ماذا يقول المرشحون الجمهوريون عن حرب إسرائيل على غزة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
واشنطن- لا تمثل قضايا السياسة الخارجية عنصرا كبيرا في تحديد اختيارات الناخبين الأميركيين تجاه مرشحيهم في الانتخابات التمهيدية لأي من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، إلا أن عملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان إسرائيلي غير مسبوق على قطاع غزة، دفعت بقضية علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل إلى صدارة الحملة الرئاسية.
ودعا جميع المرشحين الجمهوريين بلادهم إلى دعم إسرائيل، لكنهم يختلفون في كيفية تقديم المساعدات، ويختلفون كذلك حول دور بلادهم العسكري في الصراع.
ويراقب المرشحون الجمهوريون خطوات الرئيس جو بايدن تجاه أزمة غزة عن كثب، حيث يمنحهم نهجه في الحرب فرصة للاختلاف مع الرئيس، وربما مهاجمته، بشأن قضية أساسية للسياسة الخارجية للحزب الجمهوري.
وبعد أسبوعين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشفت الحرب عن انقسام بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة على وجه الخصوص حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة ممارسة الانعزالية في شؤونها الخارجية، أو اتخاذ نهج أكثر تدخلا في الصراع الدائر حاليا.
ونعرض هنا موقف أبرز 6 مرشحين جمهوريين طبقا لنتائج أحدث الاستطلاعات التي أجرتها شبكة فوكس الإخبارية على شريحة من الناخبين الجمهوريين.
الرئيس السابق دونالد ترامب: 59% من الأصواتيتقدم الرئيس السابق في كل الاستطلاعات التي تجري على المرشحين الجمهورين، ويتمتع دونالد ترامب بثبات تفوقه بما يقترب من 60% من الأصوات، في حين تتوزع الـ40% على بقية المرشحين.
وفي خطاب ألقاه مؤخرا أمام أنصاره، انتقد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم "استعداده" للهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ثم أثنى ترامب على نحو منفصل على حزب الله اللبناني، واصفا إياه بأنه "ذكي جدا" لقدراته الاستخباراتية.
وانتقد العديد من قادة الحزب الجمهوري ترامب على هذه التعليقات، ووصف حاكم فلوريدا رون ديسنتيس تصريحاته بأنها "سخيفة"، في حين قال نائبه السابق مايك بنس، إنها "متهورة وغير مسؤولة".
وأوضح ترامب لاحقا، أنه يقف مع إسرائيل. وقال إنه يفضل استمرار تجميد دخول اللاجئين، الذي سيشمل القادمين من غزة، إلى الولايات المتحدة.
وقال إنه سيمنع أيضا أولئك الذين يدعمون حماس أو "الشيوعيين أو الماركسيين أو الفاشيين"، من دخول أميركا، "إذا كنت تريد إلغاء دولة إسرائيل، فأنت غير مؤهل (للهجرة للولايات المتحدة)".
وقال رون ديسنتيس، الذي يحل ثانيا بفارق كبير خلف ترامب في الاستطلاعات، إن على إسرائيل استخدام "القوة الساحقة" حتى "يتم القضاء على البنية التحتية والشبكات الإرهابية وأنفاق حركة حماس".
ولكن بالنسبة إلى تدخل الولايات المتحدة المباشرة في الصراع، قال ديسنتيس إنه يفضل فقط تقديم المساعدات لإسرائيل، ويعارض نشر قوات أميركية إضافية في الشرق الأوسط. كما جادل ديسنتيس بأن الولايات المتحدة يجب ألا تقبل الفلسطينيين الفارين من غزة كلاجئين.
وقال في فعالية انتخابية بولاية أيوه "إذا نظرت إلى الطريقة التي يتصرفون بها -ليسوا كلهم من حماس لكنهم جميعا معادون للسامية-، لا أحد منهم يؤمن بحق إسرائيل في الوجود. لا توجد أي من الدول العربية على استعداد لاستقبال أحد منهم".
كان الدفاع عن إسرائيل على رأس أولويات نيكي هيلي عندما كانت سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة، وقالت إن الولايات المتحدة يجب أن تقف مع إسرائيل وهي "تنهي" حماس. وانتقدت ديسنتيس لادعائه أن جميع الفلسطينيين معادون للسامية، وقالت إن "هناك الكثير من هؤلاء الناس الذين يريدون التحرر من هذا الحكم الإرهابي".
