الفلسطينيون يشربون مياه المصارف ويأكلون بقايا الخبز الجاف.. وتكدس الجثث بالمستشفيات
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
الاحتلال يفجر مسجد الأنصار بالضفة المحتلة ويرفض تسلم رهينتين من حماس
صعدت إسرائيل أمس حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى ضد الفلسطينيين فى اليوم السادس عشر على التوالى، فيما وصلت الأوضاع فى قطاع غزة إلى مرحلة شديدة الصعوبة، خاصة مع تواصل القصف والمجازر الإسرائيلية على مدار الساعة، وفى كل مكان، وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بشعة استهدفت أحد المقاهى التى يحتمى بها النازحون بخانيونس, فيما وجه الإعلامى على دحلان استغاثة عبر «الوفد» نصها «اليوم بدأ الناس يشربون المياه غير الصالحة للشرب- اليوم مئات الآلاف لم يجدوا رغيف الخبز- هل أحد يعلم بذلك؟».
وأسفرالهجوم الإسرائيلى النازى عن ارتقاء عشرات المئات من الشهداء معظمهم من الأطفال فيما استشهد المصور الصحفى رشدى السراج وعائلته فى الهجمات الوحشية المستمرة. ووسع الاحتلال عملياته فى الضفة المحتلة وانتهك حرمة المساجد وفجر مسجد الأنصار بمدينة جنين بزعم إيواء مقاومين.
أكد شهود عيان لـ«الوفد» أن جنازات التشييع لا تتوقف وسط عجز عائلات الضحايا عن فتح بيوت عزاء وأوضح الشهود أن معظم الجنازات تمت على عجل وفى طقوس مختصرة، وبحضور عدد محدود من الأقارب، ولم تقم بيوت للعزاء خشية أن تستهدف طائرات الاحتلال التجمعات.
وقال شهود العيان إنه على الرغم من دفن الكثير من الشهداء ما زالت المستشفيات الحكومية والخاصة تغص بمئات الجثامين، مع تواصل المجازر وعمليات القصف على مدار الساعة، إذ اضطرت إدارة مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع لإقامة خيام فى ساحاته لوضع الجثامين فيها. وأكد الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة، يجرى يومياً تشييع ما بين 300 و500 شهيد فى كل محافظات القطاع الخمس، وفى بعض الأيام فاق العدد 700 جنازة فى يوم واحد. مشيراً إلى أن المستشفيات الحكومية تواجه ازمة صحية وبيئية بسبب تكدس عشرات المئات من جثامين الشهداء ولم تعد ثلاجات الموتى قادرة على الاستيعاب.
وأوضح القدرة أنه جرى وضع الجثامين فى ساحات المستشفيات، وفى خيام، بينما ناشد أطباء ذوى الشهداء سرعة نقل جثامين أبنائهم، ومواراتها الثرى على وجه السرعة.
وأكد «القدرة» ان الاحتلال ارتكب 24 مجزرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية راح ضحيتها 300 شهيداً على الأقل منهم 120 طفلاً وغالبيتهم من جنوب القطاع. وأضاف القدرة أن المجازر التى ارتكبها الاحتلال ضد العائلات بلغت 600 مجزرة راح ضحيتها 3600 شهيد وصلوا للمستشفيات وما زال عشرات المئات تحت الأنقاض.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى آخر إحصائية لها، ارتفاع عدد الشهداء فى قطاع غزة إلى أكثر من 4400 شهيد بينهم 1756 طفلاً و976 امرأة إضافة إلى 13561 مصاباً بعدوان الاحتلال على القطاع، فى عدوان الاحتلال، فيما بلغ عدد الشهداء فى الضفة المحتلة 84 شهيداً وأكثر من 1400 مصاب منذ بدء طوفان الأقصى. كان آخرها مجزرة تفجير مسجد الأنصار فى جنين بزعم اختباء رجال المقاومة داخله، فيما صعد الاحتلال من عملياته الانتقامية فى معظم مدن الضفة المحتلة ووقعت مواجهات دامية راح ضحيتها العشرات.
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامى الحكومية، إن هناك أكثر من 1300 مفقود تحت أنقاض المنازل المدمرة، وأعرب عن اعتقاده أن معظمهم استشهدوا، ولم تتمكن الفرق من انتشالهم حتى اللحظة، بسبب ضعف الإمكانات، وكثرة الركام، واستمرار الغارات، محذراً من العواقب الصحية التى قد تترتب على وجودهم تحت الأنقاض، وسط أحياء سكنية مكتظة، نظراً لبدء تحلل الجثث.
