها عن نداءات الإغاثة، وتضرب بعرض الحائط كل المساعي الدولية لوقف مؤقت لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية على عكس ما فعلته حركة "حماس" عندما أطلقت رهينتين أميركيتين.    الذين يتواصلون مع القيادة العليا في "حارة حريك" يتوافقون من دون سابق تخطيط على أن ما لدى "حزب الله" من معلومات عمّا يخطَّط للمنطقة عبر ضرب فلسطينيي غزة، وربما في وقت لاحق فلسطيني الضفة الغربية، قد لا تكون متوافرة لغيره، خصوصًا أنه على تماس مباشر مع طهران، التي هي في صورة كل ما يجري على أرض الواقع. وهذا ما كان كشفه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لصحيفة "الواشنطن بوست" في العام 2016، الذي أشار إلى "أن لا خلاف بين إيران وإسرائيل سوى السلاح النووي"، وقال"أما في بقية الأمور فنحن وإيران وإسرائيل نتفق على كل شيء". إلاّ أن هذا الكلام لا يعني بالضرورة انعكاسًا لحقيقة الوضع الحالي، ولكنه كلام يتداوله البعض في عدد من المجالس المغلقة.    وبالعودة إلى الاستعدادات اللبنانية لمواجهة ما يمكن أن يكون عليه الوضع الميداني في الساعات أو الأيام المقبلة على وقع ما تنقله الصحافة الأجنبية العالمية، التي تشير إلى أن حجم الرد الإسرائيلي في غزة هو الذي سيحدّد مستقبل لبنان، الذي يعاني أسوأ أزمة اقتصادية جعلت نحو ثمانين في المئة من اللبنانيين يقفون تحت خط الفقر.    وفي رأي الاعلام الغربي فإن لبنان، وفي حال دخوله الحرب قد يعرّض هيكل البنية التحتية الأساسية للحياة اليومية للقصف والهدم، مما قد يجبر جيلاً آخر من اللبنانيين على هجرة البلاد.   من يراقب جيدًّا ما يجري في الجنوب يتيقّن أن "حزب الله" بدأ بـ "تزييت" آلياته استعدادًا لـ "المنازلة الكبرى" اذا حصلت.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن يقول سبحانه وتعالى يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110].

الفرق بين القلب والفؤاد

إذًا فهناك ما يُسمَّى بالقلب، وهناك ما يُسمَّى بالفؤاد. وكلمة «القلب» في اللغة العربية سُمِّيَت بذلك؛ لأن القلب له أحوال، فهو يتقلَّب في هذه الأحوال. وقال الشاعر:

وما سُمِّيَ القلبُ إلَّا أنَّه يتقلَّبُ * وما أوَّلُ ناسٍ إلَّا أوَّلُ النَّاسِ

فأوَّل مَن نَسِيَ سيدُنا آدمُ عليه السلام.

علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتنعلي جمعة: الدنيا دار ابتلاء والله يقلب الإنسان بين الخير والشرعلي جمعة: التواضع أصل العفاف الباطني.. والجهاد الأكبر يبدأ من تهذيب النفسعبادة بسيطة يحبها الله تجعل نفسك مطمئنة وتنير وجهك.. علي جمعة يوضحها

وسُمِّيَ القلبُ لأنَّه يتقلَّب في الأحوال، ولذلك يقول سيدُنا ﷺ: «إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». إذًا تقلُّبُ القلب بين الأحوال هو من أمر الله؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُثبِّت القلوبَ على حالٍ، أو يُقَلِّبُها بين حالٍ وحالٍ؛ فكلُّ ذلك بيد الله سبحانه وتعالى، يفعل ما يشاء. فإذا كان القلب في حالة الثبات على الخير، فإنَّه يُسمَّى «فؤادًا».

