حكومة غزة: لدينا أدلة على استخدام الاحتلال الفسفور الأبيض ضد المدنيين
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لحكومة قطاع غزة سلامة معروف إن هناك شواهد أكيدة على استخدام الاحتلال ذخائر محرمة دوليا خلال القصف الذي يشنه على القطاع، مؤكدا أن الحل الوحيد للكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع حاليا هو فتح معبر رفح بشكل كامل وفوري.
وأضاف معروف -في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء- أن العلامات التي تم رصدها على جثث الشهداء وأجسام المصابين تؤكد استخدام الجيش الإسرائيلي الفسفور الأبيض المحرم دوليا، وهو ما يعد جريمة حرب واضحة بموجب القانون الدولي.
وأكد أن ثمة شواهد لا مجال لإنكارها على استخدام الأسلحة غير التقليدية المحرمة دوليا ضد سكان القطاع الذي يكتظ بالمدنيين، مؤكدا أن طواقم الطب الشرعي رصدت إذابة كاملة وصلت إلى حد التفحم في جلود الشهداء والجرحى.
كذلك رصد الطب الشرعي إذابة الأطراف العلوية والسفلية لهؤلاء الشهداء، وكذلك بعض الجرحى، "وهو ما يضع مسؤولية مضاعفة على المجتمع الدولي أمام هذه الجريمة المركبة التي يرتكبها هذا الاحتلال النازي في إطار هذه المحرقة الكلية ضد الفلسطينيين"، حسب معروف.
ونفى معروف ما يشيعه الاحتلال عن استخدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المدنيين دروعا بشرية، وقال إن ممارساته على الأرض "هي أبلغ رد على هذا".
وأضاف "لم تكن كنيسة الروم الأرثوذوكس مقرا لحماس، ولم يكن المستشفى الأهلي المعمداني مستودعا للمقاومة، ولم تكن بيوت 644 عائلة استهدفها الاحتلال بالقصف المباشر مخازن للصواريخ، كما لم يكن أكثر من 5791 شهيدا -كلهم من المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال- من رجال المقاومة، ولم يكونوا يحملون السلاح في وجه هذا الاحتلال".
وانتقد معروف ازدواجية المجتمع الدولي الذي تشدق بحق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وأرضها، ثم لم يُسمع له صوت عندما شنت إسرائيل هذه "المحرقة النازية بحق الفلسطينيين"، وفق تعبيره.
وقال إن حديث بعض وزراء الخارجية عن تقليل الضحايا في صفوف المدنيين، وليس وقف قتلهم، "هو الذي شجع الاحتلال على ارتكاب هذه المحرقة، وهو الذي يشجع الاحتلال على الاستمرار في هذه المحرقة".
وحمَّل معروف "الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي والمنظمات -التي لم ترق حتى الآن لمستوى هذه المحرقة- مسؤولية هذه المحرقة الصهيونية النازية وكل ما يتم فيها"، حسب قوله.
وفي ما يتعلق بالمساعدات الدولية، قال معروف إن ما يصل إلى القطاع حتى الآن ليس سوى ذر للرماد في العيون ومحاولة لتجميل صورة الاحتلال، لكنها لا تغير شيئا في الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة.
وأكد أن الحل الوحيد لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع يتمثل في فتح معبر رفح فورا، وإدخال جميع المستلزمات الإنسانية والمتطلبات الحيوية للقطاعات المختلفة، وفي مقدمتها الوقود الذي تعتمد عليه كل القطاعات الخدماتية والإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حماس
إقرأ أيضاً:
صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر
غزة- اغتال رصاص الغدر -مساء أمس الأحد- صوتا من أصوات الحقيقة في غزة، فقد استشهد الصحفي والناشط البارز صالح الجعفراوي خلال تغطيته آثار الدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، فبينما كان يوثق بكاميرته مشاهد الخراب في شارع 8، باغته عملاء متعاونون مع الاحتلال وأطلقوا عليه النار مباشرة، فأردوه شهيدا على الفور.
كان صالح (27 عاما) قد نذر نفسه لنقل معاناة شعبه منذ بدء العدوان على القطاع، ورفض مغادرته رغم التهديدات المتكررة بحقه، والتحريض الإسرائيلي المستمر ضده، خاصة من الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.
ولم تثنه المخاطر عن أداء رسالته الإعلامية، بل زادته إصرارا على أن يكون في الصفوف الأمامية، يوثق وينشر ويكشف.
