RT Arabic:
2025-12-04@01:39:05 GMT

حل لغز تسونامي "بركاني مدمر" بعد 373 عاما على حدوثه

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

حل لغز تسونامي 'بركاني مدمر' بعد 373 عاما على حدوثه

أدى انفجار بركان كولومبو تحت الماء في بحر إيجه عام 1650 إلى حدوث تسونامي مدمر سجله شهود عيان في ذلك التاريخ.

وقامت مجموعة من الباحثين، بقيادة الدكتور ينس كارستينز، عالم الجيوفيزياء البحرية في مركز جيومار هيلمهولتز لأبحاث المحيطات في كيل، بمسح حفرة كولومبو تحت الماء باستخدام تكنولوجيا التصوير الحديثة وأعادوا بناء الأحداث التاريخية.

إقرأ المزيد بركان كلوتشيفسكوي يقذف "عمودا من الرماد" ارتفاعه سبعة كيلومترات

ووجدوا أن روايات شهود العيان عن الكارثة الطبيعية لا يمكن وصفها إلا من خلال مزيج من الانهيار الأرضي الذي أعقبه انفجار بركاني.

ومن جزيرة سانتوريني اليونانية، كان الثوران مرئيا لعدة أسابيع. وفي أواخر صيف عام 1650، أبلغ الناس أن لون الماء قد تغير وأن الماء كان يغلي.

وعلى بعد نحو سبعة كيلومترات شمال شرق سانتوريني، ارتفع بركان تحت الماء من البحر وبدأ في قذف الصخور المتوهجة.

وشوهدت النيران والبرق، وأظلمت أعمدة الدخان السماء. ثم انحسرت المياه فجأة، لترتفع نحو الساحل بعد لحظات، وتضربه بأمواج يصل ارتفاعها إلى 20 مترا. وسمع دوي انفجار هائل على بعد أكثر من 100 كيلومتر، وسقط حجر الخفاف والرماد على الجزر المحيطة، وأودت سحابة قاتلة من الغازات السامة بحياة أشخاص عدة.

ويقول الدكتور كارستينز: "نحن نعرف هذه التفاصيل عن ثوران كولومبو التاريخي لأن هناك تقارير معاصرة قام بتجميعها ونشرها عالم براكين فرنسي في القرن التاسع عشر".

ولكن لمعرفة كيف حدثت هذه الأحداث المدمرة، ذهب كارستينز وزملاؤه الألمان واليونانيون إلى بحر إيجه اليوناني في عام 2019 لدراسة الحفرة البركانية بتكنولوجيا خاصة.

إقرأ المزيد اتساع ثقب الأوزون قبل الأوان ليبلغ 3 أضعاف حجم البرازيل ويصبح أحد أكبر الثقوب المسجلة على الإطلاق

وعلى متن سفينة الأبحاث POSEIDON التي تم إيقاف تشغيلها الآن، استخدم الفريق طرقا زلزالية ثلاثية الأبعاد لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للحفرة، التي تقع الآن على عمق 18 مترا تحت سطح الماء.

ويشير الدكتور غاريث كراتشلي، المؤلف المشارك في الدراسة: "هذا يسمح لنا بالنظر داخل البركان".

ولم يُظهر التصوير ثلاثي الأبعاد فقط أن قطر الحفرة كان 2.5 كيلومتر وعمقها 500 متر، ما يشير إلى انفجار هائل حقا، بل كشفت الملامح الزلزالية أيضا أن أحد جوانب المخروط قد تشوه بشدة.

ويقول كروتشلي: "لقد انزلق هذا الجزء من البركان بالتأكيد".

ثم قارن الباحثون الآليات المختلفة التي يمكن أن تسبب التسونامي مع روايات شهود العيان التاريخيين. وخلصوا إلى أن مزيجا من الانهيار الأرضي الذي أعقبه انفجار بركاني هو وحده الذي يمكن أن يفسر حدوث التسونامي.

ومن خلال الجمع بين الزلازل ثلاثية الأبعاد والمحاكاة الحاسوبية، تمكن الباحثون من إعادة بناء مدى ارتفاع الموجات إذا كانت ناجمة عن الانفجار وحده.

