الثورة نت:
2025-05-19@22:55:47 GMT

السعودية الغائب الأكبر في أعنف عدوان همجي على غزة

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

السعودية الغائب الأكبر في أعنف عدوان همجي على غزة

 

كشف حملة تحريض سعودية هي الأخطر على المقاومة الفلسطينية

الثورة / هاشم الأهنومي

وسط حضور عالمي وعربي كبير شهد حرب الإبادة والعدوان الصهيو امريكي على قطاع غزة المستمرة للأسبوع الرابع على التولي، ظهرت السعودية الغائب الأكبر بشكل غير مسبوق لأي شكل من أشكال الدعم .
وأبرز مراقبون أن السلطات السعودية لم تتخذ أي مواقف حقيقية يمكنها التأثير لوقف الحرب رغم أنها تملك أدوات كثيرة للضغط والتأثير، ولا المجتمع خرج للشوارع تضامنا وتعبيرا عن الغضب كما فعلت غالبية دول الخليج
بموازاة ذلك منع الديوان الملكي الخطباء من الحديث علانية عن جرائم الحرب الحاصلة بحق الفلسطينيين ولم يتم السماح بفتح حملات الإغاثة الحكومية التي أصبحت المنصة الوحيدة التي يمكن للناس التبرع من خلالها للعمل الإنساني
وفي العالم العربي، حيث يسود الاستبداد والقمع للأسف، وتُقهر الإرادة الشعبية، كانت المواقف العربية الرسمية عاراً لا يماثله عار وصفحة مخجلة في التاريخ العربي.