زعم الاحتلال الإسرائيلى اعتقال 450 من حماس فى الضفة منذ بداية عملية طوفان الأقصى. وزعم المتحدث الإسرائيلى دانيال هاغارى فى إفادة صحفية أن إسرائيل تواصل مهاجمة من أسماهم بالمسلحين الذين يحاولون إطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية وإنها قصفت موقعاً فى لبنان أطلق منه صاروخ على طائرة إسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكرى لحركة حماس أبوعبيدة، إن الحركة كانت تعتزم إطلاق سراح رهينتين أخريين لأسباب إنسانية لكن إسرائيل رفضت استقبالهما. وأضاف فى بيان مقتضب أن الكتائب أبلغت قطر بنية حماس إطلاق سراح الرهينتين. وجاء فى البيان: «قمنا بإبلاغ القطريين مساء الجمعة أننا سنطلق سراح كل من نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز لأسباب إنسانية قاهرة ودون مقابل إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضت تسلمهما». وأفرجت حركة «حماس» عن أمريكيتين محتجزتين لديها، لدواع إنسانية وهما يهوديت رعنان وابنتها ناتالى شوشانا رعنان. وتقول «حماس» إنها احتجزت نحو 200 رهينة خلال الهجوم الكبير الذى شنته فى السابع من أكتوبر من قطاع غزة على بلدات وقواعد عسكرية فى إسرائيل.
وتصاعد العنف فى الضفة المحتلة منذ بدأت إسرائيل قصف قطاع غزة، والاشتباك مع «حزب الله» على الحدود مع لبنان، وزار رئيس زراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مقر تشكيل الكوماندوز فى القيادة الشمالية وقال «إذا قرر حزب الله الدخول فى الحرب فسوف يرتكب خطأ حياته. سنشله بقوة لا يستطيعها» وزعم بقوله «نحن الآن فى معركة مزدوجة: المعركة الأولى هى معركة الإبطاء هنا، والمعركة الثانية هى تحقيق نصر ساحق هناك يقضى على حماس».
وأضاف نتنياهو «لا أستطيع أن أخبركم الآن ما إذا كان حزب الله سيقرر الدخول فى الحرب بشكل كامل. إذا قرر حزب الله الدخول فى الحرب، فإنه سيغيب عن حرب لبنان الثانية. سوف يرتكب خطأ حياته. سنشله بقوة لا يستطيع حتى أن يتخيلها، والمعنى بالنسبة له ولدولة لبنان مدمر. لكننا مستعدون لأى سيناريو».
يأتى ذلك وسط مخاوف غربية داعمة لإسرائيل من حرب أوسع نطاقاً تكون فيها لبنان، حيث «حزب الله» المدعوم من إيران، جبهة ثانية وتكون فيها الضفة المحتلة، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية «جبهة ثالثة» محتملة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفلسطينيون الإبادة الجماعية الفلسطينيين الاحتلال الضفة المحتلة حزب الله قطاع غزة فى الضفة
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟
طالما ارتبط مشروع تهويد القدس بمحاولات إحكام الاحتلال فرض السيطرة على الأرض، وإقصاء الهوية الأصيلة، ومن بين وسائل التهويد التي لا يتم تسليط الضوء عليها "التشجير الاستيطاني"، وقد عاد الحديث عنها تزامنًا مع الحرائق الضخمة التي اندلعت في القدس المحتلة في نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي، وكيف أسهمت هذه النباتات الدخيلة في مفاقمة الحرائق واتساع رقعتها، لتطال أكثر من 100 موقع في جبال القدس المحتلة، وهو ما أجبر الاحتلال على طلب المساعدة وإخلاء المستوطنين من مناطق الحرائق وغيرها من الإجراءات.
ونسلّط الضوء في هذا المقال على جانبٍ منسيّ من تهويد شطري القدس المحتلة مرتبطٍ بالحدائق والتشجير، ونقدّم من خلاله إطلالة على تاريخ هذا النمط الخفيّ من التهويد، وكيف وظف المشروع الصهيوني الغابات لتحقيق أهدافه في السيطرة على الأرض الفلسطينية، وإخفاء القرى العربية، واستمرار هذا الأسلوب حتى يومنا هذا، من خلال "الحدائق التوراتية" التي تحاصر الشطر الشرقي من القدس المحتلة.