ويشرح كارستينز: "وفقا لذلك، كان من المتوقع حدوث أمواج يبلغ ارتفاعها ستة أمتار في مكان معين، لكننا نعرف من تقارير شهود العيان أن ارتفاعها كان 20 مترا".

وعلاوة على ذلك، يقال إن البحر قد انحسر أولا عند نقطة ما، ولكن في المحاكاة الحاسوبية، تصل قمة الموجة إلى الساحل أولا. وبالتالي، فإن الانفجار وحده لا يمكن أن يفسر حدث التسونامي.

ومع ذلك، عندما تم تضمين الانهيار الأرضي في عمليات المحاكاة، اتفقت البيانات مع الملاحظات التاريخية.

ويشرح كارستينز، "يتكون كولومبو جزئيا من حجر الخفاف ذي المنحدرات الشديدة جدا. وهي ليست مستقرة. وخلال الثوران، الذي استمر لعدة أسابيع، تم قذف الحمم البركانية بشكل مستمر. وفي الأسفل، في غرفة الصهارة، التي تحتوي على الكثير من الغاز، كان هناك ضغط هائل. وعندما انزلق أحد جوانب البركان، كان التأثير مثل فتح زجاجة من الشمبانيا: فقد سمح التحرير المفاجئ للضغط للغاز الموجود في نظام الصهارة بالتوسع، ما أدى إلى انفجار ضخم". 

نشرت النتائج في مجلة Nature Communications.

المصدر: phys.org

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: براكين تسونامي دراسات علمية كوارث طبيعية معلومات علمية

إقرأ أيضاً:

في حضرة "نيل عُمان"

 

 

 

محمد بن سالم البطاشي

 

هو كنيل مصر العظيم في عراقته وعطائه وخصوبته؛ فمنذ الأزل وهو يشق صدر الجبال ويمتد كأنما كتبَ على الأرض سطورًا من تِبْرٍ، تُصدر بريقًا يخطف الأبصار تحت أشعة الضياء، سحره لا تنقضي عجائبه، ولا تذبل مواسم دهشته، يبهرك كلما رمقته بعين، ويأسر قلبك كلما اقتربت منه، في حضرته يصمت الضجيج، وتعزف الطبيعة أعذب الألحان، تنساب مياهه رقراقة بين الصخور كتراتيل الفجر، وكأنَّها همسة للحياة تنبعث من ضفتي الوادي، تزيل عن وجه الزمن سخام الجدب وأتربة الجفاف، حيث تُعانق الخضرة عذوبة الماء، وتجاور القمم الصلبة الشاهقة رقة الجريان، فتكتمل لوحة من البهاء المترف، تمزج بين الفخامة والسكينة، لا يضاهيها في سحرها مشهد ولا يُجاريها وصف.

وادي ضيقة ليس مجرد مجرى مائي فحسب؛ بل هو مسار ذاكرة، وسفر تاريخ تحدث به الصخور الأجيال المتعاقبة عن عناد الطبيعة وكرمها، وتروي به الأشجار قصتها مع النماء والخصب والعطاء من أرض وهبها الخالق بركة النهر وظلال الخصب.

يا واديًا كان ولا زال نبضًا من نبض عُمان وتاريخًا يروي قصصَ القوافل العابرة بين ضفتيك ودليلًا على أن الحياة يمكن أن تتدفق من أعماق الصخور الصلدة، مثلما تنبثق الإرادة الصادقة من قلوب الرجال، ومما زاد المنظر بذخًا وجلالًا ذلك السد العظيم الذي يقف شامخًا يُكلِّله الوقار ويملأ المكان هيبة ومهابة كدرع زرع في خاصرة الجبال؛ ليحفظ سر الحياة ويبرز عبقرية الإنسان. وفي بحيرته المترامية تُنسج أحلام لم ترو بعد ويعزف الجمال سيمفونية رائعة الألحان والبهاء تعزز الشعور بالعظمة والسكينة؛ حيث يلتقي الماء برفيف النسيم ويغفو الضوء على صفحة البحيرة كطفل في حضن أمه، هنا تتجلى قيمة العطاء الإلهي وتتعانق مع اليد العُمانية التي جعلها المولى تطوع الطبيعة بكل حكمة ورفق.

هنا في وادي ضيقة بُني أعظم السدود في سلطنة عُمان والمنطقة بأسرها؛ حيث يختزن وراءه ما مقداره 100 مليون متر مكعب من المياه التي تعكس ضوء الشمس فيُصدر الماء بريقًا كالألماس، هذه الكميات الهائلة من المياه العذبة تستطيع أن تُحوِّل الصحارى إلى واحات خضراء زاخرة بالعطاء، وتُعزِّز قيمة السد وتمنحه بعدًا تنمويًا آخر؛ حيث الماء سِرّ الحياة وعمودها الفقري، وإن يممت وجهك شطر الاتجاه الشرقي من البحيرة؛ فهناك تتراءى لوحة أبدعها الخالق تمتد على مد البصر؛ حيث النخيل الباسقات تطاول عنان السماء، في جنتين تتعانق فيهما الظلال، وتتوشح الأرض برداء الخضرة، وبينهما نهر جارٍ، ينساب متلألئًا كأنه سطر نور يُتلى على صفحة الزمن، يعكس زرقة السماء ووشوشات النخيل، ويغني بصوت خافت لحن الحياة السرمدي، لوحة هي الجمال حين يتجسد لحنا، ويرتل دهشة في أعين الناظرين، هناك وبين تلك الأشجار يصبح النسيم نديا كدعاء الفجر، والعطر المنبعث من الرطب الجني كأنه تسامي الروح في لحظة خشوع وطمأنينة، هما جنتان ليستا من خيال شاعر، بل من صنع البديع الخالق، فهما تجسيد حي للفردوس على ثرى الأرض.

ينقلنا المشهد المهيب إلى الأعلى؛ حيث الجبل الأبيض يرنو إلى البحيرة من شرفته العلية، ويبصرها وهي تختال متمايلة زهوًا بجمالها وعظمتها مع رفيف النسيم في نشوة غامرة، هناك حيث السهل المنبسط المتعطش لكل قطرة ماء يمكن أن تصل إليه ليكتسي حلته السندسية التي اعتاد أن يتدثر بها عند هطول الغيث على تلك الروابي الخصبة.

الجبل الأبيض يماثل الجبل الأخضر في خصوبته واعتدال مناخه صيفًا، ولكنه لم ينل ما يستحقه من الشهرة والانتشار، وفيه تنبت العديد من الأشجار والنباتات التي تأقلمت مع مناخه وشح مياهه، ومن أمثلة ذلك أشجار العتم والطلح والقصم والطيو والبوت وأشجار الحنقلان ونباتات السعتر والسفسف المشهوران بجودتهما الفائقة وكذلك التين البري، كما يتمتع الجبل بثروة حيوانية لا بأس بها، وهناك خامات معدنية يزخر بها هذا الجبل مثل خامات اللتيرايت والحجر الجيري وقد تسفر الاستكشافات التفصيلية المستقبلية عن خامات أخرى. وقد كانت ندرة المياه تمثل عائقاً أمام استغلال مسطحات الجبل المترامية واستغلال خصوبة تلك الأراضي وإتاحة الفرصة لها لتفيض بخيراتها العميمة، واليوم وحيث السعي الحثيث إلى تعظيم القيمة المضافة للموارد الطبيعية المحلية، ومع توفر الماء في بحيرة السد فإن الجبل ينتظر توصيل تلك المياه إلى سطحه الشاسع، فهو كالجوهرة المدفونة ينتظر من ينتشلها ويمسح الغبار عنها لتشع خصبًا وبركة ونماء، وقد يجادل مجادل بأّن ارتفاع الجبل الشاهق يتطلب طاقة كبيرة لرفع الماء إلى سطحه، وهذا صحيحُ من ناحية المبدأ، ولكن التقدم العلمي لا يزال يتحفنا كل حين بالحلول الناجعة لكل معضلة، ومن الحلول التي يمكن عرضها هنا هي استغلال طاقتي الرياح والشمس لتوليد طاقة الرفع واستغلال الفارق بين منسوبي ارتفاع الجبل وسطح البحيرة لتوليد طاقة أخرى عن طريق استرجاع كمية من هذه المياه إلى البحيرة تمر عبر توربينات توليد الطاقة، وبذلك تستكمل الدورة، مياه ترفع وتروي سهلًا خصبًا يمكن أن يزرع بمحاصيل عالية القيمة الاقتصادية وطاقة مستدامة ورخيصة، مستحدثة بذلك وظائف ومصادر رزق للمستثمرين والسكان المحليين، ويمكن للجبل أن يمثل فرصة سياحية عظيمة.

الجبل يقع في منتصف الطريق الرابط بين محافظتي مسقط وجنوب الشرقية، تحيط به معالم سياحية بارزة مثل كهف مجلس الجن وهوية نجم، ووادي شاب ووادي طيوي ووادي ميبام وقرية عمق، ومياه البحر الفيروزية التي تغسل أقدام الشاطئ الفضي الممتد من ولاية قريات إلى الخلوف والدقم وما بعدهما، وسبل الوصول إلى الجبل متاحة من ولايتي قريات ودماء والطائيين، وهو بجوه المعتدل صيفًا والبارد شتاءً يمثل فرصة للزيارة والاستمتاع تماثل تلك التي توفرها أشهر جبال عُمان؛ وبذلك يمكن للمشاريع السياحية أن تنطلق مع توفر المياه والكهرباء التي وصلت إلى الجبل منذ وقت طويل.

هذه المشاريع التنموية أو بعضها يبدو أنها تناقش حاليًا في أروقة الجهات المختصة، إضافة إلى مشروع توصيل مياه السد إلى الشبكة العامة للمياه، والمشروع الآخر الخاص بتوصيل مياه الري للقرى الواقعة أسفل مجرى الوادي، والتي دفعت الضريبة الأكبر جراء إنشاء السد، إضافة إلى مشروع تطوير منطقة السد لتكون نطاق جذب سياحي على مستوى عالمي، واستغلال المسطح المائي لتوليد الطاقة والسياحة المائية والألعاب الترفيهية، واستغلال القمم العالية المشرفة على البحيرة وتحويلها إلى منتجعات سياحية بإطلالات بانورامية مذهلة على البحيرة ومفيض السد والمنظر البديع من النخيل السامقات التي تجلل قرى بلدة المزارع كالجزير والسيح والغبيرة وباقي القرى، وتمنح الناظر لوحة أبدعها الرحمن قل نظيرها، إضافة إلى تطوير الطريق المؤدي إلى السد ليكون أكثر سهولة وسلامة للسالكين، هذه وغيرها من المشاريع والأفكار ستوفر فرصًا عديدة للتوظيف ودخلًا سياحيًا وافرًا يصاحبه ازدهار للولاية التي تُعد المتنفس الأرحب والأقرب لمحافظة مسقط.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تبسة.. انفجار قارورة غاز داخل محل بحي سكانسكا
  • الأردن نموذج ريادي في طب الأسنان الرقمي
  • بعد اسابيع من التحشيد..انفجار الأوضاع عسكريا في حضرموت
  • وفاة 465 شخصًا بإعصار مدمر في سريلانكا
  • تعد أسوأ كارثة منذ تسونامي 2004.. ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية بسريلانكا إلى 410 قتلى
  • «التخصصي» ينقذ طرف مريض بالجراحة «ثلاثية الأبعاد»
  • في حضرة "نيل عُمان"
  • «التخصصي» ينجح في إنقاذ طرف مريض بجراحة دقيقة اعتمدت على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
  • حزب المصريين: افتتاح الرئيس السيسي لمعرض إيديكس 2025 رسالة قوية مُتعددة الأبعاد
  • انفجار في مبنى سكني في جمهورية داغستان الروسية