ويقول بعض المعلقين إن هيلي كانت سفيرة ثانية لإسرائيل خلال فترة عملها في الأمم المتحدة، وأوقفت تعيين مبعوث فلسطيني لدى واشنطن، وادعت أنها ساعدت في اقتطاع فقرة من تقرير أميركي وصف معاملة إسرائيل للفلسطينيين "بالفصل العنصري".
وعندما قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 50 فلسطينيا في عام 2018، دافعت هيلي عن السلوك الإسرائيلي، وانسحبت من اجتماع لمجلس الأمن عندما بدأ مراقب الأمم المتحدة الدائم للأراضي الفلسطينية يتحدث عن عمليات القتل هذه في غزة.
وفي أغسطس/آب الماضي، هاجمت هيلي المرشح الجمهوري فيفيك راماسوامي عندما اقترح أن تخفض الولايات المتحدة تدريجيا مساعداتها العسكرية لإسرائيل.
يتبنى فيفيك راماسوامي موقفا انعزاليا عاما تجاه قضايا السياسة الخارجية، وقد وسع هذا الموقف ليشمل إسرائيل، قائلا إن الولايات المتحدة يجب أن تتخلص تدريجيا من تقديم المساعدات لإسرائيل.
وبينما أدان راماسوامي ما سماه "هجوما بربريا من القرون الوسطى" من حماس، قال إن على الولايات المتحدة تجنب "رد فعل غير محسوب" واتخاذ نهج "هادئ" في غزة حتى لا تتحول الحرب إلى صراع أكبر في الشرق الأوسط.
وقال راماسوامي "نحن ندعم إسرائيل، لكن تحتاج إسرائيل إلى تحديد أهدافها قبل أن نعرف ما ينطوي عليه هذا الدعم. لكنني أعتقد أن الأمر سيتطلب شخصا يصل إلى الحقائق بدلا من مجرد الهستيريا العاطفية التي نراها من بعض المرشحين الآخرين".
وبعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، غرد راماسوامي على منصة إكس قائلا إن "المرشحين الجمهوريين الآخرين يتفاعلون بهستيريا بدل من العقلانية".
وكتب أن الولايات المتحدة "يجب أن تزود إسرائيل بالدعم الدبلوماسي وتبادل المعلومات الاستخباراتية والذخائر اللازمة للدفاع عن وطنها، مع الحرص على نحو خاص على تجنب حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط لا تعزز المصالح الأميركية".
في مقابلة مع شبكة فوكس الإخبارية، قال نائب الرئيس السابق إن إسرائيل "ليس لديها خيار سوى سحق حماس"، وأضاف "سنقف مع إسرائيل عندما يبدأ هذا الهجوم البري، وسنقف مع إسرائيل كل يوم خلال القتال العنيف والخسارة التي ستحدث حتى تحقق نصرا صريحا".
وألقى بنس باللوم على إدارة جورج بوش "لضغطها على إسرائيل حتى تتخلى عن قطاع غزة إلى حماس"، ووصف سياسة "الاحتواء" بأنها "فشل كارثي". كما انتقد موقف إدارة بايدن من إيران وادعى أنه وضع الأساس لهجوم حماس على إسرائيل.
وقال بنس إنه لو كان رئيسا، لقال للقادة في مصر أن يقبلوا اللاجئين الفلسطينيين "أرسلوا لنا الفاتورة، سنقيم مخيمات اللاجئين".
وقال أيضا إنه سيوجه القوات الأميركية إلى البحر المتوسط كرسالة إلى حليف حماس حزب الله، وأولئك الموجودين في سوريا وإيران بأن "عليهم جميعا البقاء بعيدا عن الصراع". ودعا أيضا لإرسال قوات خاصة أميركية إلى المنطقة لإنقاذ الرهائن الأميركيين.
زعم حاكم نيوجيرسي السابق على منصة إكس أن إستراتيجية بايدن لما يسمى بالاسترضاء "دعت" إلى الهجوم على إسرائيل، وقال "في ظل رئاستي، تستعيد أميركا الردع الذي تخلى عنه بايدن بحماقة".
