مبادرة «ابدأ» أعادت الروح لـ4500 مصنع.. كل مشكلة ولها حل
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
دور كبير يبذله العاملون في مبادرة«ابدأ»، من أجل النهوض بالصناعة المصرية، وهو ما كان له أثر كبير في تشجيع المصنعين بعد حل كل المشاكل التي كانت تواجههم، ويرى الباحث الاقتصادي محمد شادي، أن المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ»، تعمل في عدة اتجاهات، منها تسديد الواردات من المنتجات الوسيطة، إذ يوجد عدد كبير للغاية من الواردات يحتاج إليها المصنعون الكبار، كذلك المدخلات الصناعية التي يحتاجها المصنعون وتأتي من خارج مصر.
تقوم المباردة ببناء مصانع بالشراكة مع المصنعين لتعويض بدل الواردات، وهو ما يفيد الصناعة بشكل كبير، وفقا لـ«شادي»، الذي يرى أنه بدلا من الدفع بالدولار والشحن والتأمين والنقل، يأخذ منتج مصنّع في الداخل المصري، لتوفير هذه النفقات بالإضافة إلى توفير عملية التخزين.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى دور مهم لمبادرة «ابدأ»، وهو تشجيع المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر في إنتاج منتجات تحل محل الواردات، واستشهد بعدد كبير من المنتجات الغذائية مثل الطماطم المجففة والمربى والشيكولاتة، فمن خلال دعم المصانع التي تنتج هذه السلع الغذائية، يمكن توفير الواردات والاكتفاء بالمنتج المحلي.
دور آخر يراه«شادي» مهما، وهو تجميع المصنعين الكبار من أجل صناعة منتجات كانوا يستخدمونها ومنها «الكمبروسر» الذي قامت مبادرة ابدأ في إدخاله للسوق المصري، واستفادت منه كافة الشركات المصرية الكبيرة، إذ يستخدم في التكييفات والثلاجات، وقال: «مصر كانت تستورد ملايين من الكمبروسرات في العام، ومع ذلك لا يوجد مصنع يقدر يصنعه، لأننا نحتاج إلى 2 مليون كومبروسر عشان نغطي السوق، فمباردة ابدأ أنشأت مصنع في مصر ينتج 5 مليون، يوفر للسوق 2 مليون والـ3 مليون الباقية يتم تصديرها إلى الخارج».
وأشار«شادي»، إلى أن ابدأ تحاول حل مشاكل المصانع المتعثرة، سواء بسبب بعض الأوراق أو الضرائب المتأخرة أو التي تعاني من فواتير المياة والكهرباء، أو المصانع التي يوجد لديها مشاكل مع الأمن الصناعي، وبالتالي تحفز إنشاء المصانع الجديدة.
تأثير ابدأ على الصناعةوبالعودة للإحصائيات يؤكد «شادي» أنه تم حل عدد كبير من مشاكل المصانع المتعثرة يقدر عددها بأكثر من 4500 مصنع، منها من 700 إلى 800 مصنع كانت متوقفة عن العمل، وهذه المصانع كانت تقوم بتشغيل أكثر من 100 ألف موظف بشكل مباشر، موضحًا أن تأثير مبادرة ابدأ على المصانع الكبيرة مثل الكومبروسرات أو الطرمبات، يظهر على المدى المتوسط، أما المصانع التي لديها مشاكل في التراخيص فيظهر التأثير على المدى الطويل، بسبب ارتفاع تكاليف التراخيص وطول مدة استخراجها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مبادرة ابدأ الصناعة المصرية مبادرة
إقرأ أيضاً:
مصابو الثورة : ست سنوات من عذابات الروح والجسد
لا أحد مهما بلغت حساسيته الإنسانية يشعر بحقيقة ما يعانيه المصاب , إذ هذا يدخل في صميم تركيب الإنسان ، لهذا ليس هناك من هو أصدق في محاولة التعبير عن الوجع ممن يتوجّع فعليا ، الجمرة بتحرق الواطيها ؛ مقولة حصيفة وحكيمة تلخّص واقع الحال .
تقرير : خالد فضل
هذه الكتابة لن تنوب عن أصحابها بقدر ما تتدخل فقط لزوم القالب الصحفي ، إنّها على ألسنتهم، تعرض بعض ما يواجهون وهم في الهند حيث بعث بهم لتلقي العلاج ، فإلى ما قالوه :
بلال عمر عبدالرحمن مرجان :
يبلغ من العمر 32سنة ، أصيب في يوم 27رمضان2019م في ساحات الإعتصام أمام بوابات القيادة العامة ثلاث طلقات ، وإصابة رابعة في الوجه نتيجة سقوطه على الأرض . أجريت له ثلاث عمليات حتى الآن فيما لم تجر العملية الرابعة . ترافقه والدته , لكنه يشكو من وضع صحي سيئ للغاية ،إذ ما تزال إحدى الطلقات تسكن جسده .
يقول بلال إنّ قرار إرسالهم للهند تمّ من جانب اللجنة الفنية التي شكّلتها السلطة المدنية الإنتقالية برئاسة د. عبدالله حمدوك، وبتمويل حكومي، لكن اللجنة لم تباشر عملها بوساطة السفارة السودانية إنما عن طريق شخص (منسق) لجأت لإبرام إتفاقات مباشرة مع المستشفيات عن طريق مكاتب تجارية تمارس مهام الوساطة في العلاج .ويمضي للتوضيح بأنّهم حينما يلجأون إلى السفارة يتم إخبارهم بأنّ السفارة ليس لديها أي دور سوى دور (الخزينة) فقط لأن كل المهام موكلة للجنة الفنية والمنسق . يواصل بلال أنّه ما يزال يعاني من آلام حادة، ومؤخرا ظهر له ورم يحتاج إلى تدخل عاجل بيد أنّه لا يملك قيمة شراء مسكنات الألم التي يستخدمها باستمرار . يوضح أنّه ومنذ تسعة اشهر لا توجد أي جهة تنفق عليهم .