تفاصيل استشهاد الصحفي #صالح_الجعفراوي#المسائية #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/GQl0tCftBp
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 12, 2025
صوت الناستقول ابنة عمه الصحفية صبا الجعفراوي للجزيرة نت إن "صالح لم يكن مجرد صحفي، كان صوت الناس، ومرآة وجعهم، بالأمس فقط كان يصوّر آثار القصف قرب منزله، وكأنه يشعر أن مهمته لم تكتمل بعد"، وتضيف "كان يذهب إلى أخطر الأماكن فور القصف يلقي بنفسه داخل النار، فقط ليُظهر للعالم ما يحدث في غزة".
وتكمل "عرف عنه منذ صغره الشجاعة والإقدام، لم يكن يخاف الموت ولم يرضَ يوما بالحياد، كان يقول دائما إن الصورة قد تكون أقوى من الرصاص، وإن العالم يحتاج لمن يصور الحقيقة كما هي بلا تزييف".
درس صالح -وفقا لها- الصحافة والإعلام في الجامعة الاسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس، وهو أيضا حافظ للقرآن كاملا مما ساعده في أن تكون لغته العربية قوية.
وتضيف الجعفراوي "قبل أن يصبح معروفا، تنبأت له بأنه سيصبح صحفيا مشهورا لأنه كان يحمل صفات الإعلامي المميز، كان ينشر جرائم الاحتلال ومعاناة الناس على منصاته على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن للأسف كانت شركة ميتا تغلقهم بشكل دائم حتى تمنعه من إيصال الحقيقة للناس".
إعلانوذكرت أن الاحتلال كان دائم التحريض ضده، وخاصة الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.
#شاهد| آخر ما نشره الصحفي صالح الجعفراوي، قبيل إعدامه غدرًا برصاص عصابة خارجة عن القانون، جنوب بمدينة غزة. pic.twitter.com/ikCmve35ab
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 12, 2025
وجه إنسانيإلى جانب عمله الصحفي، برز الشهيد صالح الجعفراوي كوجه إنساني نشط في العمل الخيري، وشارك في عشرات المبادرات لمساعدة النازحين والمكلومين.
وكان من أهم من ساهموا في توزيع المساعدات خلال الحرب، كما شارك في حملة ضخمة لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة، تمكنت من جمع 10 ملايين دولار في وقت قياسي، وكان له دور بارز في عيد الأضحى الأخير، حين ساهم في تقديم أكبر عدد من الأضاحي على مستوى القطاع رغم ظروف الحرب والحصار.
يقول صديقه الصحفي أيمن الهسي مراسل قناة الجزيرة مباشر "صالح لم يكن مجرد إعلامي، بل كان مؤسسة إعلامية تمشي على الأرض، غطى مجازر الاحتلال كما حدث في مدرسة الجرجاوي، وحين رأى الأطفال يحترقون أحياء، أجهش بالبكاء، وترك الكاميرا ليشارك في انتشال الشهداء، لم يكن محايدا في وجه القتل، بل كان إنسانا أولا، وإعلاميا يرفض التواطؤ".
ويضيف الهسي "رفض صالح مغادرة غزة وبقي فيها رغم خطر الموت الذي يتهدده، وسبق أن حصل على الكثير من العروض حتى يخرج لكنه رفض وكان صوته هو صوت الشعب".
شجاع وموهوبلم يكن الشهيد الجعفراوي إعلاميا فحسب، بل كان أيضا حافظا للقرآن ومنشدا موهوبا ورث صوته الجميل عن والده، وخلال الحرب، اعتاد أن يرفع المعنويات بأناشيده وآخرها كانت أغنيته الشعبية "قوية يا غزة"، التي بث فيها رسالة صمود وعزة وسط الركام.
عرفه الناس أول مرة في مسيرات العودة عام 2018، حين برز كإعلامي شاب ميداني يمتلك حسا صحفيا عاليا وقدرة على الوصول إلى قلب الحدث، وغطى الأحداث من الخطوط الأمامية، وأُصيب أكثر من مرة، لكنه واصل المسير.
وحول هذا يقول الصحفي وائل أبو محسن "منذ 2018 علمنا أن صالح سيكون له شأن، شجاعته كانت تفوق سنه، كان مميزا في تغطية مسيرات العودة، وكذلك في تغطية هذه الحرب، وجمع أكثر من 10 ملايين متابع على إنستغرام، وصل إلى العالمية، وأوصل صورة غزة كما لم يفعل أحد".
وعقب وقف إطلاق النار، لم يتوقف الشهيد صالح عن أداء رسالته، فخرج لتوثيق ما خلفه الاحتلال في القطاع وكأن الرسالة لم تنتهِ بعد، وبينما كان يصور في تل الهوى، باغته رصاص الغدر في صدره، ليرتقي شهيدا، تاركا خلفه كاميرته وصوته ودموع شعب كامل فقد أحد أبنائه الأوفياء.