الفيلم السعودي “هجان” يفتتح “مهرجان الفيلم العربي” في سان فرانسيسكو
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
متابعة بتجـــرد: رغم قرار تأجيل الدورة 27 من مهرجان الفيلم العربي الذي ينظمه معهد السينما والإعلان العربي في ولاية سان فرانسيسكو الأميركية، والتي كان من المقرر إقامتها في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بسبب الأحداث الدامية في قطاع غزة، أعلنت إدارة المهرجان عن اختيار الفيلم السعودي “هجان” للمخرج أبو بكر شوقي، ليكون فيلم الافتتاح في عرضه الأول بالولايات المتحدة الأميركية.
وكان فيلم “هجان” قد استُقبل بحفاوة خلال عرضه في “مهرجان تورنتو السينمائي الدولي”، في أيلول (سبتمبر) الماضي، ضمن قسم ديسكفري الذي يهتم بالأعمال الأولى والثانية للمخرجين المتميزين من أنحاء العالم.
الفيلم من كتابة عمر شامة ومفرج المجفل وأبو بكر شوقي. وهو بطولة: عبد المحسن النمر، عمر العطاوي، الشيماء طيب، عزام النمر، تولين بربود وإبراهيم الحساوي… وتدور أحداثه حول “مطر” وأخيه “غانم” اللذين يعيشان في صحراء السعودية الشاسعة. ويدفع حصول حادث مؤسف “مطر” للاتجاه الى رياضة سباقات الهجن للاحتفاظ بناقته “حفيرة”. وبعدما يستغله المالك القاسي “جاسر”، يصبح على الصبي “مطر” بذل أقصى جهده لإنقاذ حياة “حفيرة”.
يُذكر أن مخرج الفيلم أبو بكر شوقي يحمل الجنسيتين المصرية والنمسوية، وحصل فيلمه الوثائقي القصير THE COLONY على جوائز في مهرجانات حول العالم، تلاه فيلمه السينمائي الأول “يوم الدين”، الذي عُرض لأول مرة في المسابقة الرسمية لـ”مهرجان كان السينمائي الدولي” حيث رُشّح لجائزة السعفة الذهبية وفاز بجائزة “فرانسوا تشاليه”، وفيلم “هجّان” هو فيلمه الروائي الثاني.
ومن الجدير بالذكر أن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) أنتج أكثر من 20 فيلماً، كما يحرص على دعم صُنّاع الأفلام السعوديين وتمكينهم من الانطلاق نحو العالمية.
كذلك يقدّم المركز العديد من المبادرات والبرامج طوال العام والتي تدعم الصناعات الإبداعية في المملكة، في قطاعات عدة، منها المسرح والأفلام والسينما، حيث شارك في العديد من المحافل المحلية والعالمية عبر مهرجانات سينمائية دولية، علاوةً على تنظيم مهرجان أفلام السعودية سنوياً بالشراكة مع جمعية السينما وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.
main 2023-10-26 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
زكي طليمات.. رائد المسرح العربي الذي أضاء الخشبة بعقله وفنه
تمر اليوم ذكرى ميلاد واحد من أعمدة المسرح العربي، الفنان والمخرج الكبير زكي طليمات، الذي لا يمكن الحديث عن نهضة المسرح المصري دون ذكر اسمه، ترك بصمة لا تمحى على خشبة المسرح، وأسهم في وضع أسس التعليم المسرحي الحديث بمصر، حتى استحق عن جدارة أن يُلقب بـ "أب المسرح المدرسي" و"رائد المسرح العربي".
نشأة فنية مبكرة في قلب القاهرة
وُلد زكي عبد الله طليمات في 29 أبريل عام 1894 بحي عابدين في القاهرة، لأسرة تجمع بين الأصول السورية من جهة الأب والأصول المصرية الشركسية من جهة الأم.
نشأ في بيئة ميسورة ومثقفة، وكان منذ صغره محبًا للفن والأدب، ما ساعده لاحقًا على خوض تجربة مسرحية استثنائية.