ومن الصعب حقيقة تخيل كيف يمكن للأجيال القادمة أن تصدق، أن من يسمون أنفسهم زعماء وقادة عرب اتخذوا مواقف مثل هذه في هذه الأيام، وأنهم خذلوا أشقاءهم، في أقل الأحوال إذا لم يكونوا شركاء في دمائهم.
فهذه الأنظمة التي تحرك جيوشها لقمع شعوبها حين تطالب بحقوقها، لم تكتف هذه المرة بالصمت على ما يجري على بعد مسافات بسيطة من قواعدها، لا بل تحركت عند الحدود، لتحميها من احتجاجات شعبية عندها.
وفي السعودية الكل يتساءل ويستغرب غياباً ملحوظاً وغير مسبوق لأي شكل من أشكال الدعم، غياب أو تغييب، يطول الشرح والتفصيل.
فلا السلطة اتخذت مواقف حقيقية يمكنها التأثير وهي تملك أدوات كثيرة للضغط والتأثير، ولا المجتمع خرج للشوارع تضامنا وتعبيرا عن الغضب كما فعل البحرينيون والقطريون والكويتيون والعمانيون.
ولا الخطباء تحدثوا، ولا حتى فُتحت حملات الإغاثة الحكومية التي أصبحت المنصة الوحيدة التي يمكن للناس التبرع من خلالها للعمل الإنساني، بالرغم من أن حملات مساعدات واسعة بدأت في الجوار الخليجي.
وفي السعودية نفسها، التي يتفاخر ذبابها بعظمتها المزعومة، تم استدعاء أصحاب حسابات رياضية تحدثوا عما يجري في غزة وجميعهم غردوا بعبارة موحدة، “اعتذر على ما بدر مني من نشر تغريدات لها علاقة بالأمور السياسية في رياضتنا الحبيبة”.
وذلك في مشهد عبثي يدل إلى أيّ درجة وصل القمع، ومن يعبر عن تعاطفه، يكتب بحذر وخجل شديد، وأي خروج عن النص يقابل بالقمع والإذلال.
وبذلك، كان البلد الذي يحتضن أهم المقدسات الإسلامية، هو البلد العربي الأقل تضامنا ودعماً وحضوراً في هذه الأحداث، رغم مواقفه السابقة على الأقل العلنية والمجال المحدود الذي كان متاحاً لشعبه للتعبير والتضامن، والذي أغلق تماماً مع وصول النظام الحالي للسلطات وحتى حملات التبرع والإغاثة، والتي لم تتح حتى هذه اللحظة.
فالمجال العام في السعودية مغلق، والسلطات لم تستخدم حتى الحد الأدنى من الإمكانيات والأدوات الكثيرة التي يمكنها لو أرادت وكانت جادة أن تستخدمها للضغط والتأثير لوقف مخطط الإبادة الجماعية والتهجير في غزة.
لكن الثابت أن ولي العهد محمد بن سلمان اختار تقزيم السعودية إلى صورة غير مسبوقة، فمن بداية الأحداث هناك غياب شبه تام للسعودية وحتى في محادثات التهدئة كان حضور مصر وقطر هو الأبرز.
تحريضات سعودية تدعم الكيان الصهيوني
كشفت أوساط المعارضة السعودية عن حملة تحريض سعودية هي الأخطر على المقاومة الفلسطينية في ظل حرب إسرائيل الوحشية على قطاع غزة.
وقالت أوساط المعارضة إنه بتنسيق مع (إسرائيل) كُلّف عدد من الذباب التابع لما يسمى “مركز اعتدال” الحكومي بإنشاء حسابات في وسائل التواصل يتقمصون فيها شخصيات من غزة.
وأوضحت أن الهدف من الحملة مهاجمة المقاومة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية القصف والدمار والقتل الذي ترتكبه إسرائيل، إضافة لقائمة طويلة من التهم الموجهة لحركات المقاومة أو لأشخاصها.
وقبل ذلك فضح تحقيق تحريض حسابات سعودية ضد المقاومة الفلسطينية وتنتقد العملية العسكرية التي قامت بها كتائب القسام ضد إسرائيل في إطار عملية “طوفان الأقصى”.
وأفادت منصة “إيكاد” الاستخباراتية، بأنه تزامنًا مع بداية عملية “طوفان الأقصى”، ظهرت حسابات سعودية تهاجم المقاومة الفلسطينية.
وبحسب التحقيق ظهرت هذه الحسابات بروايات وسردية متطابقة تمامًا، مُرددة الجمل والعبارات ذاتها بكثافة بعد ساعات فقط من بدء عملية “طوفان الأقصى”.
وقد ركزت الحسابات على ترويج مزاعم حول استهداف المقاومة للمدنيين الإسرائيليين ومعاملتهم بوحشية وأسرهم، مُرفقين تغريداتهم بصور لنساء وروايات مضللة حولهن.
الحسابات ذاتها زعمت أن ما يحصل مجرد مسرحية بين المقاومة وإسرائيل، وأن هدفها الرئيسي جمع المال والدعم لا أكثر، مُرددة كذلك أن الشرع يحرم الحرب التي تقوم بها المقاومة لأنها تسبب مفسدة للبلاد والعباد.
والحسابات السعودية روّجت لوجود دور إيراني في عملية المقاومة لمنع إتمام صفقة السلام، وأن إيران نفَّذت الحرب لمنع إتمام اتفاقية دفاعية مع أمريكا، التي كانت ستُبرم حال نجاح مساعي التطبيع بين السعودية وإيران.
ومن خلال تحليل الحسابات التي رددت العبارات ذاتها وروّجت لسردية معادية للمقاومة، لاحظنا أنها لجان إلكترونية ممنهجة ومترابطة ومتفاعلة مع بعضها بشكل واضح، تتفاعل وتغرد مع الحسابات المركزية السعودية وتردد العبارات نفسها.
وهذه الحسابات تبيّن أنها لجنة واحدة بسبب تاريخ إنشاء حسابات عديدة منها (أُنشئ معظمها في أكتوبر وسبتمبر وأغسطس الماضي)، وأنها تتفاعل مع الحسابات ذاتها، وتروّج كذلك للسرديات نفسها.
هذه اللجان تضخم التفاعل على محتوى حسابات إسرائيلية معروفة، مثل حساب إسرائيل الرسمي، أو حساب “نيلي كوهين” الذي يعمل ضمن لجان إسرائيل في المغرب.
اللجان نفسها تروّج لمعاداة الإسلام وتصوره بأنه دين عنف، رابطين ذلك بدوافع المقاومة، والغريب أنها تتفاعل مع المحتوى الإباحي بكثرة على تويتر.
تحليل هذه الحسابات بيّن أنها تتفاعل مع عدة حسابات مركزية، كحساب “سام يوسف” و”كريم جاهين” (اللذَين كشفنا ارتباطهما بلجان إسرائيلية في تحقيق سابق)، أو حسابات مركزية أخرى مريبة، كسحاب “الكعام” و”توماس”:
حساب “الكعام” حساب وهمي، يروّج للعنصرية العرقية ومهاجمة جميع الدول العربية الأخرى، ويصف شعوبها بأنها ليست عربية، وهو أحد أهم الحسابات المركزية هنا.
تحليل “الكعام” أوصلنا لحسابه على تيك توك الذي يحمل هوية فتاة، تُعيد نشر ردود تُكتب باللغة العبرية، التي تنشرها حسابات تدعي أنها سعودية، لكن هذا ليس الأكثر غرابة في الحساب.
الغريب أن التحليل بيّن ارتباطه بعدة حسابات وهمية، كل واحدة منها مختلفة تمامًا عن الأخرى، فحساب “الكعام” مرتبط بحساب آخر على تيك توك يحمل هوية يمنية، ولكنه الآن يحمل الهوية السعودية.
كما ارتبط بحساب آخر على اليوتيوب يحمل هوية مغربية ويهاجم العرب ويدّعي أنه أمازيغي، رواية الحساب على يوتيوب تحمل النمط نفسه المُتبع من “الكعام” على تويتر.
هذه النتائج تؤكد أن “الكعام”، وهو أحد الحسابات المركزية في هذه اللجنة السعودية الصهيونية، حساب وهمي، يروّج للعنصرية ويدعم الرواية الصهيونية. أما الحساب المركزي الآخر الذي لا يقل غرابة عن “الكعام” هو حساب “توماس”.
وخلص التحقيق إلى أن هذه الحسابات التي تهاجم المقاومة الفلسطينية وتروّج لروايات معادية للعملية العسكرية، هي في الحقيقة لجان سعودية إسرائيلية ممنهجة، تضخم التفاعل على عدة تغريدات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ترامب والحضارة الموعودة.. الشيطان الأكبر وأوهام هرمجدون

