"النجباء" ترد على بيان الحكومة العراقية بشأن الهجمات ضد القواعد العسكرية الأمريكية
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
ردت "حركة النجباء" في العراق على بيان أصدره المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية بشأن الهجمات ضد القواعد العسكرية في العراق.
وأصدرت الحكومة العراقية يوم الاثنين بيانا أكدت فيه رفضها الهجمات التي تستهدف القواعد العراقية والتي تضمّ مقرات مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق.
وأعلن اللواء يحيى رسول يوم الاثنين عن توجيه حكومي بتعقب العناصر التي نفذت هجمات على قواعد عسكرية تتواجد فيها قوات أجنبية.
وقالت "النجباء" في البيان "يؤسفنا ما صدر من بيان من المكتب الإعلامي للحكومة، والذي يصف فيه القواعد العسكرية التي تضم القوات الأمريكية العسكرية المحتلة بقولها إنها قواعد عراقية تضم مقرات مستشاري التحالف الدولي الموجودين بالعراق بدعوة رسمية من الحكومة".
وأضافت أن "هذه القوات المحتلة التي تعيث بالعراق تخريبا وفسادا وتنتهك السيادة كل يوم بل كل ساعة برا وجوا والتي دخلت إلى العراق بطريقة التحايل والالتفاف على الاتفاق كما ذكر رئيس الوزراء الأسبق السيد حيدر العبادي، وما زالت طائراتهم المروحية والمسيرة القتالية تنتهك سماء بغداد والمحافظات من غير اذن ولا موافقة الحكومة".
وتابعت قائلة إن "الحكومة لا تعلم مقدار عديدهم ونوعية قواتهم الموجودة، ولا تحركاتهم بين الأردن وسوريا والكويت والعراق، وكذلك، فإن الصهاينة موجودون في العراق ضمن هذه القوات، ولهم مراكز ومقار دائمة ضمن قواعدهم.. إن هكذا بيانات تقوم بتبرير وشرعنة وجود الاحتلال إعلاميا، وإبراز صورة تخالف الواقع المرير، يدل على عدم وجود الجدية في اخراج القوات المحتلة، وانهاء وجودهم بالعراق كما تعهدت الحكومة بذلك قبل تشكليها".
وأشارت الحركة إلى أن "أمريكا تتعامل بغطرسة وتكبر مع هكذا كلام من بلد يطالب بسيادته، وأن البعض للأسف يحاول الالتفاف وتبرير وجود الاحتلال للتخلص من الإحراج والمسؤولية الشرعية والوطنية والتاريخية".
إقرأ المزيدوأردفت قائلة أن "هكذا بيانات تذكرنا بما بعد عام 2003، حيث أن الأمم المتحدة وأمريكا الشر أنفسهما كانتا تصرحان بشكل رسمي إن القوات الأمريكية قوات احتلال، بينما يخرج علينا بعض السياسيين والإعلاميين المأجورين ويسمونهم قوات صديقة أو محررة لتبرير احتلالهم، وخداع المجتمع العراقي بهكذا أكاذيب مكشوفة".
ولفتت إلى "قرار من مجلس النواب العراقي بإخراج الاحتلال، وإلى الآن أمريكا بكل غطرسة ترفض ذلك من الحكومات المتعاقبة، بل أنها قامت مؤخرا بتوسعة قواعدها وزيادة عديدها".
وشددت "النجباء" على أن المواقف الواضحة والشفافة ووصف الأمور بأوصافها الحقيقية هي التي تقرب الحكومة من الشعب وتعزز الثقة والمصداقية.. ثم ليعلم الجميع، أن التظاهرة المليونية وقرار مجلس النواب بإنهاء الاحتلال والانتهاكات المتكررة لسيادة العراق، تقضي بمشروعية وقانونية مقاومته على كل المستويات".
واعتبرت النجباء في بيانها أن "الوقوف في طريق المقاومة أو في طريق إخراج المحتل بأية وسيلة من الوسائل هو من يمثل مخالفة القانون والشرع والقيم والمبادئ الوطنية.. لذلك، نأمل أن يكون هناك موقف موحد لكل العراق، حكومة وشعبا ومقاومة، تجاه إنهاء هذا الاحتلال البغيض، وعلى الحكومة محاسبة من يجمّل وجوده لخداع المجتمع وإظهار الواقع الحقيقي للشعب".