من البدايات إلى ملايين الأشجار الدخيلةبدأ الاستيطان في القدس بشكلٍ مبكر، فتوازيًا مع توسع الأحياء الفلسطينية خارج البلدة القديمة، استطاع بعض الأثرياء إنشاء أحياء يهودية خارج حدود البلدة القديمة، أُقيم حي "يمين موشيه" في منطقة جورة العناب في عام 1850، وهو أول الأحياء اليهودية التي أُقيمت في القدس، وقد اشتراه السير موشيه مونتيفيوري في عام 1854، تلاه حي "مئاه شعاريم" في منطقة المصرارة، و"ماقور حابيم" في المسكوبية في عام 1858، واستطاع مونتيفيوري بناء سبعة أحياء استيطانية أخرى حتى عام 1892.
إعلانوعلى الرغم من القيود العثمانية فإن الاستيطان استمرّ بالتوسع، فحتى عام 1917 وصل عدد المستوطنات إلى نحو 16 مستوطنة، وقد تركزت في الشطر الغربي من القدس، ولعب أثرياء الصهاينة دورًا بارزًا في تمويل هذه المستوطنات، بدعمٍ من القنصليات الأجنبية.
وبالتوازي مع بدايات الاستيطان، أطلقت المنظمات الصهيونية نوعًا آخر من الاستيطان، وهو الاستيطان بالتشجير، من خلال الصندوق القومي اليهودي (Jewish National Fund)، والذي تأسس في عام 1901، وبحسب معطيات الصندوق فقد استطاع منذ تأسيسه زراعة أكثر من 260 مليون شجرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتغطي هذه الغابات أكثر من 250 ألف فدان (نحو 1.1 مليون دونم)، وبحسب معطيات الصندوق تتنوع الأشجار المنتشرة في هذه المساحات ما بين البلوط، الصنوبر، اللوز، السرو، الأرز وبعض الأنواع الأخرى.
ولا تقدّم معطيات "الصندوق" بياناتٍ واضحة حول حجم التشجير الاستعماري في شطري القدس المحتلة، إلا أن أجزاء كبيرة من شطرها الغربيّ تمّ تشجيرها، ومن أبرزها الجبال الغربية في هذا الشطر، والطريق التاريخي الواصل ما بين القدس ويافا، وغيرها من المناطق التي تحيط بالبلدة القديمة.
التشجير وإحياء نبوءات توراتيةلم تقف أهداف أذرع الاحتلال عند السيطرة على الأرض فقط، وهو ما سنبينه لاحقًا، إلا أنه ارتبط بالأساطير الدينية التوراتية، من خلال ربط المشروع الاستعماري في الأراضي المحتلة بالأشجار، فقد استند التفسير الصهيوني إلى نصوصٍ تتحدث عن "الأرض الموعودة" الغنية، والتي تضم أنواعًا من الأشجار، وهي: "الصنوبر، الصندل، الفستق، البلوط، الأرز، الطرفاء، السرو، الصفصاف، العرعر، الحور، الطلح".
إلى جانب مركزية الزراعة في الفكر اليهودي، وتخصيص أعياد خاصة بالشجرة تعود إلى الحقبة المبكرة من الاستيطان في عام 1887، ودفع مختلف الشرائح الاجتماعية على المشاركة في التشجير خلال يوم محدد من العام، وتُشير المعطيات إلى ربط اليهودية مفهوم الشجرة بالإنسان، ومن العادات لدى المستوطنين زراعة شجرة سرو أو صنوبر للمولودة الأنثى، وشجرة أرز للمولود الذكر، في سياق ارتباط الأشجار والإنسان في الفكر اليهودي، وغيرها.
إعلانوعلى الرغم من هذه المركزية الدينيّة، فإن الدفع نحو استنساخ البيئة الأوروبية وسرعة الوصول إلى النتائج، كانت هي التي تدفع الصندوق القومي اليهودي لاختيار أنواع الأشجار، فقد زُرعت أشجار الكينا بشكلٍ كبيرٍ جدًا في المراحل الأولى من "الاستيطان الأخضر"، وتشكل اليوم شجرة الصنوبر نحو ثلث عدد الأشجار في الغابات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، على الرغم من ذكر هذه الشجرة لمرة واحدة فقط في النصوص اليهودية.
توظيف الزراعة في المشروع الصهيوني"كانت فلسطين في نظر المهاجرين الصهاينة الجدد كصفحة بيضاء سيصمّمون عليها وطنهم المُتَخَيَّل، ويحقّقون عليه النبوءة بخلق شيء من لا شيء"، بهذه العبارة المهمة التي أوردتها إليسا روزنبرغ في بحثها بعنوان "خلق شيء من لا شيء". وروزنبرغ أكاديمية إسرائيلية ومهندسة للمناظر الطبيعيّة.