في خضم الموجات المتلاحقة من التحولات السياسية والدينية التي تجتاح العالم، يعود دونالد ترامب إلى واجهة المشهد العالمي، ليس فقط كرئيس أمريكي أعيد انتخابه لولاية ثانية غير متتالية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بل كممثل صارخ لعقيدة سياسية- دينية عميقة الجذور في اللاهوت البروتستانتي الصهيوني. ترامب ليس مجرد رئيس، بل هو تجلٍّ حيٌّ لمشروع حضاري يتكئ على فكرة "الحضارة الموعودة" التي لا تتحقق إلا بالصدام، ويُدار فيها "السلام" بالقوة، وتُفرض فيها الحقيقة بالسلاح.

في زيارته الأخيرة إلى قاعدة العديد في قطر (15 أيار/ مايو 2025)، صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة "ستحول غزة إلى منطقة حرية تحت الرعاية الأمريكية"، مؤكدا أن الحروب المقدسة ستستمر حتى يتحقق "النظام الإلهي الجديد". جاءت تصريحاته هذه ضمن سلسلة مواقف تكشف عن إيمان راسخ بنبوءات هرمجدون، حيث يرى نفسه جزءا من السيناريو الإلهي لإنهاء التاريخ، وتثبيت السيادة الأمريكية- الإسرائيلية على العالم.

تتلاقى هذه العقيدة مع مصالح اليمين الصهيوني في إسرائيل، فيتحول الإيمان إلى أداة لتبرير الغزو والعدوان
من خلال هذا التوجه، تُمثل رئاسة ترامب الحالية تمديدا خطيرا لفكر "الشيطان الأكبر" الذي يسعى لفرض نظام عالمي جديد من بوابة العنف، باسم السلام.

يتشكل المشروع الذي يقوده ترامب من مزيج لاهوتي- سياسي يستمد جذوره من اللاهوت البروتستانتي الإنجيلي الذي يؤمن بضرورة تحقيق نبوءات العهد القديم، وعلى رأسها معركة هرمجدون، وإقامة إسرائيل الكبرى، وعودة المسيح بعد خراب العالم. تتلاقى هذه العقيدة مع مصالح اليمين الصهيوني في إسرائيل، فيتحول الإيمان إلى أداة لتبرير الغزو والعدوان.

منذ حملته الانتخابية الأولى، قدّم ترامب نفسه باعتباره المختار الإلهي، وساهم بشكل مباشر في قرارات كبرى مثل نقل السفارة إلى القدس، وشرعنة الاستيطان، وإعلان "صفقة القرن". وفي ولايته الحالية، يتبنى خطابا أكثر وضوحا في تطويع الدين لخدمة السياسات الأمريكية- الإسرائيلية، ويضع نفسه قائدا لمعركة الخير ضد "قوى الشر"، وهو توصيف يستخدمه لوصم المسلمين والصين وروسيا والمعارضين المحليين.

