DW عربية:
2025-05-29@05:56:35 GMT

برميل الشرق الأوسط المتفجر: الخوف من حرب إقليمية

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

قصف إسرائيلي على قطاع غزة بعد رشقة صاروخية استهدفت الدولة العبرية

يبدو  السيناريو المرعب على النحو التالي: العملية العسكرية الإسرائيلية البرية تؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل والاضطرابات والعنف في المنطقة. ومع تفاقم الأمر، تتورط المزيد من الجماعات والدول في دوامة العنف، وربما حتى الولايات المتحدة وروسيا.

مختارات ألمانيا - الممنوع والمسموح في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين كيف توّحد الموسيقى فلسطينيين وإسرائيليين في برلين؟ هل يصب هجوم حماس في مصلحة آلة الدعاية الروسية؟

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الهجوم البري المزمع قد يستمر عدة أشهر: "وفي نهاية العملية لن يكون هناك حماس". وتأتي العملية العسكرية المستمرة منذ قرابة ثلاثة أسابيع في سياق الرد الإسرائيلي على الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قُتل فيه ما لا يقل عن 1400 شخص، من بينهم أطفال ونساء ومسنون، وتم اختطاف أكثر من 200 شخص كرهائن. يُذكر هنا أن  حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

ومن منظور عسكري بحت، يمكن أن ينجح العمل العسكري الإسرائيلي، كما يعتقد خبير شؤون الشرق الأوسط غيدو شتاينبرغ من "مؤسسة العلوم والسياسة" ومقرها برلين. وقال الخبير الألماني على قناة DW: "أعتقد أن الجيش الإسرائيلي قادر على تدمير بنية حماس في قطاع غزة. ولكن ذلك سيترافق مع موت الكثير من المدنيين، بغض النظر عن مدى حذر الجيش الإسرائيلي".

يهود ومسلمون بمباراة كرة ضد العنف

ورقة المدنيين القتلى

يرى المحلل هانز يكوب شندلر من منظمة "مشروع مكافحة التطرف" (Counter Extremism Project) أن "حماس مهتمة بإبراز صور مروعة للمدنيين الفلسطينيين القتلى وبالتالي جر إيران ووكلائها إلى هذا الصراع"، كما يقول الخبير لـ DW.

والوكلاء هم مجموعات مسلحة تعمل بالوكالة لإيران في بلدان أخرى في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان. وشن حزب الله بشكل متكرر هجمات على إسرائيل ولكن بمحدودية، لكنه ما زال متحفظاً على الانخراط في الصراع بشكل أقوى.

ويعتقد شندلر إن الهجوم البري الإسرائيلي لا يزال غير مؤكد بأي حال من الأحوال. لكن في حال حدوث تصعيد (...)، فإن حزب الله سيكون أول من يقصف شمال إسرائيل بشكل مكثف. أما المرحلة الثانية من التصعيد فستكون شن هجمات أيضاً في سوريا ضد المواقع الأمريكية هناك. والمرحلة الثالثة ستكون على الأرجح على يد الميليشيات الشيعية في العراق، التي ستهاجم أهدافاً أمريكية أو غربية".

سياسة بايدن

لكي لا يقع التفاعل المتسلسل الآنف الذكر أقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن على فعل شيئين: أرسل حاملتي طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​كتحذير لحزب الله وإيران، ودعا إسرائيل إلى الاعتدال في عملياتها العسكرية بقطاع غزة، على الرغم من كل التفهم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال بايدن في تل أبيب إنه يجب على إسرائيل ألا تكرر أخطاء الولايات المتحدة بعد الهجمات الإرهابية الإسلاموية في 11 أيلول/سبتمبر 2001، وحذر إسرائيل من "مغبة أن يسيطر هليها الغضب".

يقول هانز يكوب شندلر من منظمة "مشروع مكافحة التطرف" إن التركيز منصب على "إفهام إيران ووكلائها أن تصعيد الوضع سيؤدي بالتأكيد إلى إضعاف كبير لهياكلهم. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على المجتمع الدولي أن يركز على تحسين الوضع الإنساني للمدنيين في قطاع غزة حتى لا تنصب تأثيرات هذا الصراع على الناس الخطأ".

وبعد اتصال هاتفي مع زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، اتفق بايدن معهم على دعم إسرائيل واحترام حقها في الدفاع عن النفس. وفي الوقت نفسه، دعوا إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وهو ما يعني أن إسرائيل يجب أن تحمي السكان المدنيين الفلسطينيين.

