يشغل موضوع الكتابة التاريخية في عُمان حيزا كبيرا مع بدء صدور الكثير من الدراسات التاريخية التي تتناول التاريخ العماني من زوايا متعددة بعيدا عن زاوية تتبع أخبار ومنجزات الشخصيات المؤثرة في صناعة التاريخ والبحث عن الشخصيات البعيدة عن مركز الضوء التي كان لها تأثير قوي في تحريك مسارات التاريخ وأحداثه.
ويحاور الملحق في هذا العدد الباحث ناصر السعدي أستاذ التاريخ والثقافة بكرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج، بجامعة نزوى، حول مسائل شتى تتعلق بتدوين سردية التاريخ في عُمان.
ويؤكد السعدي في حواره أن الكتابة التاريخية كنشاط معرفي ليست غائبة في عُمان، رغم أنه يستدرك ليقول: إن الغياب قد يكون ظاهرا في تنوع جوانب الكتابة التاريخية وأشكالها وألوانها. ويناقش الباحث خلال الحوار الكثير من القضايا المتعلقة بكتابة التاريخ العماني من بينها مفهوم التاريخ نفسه، ومن هو المؤرخ معتبرا أن تأصيل مفهوم التاريخ في التراث العماني ظهر عند المؤرخ سالم بن حمود السيابي وإن كان بشكل عابر في كتابه «عمان عبر التاريخ»، لكن المفهوم الذي قدمه السيابي، بحسب الباحث، لا يتجاوز الجانب الإخباري والقصصي والسردي، أي سرد الحروب وأخبار الملوك والأئمة، ولم ينقل مفهوم التاريخ إلى فضاء أوسع، مع أنّه يعتبر خاتمة المؤرخين التقليديين.
ينشر هذا العدد من الملحق قصيدة للشاعر خالد المعمري بعنوان «من مفكرة شاعر مقدسي مجهول» تستلهم القصيدة روحها من التاريخ الفلسطيني ومن ثنائيات الموت والحياة والبندقية في مواجهة الحجارة يقول الشاعر في مقطع من القصيدة «في القدسِ لا شيءَ يطيرُ، سوى صاروخٍ وشظيةْ». كما ينشر الملحق مراجعة لكتاب «أكبر سجن على الأرض» للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه. وكتابات بابيه تحاول تقديم سردية احتلال فلسطين من زاوية مختلفة للصورة النمطية السائدة عن الكتاب الغربيين، فما بالك عندما يكتب هذا الاختلاف مؤرخ إسرائيلي لا يرى أي ارتباط بين الديانة اليهودية والمشروع الصهيوني، ويرى أن عملية «التطهير العرقي» لفلسطين، تمّ التخطيط لها بصورة مسبقة وواعية قبل قيام الدولة الإسرائيلية في عام 1947.
كما ينشر الملحق ملفا في الذكرى الخمسين لرحيل المفكر العربي طه حسين، ويحاول الملف فتح بعض الآفاق الجديدة في كتابات طه حسين وفي مشروعه الفكري.
ويجد القارئ أيضا تحقيقا صحفيا حول موضوع الجوائز الأدبية التي تنتشر في العالم العربي وهل هي صكوك اعتراف بالإبداع؟! إضافة إلى العديد من المقالات الفكرية والنقدية ومراجعات الكتب الصادرة حديثا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أسامة نصر يحصد الدكتوراة بامتياز حول دور قوات حفظ السلام في النزاعات الدولية |صور
حصل الباحث أسامة السيد عبده سليمان نصر، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بمديرية أمن الشرقية، على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من كلية الحقوق – جامعة مدينة السادات، عن رسالته التي جاءت بعنوان: "دور قوات حفظ السلام الدولية في تطبيق القانون الدولي الإنساني".
وتناولت الرسالة بالدراسة والتحليل أحد أبرز الموضوعات القانونية والسياسية المرتبطة بالواقع الدولي المعاصر، مسلطةً الضوء على الأطر القانونية والعملية التي تضبط أداء قوات حفظ السلام في مناطق النزاع، ودورها في إنفاذ مبادئ القانون الدولي الإنساني.
لجنة الإشراف والحكم والمناقشة
وتشكّلت لجنة الإشراف والحكم والمناقشة من: الدكتور عبد الهادي محمد عشري، أستاذ القانون الدولي العام، وعميد كلية الحقوق بجامعة السادات الأسبق، ورئيس اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بالمجلس الأعلى للجامعات (مشرفًا ورئيسًا)، والدكتور السفير محمد عبد الحي محمد العرابي، أستاذ السياسة والمنظمات الدولية، ووزير خارجية مصر الأسبق (عضوًا)، والدكتور معمر رتيب عبد الحافظ، أستاذ القانون الدولي ووكيل كلية الحقوق – جامعة أسيوط (عضوًا)، والدكتور حمدي محمد حسين، عميد كلية الحقوق – جامعة مدينة السادات .
وقد أثنت اللجنة على الجهد البحثي الذي بذله الباحث، حيث أدار النقاش رئيس اللجنة، وطرحت اللجنة عددًا من الملاحظات العلمية الدقيقة التي من شأنها إثراء الرسالة وتطوير محتواها، كما أشادت بمستوى الباحث العلمي وتحليله الرصين للمواد القانونية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.