الثورة نت|

شُيع اليوم بصنعاء في موكب جنائزي مهيب جثمان شهيد الوطن والقوات المسلحة الملازم أول سالم علي عبدالله السوجري الذي استشهد وهو يؤدي واجبه في الدفاع عن السيادة الوطنية كما تم تشييع جثمان الفقيد المقدم عبدالرحمن حسين العولقي.

وخلال مراسم التشييع التي شارك فيها عدد من القيادات العسكرية والأمنية وأهالي وأقارب الشهيد والفقيد أشاد المشيعون بالدور المتميز للشهيد والفقيد وزملائهما من أبطال القوات المسلحة ومواقفهما الوطنية والاستبسال في الدفاع عن الوطن في عدد من جبهات العزة والكرامة ضد تحالف العدوان الغاشم .

جرت مراسم التشييع لجثماني الشهيد والفقيد اللذين توشحا بالعلم الجمهوري بعد الصلاة عليهما في جامع الشعب بأمانة العاصمة لتتم مواراتهما الثرى في مسقطي رأسيهما.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صنعاء

إقرأ أيضاً:

أبو عاقلة كيكل: عودة لصف الوطن تقلب الموازين وتثير حفيظة الخصوم

في خضم المعارك المعقدة التي يشهدها السودان بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع، برز اسم القائد أبو عاقلة كيكل كشخصية محورية ومثيرة للجدل. يمثل كيكل حالة فريدة، حيث انتقل من قيادة فصيل معارض إلى القتال في صفوف الجيش الوطني الذي كان يوماً ما خصماً له. هذا التحول، وتأثيره الملموس على سير العمليات العسكرية، قد جلب له الأنصار والمؤيدين، ولكنه في ذات الوقت أثار حفيظة وامتعاض البعض، وفتح الباب أمام مقارنات غير دقيقة وتساؤلات حول دوافع وأبعاد مشاركته في الصراع.

بدايةً، تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة انضمام قادة وعناصر من قوى معارضة أو مسلحة لجيش الدولة بعد فترات صراع أو تسويات هي ظاهرة متكررة في التاريخ الإنساني، وفي السياق السوداني على وجه الخصوص، حيث شهدت البلاد على مر تاريخها الحديث عودة العديد من قادة الحركات المسلحة أو رموز المعارضة الذين حملوا السلاح إلى صف الدولة ومؤسساتها عبر اتفاقيات سلام أو مصالحات وطنية. وبالتالي، فإن فكرة انضمام مقاتلين وقادة سابقين إلى صف الجيش الوطني ليست سابقة فريدة في حد ذاتها، ولكن بروز دور شخص مثل القائد كيكل وتأثيره الكبير في معركة مصيرية بهذا الحجم هو ما يجعله محط الأنظار بشكل استثنائي.
ولفهم مسار كيكل المعقد، لا بد من استيعاب القناعات التي يُعتقد أنها قادته للانخراط في المعارضة المسلحة في مرحلة سابقة. حيث أن دوافعه الأصلية للتمرد كانت تتمحور حول اعتراضه على بعض الاتفاقيات التي أبرمتها الحكومات المتعاقبة مع حركات ومليشيات مسلحة في مناطق مختلفة من السودان، مثل دارفور والنيل الأزرق، وعلى رأسها اتفاقية جوبا للسلام. هذه الاتفاقيات، التي منحت امتيازات ونفوذاً سياسياً واقتصادياً لتلك المليشيات، كان يُنظر إليها على نطاق واسع في مناطق مثل وسط وشمال وشرق السودان على أنها جاءت على حساب حقوق ومصالح إنسان هذه المناطق، وتسببت في اختلال توازن القوى الوطني. من هذا المنطلق، يمكن تفسير موقف كيكل على أنه نابع في الأصل من رفضه المبدئي لظاهرة المليشيات المسلحة المناطقية التي كانت تسعى لفرض أجندتها والتكسب على حساب هيبة الدولة المركزية ووحدة نسيجها الوطني.

على الصعيد الميداني، لا شك أن انضمام القوات التي يقودها أبو عاقلة كيكل، والتي تُعرف بقوات درع السودان، للقتال إلى جانب القوات المسلحة، خاصة في مناطق محورية بالجزيرة والخرطوم وشرق النيل وأم درمان ، قد أحدث فارقاً ملموساً على الأرض، فقد مثلت هذه القوات عاملاً هاماً في ترجيح كفة الجيش، وذلك لما تتمتع به من معرفة عميقة بالتضاريس المحلية وتكتيكات حرب المدن، مما منح الجيش زخماً جديداً وساهم في استعادة السيطرة على مناطق واسعة كانت تحت قبضة مليشيا الدعم السريع. هذا النجاح الميداني لم يمر مرور الكرام؛ ففي الصراعات التي تنقسم فيها الولاءات وتتضارب المصالح، غالباً ما يثير النصر والتقدم غيظ وامتعاض الأطراف المعارضة أو تلك التي ترى مصالحها مهددة. لذا، فإن مساهمة كيكل وقواته في تغيير موازين القوى جعلته هدفاً مباشراً للانتقاد والهجوم من قبل جهات لا يروق لها أي تقدم للقوات المسلحة.

