موثوقة تاريخيا.. الأمم المتحدة تنتصر لصحة غزة بعد تشكيك بايدن بحصيلة الشهداء
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
انتصرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية لوزارة الصحة في قطاع غزة، مؤكدة أن البيانات الصادرة عنها "ذات مصداقية وموثوقة تاريخيا"، وهكذا كانت دائما خلال جولات القتال السابقة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
جاء ذلك، بعد يومين من تشكيك الرئيس الأمريكي جو بايدن وألمانيا بالبيانات الخاصة بحصيلة الشهداء التي تصدرها الوزارة جراء العدوان الإسرائيلي الأخيرة الذي يستهدف سكان القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول.
والأربعاء، ذكر بايدن خلال حديثه بمؤتمر صحفي أنه لا يثق بالأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة في غزة.
وقال إنه "ليست لدي أدنى فكرة عن أنّ الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد الأشخاص الذين يُقتَلون".
أضاف: "أنا متأكد من أنّ أبرياء خسروا أرواحهم، لكنّ هذا هو ثمن خوض الحرب"، مشيراً "لكنّني لا أثق بالعدد الذي يستخدمه الفلسطينيون".
وعلى نفس المنوال قال متحدث الحكومة الألمانية كريستيان فاجنر إن بلاده تتعامل "بنوع من الحذر" مع الحصيلة المعلنة للشهداء.
وأضاف "لا يمكننا التحقق بشكل مستقل من التصريحات التي تدلي بها حماس، ولهذا يجب التعامل نوع من الحذر" إزاءها.
وفي مقابل هذا التشكيك الأمريكي الألماني، أوضح المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أمام الصحافيين في القدس، أنّه "في الماضي، وعلى مدى جولات النزاع الخمس أو الستّ في قطاع غزة، عُدَّت هذه الأرقام ذات مصداقية، ولم يسبق لأحد أن شكّك فيها".
والجمعة، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 7326 شهيداً، من بينهم 3038 طفلاً، في حين بلغ عدد المصابين 18,967 جريحاً.
اقرأ أيضاً
صحة غزة: ارتفاع حصيلة قصف إسرائيل إلى 7326 شهيدا بينهم 3038 طفلا
وعلق لازاريني أن هذه الأرقام لعدد الشهداء واقعية، مشيرا إلي 57 من موظفي وكالة أونروا تأكّد مقتلهم.
وأكد أنّ حجم الحصيلة التي سجّلتها الوكالة الأممية يعكس معدّل الحصيلة الإجمالية المعلنة في غزة.
وأوضح أنّ نسبة موظفي وكالة أونروا الذين قُتلوا مقارنة بالعدد الإجمالي للعاملين لدى الوكالة تتوافق مع نسبة سكان غزة الذين قُتلوا مقارنة بالعدد الإجمالي لسكان القطاع، وهو الأمر الذي يثبت صحّة بيانات وزارة الصحة في غزة. معقبا: "لدينا النسبة ذاتها تقريباً".
من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان: "نواصل إدراج بياناتهم (وزارة الصحة في غزة) في تقاريرنا، ومن الواضح أنها تستند إلى مصادر".
وأضاف: "من المستحيل تقريبا في الوقت الحالي تقديم أي تحقق من جانب الأمم المتحدة على أساس يومي".
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي تتخذ من نيويورك مقرا، إن أعداد القتلى موثوقة بشكل عام، وإنها لم تجد تناقضات كبيرة عند التحقق بشأن الضربات السابقة على غزة.
وقال عمر شاكر، مدير المنظمة في إسرائيل وفلسطين: "هذه الأرقام تتماشى مع ما يمكن توقعه في ضوء ما نراه على الأرض من خلال ما يقوله الشهود وصور الأقمار الاصطناعية وغيرها".
اقرأ أيضاً
أمريكا وإسرائيل تشككان في أعداد ضحايا غزة.. وصحة القطاع تنشر أسماء الشهداء
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: صحة غزة الأمم المتحدة حصيلة شهداء غزة جو بايدن وزارة الصحة فی غزة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
من يتحمل تكاليف رفع الركام من غزة.. إعلام عبري يكشف مفاجأة
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر مطلعة، أن "إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة بما سيصل إلى مئات ملايين الدولارات".
وقالت المصادر إن "واشنطن طالبت إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الركام الهائل الناتج عن الحرب في قطاع غزة".
وفي وقت سابق، أفاد برنامج تحليل الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة "أونوسات" أن الحرب حتى الثامن من تموز/ يوليو 2025، أدت إلى تدمير أو إلحاق أضرار في حوالي 193 ألف مبنى من مختلف الأنواع في القطاع الفلسطيني، أي ما يعادل 78 بالمئة من المباني التي كانت موجودة قبل الحرب.
وبحسب الصور التي جُمعت في 22 و23 أيلول/ سبتمبر، قدّرت الوكالة الأممية أن 83 بالمئة من أبنية مدينة غزة وحدها دمّرت أو تضررت.
وقال التقرير الأممي إن كمية الحطام في القطاع الفلسطيني، والتي تبلغ 61,5 مليون طن، توازي حوالي 170 مرة وزن ناطحة السحاب الشهيرة في نيويورك إمباير ستايت، أو 6 آلاف مرة وزن برج إيفل في باريس.
منا يوازي ذلك 169 كيلوغراما من الركام لكل متر مربع من القطاع البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا.
وأشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أن ثلثي الحطام كان نتيجة العمليات العسكرية خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب.
في سياق متصل، أوضحت تقديرات أولية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة نُشرت في آب/ أغسطس تعرّض هذه الأنقاض السكان لمخاطر صحية، حيث قدّر البرنامج أنّ 4.9 مليون طن منها قد تكون ملوثة بمادة الأسبستوس المستخدمة في الأبنية القديمة الواقعة خصوصا قرب مخيّمات اللاجئين مثل جباليا شمال القطاع، والنصيرات والمغازي في وسطه، وخان يونس ورفح جنوبا.
يضاف إلى ذلك أن 2.9 مليون طن من الحطام الناجم عن المواقع الصناعية السابقة قد يكون ملوّثا بمواد كيميائية وغيرها من المنتجات السامة، بحسب البرنامج الأممي.
والشهر الماضي، قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي إن تقريرا جديدا للأمم المتحدة خلص إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة محت 69 عاما من التنمية البشرية، بما دمرته من منظومات الرعاية الصحية والتعليم والبنى التحتية وحتى البنوك.
وذكرت ألبانيزي أن هذا يمثل أسوأ انهيار اقتصادي تم تسجيله على الإطلاق، وأضافت "هذه ليست حربا، إنها إبادة جماعية".
وحذرت الأمم المتحدة من انهيار غير مسبوق للاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن الحرب التي استمرت عامين محت أثر عقود من التنمية، ودفعت غزة إلى مرحلة الدمار الكامل.
وقال التقرير إن الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب في البنية التحتية والأصول الإنتاجية والخدمات الحيوية ألغى عقودا من التقدم الاجتماعي والاقتصادي في قطاع غزة.
وأوضحت التقرير الأممي إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني تراجع إلى مستوى عام 2003، بما يعادل خسارة 22 عاما من التنمية.
وبين أن الأزمة الاقتصادية الناتجة تُعد من بين أسوأ 10 أزمات اقتصادية عالمية منذ عام 1960.
كما حذر من أن حجم الدمار في غزة يعني أن القطاع سيظل "يعتمد اعتمادا تاما على دعم دولي مكثف"، وأن عملية التعافي قد تستغرق عقودا طويلة.
وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية دمّرت على نطاق واسع كل ركيزة من ركائز البقاء من غذاء ومأوى ورعاية صحية، مما دفع غزة نحو "حافة الانهيار الكامل".
وأكدت أن إعادة إعمار غزة ستتطلب أكثر من 70 مليار دولار وقد تمتد لعقود، في ظل تواصل الدمار وغياب البنية الأساسية القادرة على التعافي السريع.