الجهاد في سبيل الله هو الخيار القرآني عندما يكون هناك تهديد للأمة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي
لو اتخذ الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية خيارًا حكيمًا في التصدي للكيان الصهيوني، في بدايات سعيه لاحتلال فلسطين، وهو- آنذاك- بدأ تحركه بشكل جماعات، مجموعات، وعصابات معينة، عصابات منظَّمة تمارس الإجرام بحق الشعب الفلسطيني، ترتكب الجرائم، وفي تلك المرحلة المبكرة من ذلك النشاط اليهودي في بداياته الأولى ومساعيه الأولى لاحتلال فلسطين، لو اتخذ الخيار الحكيم والقرار الحكيم والموقف الحكيم الذي يرشد إليه القرآن في ظروفٍ كتلك، وهو الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله هو الخيار القرآني عندما يكون هناك تهديد للأمة من عدوٍ من أعدائها، يريد أن يجتاحها، يريد أن يحتل أرضها، يريد أن يسيطر عليها، يريد أن يتحكم بها، الجهاد في سبيل الله هو الخيار لظروفٍ كهذه؛ ليشكِّل حمايةً للأمة، منعةً للأمة، وهو خيار حق وحكيم وإنساني وفطري، ولكن أغلبية الناس -آنذاك- الأغلبية في داخل الشعب الفلسطيني، والأغلبية في داخل الأمة العربية والإسلامية- كان خيارهم، خيارًا آخر: الصمت، اللامبالاة، الإهمال، عدم التقدير للمسألة بمستوى ما هي فيه من الخطورة؛ لأن الحكمة أيضًا تدخل فيها النظرة إلى الأمور، التقييم للواقع، التقدير للموقف، إذا لم تمتلك الحكمة قد تكون تقديراتك للموقف تقديرات خاطئة، تستبسط أمورًا خطيرة، وتتساهل تجاه أمور كارثية؛ فتحصل عليك كارثة، تحصل على شعبك كارثة، تحصل على أمتك كارثة، أنت تحتاج إلى الحكمة ليس فقط حين اتخاذ القرار، بل ما قبل اتخاذ القرار، وما قبل تحديد الخيار، في تقديرك للأمور، في فهمك للأمور، الفهم الصحيح، النظرة الصحيحة، التقييم الصحيح، الإدراك لمستوى الخطر، لمستوى ما يترتب على التفريط تجاه موضوع معين.
*من محاضرة المولد النبوي الشريف 11 /3 /1440هـ
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
يمانيون |
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تدمير لبنان بشكل ممنهج، خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أن المقاومة لن تقبل بتحويل لبنان إلى كيان تابع لإسرائيل مهما بلغ حجم التهديدات أو تصاعد الضغوطات الدولية.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر، قال الشيخ قاسم: “أمريكا لا تسعى فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى صناعة لبنان خاضع وذليل ضمن مشروع ما يسمى ‘الشرق الأوسط الجديد’، وذلك من خلال الفتنة الداخلية، والتجويع، والتخريب الممنهج، ومنع المواطنين من الوصول إلى حدودهم، كل ذلك في خدمة كيان العدو”.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي لا يعير أمن مستوطنيه في الشمال أي أهمية، لأنه منشغل بمشروعه التوسعي الذي يبدأ من الجليل ولا ينتهي عند حدود لبنان أو سوريا، في حين أن حزب الله يقف اليوم سداً منيعاً أمام هذا الزحف الاستعماري”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اليوم في حالة دفاع مفتوح، وأن خيار المواجهة سيبقى قائماً حتى لو كلف ذلك حياة الجميع، وقال: “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً أو ملحقاً لإسرائيل، ولو اجتمع علينا الكون كله، ما دام فينا عرق ينبض ونَفَس حي”.
وفيما يخص سلاح المقاومة، جدد قاسم تمسك حزب الله بهذا السلاح، رافضاً كافة الدعوات التي تطالب بتسليمه. وقال: “سلاح المقاومة هو قوة حقيقية للبنان، ولم يُستخدم يوماً في الداخل، بل هو حصنٌ يحمي سيادتنا وكرامتنا. ومن يطالب بتسليمه لا يخدم سوى المشروع الصهيوني والأمريكي”.
كما توجه بالتحية إلى أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، وكذلك الشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في اليوم نفسه، واعتبر أن خط الشهادة هو طريق الكرامة والسيادة الوطنية.
وتطرق قاسم إلى المجازر الدموية التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري هو “إبادة منظمة برعاية أمريكية وصمت عربي ودولي”. وقال: “استشهد أكثر من 17 ألف طفل في غزة، وقتلت النساء الحوامل وجوّع الأطفال، وسط صمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، وغياب تام للمجتمع الدولي الذي يتغنى بشعارات كاذبة”.
وختم كلمته بالدعوة إلى تحرك عربي ودولي جاد، لا يقتصر على التنديد بل يشمل خطوات عملية، وفي مقدمتها التحرك العسكري لوقف حرب الإبادة بحق أهل غزة، مطالباً الأحرار في العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.