في 30 نوفمبر من كل عام، يتجدد في الذاكرة اليمنية ذلك اليوم الخالد الذي طُرد فيه آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن، معلنًا نهاية أكثر من 129 عامًا من الاحتلال. لكنه لم يكن مجرد يوم رحيل مستعمر، بل لحظة ميلاد لإرادة وطنية حرّة، وشهادة بأن اليمني لا يقبل بالاستعباد مهما طال أمده.

لقد كان نوفمبر 1967 ثمرة نضال طويل خاضته قوى وطنية ومجتمعية وقبلية متكاملة، آمنت بأن الكرامة لا تُوهب، والسيادة لا تُمنح.

وما أشبه الأمس باليوم؛ فالمحتل البريطاني وإن رحل بسفينته، فإن وجوه الاحتلال تغيّرت، ووسائل الوصاية تجددت، من محتل مباشر إلى أدوات تعمل من الداخل والخارج لإجهاض روح الاستقلال.

اليوم، وبعد عقود من الاستقلال الشكلي، يعيد اليمنيون كتابة تاريخهم بحروف الوعي والدم، في مواجهة عدوان متعدد الأذرع، تتقدمه أمريكا والسعودية وكيان العدو، بأدوات إعلامية وسياسية وعسكرية. لكن هذه الذكرى تؤكد أن إرث نوفمبر لم يكن حدثًا منسيًا، بل مدرسة مقاومة لا تنطفئ جذوتها.

وهكذا تظلّ روح 30 نوفمبر حاضرة في وجدان اليمنيين، لا كمجرد احتفالية وطنية تُرفع فيها الشعارات، بل كمنارة تُضيء درب التحرر الممتد، من طرد المستعمر بالأمس إلى كسر الحصار وردع الوصاية اليوم.

إن قراءة نوفمبر بمنطق الواقع لا الماضي، تجعلنا نُدرك أن الاستقلال لم يكن لحظة تنتهي، بل معركة مستمرة مع كل من يريد انتزاع القرار الوطني أو تطويع هذا الشعب لصالح مشاريع خارجية.

فاليمن، الذي أسقط الجيوش الغازية بالأمس، وأسقط اتفاقيات الوصاية والمخططات الطائفية والتقسيمية لاحقًا، لا يمكن أن يُكسر وهو اليوم يواجه عدوانًا دوليًا واسعًا، بسلاح الوعي والموقف والدم. لقد أثبتت الأحداث أن من لم يُركع في القرن الماضي، لن يُركع في هذا القرن، مهما تعددت أدوات الحرب عليه.

وإذا كان أحرار نوفمبر قد واجهوا المحتل بصدور عارية وإيمان راسخ، فإن أحرار اليوم يواجهون بحكمة القيادة، وتماسك الجبهة الداخلية، وتضحيات الشهداء، وصمود الجبهات، وبصيرة لا تفرّط بثوابت الاستقلال والحرية.

سيظل 30 نوفمبر موعدًا لتجديد القسم: بأن لا مكان في هذا الوطن لأي شكل من أشكال الاحتلال أو التدخل، وأن اليمنيين وحدهم من يقررون مصيرهم، كما قرره أجدادهم ذات فجرٍ من فجر الحرية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حمدان بن زايد: نحتفل اليوم بوطنٍ يجمعنا جميعاً وبوحدةٍ وطنيةٍ متينة

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، بمناسبه عيد الاتحاد الـ 54، أن مسيرةَ الإمارات حافلة بالإنجازات والنجاحات التي ارتقت بدولة الإمارات إلى مصاف العالمية، وجعلتها نموذجاً يُحتذى به في التلاحم الوطني والابتكار والتنمية المستدامة.

وقال سموّه، عبر حسابه على منصة «إكس»: «في عيد الاتحاد، نحتفل اليوم بوطنٍ يجمعنا جميعاً، وبوحدةٍ وطنيةٍ متينة تشكّل أساس قوتنا وازدهار شعبنا. مسيرةُ الإمارات حافلة بالإنجازات والنجاحات التي ارتقت بدولة الإمارات إلى مصاف العالمية، وجعلتها نموذجاً يُحتذى به في التلاحم الوطني والابتكار والتنمية المستدامة. وفي هذا اليوم، نجدّد العزم على مواصلة مسيرة الاتحاد، وصون مكتسبات وطننا، والعمل معاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لأجيالنا القادمة».

أخبار ذات صلة النائب العام للاتحاد: عيد الاتحاد يوم الوفاء للآباء المؤسسين والاعتزاز بقيادتنا الحكيمة مدير عام شرطة أبوظبي: عيد الاتحاد الـ54 محطة لتعزيز الولاء وتجديد العهد للوطن وقيادته الرشيدة

في عيد الاتحاد، نحتفل اليوم بوطنٍ يجمعنا جميعًا، وبوحدةٍ وطنيةٍ متينة تشكّل أساس قوتنا وازدهار شعبنا. مسيرةُ الإمارات حافلة بالإنجازات والنجاحات التي ارتقت بدولة الإمارات إلى مصاف العالمية، وجعلتها نموذجاً يُحتذى به في التلاحم الوطني والابتكار والتنمية المستدامة. وفي هذا اليوم،…

— حمدان بن زايد (@HamdanBinZayed) December 2, 2025

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • زينة توكل: اليوم العالمي لذوي الإعاقة يذكّرنا بأن الشمول حق ومسئولية وطنية لا شعارًا عابرًا
  • هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: 2144 اعتداءً “إسرائيليًا” في الضفة خلال نوفمبر الماضي
  • الذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال.. دروس عن الخيانة والنضال
  • ندوة فكرية في جامعة صنعاء تستحضر ذاكرة الجرائم البريطانية في جنوب الوطن
  • حمدان بن زايد: نحتفل اليوم بوطنٍ يجمعنا جميعاً وبوحدةٍ وطنيةٍ متينة
  • اليمن.. 58 عامًا على الاستقلال: ذاكرة نضال تتجدّد
  • حميد الأحمر يحذّر من غياب القيادة الموحدة ويؤكد: استمرار مليشيا الحوثي نتيجة تفرق خصومها
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بذكرى الاستقلال المجيد
  • المقاومة بكل أشكالها.. فكرة لا تموت وحق مشروع للشعوب