محمد يونس آدم _27سنة :أصبت بطلق ناري في إبط اليد اليسرى ، بتاريخ 17يناير 2022م في موقف شروني جوار معمل ستاك وسط الخرطوم . اشتملت خطة علاجه على مرحلتين الأولى نقل للأعصاب، والثانية عملية نقل للعضلات الضامرة، كما تمت عملية توصيل الاعصاب الرئيسية الثلاثة في 28فبرائر 2023م .
عهد السماني _27سنة :أصيب يوم 27رمضان 2019م ، قبل يومين من مجزرة فض الإعتصام في تقاطع شارع النيل مع شارع المحكمة الدستورية في الخرطوم . كانت إصابته برايش ذخيرة مدافع دوشكا، مما أدى لقطع جزئي في الأعصاب في منطقة منتصف الظهر مما يسبب له آلاما مبرحة من منتصف الظهر إلى أصابع القدمين مصحوبا بكهرباء في كلتا القدمين أحيانا، كما أدى الطلق الناري إلى حرق المستقبلات العصبية للأعصاب التي لم تقطع وإزاحة ثلاث فقرات قطنية من مواضعها . يعاني من شلل نصفي وآلام مستمرة في العصب لا يخف إلا باستخدام مسكنات كيميائية عالية الجرعة . العلاج متوقف منذ يونيو2023م .
محمد خالد آدم _طلق ناري أدي لتهتك عظمة الفخذ الأيسر ، كان ذلك بتاريخ 12نوفمبر 2021م بشارع الأربعين في أم درمان . مطلوب الآن إجراء التقييم النهائي لحالته، وعملية لإستخراج جهاز طبي من داخل الرجل المصابة .
محمد غاندي حسن _25 سنة :إصابة في العين اليمنى إثر انفجار عبوة غاز مسيل للدموع فيها مما خلّف رصاص سكسك ، بتاريخ 25أكتوبر2021م في شارع الأربعين بمدينة أم درمان . . تم استخراج الرصاص قبل إندلاع الحرب، وبالنتيجة فقدان النظر في العين .
تتعدد الإصابات والمأساة واحدة :
أجمع خمسة المصابين على هموم مشتركة، تظلل يومهم بالمعاناة، وتبيت تسهدهم الليالي الطوال، تشرق تكللهم مع بزوغ كل شمس يوم جديد، فشهر طويل وأعوام كبيسة . يقول بلال ، كنت أخرج للمواكب بمفردي ،أحلم بوطن جديد وشعب سعيد .. اليوم ترافقني أمي في ديار غريبة بعيدة قاسية ، نعاني الإهمال التام والتجاهل القاتل، توقف العلاج منذ تسعة اشهر على الأقل بعد أنْ ساءت الأوضاع بإندلاع الحرب في أبريل 2023م . لم أعد أتحمل عذابات والدتي ، جاءت ترافقني في رحلة الإستشفاء ولم يخطر ببالنا أنْ تتحول إلى كابوس، نقضي أياما في الحدائق العامة إذ تنتهي فترة إيجار السكن ولا معين سوى بعض مساعدات متقطعة من سودانيين خيرين، ومعالجات ظرفية من السفارة لا تدوم دوام الآلام . عنّان شقيق ومرافق المصاب عهد، يضيف، لقد استنفدنا كل الموارد المتاحة لأهلنا،قطعنا من جلودهم حتى لم يبق فيها مزعة نسلبها ، لم يبخلوا علينا فوق طاقاتهم . وما تزال رحلة البحث عن العلاج مستمرة .
يحتاج المصابون إلى مواصلة العلاج الذي انقطع . إكمال بقية العمليات لبعضهم، توفير ظروف معيشة ملائمة لهم ولأفراد أسرهم المرافقين، مثل السكن ، الترحيل ، الإعاشة ، الطوارئ . وهم يتطلعون إلى قلوب رحيمة وأياد حانية تأخذ حالتهم بعين الإنسانية، ليواصلوا مشوار العلاج في بلدان تقدّر قيمة الإنسان . يتوجهون بالنداء إلى المنظمات الإنسانية عبر العالم . مطلبهم بسيط .. لم ينقطع منهم الرجاء في سماع صوتهم بعد أنْ صمّ أذنيه عن سماع أنّاتهم من أوكل إليه أمرهم في تلك اللجنة الحكومية، انقطع التواصل لشهور، وهم يواجهون ظروف المرض وسوء الحال، والإهمال ، بل إنتهاء أمد إقامتهم في بلد لا توجد فيه فرص للعمل ويمنع من يحاول أو يقدر منهم بموجب القانون . مع ذلك لم ينسوا رفاق لهم ،قضوا نحبهم اثناء هذه الحرب اللعينة داخل السودان، يقول بلال : رغم محنتنا نشعر بالاسى لحال رفاق قضوا بالإهمال وانقطاع العلاج والتواصل منهم اثنان في النيل الأبيض وثالث في أم درمان مات بسبب الجوع .
تلك شذرات من قصة تثقل القلب حقا، شباب في مقتبل العمر، توقهم لحياة أفضل لهم ولشعبهم و وطنهم كلّفهم بقية العمر .. ما يزالون يمتلكون قلوبا تنبض بحب الحياة وأفئدة تهفو ليوم باكر النضير .. من جب المعاناة يشرئبون لغد أفضل .. فهل من مغيث .