ومن أبرز أشكال الهجوم على القائد كيكل محاولة تشبيهه بقائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والإيحاء بتطابق مساريهما أو مصيريهما. ورغم أن كليهما ينحدر من خارج المؤسسة العسكرية التقليدية وقد قادا قوات مسلحة، فإن الفوارق الجوهرية في النشأة والمسار والظروف التي أحاطت بكل منهما تجعل هذه المقارنة قاصرة ومغلوطة بشكل كبير. مليشيا الدعم السريع نشأت وتضخمت كقوة موازية للجيش داخل هيكل الدولة، قبل أن تنقلب عليه وتقاتله للسيطرة على السلطة. حميدتي بنى هذه القوة بدعم مباشر من النظام السابق ثم عبر تحالفات متقلبة، وشكل تحدياً وجودياً للدولة ومؤسساتها. والأهم أن صعود الدعم السريع وتعاظم نفوذه المالي والعسكري ارتبط بشكل وثيق بمشاركاته الخارجية، أبرزها في عمليات “عاصفة الحزم” باليمن، حيث تلقى دعماً مالياً ولوجستياً هائلاً من دول خليجية، مما مكنه من بناء قدرات ضخمة وتجاوز هيكل الجيش التقليدي بشكل مقلق. في المقابل، أبو عاقلة كيكل جاء من خارج هيكل الدولة كمعارض أو متمرد في مرحلة سابقة بدافع رفضه لما اعتبره نفوذاً غير مشروع للمليشيات المناطقية على حساب الدولة ومناطق أخرى، وهو اليوم يقاتل إلى جانب المؤسسة العسكرية الرسمية ضد القوة التي تمثل ذروة ظاهرة المليشيات التي اعترض عليها سابقاً.

ايضا حميدتي وقواته وأنصارهم يقاتلون للاستيلاء على السلطة وتفكيك الجيش، بينما كيكل يقاتل إلى جانب الجيش لاستعادة سيادة الدولة ومؤسساتها في مواجهة تمرد مسلح عليها.
ان الظروف التي أدت إلى صعود قوة كالدعم السريع وتلك التي دفعت شخصيات مثل كيكل لتغيير مواقعهم تختلف كلياً، ولكن المفارقة اللافتة للنظر هنا تتمثل في أن أشد منتقدي القائد كيكل اليوم هم أنفسهم من كانوا في مرحلة سابقة يدعون الدولة إلى التفاوض معه ومع قائده، والتوصل إلى تسوية سياسية مع مليشيا الدعم السريع. كان يُنظر إليهم حينها، عندما كانوا يقاتلون الدولة، كـ”أصحاب قضية” يمكن الجلوس معهم. وهذا التحول الجذري في المواقف يقود إلى استنتاج مؤكد بأن العداء الحقيقي لدى هؤلاء ليس موجهاً لشخص أبو عاقلة كيكل بذاته، أو لتاريخه كمعارض سابق، بل هو في حقيقته عداء للمؤسسة التي يقاتل في صفها الآن: الجيش السوداني. يهاجمون كيكل لأنه أصبح عنصراً فعالاً في دعم جهود الجيش لاستعادة هيبة الدولة وهزيمة التمرد الذي ربما كانت بعض الأطراف تراهن عليه كوسيلة لتحقيق أجندتها السياسية. ان انتصارات الجيش، التي يساهم فيها كيكل، لا تروق لهم، ولذلك يستخدمون تاريخه السابق كذريعة للطعن في دوره وفي الجيش الذي يدعمه.

ختاما، يمثل أبو عاقلة كيكل شخصية تجسد التداخل المعقد بين مسارات التمرد والتسوية والقتال في صف الدولة. حالته تسلط الضوء بوضوح على الطبيعة المركبة للصراعات الداخلية في السودان. وبغض النظر عن تقييم مساره السابق، فإن دوره الحالي في دعم الجيش هو ما جعله هدفاً للعداء المستتر أو المعلن من قبل جهات ترى في تقدم الجيش تهديداً لمصالحها، أو تلك التي تُعرف بمواقفها التاريخية المعارضة للمؤسسة العسكرية.

*بقلم: ود الجزيرة الكاهلي*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تشييع شعبي للشاعر موفق محمد في بابل
  • الدفاع المدني ينتشل جثمان طفلة سقطت في بئر للمياه جنوبي حلب
  • جرت له مراسم استقبال رسمية في قصر الوطن .. رئيس الدولة يستقبل الرئيس الأميركي
  • مسير راجل لطلاب مدرسة الشهيد القائد الصيفية في الحصن بصنعاء
  • تشييع جثمان الفقيد الشيخ الزايدي بصنعاء
  • أبو عاقلة كيكل: عودة لصف الوطن تقلب الموازين وتثير حفيظة الخصوم
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
  • أبناء مديرية الثورة بصنعاء يعلنون النفير نصرة لغزة: “سنُسقط إسرائيل كما هزمنا أمريكا”
  • تشييع جثمان الضحية منة أيمن إحدى ضحايا حادث انفجار خط غاز أكتوبر.. صور
  • بالصور.. شاهد لحظات تشييع جثمان الفنان السوداني الراحل محمد فيصل “الجزار” إلى مثواه الأخير