وتُشير روزنبرغ إلى توسيع التحريج (زراعة الغابات) بشكل كبير إبان الاحتلال البريطاني، بالتوازي مع عمل الصندوق القومي اليهودي، وكان هدف البريطانيين منع تعرية التربة، وتثبيت الكثبان الرملية، وتوفير الأخشاب والوقود، وقد سهّل وجود جهات معنية بالغابات في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية استيراد البذور والشتلات من المستعمرات البريطانية البعيدة، بما في ذلك الهند، وأستراليا، ومصر، وقبرص.
واستجلب الاحتلال البريطاني نحو 250 نوعًا من النباتات من 20 دولة مختلفة خلال مدة احتلاله. وأسهم الاحتلال البريطاني بإطلاق التشجير الاستيطاني بقوة، فقد زرعت سلطات "الانتداب" نحو 20 مليون شجرة، ووفّرت نحو 15 مليون شجرة أخرى للمستوطنات اليهودية ولجهاتٍ أخرى، وفي الفترة نفسها لم يكن نشاط الصندوق القومي اليهودي بهذه القوة، فقد أسهم بزراعة أعداد أقل بكثير من الأشجار خلال المدة نفسها.
من أبرز تجليات حملات التشجير الممنهجة، محاولة استنساخ التصور الأوروبي- الصهيوني لهذه الأرض، وتُشير المصادر إلى أن العمال وجلّ مهندسي الغابات في الصندوق القومي قدِموا من أوروبا الشرقية، وهو ما أدى إلى تنفيذ تصوراتهم عن الغابات وشكلها واستعمالاتها في الأراضي المحتلة التي يتم تشجيرها، وهو ما أدى لأن تصبح غابات الصنوبر التي أقامها الصندوق أشبه بغابات شمال أوروبا، إضافةً إلى محاولة المستوطنين الدخلاء التكيف مع الأراضي المحتلة، في محاولة للعثور على مكان "يشبه" هؤلاء الدخلاء في بلادٍ غريبة عنهم.
إعلانولم يكن الارتباط بالأرض التي قدِم منها المستوطنون هو الماثل في هذه الغابات فقط، بل عملت هذه الأذرع التهويدية على ربط هذه الحدائق مع رواية الاحتلال، على الصعد الروحية والدينية، وعبر تخليد الشخصيات المؤسِسة للكيان، وتلك الداعمة له في تأسيسه، فقد أطلق الصندوق على هذه الغابات الاستيطانية أسماء المستوطنين الأوائل، والمقاتلين، وغيرهم من رموز الكيان، إلى جانب شخصيات أسهمت في دعم الاستيطان، وعلى سبيل المثال تُشكّل الغابات المزروعة في القدس المحتلة لغرض الذكرى والتخليد، ما يعادل ثُلث هذه الغابات، ومن أبرز هذه الغابات "غابة القديسين" أو "الشهداء".
الحدائق التوراتية وابتلاع أراضي القدسبدأت فكرة الحدائق التوراتية على أثر احتلال الشطر الشرقي من القدس المحتلة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتصاعدت بشكل كبير في العقدين الماضيين، مع إقرار سلطات الاحتلال عددًا من المخططات الهيكلية، والتي وصلت إلى سبع حدائق ضخمة.
والحدائق "التوراتية" مصطلح مضلل يهدف منه الاحتلال إلى إسباغ روايته الدينية على الأراضي الفلسطينية في المدينة المحتلة بهدف السيطرة عليها، وما يتبع هذه السيطرة من منع أي وجود فلسطينيّ في محيط الأقصى، وبطبيعة الحال ارتباط هذه المصطلحات بـ"المعبد" المزعوم والعدوان المتصاعد على الأقصى، إذ تتركز هذه الحدائق في محيط المسجد الأقصى، وتلاصق سور القدس التاريخيّ، وفي عددٍ من المواضع تتوسع لتطوق البلدة القديمة والمناطق المحيطة بها، وخاصة في الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية.
