سلط تقرير إخباري نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على معاناة سكان قطاع غزة جراء الحصار المفروض على القطاع منذ نشوب الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري.

وأبرزت الصحيفة، في هذا السياق، شهادة شاب فلسطيني يدعي زياد يحكي فيها عن المأساة التي يعيشها سكان غزة منذ عدة أيام بسبب انقطاع المياه، وعدم توافر الاحتياجات الأساسية بسبب الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة.

ويشير الشاب الفلسطيني، كما تقول الصحيفة، أن أحد أهم شواغله في الوقت الحالي أصبح مطالعة الصحف اليومية أو متابعة وسائل التواصل الاجتماعي- في حال توافر الخدمة - لمعرفة من لقى حتفه من أقاربه أو معارفه جراء الهجمات الجوية على القطاع.

وأضاف أن الموت أصبح قريبا من سكان غزة بلا استثناء، موضحا أنه يعرف أسرة بأكملها لقت مصرعها في إحدى الغارات الجوية على كنيسة في غزة والتي كان يحتمي بها العديد من العائلات المسلمة والمسيحية هربا من الغارات الجوية.

وتشير الصحيفة كذلك في سياق معاناة الشعب الفلسطيني في غزة أنه في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عدة سنوات كان العمل عبر الإنترنت يشكل أحد أهم مصادر الدخل للتغلب على مشكلة البطالة التي يعاني منها سكان القطاع حيث كان الأمر لا يحتاج سوى لجهاز كمبيوتر وخدمة إنترنت، أما الآن وفي ظل الظروف الحالية أصبحت تلك الاحتياجات غير متاحة.

وتلفت الصحيفة إلى أن الأوضاع الحالية في قطاع غزة غيرت شكل الحياة هناك، فعلي سبيل المثال كان يوم الجمعة بالنسبة للسكان هناك يمثل يوم التقاء جميع أفراد العائلة لتناول الغداء أو لزيارة الأصدقاء أو حتى من أجل الاسترخاء والحصول على قدر من الراحة، إلا أنه منذ اندلاع الصراع المسلح بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فقد تلاشت كل هذه الملامح للحياة في غزة وأصبح الشعور السائد هو الشعور بالخوف وانتظار المجهول.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: انقطاع المياه قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

شتاء قاس وخيام بالية.. عربي21 ترصد معاناة النازحين في غزة (شاهد)

تفاجأ سعيد الهجين بسيل من المياه يتدفق صوب خيمته التي تأوي عائلته الصغيرة في غرب دير البلح وسط قطاع غزة، ليل الأربعاء/ الخميس، لينتفض مفزوعا من نومه محاولا إنقاذ أطفاله الثلاثة وزوجته، مع بدء تسلل الماء إلى عمق الخيمة التي لم تقو على مواجهة الظروف المناخية الصعبة التي يعيشها القطاع في هذه الساعات.

لم يكن الهجين يغُط في نوم عميق حين داهمت خيمته السيول، فلقد نام وعائلته نوما متقطعا فاتحا عينا ومغمضا الأخرى، على وقع موجة البرد والأمطار الغزيرة، وتوقعاته بغرق خيمته المهترئة، والتي لا تقى بردا ولا تحجب أمطارا. وفق ما قاله في شهادة لـ"عربي21" متحدثا عن ليلة قاسية مليئة بالمعاناة والحزن.


يشعر الهجين بأنه محظوظ، بعد أن تمكن من إنقاذ الفراش والأغطية المتواضعة من أن تداهمها مياه الأمطار الغزية التي هطلت، لكنه يشعر بالحزن أيضا على غرق خيام جيرانه في المخيم بما فيها من أغطيه وفراش وطعام، وسط صعوبة بالغة في جهود الإنقاذ والإغاثة من قبل الطواقم المحلية التي تغطي إمكانياتها المتواضعة، حجم الكارثة الهائل.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
أما حسن إسماعيل فلقد كانت الأوضاع أكثر سوءا عنده، إذ إن الأمطار التي تجمعت من الأودية الصغيرة والمسارب التي صنعتها في الأرض الطينية الزراعية غرب النصيرات، وسط القطاع، حيث يضع رحاله في رحلة نزوحه الطويلة، أحالت خيمته القماشية إلى أثر بعد عين، حيث جرفتها المياه بما كان يسندها من أخشاب ودعامات، ليترك وحيدا في العراء، بلا خيمة أو مأوى.

يقول إسماعيل في شهادة لـ"عربي21" إن لم ينم طوال ليل أمس على وقع هطول الأمطار الغزيرة وتوقعه غرق خيمته، التي تأويه مع زوجته وأمه وأخيه الصغير، والتي تقع في منطقة منخفضة نسيبا بمنطقة السوارحة، ضمن مخيم يضم عددا متواضعا من الخيام.

يضيف: "مع اشتداد هطول الأمطار بدأت المياه تتسرب إلى الخيمة من عدة دروب وأماكن، وتتجمع في الخيمة والمناطق المحيطة، ما دفع بي إلى إلى إخراج العائلة نحو منطقة مرتفعة خشية أن تجرفهم السيول، وما هي إلا دقائق حتى جرف السيل الخيمة، فيما تجمعت بركة مياه كبيرة في أرضية المخيم الصغير الذي يحتوي على 8 خيام غرقت جميعها وتشرد من فيها من نازحين".

وقضت عشرات آلاف العائلات في مخيمات النزوح، المتناثرة في قطاع غزة، ليلتها في العراء تحت المطر بسبب السيول والأمطار الغزيرة التي تضرب المنطقة.


ويعاني النازحون من اهتراء الخيام بعد مرور عامين من استخدامها أو قلة عددها بسبب قيود الاحتلال على دخولها، وتعج محافظة وسط قطاع غزة (مدينة دير البلح ومخيمات النصيرات والبريج والنصيرات والمغازي وقريتي المصدر والزوايدة)، بآلاف الأسر النازحة التي تقطن خياما مهترئة.

كما يتمركز سكان مدينة رفح، المدمرة بشكل كامل، وسكان مدينة خانيونس، المدمر غالبيتها، في منطقة المواصي الزراعية التي جرفت السيول أجزاء منها.

وجرفت السيول مخيمين للنزوح في منطقة "البصة" و"البركة" في مدينة دير البلح ومخيم آخر في النصيرات وتجمعات لخيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس . وفق تقرير لـ"وفا". 



وخلال العدوان المستمر على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 نزح حوالي 2 مليون مواطن في قطاع غزة ليقطنوا في خيام أو أماكن مستأجرة سواء بيوت أو مزارع دجاج أو دفيئات زراعية. وتقول مصادر محلية إن زهاء 300 ألف عائلة تقطن في خيام.

وتمنع قوات الاحتلال عشرات آلاف العائلات من العودة إلى بيوتها وراء ما يعرف بـ"الخط الأصفر" بل وتواصل تدميرها رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

ولا يشكل المنخفض الجوي خطرا على النازحين في الخيام فقط، بل أيضا على عشرات آلاف الأسر التي تقطن في بيوت متضررة وآيلة للانهيار بسبب القصف الإسرائيلي خلال العدوان.


ففي حي النصر غرب مدينة غزة بدأ بيت، يعود لعائلة البغدادي، في التصدع بفعل تبلل الأرض وغمارة السيول ففر منه قاطنوه قبل أن ينهار، وفقا لمصادر في الدفاع المدني.

وبرغم التوصل لوقف إطلاق نار يعيش سكان القطاع (2,3 مليون نسمة) أوضاعا إنسانية قاسية سواء على صعيد الأمن أو السكن أو الغذاء.

وتقول الأمم المتحدة في تقرير لها الشهر الماضي إن أكثر من مليوني فلسطيني "مكتظون الآن في أقل من نصف مساحة القطاع، بينما يفتقر معظم النازحين إلى مواد الإيواء الكافية لحمايتهم من الأمطار والرياح".

مقالات مشابهة

  • الإمارات تخفف معاناة نازحي غزة خلال الشتاء
  • قمة المرأة المصرية تسلط الضوء على بناء الذات وهندسة الحياة المهنية في عالم الفرص والتحديات
  • الإغاثة الطبية في غزة: القطاع يواجه شتاءً قارسًا وسط معاناة إنسانية متفاقمة
  • الشتاء يفتك بغزة: ارتفاع حصيلة شهداء البرد والمنازل تنهار وسط الحصار
  • «أونروا»: 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة على أبواب غزة والشتاء يفاقم معاناة النازحين
  • شتاء قاس يزيد معاناة سكان غزة.. القاهرة الإخبارية تكشف التفاصيل
  • وفاة 7 فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي
  • تفاقم معاناة النازحين في غزة جراء اشتداد المنخفض الجوي
  • شتاء قاس وخيام بالية.. عربي21 ترصد معاناة النازحين في غزة (شاهد)
  • «تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي» تسلط الضوء على التمويل المستدام