جدير بالذكر أنه تم استهداف قواعد للجيش الأمريكي في العراق عدة مرات منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر.
المصدر: وكالة "شفق نيوز" العراقية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار العراق البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش العراقي الحكومة العراقية بغداد صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى محمد شياع السوداني واشنطن فی العراق
إقرأ أيضاً:
حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
دخل الصراع المستمر في السودان مرحلة جديدة وغاية في التعقيد، بعد أن حولت قوات الدعم السريع المواجهات على الأرض إلى حرب جوية مسيّرة، عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات الدقيقة بالطائرات بدون طيار على مواقع استراتيجية في بورتسودان والخرطوم وكوستي ومروي وأم درمان، ما يعيد رسم معادلة النزاع ويهدد بإطالة أمد الحرب لسنوات.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “سودان تربيون”، نفذت قوات الدعم السريع 17 هجومًا مسيّرًا استهدفت خلالها قواعد عسكرية، مطارات، منشآت للطاقة ومستودعات وقود، في إطار تصعيد يُفهم على أنه محاولة لفرض واقع عسكري جديد يضعها على قدم المساواة مع الجيش السوداني في السيطرة على الأجواء.
وصرّح مصدر في الدعم السريع للموقع ذاته، أن أبرز الأهداف شملت قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة، والتي تعرضت لهجوم في مايو الماضي، إضافة إلى منشآت استراتيجية في عطبرة وكوستي ومروي.
في المقابل، رد الجيش السوداني باستعادة السيطرة على مدينة الصالحة جنوب أم درمان نهاية مايو، وضبط ترسانة من الطائرات المسيّرة الحديثة وأجهزة تشويش، ما يشير إلى حجم وتعقيد المواجهة التقنية بين الطرفين.
ويصف خبراء عسكريون هذه المرحلة بأنها نقطة تحول حاسمة في مسار النزاع. وقال العميد المتقاعد في سلاح الجو السوداني، عادل عبد اللطيف، في حديثه لـ”سودان تربيون”، إن الطائرات المستخدمة من قبل الدعم السريع تنتمي إلى فئة MALE (متوسطة الارتفاع وطويلة التحليق)، ويمكنها البقاء في الجو نحو 30 ساعة وتنفيذ مهام استخباراتية وقتالية عالية الدقة.
كما كشفت تقديرات حكومية أن الدعم السريع استخدم طائرات صينية من طراز FH-95، وهي مسيّرات متعددة المهام قادرة على شن هجمات دقيقة من مسافات بعيدة.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الجيش فقد السيطرة المطلقة على المجال الجوي، مؤكداً أن قوات الدعم السريع “كسرت احتكار سلاح الجو للمجال الجوي”، في تطور يصفه بالمفصلي في توازن القوى.
في هذا السياق، اعتبر عبد اللطيف أن الجيش لا يزال يستخدم الطائرات المسيّرة بصورة تكتيكية محدودة لدعم القوات البرية، مثل الهجمات الأخيرة على مطار نيالا، فيما تعتمد قوات الدعم السريع على المسيرات في ضربات استراتيجية موسّعة، تهدف إلى تقويض البنية التحتية الحيوية للجيش.
من جانبهم، يرى مراقبون سياسيون أن التصعيد الجوي يحمل رسالة ضغط مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لدفعه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
لكن دبلوماسيًا غربيًا نبه لـ”سودان تربيون” إلى أن “الطرف المنتصر غالباً ما يفتقر إلى الحافز لتقديم تنازلات”، رغم إقراره بتغير اللهجة التفاوضية لدى قادة الجيش والدعم السريع مؤخراً، إذ “يشعر كل طرف أنه يمتلك زمام المبادرة”.
وأكد الدبلوماسي أن تحول الحرب إلى الجو يُدخل السودان في مرحلة بالغة الحساسية، خاصة مع وجود تدخلات إقليمية ودولية تعمّق تعقيدات النزاع.
ويرى خبراء أن تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين بات صعبًا، بسبب الخسائر البشرية والتقنية الفادحة، خصوصاً في القوات الجوية، التي تتطلب زمنًا طويلاً وموارد ضخمة لتعويضها.
وتشير هذه التطورات إلى أن الحرب في السودان لم تعد محصورة بالأرض، بل باتت تتحرك في فضاء أكثر تعقيدًا وخطورة، ما يزيد من مأساة المدنيين ويُبعد احتمالات الحل السياسي في المدى القريب.