وتُشير المعطيات إلى تصاعد الاهتمام الحكومي الإسرائيلي بهذه الحدائق منذ عام 2005، فقد أقرت أذرع الاحتلال ميزانياتٍ ضخمة لتطوير هذه الحدائق، وتُشير المعطيات إلى أن هذه الحدائق شملتها ميزانيات متعلقة بتعزيز موقع القدس "وجهة سياحية"، ودعم بلدية الاحتلال في القدس ومشاريع تهويدية أخرى، ولا يقوم على هذه الحدائق جهة بعينها، إذ ينشط على تطويرها عددٌ من أذرع الاحتلال من بينها جمعية إلعاد الاستيطانية، وسلطة الطبيعة والحدائق العامة الإسرائيلية، وبطبيعة الحال تُشارك كلٌ من بلدية الاحتلال في القدس، وشركة تطوير القدس، ما سمح بتعزيز حجم هذه الحدائق، فقد تجاوزت مساحتها 2700 دونم، وتتوزع هذه الحدائق على الشكل الآتي:
إعلان الحديقة التوراتية المحيطة بالبلدة القديمة، ومساحتها 1100 دونم، وهي أكبر هذه الحدائق، تمت المصادقة عليها في عام 1974، وتُعدّ أخطرها، فهي ملاصقة لسور القدس والأقصى، وتستهدف أجزاء من مقبرة الرحمة، إلى جانب ضمها عددًا من الحفريات والمواقع الأثرية، والمخاطر المترتبة على هذه الحديقة بالذات، أن الاحتلال يتعامل معها على أنها امتدادٌ للمساحات غير المسقوفة في الأقصى، وأن البناء الإسلامي لا يتجاوزها، في سياق مخططاته الرامية إلى تهويد المسجد وتقسيمه. الحديقة التوراتية في وادي الصوانة ومساحتها 170 دونمًا. الحديقة التوراتية في السفوح الشمالية الشرقية لجبل المشارف على أراضي بلدة العيسوية/الطور، ومساحتها 730 دونمًا. "حديقة الملك" التوراتية، المقامة على أراضي حي البستان في بلدة سلوان، ومساحتها 50 دونمًا. حديقة جبل الزيتون ومساحتها 470 دونمًا. حديقة "شمعون هتصديق" على أراضي حي الشيخ جراح، ومساحتها 120 دونمًا. حديقة "باب الساهرة" ومساحتها 40 دونمًا.وإلى جانب "الحدائق التوراتية"، تفتتح بلدية الاحتلال عددًا كبيرًا من الحدائق الاستيطانية، وتصاعد افتتاحها في ظل استمرار العدوان على غزة، ففي 16/2/2024 كشفت مصادر فلسطينية عن توقيع بلدية الاحتلال في وقتٍ سابق اتفاقية مع الصندوق القومي اليهودي، لتحويل أراضٍ من بلدة بيت حنينا وحزما إلى غابة استيطانية بمساحة ألف دونم.
وخلال شهر يوليو/ تموز 2024 افتتحت بلدية الاحتلال 3 حدائق جديدة للمستوطنين، على أراضي المقدسيين، أحدثها في قرية المالحة. ومن قبلها حديقتان على أراضي جبل المكبر وبيت حنينا في مستوطنتي "أرمون هنتسيف" و"راموت". وفي 28/8/2024 افتتحت بلدية الاحتلال حديقة عامة في مستوطنة التلة الفرنسية، على مساحة 63 دونمًا.
ويستمرّ افتتاح الحدائق، وكان آخرها في 14/5/2025، وكانت الحديقة التاسعة التي افتتحتها بلدية الاحتلال منذ 7/10/2023.
إعلان "تزهير الصحراء" والاستيلاء على الأرض وغيرهافي خطاب افتتاحي "للكنيست" عام 1951، طلب رئيس وزراء الاحتلال ديفيد بن غوريون من المستوطنين الاتحاد من أجل "تزهير الصحراء"، وأعلن عن حملة لزراعة آلاف الأشجار "على مساحة 5 ملايين دونم"، وهو ما يعادل حينها نحو ربع مساحة دولة الاحتلال، وأشار بن غوريون إلى واحدٍ من أهداف المشروع يتمثل بأنه "الطريقة الوحيدة لمساعدة اليهود على تنمية علاقة وجدانية قوية مع الأرض".
ورغم من هذا الهدف الحالم، فإن التشجير الكثيف أسهم في تحقيق سيطرة الاحتلال على مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن أمثلة هذا الطمس ما قامت به "غابات القدس"، والتي غطت عددًا كبيرًا من القرى الفلسطينية على غرار قرى "القبو، علّار، صوبا، عين كارم" وغيرها.
وتُظهر الكثير من الصور التي يلتقطها المشاؤون أطلال منازل الفلسطينيّين بين أشجار الصنوبر، كما في قرية عجّور قضاء القدس المُقام على أراضيها حديقة بريطانيا، وقرية لوبيا قضاء طبريا المُقام على أراضيها حديقة جنوب أفريقيا، إضافةً إلى الكثير من المواضع الأخرى، التي ظهرت على أثر اندلاع حرائق في جبال القدس، من بينها المدرجات الزراعية، التي تمثل جزءًا من هوية هذه البلاد وإرثًا تاريخيًا زراعيًا قيّمًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline