تحذير إسرائيلي: يجب أن ندرك حقيقة انهيار الإجماع الأمريكي حول دعمنا
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
في الوقت الذي تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تراجعاً في أوساط الرأي العام، تخشى المحافل السياسية والدبلوماسية في تل أبيب مما يعتبرها انهيار الإجماع الحزبي في الولايات المتحدة حولها، الأمر الذي يزيد من الدعوات المطالبة بأن تُكيّف سياستها مع الواقع الجديد، وتُخرج نفسها مما تراها مأزقاً، قبل فوات الأوان.
وذكر عوفر يسرائيلي، الاستراتيجي والخبير في سياسة الأمن الدولي بكلية عسقلان الأكاديمية، أنه "لأكثر من 50 عامًا، شكّل الدعم الأمريكي لإسرائيل ركيزةً أساسيةً في السياسة الخارجية لواشنطن، عابرًا للتيارات والأحزاب السياسية، لكنه ذلك العصر ولّى الآن، حيث حوّلت السياسة الإسرائيلية الحالية من شريك استراتيجي إلى نقطة تصدّع في النقاش الأمريكي الداخلي، وهو اتجاهٌ ازداد حدةً بعد الحرب العدوانية الأخيرة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "تل أبيب تواجه واقعا جديدا يتمثل في نظام سياسي منقسم في الولايات المتحدة، حيث تفكك الإجماع القديم عليها إلى تنافس أيديولوجي، وهذا الوضع ليس نظريًا، فبينما لا تزال المساعدات الأمنية الأساسية لها يتم إقرارها، فإن المناقشات الحادة في الكونغرس، بما في ذلك التصويت الحزبي على حزم المساعدات الأخيرة، تعكس انقسامًا غير مسبوق".
وأشار إلى أنه "بالنسبة لإسرائيل، فإن الرسالة واضحة وتتمثل بأن عليها التخلي عن الحنين إلى أيام التوافق الأمريكي الداخلي، وتبنّي نهج دبلوماسي جديد وديناميكي، وينبع هذا التفكك من عمليتين في الساحة الأمريكية، أولاهما أن الأوساط التقدمية تتشهد تحولاً قيمياً، حيث لم تعد إسرائيل تُعتبر دولة ليبرالية تتعرض للهجوم، بل طرفاً يتمتع بامتيازات في آليات القمع الغربية".
وأوضح يسرائيلي أن "تراجع دعم إسرائيل بين الليبراليين المعتدلين، أظهره استطلاع أمريكي كشف أن حوالي ثلثي الأمريكيين الليبراليين يعتقدون أن على واشنطن البقاء على الحياد، وعدم الانحياز لأي طرف في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأكد أن "التحول الأمريكي الثاني الذي يؤثر على تراجع الدعم لإسرائيل أنه لا يزال قوياً بين صفوف اليمين المحافظ، لكنه يزداد قبليةً وشخصية، وبالتالي فإن اعتمادها المفرط على التعاطف الحزبي الضيق يُعدّ مخاطرة، لأنه يربط العلاقات مع الولايات المتحدة بفصيل سياسي واحد، وإذا تحولت الاتجاهات الشعبوية إلى الانعزالية في المستقبل، فقد يتزعزع أساس الدعم الذي تمتع به إسرائيل لعقود، صحيح أن الدعم الحزبي قد يكون مفيداً على المدى القصير، لكنه لا يغني عن الاستقرار الذي وفره التوافق الحزبي في الماضي".
وأكد يسرائيلي أن "إسرائيل لن تتمكن من القضاء على الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة، لكن عليها تكييف سياساتها مع الواقع الجديد، من خلال تقليل اعتمادها على التحالفات قصيرة الأمد مع العناصر الشعبوية، وإعادة بناء قنوات مؤسسية مع عناصر براغماتية في قلب السياسة الأمريكية، لأنه لم يعد بإمكانها التمسك بسردية أمنية-عسكرية تُنفّر الجمهور الليبرالي الجديد، بل عليها إبراز القيم الليبرالية المشتركة التعددية والحقوق المدنية والابتكار، وتصوير نفسها كدولة متنوعة توازن بين الأمن والحريات".
وأوضح الكاتب أن "إسرائيل مطالبة بتجنّب الظهور كطرف في النزاع الداخلي في الولايات المتحدة، لأن التماهي العلني مع معسكر سياسي بعينه هو خطوة قصيرة النظر تُهدد شرعيتها، وإذا أصبحت المساعدات والدعم لها قضايا حزبية، فإنها ستعتمد بشكل أقل على المصالح المشتركة، وأكثر على الولاء الحزبي، ويجب عليها الحفاظ على حوار مع جميع أطياف الطيف السياسي، خاصة الليبراليين المعتدلين، للحفاظ على مكانتها كشريك استراتيجي للولايات المتحدة".
تقطع هذه السطور الشك باليقين حول انهيار الإجماع الأمريكي الحزبي بشأن دعم إسرائيل، وعدم استعادته في أي وقت قريب، وهو التحدي الذي تواجهه حالياً، بسبب سياساتها العدوانية التي باتت تمثل حجر الزاوية في النقاش الأمريكي الحالي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة الدعم الأمريكي الولايات المتحدة نتنياهو الاحتلال الدعم الأمريكي ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
المقاومة في غزة تسلم جثة أسير إسرائيلي عثرت عليها في بيت لاهيا (شاهد)
سلم عناصر من كتائب القسام، وسرايا القدس، الأربعاء، جثة جندي إسرائيلي قتل في غزة بعد أن جرى أسره في هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت مصادر مطلعة لـ"عربي21" إن جثة الأسير الإسرائيلي جرى تسليمها لمنظمة الصليب الأحمر الدولي في بيت لاهيا شمال القطاع، على أن يتم تسليمها إلى جيش الاحتلال الذي يجري عادة فحوصات للتاكد من هوية الجثة.
وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنهما تعتزمان تسليم جثة أسير إسرائيلي، بعد العثور عليها شمال قطاع غزة.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وقالت كتائب القسام في تدوينة عبر منصة "تيلغرام": "في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، ستقوم سرايا القدس وكتائب الشهيد عز الدين القسام بتسليم جثة أحد أسرى الاحتلال التي تم العثور عليها اليوم، شمال قطاع غزة، عند الساعة 5 مساء بتوقيت غزة".
فيما قالت سرايا القدس، في بيان، إن مقاتليها "عثروا على جثة أحد أسرى العدو خلال عمليات البحث والحفر صباح اليوم شمال قطاع غزة"، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار "صفقة طوفان الأقصى" الخاصة بتبادل الأسرى.
وتجري الفصائل الفلسطينية عملية تبادل أسرى مع دولة الاحتلال ضمن مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد حرب إبادة إسرائيلية استمرت عامين.
ويرهن الاحتلال بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية بتسلمه ما يقول إنهما جثماني أسيرين لا يزالان بغزة، بعد أن سلمت الفصائل الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء وجثامين 26 أسيرا.
ويتعنت الاحتلال في هذا المطلب بينما يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم جيشها، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض المنازل التي دمرتها خلال حرب الإبادة، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما يقبع بسجون الاحتلال أكثر من 9 آلاف و300 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العشرات منهم، حسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
والأحد، قال عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، في مقابلة متلفزة، إن "مسألة الجثامين ذريعة يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لعدم تنفيذ التزاماته، وبالأرقام لم يتبق لدى المقاومة سوى جثتين".
وبدعم أمريكي شنت دولة الاحتلال منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حرب إبادة بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
وكان يُفترض أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار الحرب، لكن الاحتلال يخرقه يوميا، ما قتل وأصاب مئات الفلسطينيين، إضافة إلى منع الاحتلال إدخال قدر كاف من الغذاء والدواء إلى غزة.