وفي مقابلة تلفزيونية، انتقد كريستي ترامب لإشادته بحزب الله، وقال "فقط أحمق يمكن أن يعطي تعليقات يمكن أن تعطي المساعدة والراحة لخصم إسرائيل في هذا الوضع". وأضاف أن "القوات الخاصة الأميركية يجب أن تكون مستعدة لإنقاذ الرهائن الأميركيين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس السابق الأمم المتحدة على إسرائیل من الأصوات مع إسرائیل قال إن یجب أن
إقرأ أيضاً:
من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
يسعى الوسطاء إلى التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن المتبقين هناك، وسط تهديدات إسرائيلية بشن هجوم كاسح على كامل القطاع.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة وحركة حماس بعثت رسائل متضاربة في الأيام والساعات الأخيرة، بشأن التقدم المحرز في محادثات الهدنة، حتى في الوقت الذي بدا به الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه يكثف الضغوط لإنهاء الحرب.
ويبدو أن اقتراح وقف إطلاق النار قيد المناقشة حاليا مشابه بشكل عام لعروض سابقة، وفقا لمسؤولين تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
وبموجب العرض، توافق إسرائيل وحماس على هدنة أولية مدتها 60 يوما، تفرج خلالها الحركة عن حوالي 10 رهائن أحياء ونصف الجثث المتبقية، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وثالث غربي وشخص مطلع على المفاوضات.
وقالت المصادر إنه "خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر شهرين، ستتفاوض إسرائيل وحماس على شروط هدنة دائمة".
وتريد حماس ضمانات بأن تؤدي هذه المحادثات إلى إنهاء الحرب، وهي ضمانات لا ترغب إسرائيل في إدارجها بالاتفاق، وفقا لأحد المسؤولين الإسرائيليين والمسؤول الغربي.
وفي حين صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مستعد لوقف إطلاق نار مؤقت"، فإن شروطه لإنهاء الحرب تتضمن بنودا "غير قابلة للتنفيذ أو حتى النقاش" بالنسبة لحماس، فقد طالب الحركة بإلقاء سلاحها ومغادرة قيادتها غزة.
وفي غضون ذلك، تهدد إسرائيل بشن هجوم بري على غزة، مما أثار انتقادات متزايدة حتى من حلفائها التقليديين مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وكانت إسرائيل منعت دخول جميع المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والوقود والأدوية، لأكثر من شهرين، قبل أن تسمح بدخول بعضها الأسبوع الماضي.
وتعهد نتنياهو بأن الهجوم البري "سيسحق حماس بشكل حاسم"، لكن في إسرائيل دعت عائلات الرهائن إلى وقف فوري لإطلاق النار لتحرير أقاربهم.
وأصدرت إسرائيل وحماس والولايات المتحدة سلسلة من التعليقات المتناقضة حول مفاوضات إنهاء الحرب، مما زاد من الالتباس حول وضع المحادثات.
ففي يوم الإثنين، ذكرت وسائل إعلام تابعة لحماس أن الحركة قبلت اقتراح وقف إطلاق النار من ستيف ويتكوف، مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، إلا أنه سارع إلى نفي هذا الموقف.
وقال لموقع "أكسيوس" الإخباري: "ما رأيته من حماس مخيب للآمال وغير مقبول على الإطلاق".
وفي وقت لاحق من مساء الإثنين، قال نتنياهو إنه يأمل في الإعلان عن تقدم في المحادثات قريبا، لكنه أشار لاحقا إلى أنه كان يتحدث "مجازيا"، وألقى باللوم على حماس في تعثر المفاوضات.
ويوم الثلاثاء، أكد المسؤول في حماس باسم نعيم ما أعلنته الحركة، وكتب على منصات التواصل الاجتماعي: "نعم، قبلت الحركة اقتراح ويتكوف"، مضيفا أنها تنتظر رد إسرائيل.
وبدا أن صبر ترامب بدأ ينفد بشكل متزايد إزاء الحرب الطويلة في غزة، وقال للصحفيين، الأحد: "تحدثنا مع إسرائيل، ونريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".
وفي وقت سابق من شهر مايو الجاري، تفاوضت الإدارة الأميركية بشكل منفصل مع حماس على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة إسرائيلي على قيد الحياة يحمل الجنسية الأميركية، متجاوزة إسرائيل.
وفي الأيام الأخيرة، سعى بشارة بحبح، وهو فلسطيني أميركي دعم ترامب خلال حملته الرئاسية، إلى التوسط في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار نيابة عن ويتكوف، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وبعد أن أعلنت حماس قبولها مقترح ويتكوف، صرح مسؤول إسرائيلي أن العرض الذي طرحه بحبح على حماس يختلف بشكل كبير عن الأطر السابقة المدعومة أميركيا والمقبولة لدى إسرائيل.