جدد الرئيس الأمريكي دعم بلاده الثابت لإسرائيل، كيف ينظر العالم العربي حاليا إلى الموقف الأمريكي؟

الولايات المتحدة "منحازة"

وقال بايدن في بداية مهمة الوساطة: "إذا لم نفعل ذلك، فمن سيفعل؟"، مجدداً تأكيده بأن بلاده قوة لفرض النظام في الشرق الأوسط. ولكن تبرز مشكلة هنا؛ إذ يُنظر إلى واشنطن في أجزاء كبيرة من المنطقة على أنها منحازة لصالح إسرائيل.

وقد اتضح ذلك بعد الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي (المعمداني) في  قطاع غزة  والذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى. وبينما ألقت حماس باللوم على إسرائيل في ذلك، أيد بايدن الرواية الإسرائيلية القائلة بأن صاروخ من "الجهاد الإسلامي" هو من تسبب بالكارثة؛ وهذا ما كرره العديد من الخبراء الغربيين في وقت لاحق. وبعد الانفجار، ألغى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قمة كانت مقررة في العاصمة الأردنية مع بايدن.

سمعة واشنطن باعتبارها أقرب حليف لإسرائيل تترك المجال أمام جهات فاعلة أخرى، مثل ألمانيا، للتحرك. وبعد فشل انعقاد قمة عمان، ظهر السيسي إلى جانب المستشار أولاف شولتس في القاهرة. وفي اليوم الذي سبقه، كان الملك عبد الله في برلين. وبذلك كان المستشار هو الشخصية القيادية الدولية الوحيدة التي ظهرت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ومع الملك عبد الله، والسيسي خلال يومين.

فمن ناحية، وقفت الحكومة الفيدرالية بشكل لا لبس فيه إلى جانب إسرائيل. ومن ناحية أخرى، غالباً ما يتم قبول برلين كشريك محايد في المنطقة. وفي ذلك قال شولتس في القاهرة إن هذا يجب أن "يستخدم لإحداث تطور في اتجاه السلام".

تعمل ألمانيا في الميدان الدبلوماسي على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ويقول هانز يكوب شندلر من منظمة "مشروع مكافحة التطرف" إن هذه "واحدة من أفضل المساهمات التي يمكن لألمانيا أن تقدمها هنا. وليس هناك الكثير مما يمكن لألمانيا أن تفعله عسكرياً، باستثناء دعم إسرائيل بالإمدادات".

روسيا لديها مصالح متضاربة

وإذا حدث تصعيد كبير وتفاقم الصراع، فهل يمكن حتى لروسيا، المعروفة بعلاقاتها الوطيدة مع طهران ودمشق، أن تنجر إلى الصراع؟

يعتقد هانز يكوب شندلر أن هذا غير مرجح: "الصراع في الشرق الأوسط في صالح روسيا لأنه يصرف الانتباه عن الحرب في أوكرانيا. ولذلك فإن روسيا مهتمة بإطالة أمده لأطول فترة ممكنة وبالتالي تقييد قوى الغرب".

ويتابع الخبير هانز يكوب شندلر من منظمة "مشروع مكافحة التطرف" (Counter Extremism Project التحليل: "من ناحية أخرى، يريد  فلاديمير بوتين إبقاء الصراع عند مستوى منخفض إلى حد ما حتى لا يجبر على استخدام موارد في الشرق الأوسط، هو بأمس الحاجة لها في  أوكرانيا".

كريستوف هازلباخ/خ.س

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غزة إسرائيل حماس إيران الولايات المتحدة سوريا العراق العملية العسكرية البرية الاجتياح البري روسيا الغزو الروسي لأوكرانيا قصف مستشفى المعمداني في غزة قتلى ضحايا مدنيين غزة إسرائيل حماس إيران الولايات المتحدة سوريا العراق العملية العسكرية البرية الاجتياح البري روسيا الغزو الروسي لأوكرانيا قصف مستشفى المعمداني في غزة قتلى ضحايا مدنيين الشرق الأوسط على إسرائیل قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو

لترامب فلسفة في التعامل مع الصفقات خاصة السياسية منها، فأينما تواجدت تواجد هو معها ، ليس بهدف التنسيق المشترك بين واشنطن وحلفائها، وإنما بهدف تحقيق المصالح الأمريكية فقط التي هي بطبيعة الحال مصالح إدارته، حتى لو كان ذلك على حساب أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، -"إسرائيل"-، فما هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ؟.

