اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري عملية الإنزال -التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلف خطوط تمركز الجيش الإسرائيلي قرب معبر إيريز– صورة مصغرة عن عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقال الدويري- في فقرة تحليله العسكري على قناة الجزيرة- إن عملية الإنزال الجديدة تلك أكثر تعقيدا في ظل تكرار المفاجأة، مشيرا إلى أن عملية "طوفان الأقصى" كانت مفاجأة عسكرية وعملياتية وتكتيكية وتعبوية وإستراتيجية.

وتطرق إلى ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، حول إيقاف إسرائيل خطط اجتياح بري واسع النطاق لقطاع غزة والاستعاضة عنه بتوغلات محدودة، وقال إن ذلك يعني أن هذه القوات غير قادرة على تحقيق الأهداف في "صندوق أسود بمكان مجهول حيث تقاتل أشباحا".

وبين الدويري أن كتائب القسام فاجأت اليوم كافة المحللين بنقل المعركة إلى إيريز، ولا تزال تفكر خارج الصندوق، ولفت إلى وجود مجموعات صغيرة من المقاومة تتراوح بين 3 و5 أفراد تعمل بصورة متناغمة قادت هذه العملية.

وأشار إلى أن هذه المجموعات تعمل بتنظيم عنقودي، في إشارة منه إلى أن كل مجموعة لديها ارتباط مع القيادة وارتباطها الجانبي، علاوة على واجبها المحدد.

وتحدث الخبير العسكري عن أهمية أنفاق القسام، رغم الأجهزة الاستشعارية التي جلبها جيش الاحتلال الإسرائيلي لمحاولة الكشف عنها، إضافة إلى القصف المكثف والحزام الناري الذي اعتمده منذ بداية الحرب.

وعبر الدويري عن قناعته بأن كتائب القسام ستنجح بإحداث مفاجأة جديدة خاصة أن المعلومات لدى الجيش الإسرائيلي عن شبكة الأنفاق غير كاملة وغير واضحة.

دلالات قصف القسام

أما بشأن الدلالات في قدرة المقاومة في غزة على إطلاق رشقات صاروخية مع بداية الأسبوع الرابع من الحرب، يؤكد الدويري أن كتائب القسام لا تزال تتقن وتجيد القيادة والسيطرة، ولديها هيئة أركان فاعلة تحاول فرض واقع مر على الإسرائيليين.

وأضاف أن استمرار القصف الصاروخي من غزة يهدف إلى جعل مستوطنات "غلاف غزة" غير قابلة للحياة أو السكن، إلى جانب فرض قواعد ومحددات بالبقاء في الملاجئ لما بعد هذه المنطقة، وصولا إلى جعل مدن وسط إسرائيل جحيما في إشارة إلى تل أبيب.

وحول نقاط الضعف التي بدت واضحة، شدد الخبير العسكري على أن الجيش الإسرائيلي يفتقد الخبرة في نقطتين أولاهما الحرب غير المتناظرة، فضلا عن القتال بالمدن والشوارع رغم الخبرة الجزئية التي اكتسبها في حرب لبنان 2006.

وبشأن النظرة المستقبلية لمعركة غزة، يرى المحلل العسكري أن الجيش الإسرائيلي سوف يبقي على عمليات التوغل، مع تعديد أماكنها أملا في البحث عن نقطة ضعف لتحقيق موطئ قدم لتطوير العمليات.

وأشار الدويري إلى أن هذا سيلقي عبئا على الاقتصاد الإسرائيلي وجيش الاحتلال مع تأكيده على أن معركة غزة تختلف كليا عن معركة الموصل التي قادها الجنرال الأميركي جيمس غلين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی کتائب القسام إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدويري: دخول فيلادلفيا لن يؤثر عسكريا وإسرائيل لن تواصل الحرب بدون أميركا

قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر لا يضيف شيئا من الناحية العسكرية لأن مساحته لا تتجاوز 120 مترا، مؤكدا أن إسرائيل ما كانت لتواصل الحرب لولا الدعم الأميركي الذي يعوضها عن خسائرها في الميدان.

وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة– أن العمليات الإسرائيلية غالبا ستكون في الجزء الذي كان يؤوي النازحين في رفح، مشيرا إلى أنها مساحة لن تؤثر في ميزان الواقع العسكري.

ولفت إلى أن المقاومة تتبنى طريقة الكمائن وتفخيخ البنايات التي يحتمل أن يفر إليها الجنود في حال وقوعهم في كمين بحيث يتم تفجيرها لقتل الناجين من الكمين.

حديث غير واقعي

وعن حديث مسؤولي الاحتلال عن الفترة المتبقية للحرب، قال الدويري إنها أحاديث غير واقعية، مشيرا إلى أن حديث عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت عن استمرارها 5 سنوات أخرى غير واقعي، في حين حديث الجيش عن 7 أشهر فقط يعكس الأماني وليس الحقائق.

وأضاف أن الجيش يتحدث عن إنهاء الحرب في غضون 7 أشهر، لأنها الفترة المتبقية للانتخابات، وبالتالي فهو يحاول تقديم خدمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ووضح الدويري أن المدة المتبقية للحرب مرهونة بعوامل ميدانية وأخرى إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن التاريخ يشهد بحسم الحروب غير المتناظرة لصالح الطرف الأضعف عسكريا، لأن الشعوب لا يمكن هزيمتها.

ولفت إلى أن مواصلة الحرب تتوقف أيضا على مدى قدرة الشعب على المقاومة بدليل هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وأميركا في فيتنام، قائلا إن الإسرائيليين لم يفهموا هذه الحقيقة التاريخية، أو أصيبوا بغرور القوة.

وأكد الدويري أن هذه الحرب ما كانت لتستمر كل هذه الفترة لولا الدعم العسكري الأميركي، لأن إسرائيل لم تحقق أي هدف وخسرت نحو 1500 آلية حربية، أي معدات 4 فرق عسكرية كاملة، فضلا عن أعداد كبيرة جدا من القتلى والجرحى.

وختم بأن إسرائيل خسرت ما يصل إلى 40% من معداتها العسكرية في هذه الحرب، وعوضتها الولايات المتحدة، مؤكدا أنها لن تتمكن من الاستمرار إلا بضمان مواصلة هذا الدعم.

مقالات مشابهة

  • الدويري: الاحتلال حقق هدفه القذر في جباليا لكنه أجبر على الانسحاب
  • وقفة احتجاجية في الإصلاحية المركزية بالأمانة تضامناً مع فلسطين ودعماً لطوفان الأقصى
  • الدويري: الأيام المقبلة ستشهد انسحابات أخرى للاحتلال من جباليا ومحيطها
  • كتائب القسام تستهدف ناقلة جند.. و«شهداء الأقصى» تقصف تجمعات الاحتلال
  • "كتائب القسام" تنشر فيديو لتصدي مقاتليها للطيران المروحي الإسرائيلي شمال قطاع غزة
  • خبير عسكري: الاحتلال بدأ بالانسحاب من جباليا ويحاول السيطرة على كافة مناطق رفح
  • الدويري: دخول فيلادلفيا لن يؤثر عسكريا وإسرائيل لن تواصل الحرب بدون أميركا
  • الجيش الإسرائيلي يسيطر بالكامل على محور فيلاديلفيا.. ما هي خيارات مصر؟.. خبير عسكري يجيب
  • خبير عسكري: إسرائيل تمارس عبثا عسكريا في غزة ولن تحقق أهدافها
  • خبير عسكري يرجح حدوث تمرد على الأوامر بجيش الاحتلال