و بدأ تعليمه في المدارس المصرية، وتخرج من المدرسة الخديوية الثانوية، ثم التحق بمعهد التربية، حيث ظهرت ميوله الفنية بشكل واضح، ومن هناك بدأت رحلته الحقيقية مع المسرح، التي قادته إلى العالمية.
دراسة المسرح في فرنسا وصقل الموهبة
في إطار اهتمام الدولة المصرية بالمسرح كأداة تعليمية وتنويرية، أُوفد زكي طليمات في بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة فنون المسرح.
التحق هناك بأشهر المسارح والمؤسسات الفنية، منها مسرح "الكوميدي فرانسيز" ومسرح "الأوديون"، حيث تلقى تدريبًا أكاديميًا على يد أساتذة كبار.
وخلال هذه الفترة، حصل على دبلوم في الإلقاء والأداء المسرحي، كما نال شهادة تخصص في الإخراج المسرحي، وهو ما أضاف إلى موهبته أساسًا علميًا متينًا عاد به إلى مصر ليحدث فارقًا حقيقيًا في المشهد الثقافي والفني.
تأسيس المسرح المدرسي ووضع قواعد التعليم المسرحي
عند عودته إلى مصر، بدأ زكي طليمات رحلته في نشر المسرح وتطويره، فكان من أوائل من نادوا بأهمية المسرح في التعليم. وفي عام 1937، تولّى مسؤولية مراقبة المسرح المدرسي، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1952، حيث أشرف على تأسيس فرق مسرحية مدرسية واكتشاف المواهب الصغيرة.
كما ساهم في ترسيخ فكرة المسرح كوسيلة تربوية، تربط بين الترفيه والتثقيف، وهو ما جعله يحظى باحترام كبير من المؤسسات التعليمية والثقافية على حد سواء.
ريادة المسرح القومي والمعهد العالي للفنون المسرحية
من أهم محطات حياة زكي طليمات المهنية توليه إدارة المسرح القومي عام 1942، وهو المنصب الذي شغله لعقد كامل، حتى عام 1952 خلال هذه الفترة، أخرج عددًا من العروض التي اعتُبرت علامات فارقة في تاريخ المسرح المصري.
وفي عام 1944، تحققت رؤيته الطموحة بتأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث أصبح أول مدير له، عمل على وضع مناهج علمية لتدريس المسرح، واهتم بتأهيل أجيال جديدة من المخرجين والممثلين، العديد منهم صاروا لاحقًا نجومًا ومخرجين كبار في تاريخ الفن المصري.
أعماله وإسهاماته الفنية
زكي طليمات لم يكن إداريًا فقط، بل كان مخرجًا وممثلًا ومترجمًا بارعًا. قدم نحو 12 عملًا مسرحيًا من إخراجه، وتنوعت أعماله بين الكوميديا والتراجيديا والمسرحيات الاجتماعية ذات الرسالة. كما قام بترجمة وإعداد نصوص مسرحية عالمية لتناسب الذوق العربي، ما ساعد في انفتاح المسرح المصري على ثقافات أخرى.
جوائز وتكريمات تليق بمكانته
لم تمر جهود زكي طليمات دون تقدير رسمي، فقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 1961، ثم جائزة الدولة التقديرية عام 1975، تقديرًا لعطائه الفني والتربوي.
كما نال العديد من الأوسمة من مؤسسات ثقافية عربية، وشارك في فعاليات مسرحية إقليمية كخبير ومستشار.
وفاته وإرثه الخالد
رحل زكي طليمات عن عالمنا في 22 ديسمبر عام 1982 عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا مسرحيًا غنيًا لا يزال يُدرّس ويُحتذى به حتى اليوم، لم يكن مجرد فنان، بل كان مؤسسًا لحركة مسرحية متكاملة، مَنَحَ للمسرح احترامًا وهيبة، وفتح آفاقًا جديدة لجيل بعد جيل.