مصلحة ترامب.. وتجاهل الالتزامات التاريخية لإسرائيل

حلفاء نعم.. لكن المصلحة الأمريكية هي الأولوية، هذه هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ، فعلى مدار الأسابيع الماضية، غرد مسؤول البيت الأبيض خارج سرب التفاهمات التاريخية بين واشنطن وتل أبيب شأن الشرق الأوسط وقضاياه، وأصبحت تحركات ترامب قائمة وفق مصالح واشنطن وليس وفق للالتزامات التاريخية الأمريكية المعهودة تجاه إسرائيل.. وهو ما أغضب -"رجل الحرب في إسرائيل"-.           

اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران

البداية كانت من إيران، حيث جاءت جولات المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط وروما بشأن الملف النووي لإيران على عكس الرغبة الإسرائيلية التي كانت تريد التصعيد ضد طهران عبر العمل العسكري، لكن ترامب يرى في التفاوض مع إيران فرصة ومكسبا سياسيا واقتصاديا يمكن الاستفادة منها حال الوصول إلى اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة وإيران.. وهو أمر على ما يبدو أقرب للحدوث.            

 التفاهم مع الحوثيين دون ضمانات لإسرائيل

وجاء التفاهم الأمريكي مع الحوثيين في اليمن ليزيد من فجوة اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث نجحت إدارة ترامب في إبرام صفقة مع الحوثيين عن طريق الوسيط العماني، توقف من خلالها الجماعة اليمنية استهداف السفن الأمريكية وسفن الحاويات في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، في الوقت الذي لم يتم الحديث فيه عن عدم استهداف إسرائيل مرة أخرى.   

الإفراج عن عيدان ألكسندر.. طعنة إسرائيل

وكانت غزة حاضرة أيضا في مشهد اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث مثلت مفاوضات واشنطن الغير مباشرة مع حماس بشأن الإفراج عن المحتجز الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر - "طعنة"- كما وصفها المسؤولين في إسرائيل، حيث نجحت من خلال واشنطن الإفراج عن أحد أهم المحتجزين بالنسبة للولايات المتحدة، وكانت الصفقة في المقابل عنصر ضغط على إسرائيل من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع .. وهو ما حدث بالفعل.

تفادي تورط واشنطن في صدامات طويلة

ويعتمد ترامب في إدارة علاقات الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط على عقلية رجل الأعمال وصانع الصفقات، واضعاً الاستثمارات والفرص الاقتصادية في قلب تحركاته الدبلوماسية، حتى لو كان ذلك يتعارض مع سياسات حلفاء واشنطن التقلدين والتاريخين، فترامب يسعى لتفادي التورط في صدامات طويلة.

بين الدبلوماسية المرنة والتلويح بالردع العسكري.. يتبنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نهج الغموض الاستراتيجي في سياسته الخارجية، لا سيما تجاه قضايا الشرق الأوسط، في محاولة لإعادة تشكيل معادلات القوة الإقليمية وتعزيز النفوذ الأميركي ضمن بيئة دولية معقدة ومتشابكة.

طباعة شارك ترامب إسرائيل البيت الأبيض الشرق الأوسط إيران الحوثيين باب المندب عيدان ألكسندر

مقالات مشابهة

  • توضيح حول تنفيذ تدريب مشترك للجيش المصري مع إسرائيل في دولة عربية
  • عاجل. نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وقضينا على محمد السنوار في قطاع غزة
  • فوز "OHI Leo Burnett" بثلاث جوائز مرموقة
  • نتنياهو: إسرائيل تغير وجه الشرق الأوسط وتعزز مكانتها كقوة إقليمية
  • غيّرنا وجه الشرق الأوسط - نتنياهو يؤكد: اغتلنا محمد السنوار
  • ماكرون: فرنسا تؤيد حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • لماذا أطاح ترامب بنصير إسرائيل داخل مجلس الأمن القومي؟
  • قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي تقتحم مدينة رام الله وتداهم بعض محلات الصرافه فيها
  • صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
  • نعيم قاسم مخاطباً ترامب: تحرّر من إسرائيل من أجل مصلحة أمريكا في الشرق الأوسط