يرتكز هذا المشروع على ثلاث دعائم: السيادة الأمريكية الروحية والمادية على العالم، وزعامة إسرائيل الدينية والتاريخية وإخضاع الأمم الأخرى بالقوة أو الفناء.

ويعتقد ترامب ان أعداء هذا المشروع هم المسلمون (بوصفهم الإرث الأخطر)، والصين (كقوة مادية نقيضة)، وروسيا (كرمز للتحدي الحضاري)، وكل من يرفض المشروع الغربي الأخروي.

وأدوات هذا المشروع هي القوة باسم السلام من خلال هذه المفردات:

- العسكرة: نشر القوات في الشرق الأوسط وآسيا، وزيادة ميزانية الدفاع.

- الإعلام الإنجيلي: قنوات تنشر فكر الخلاص الأمريكي وتحشد لحرب مقدسة.

- التطبيع الديني: لقاءات بين حاخامات وإنجيليين ومسلمين مزيفين لصنع "سلام ديني جديد".

- قوانين دينية تفرض رؤى يمينية محافظة على التعليم والقضاء والسياسة الخارجية.

ما يجري اليوم من تحولات بقيادة ترامب ليس مجرد خلاف سياسي، بل صدام حضاري عقدي خطير. ترامب يُمثل نسخة متطرفة من "الشيطان الأكبر"، يسعى لفرض النظام العالمي الجديد بالقوة وتحت ستار ديني
الأخطر أن هرمجدون ليست مجرد نبوءة دينية، بل أداة سياسية لإخضاع الشعوب وتبرير الحروب. من خلال ربط السياسات اليومية بالأساطير الدينية، يتحول ترامب إلى قائد لأمة لا تفكر بعقلها بل بعقيدة الخلاص والانتظار. غزة، القدس، إيران.. كلها مواقع محتملة للاشتعال وفق هذا السيناريو.

ولهذا يرى ترامب العالم في عقله عالمين: عالم النور (نحن)، وعالم الظلمة (هم). ويُقصد بـ"نحن": أمريكا الإنجيلية، وإسرائيل الصهيونية، ومن يدور في فلكهما. أما "هم": المسلمون، والروس، والصينيون، وكل من يقاوم المشروع. هذه الثنائية تُنتج سياسة لا تقبل الحوار بل الإخضاع.

العالم الإسلامي بين التهديد والاستنهاض

لا خيار أمام الأمة الإسلامية إلا الانتباه إلى خطورة المرحلة، وإعادة بناء رؤيتها الحضارية، وامتلاك خطاب جامع يُواجه المشروع الهرمجدوني بخطاب قرآني- مستقبلي يُعيد تعريف السلام، ويستنهض الأمة على أسس التوحيد والعدل.

إن ما يجري اليوم من تحولات بقيادة ترامب ليس مجرد خلاف سياسي، بل صدام حضاري عقدي خطير. ترامب يُمثل نسخة متطرفة من "الشيطان الأكبر"، يسعى لفرض النظام العالمي الجديد بالقوة وتحت ستار ديني مخيف.

إن التصدي لهذا المشروع يتطلب يقظة فكرية، وإحياء روح المقاومة الحضارية، وتوحيد صفوف الأمة في معركة الوعي.

مقالات مشابهة

  • السعودية تحذر من خطورة استمرار إسرائيل في انتهاكاتها الصارخة وتحديها لإرادة المجتمع الدولي
  • تعرف على أشهر شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى "إسرائيل" خشية صواريخ الحوثيين
  • روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا
  • عمرو أديب: إسرائيل تستهدف عائلات قيادات المقاومة
  • كاتبة مغربية: طوفان اليمن أربك حسابات الاحتلال وعرقل استكمال مخططاته
  • ترامب والحضارة الموعودة.. الشيطان الأكبر وأوهام هرمجدون
  • كاتب صحفي: بيان القمة العربية في بغداد يؤكد ثبات الموقف العربي تجاه عدوان إسرائيل
  • أعنف عاصفة شمسية تضرب الأرض .. هل الشمس في نهاية حياتها؟
  • إيران بين السطور.. الحاضر الغائب في قمة بغداد العربية