قال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك أجواء من التصعيد وتوسع عنيف في استخدام القوة العسكرية من الجانب الإسرائيلي، ومثل هذه الأجواء قد يحدث فيها حوادث عشوائية.

شهود عيان للقاهرة الإخبارية: طائرات حربية مصرية تحلق فوق نوبيع وطابا منذ الفجر وحتى الآن عادل العمدة: مصر أكثر دولة قدمت تضحيات من أجل إنقاذ القضية الفلسطينية (فيديو) التحذير من اتساع دائرة الصراع

وأشار فرحات، خلال اتصال هاتفي عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الجمعة، إلى أننا ننتظر نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة المعنية في حادثتي نوبيع وطابا، منوها بأحادين مثل هذه الحوادث يرجعنا إلى تحذير مصر من إتساع دائرة الصراع، والأفضل للجميع وقف اطلاق النار والعودة إلى عملية سياسية بين طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وحذر مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، من مخاطر إتساع رقعة الصراع، مشددا على ضرورة ضبط النفس، منوها بأن الدعم الغربي المفرط لإسرائيل جعلها تعتقد أنها يمكن أن تقوم بأي شيىء دون محاسبة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مركز الأهرام للدراسات فضائية إكسترا نيوز الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مصر

إقرأ أيضاً:

وهل يخدع الإنسان نفسه؟!

يُعّرَفُ عمّن يمارس النفاق على أنه يظهر للآخرين ما لا يخفـيه فـي نفسه. وبهذا المعنى فإن العلاقة بين الإنسان ونفسه علاقة لا يشوبها كدر، أو غبار، فكلا الطرفـين يواجهان بعضهما بعضا بحقيقة ما يبديانه، وما يخفـيانه؛ ولذا فمن المستحيل أن يخدع كلاهما الآخر، وتبقى حالة من المخادعة الظاهرية هي بينهما، وبين الآخرين من حولهما. وأصفها بـ «المخادعة»؛ لانتفاء صفة الصدق فـيها.

ولذلك يعيش الإنسان صراعا ذاتيا قاسيا مع نفسه فـي المواقف التي لا يكون صادقا فـيها، وإن أبدى المرح والسرور مع الآخر. ومن هنا فإن مشاعر القسوة لا يمكن التحايل عليها؛ حيث تتجلى قيمة الصدق فـيها أكثر، فلا خيار متاح فـي تلك اللحظة إلا تجرع الألم بكل حمولته القاسية، بخلاف مشاعر السرور التي قد يناور فـيها الفرد الآخرين، ويبدي عكس ما يضمره كنوع من المجاملة؛ ولذلك قال شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي: «لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ... فالطير يرقص مذبوحا من الألم».

ومع ذلك فالناس مدمنون على إظهار السرور- كما يشاع -، وإن أظهروا ذلك السرور بتكلف فـي كثير من الأحيان؛ ولذلك تصنف الابتسامات المتكلف فـي إبدائها للآخرين على أنها «ابتسامات صفراء». وهذا التصنيف لم يأت من فراغ، وإنما يأتي عن تقييم حقيقي، فالآخرون - وإن حاول الفرد أن يخدعهم بابتسامة صفراء، أو بوصف مبالغ ليس فـيهم - فهم يدركون حقيقة الأمر، وإن أبدوا مجاملة لفظية. ففي قرارة أنفسهم يدركون حقيقة الطرف الآخر، وما يبديه من تكلف وتصنع؛ ولذلك سريعا ما تنكشف مثل هذه المراوغات، ويقع أصحابها فـي حرج شديد، ويظل تدارك الموقف ليس بالأمر الهين، وعادة ما يحدث مثل ذلك فـي المواقف التي يراد منها تحقيق غاية معينة، وهذه من أشدها خطورة فـي العلاقات القائمة بين الأفراد.

والسؤال هنا: كيف يجازف الفرد بحمولته الإنسانية، فـيبدي للآخرين عكس ما يختلج بين جوانحه؟ كيف يستطيع أن يخاتل نفسه فـي لحظة فارقة فـينفرد بقرار مخادعتها، وهو يدرك أنه غير صادق وغير أمين فـي تلك اللحظة؟ هذه من اللحظات التي يغتال الإنسان فـيها نفسه، وبالتالي فمع استطاعته اغتيال نفسه؛ كيف لا يستطيع أن يغتال من حوله، ولو كان هذا الاغتيال لأقرب الناس إليه! إنها من الحالات التي يمتحن الإنسان ذاته فـيها، وهذا الأمر ليس متاحا للجميع؛ حيث يحتاج إلى كثير من الخبرة والتجربة.

تشدنا بعض المواقف التي نرى فـيها ذلك الصراع المتوهج - ونصفه بالخطير- بين الحيوانات المفترسة، سواء بينها وبين الحيوانات المختلفة عنها، أو بينها وبين بني جلدتها، وهو صراع مادي صرف، تحسم نتيجته قوة الطرف على الطرف الآخر؛ لأن الحيوانات لا تعرف خداع بعضها بعضا، وإنما تبقى القوة هي الحاسمة لنتيجة الصراع القائم بين الطرفـين، بخلاف حقيقة الصراعات التي تدور بين بني البشر بعضهم ببعض؛ حيث لا تظهر الحالة الفـيزيائية الصرفة فـي هذا الصراع، وإنما يسود ذلك الصراع الباطني المبني على الخداع، والتضليل، مع قناعة كل طرف أنه يمارس فعلا شائنا لا يرتضيه مع نفسه، ويرتضيه مع الآخر من حوله؛ لتحقيق غاية ما.

ففـي الصراع الإنساني لا يتوقف الأمر على القوة المادية لكسب الرهان؛ حيث تميل جل الصراعات القائمة بين بني البشر إلى اختيار القوى الناعمة، وما أكثرها! ولكن أشدها خطرا تلك القوة التي يخادع فـيها الإنسان نفسه فـي لحظة ما، مع يقينه أنه يقع فـي مغالطة شعورية كبيرة، وذلك عكس ما ينادي به أبو الفتح السبتي:

« أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ».

مقالات مشابهة

  • حرائق في الجبل الأخضر بليبيا ومخاوف من اتساعها
  • “رؤية” تحذر من اتساع رقعة حرائق غابات الجبل الأخضر
  • أمير جازان: مكاتبنا مفتوحة للجميع ونرحب بالتواصل .. فيديو
  • جامعة أسيوط تحذر المواطنين بعدم التعامل مع أى جهة أو شخص يدعى إصدار شهادات باسم الجامعة
  • «الاستوديو المتنقل».. تجربة رائدة لترسيخ الفن للجميع
  • وهل يخدع الإنسان نفسه؟!
  • محمد سلماوي في الثمانين.. فارس الكلمة الحرة وظلّ نجيب محفوظ
  • حريق يلتهم شقة بحدائق الأهرام.. والمعمل الجنائي يحقق في وجود شبهة جنائية
  • مدير عام «الإمارات للدراسات» يلتقي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية
  • أقوى تعليق من مصطفى بكري على استهداف إسرائيليين اثنين على يد شاب أمريكي «فيديو»