إذًا القلب يتقلَّب بين الأحوال؛ بين الخير والشر، وبين العلو والنقصان، فالإيمان يزيد وينقص. فإذا كان في حالة العلو، وكان في حالة الوضوح، وكان في حالة الثبات، كان «فؤادًا». لكنَّ الإنسان لا ينبغي له أن يأمَنَ مكرَ الله، بل لا بدَّ أن يُراقِبَ نفسَه، وأن يكون دائمَ المراقبة حتى لا يَذِلَّ، ولا يُخطِئ، ولا يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى من حيث لا يشعر؛ لأنَّه قد يُستدرَج وتتدهور حالُه دون أن يشعر. قال تعالى في شأن هؤلاء: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182، 183].

إذًا فالإنسان العاقل يكون خصيمَ نفسِه، متدبِّرًا في حاله، يخشى أن يُستدرَج. فإن ترك الإنسانُ نفسَه للمعاصي استُدرِج، وتدهوَر؛ فتراه يرتكب المعاصي وهو يُنكِرها أوَّلًا، ثم يألفها ثانيًا فلا يُنكِرها، ويفعل المعصية دون نكير، لا يجد في قلبه حرجًا من فعلها، ثم بعد ذلك يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى فيستحلُّها.

في البداية يُبرِّرها لنفسه بقوله: «كلُّ الناس تفعل ذلك»، ثم يألفها حتى لا يرى فيها بأسًا، ثم يستحسنها، ثم يُخطِّئ مَن يُخالِفُه فيها؛ فالمعصية التي يفعلها هي في نظره «الصواب»، وغيرُها هو الخطأ. إذًا هذا استدراج.

 في الأولى فعلها وهو مُتوجِّسٌ خيفةً،

 وفي الثانية فعلها من غير توجُّس،

 وفي الثالثة فعلها مُستَحِلًّا لها،

 وفي الرابعة فعلها مُستَحسِنًا لها، ومُخطِّئًا مَن خالفها.

فهل لا يزال قلبُ ذلك الإنسان على حالةِ الفؤاد، أم أنَّه قد خرج من حالة الفؤاد إلى حالةٍ أخرى؟ يبدو أنَّه قد قُلِب.

الفؤاد

إذًا حالةُ الفؤاد قد تكون هي الحالةَ العُليا الصافية، ثم ينقلب على عَقِبَيْه، فإذا انقلب القلبُ لم يَعُدْ يُؤدِّي وظيفتَه، فيدخُل عليه الكِبْر، وهذا الكِبْر يمنعه من أداء وظيفته، فلا تستطيع أن تضع فيه شيئًا، ولا أن تستفيد منه فيما صُنِع له. فيصف الله حالَ هؤلاء بقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}؛ فما معنى هذا؟

أوَّلًا: أنَّهم كانوا على حالة الفؤاد، وهي حالةٌ خيِّرة.

ثانيًا: أنَّ الله سبحانه وتعالى قد استدرجهم، فأخرجَ الفؤادَ من حالته.

ثالثًا: أنَّه قَلَبَه؛ فنتج عن هذا القلبِ تعطيلُ الوظيفة؛ فالفؤاد الذي كان محلًّا لنظر الله، ولتَنَزُّلِ الرحمات من عند الله، أُغلِق وقُلِب، فذهبت وظيفتُه: وظيفةُ التلقِّي، ووظيفةُ الشفافية، ووظيفةُ البصيرة، ووظيفةُ الرؤية السليمة الربانية الإلهية التي يرضى عنها ربُّنا سبحانه وتعالى.

طباعة شارك علي جمعة الفرق بين القلب والفؤاد القلب الفؤاد الإيمان المعاصي

مقالات مشابهة

  • زحمة سير خانقة عند أوتوستراد ومداخل البترون.. ماذا يجري هناك؟
  • بالفيديو: داتا النظام تعود.. ماذا يجري بين سوريا ولبنان؟
  • سيناريوهات البيك أب والتسلّل البرّي.. ما الذي يتدرّب عليه الطيّارون الإسرائيليون اليوم؟
  • بيانات ملاحية تكشف تحركات عسكرية.. ما الذي يجري قبالة الساحل الفنزويلي؟
  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي