سكان غزة يكافحون تحت القصف للعثور على الناجين مع عودة الاتصالات
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
29 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: واصل سكان غزة البحث عن أحبائهم مع سماعهم أنباء عن مقتل أفراد من عائلاتهم، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه الاتصالات تعود تدريجيا إلى القطاع يوم الأحد بعد انقطاع شبه كامل في ظل توغل القوات والمدرعات الإسرائيلية داخل الجيب الذي تحكمه حماس.
وقالت الأمم المتحدة إن الفلسطينيين بحاجة ماسة إلى المؤن الغذائية وإن النظام العام آخذ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب مع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفرض حصار على القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
وتصاعدت حدة القتال ليل الجمعة عندما شنت القوات الإسرائيلية عمليات برية في غزة فيما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمرحلة الثانية من الحرب التي تهدف إلى القضاء على حركة حماس.
ووصف شعبان أحمد، وهو موظف حكومي يعمل مهندسا وأب لخمسة أطفال، الهجمات الإسرائيلية بأنها تشبه “يوم القيامة”.
وقرر أحمد البقاء في مدينة غزة رغم التحذيرات الإسرائيلية بإخلاء المناطق الشمالية والتوجه إلى الجنوب.
وقال في تصريحات لرويترز إنه اكتشفت صباح يوم الأحد مقتل أحد أقاربه في غارة جوية على منزله يوم الجمعة.
وأضاف “لم نعرف إلا اليوم. إسرائيل قطعتنا عن العالم لتقضي علينا لكننا نسمع أصوات الانفجارات ونفتخر أن رجال المقاومة أوقفوها (القوات الإسرائيلية)”.
ورفض كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي القول ما إذا كانت إسرائيل تقف وراء قطع الاتصالات، لكنه قال إنها ستفعل ما يلزم لحماية قواتها.
وبدأت إسرائيل في شن غارات جوية على مدينة غزة منذ الهجوم الذي نفذه مسلحو حماس على بلداتها الجنوبية في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي قالت السلطات الإسرائيلية إنه أودى بحياة ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي في أدمى يوم في تاريخها الممتد إلى 75 عاما.
وقال أحمد إن الضربات التي شنتها إسرائيل جوا وبحرا وبرا يوم الجمعة استمرت لساعات دون توقف.
وقالت حماس يوم الأحد إنها مستمرة في مواجهة القوات الإسرائيلية التي تواصل عملياتها البرية.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأحد إن 8005 فلسطينيين قُتلوا في القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
* النظام العام
يواجه الفلسطينيون صعوبة في العثور على أحبائهم في ظل الفوضى الدموية مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وصرخت امرأة بينما كانت تبحث عن أحد أبنائها فوق الأنقاض في مدينة غزة “لا أعرف أين هو”.
وواصل السكان البحث عن ناجين في حي النصر بغزة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية عليه. وانتشل السكان جثة من تحت الأنقاض بينما كانت أعمدة الدخان تتصاعد. وكانت امرأة تصرخ بينما يحمل آخرون الجرحى.
ويجلس العديد من سكان غزة قرب أجهزة الراديو للاستماع للأخبار، وهي الوسيلة الوحيدة التي أصبحت متاحة للحصول على معلومات حول أعنف الضربات الجوية الإسرائيلية على الإطلاق على القطاع مع انقطاع خدمات الإنترنت والهواتف. ويعد قطاع غزة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.
وتئن الخدمات الطبية في ظل هذا الوضع لدرجة أن سيارات الإسعاف لم تعد تتلقى مكالمات. ويعتمد الأشخاص الذين يتعرضون للقصف على متطوعين لنقلهم لتلقي العلاج.
وتركز إسرائيل غاراتها الجوية على المناطق الواقعة في شمال غزة، ومنها مدينة غزة، حيث تجري عمليات توغل برية.
وسمع السكان في جنوب قطاع غزة أصوات انفجارات وشاهدوا السماء وهي مضيئة بسبب الغارات الجوية ولكن لم تكن لديهم أي وسيلة للاطمئنان على عائلاتهم وأصدقائهم في المناطق المستهدفة.
وقالت أم يحيى، من سكان غزة، التي توجهت جنوبا بعد التحذيرات الإسرائيلية وهي الآن تحتمي داخل مستشفى ناصر في خان يونس “غزة معزولة عن بقية العالم. تقع الضربات بالقرب منا ومن حولنا ولا يستطيع أحد الوصول إلينا أو تحديد موقع الضربة”.
وتدمر محل الحلاقة الذي كان يمتلكه بلال أبو مصطفى قبل أسبوعين. ومثل غيره من سكان غزة، لجأ أبو مصطفى إلى مستشفى للاحتماء فيه حيث يواجه الأطباء صعوبة في مداواة القتلى والمصابين.
وحوّل أبو مصطفى سيارة إسعاف مدمرة إلى محل حلاقة مؤقت.
ويصعد أبو مصطفى ليلا إلى غرفة بالمستشفى ليقص شعر “الأشخاص الذين يعانون من حروق شديدة أو الذين تعرضوا لكسور ولا يمكنهم النزول إلى الطابق السفلي”.
* “سنبقى صامدين”
توقفت إمدادات المساعدات الموجهة إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني ردا على هجمات حماس. كما تأثرت منظمات الإغاثة بانقطاع الاتصالات مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والوقود والدواء.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الأحد إنه استقبل عبر معبر رفح عشر شاحنات تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية من الهلال الأحمر المصري، ليصل إجمالي الشاحنات إلى 94.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الأحد إن ألوفا من سكان غزة اقتحموا مستودعات ومراكز توزيع مساعدات تابعة لها واستولوا على طحين (دقيق) و”مواد غذائية أساسية”.
أضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان “هذه علامة مقلقة على أن النظام المدني العام بدأ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المشدد على غزة”.
وقال مسؤول إسرائيلي يوم الأحد إن إسرائيل ستسمح بزيادة المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة بصورة كبيرة في الأيام المقبلة ودعا المدنيين الفلسطينيين مجددا إلى التوجه إلى ما وصفها بمنطقة “إنسانية” جنوب القطاع.
وتعيش خلود قديح و20 من أفراد عائلتها الآن في قبو أحد المباني في خان يونس بجنوب القطاع. وكانت تعيش مع آخرين من أقاربها بالقرب من الحدود مع إسرائيل قبل الانتقال إلى داخل المدينة.
ولا تزال خلود صامدة رغم فقدانها ابنا لها في حرب سابقة في غزة.
وقالت “سنبقى في أرضنا صامدين حتى لو دخلوا بالدبابات. سنبقى صامدين مهما حصل… لن نرتكب خطأ أجدادنا عندما غادروا عام 1948. سنبقى دائما في وطننا”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: من سکان غزة مدینة غزة أبو مصطفى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الوحيدي : إسرائيل دمرت 74% من أصول قطاع الاتصالات في غزة
قالت وكيلة وزارة الاتصالات والاقتصاد الرسمي هدى الوحيدي ، الأحد 28 يونيو 2025 ، إن العدوان الإسرائيلي على غزة ألحق دمارا واسعا في قطاع الاتصالات أدى لتدمير نحو 74% من أصوله.
وأضافت الوحيدي خلال اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف ، أن الخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الاتصالات في غزة تقدر بـ164 مليون دولار، نتيجة تدمير 580 برجا خلويا وشبكات ألياف رئيسية.
كما قدرت الخسائر الاقتصادية المتوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة بـ736 مليون دولار.
وحذرت الوحيدي من استمرار التدهور في البنية التحتية الرقمية في غزة، مؤكدة أن القطاع يمر بـ"أزمة غير مسبوقة"، تسببت في انقطاع واسع بخدمات الاتصالات، في ظل غياب أي خطوات عملية لتنفيذ القرار الأممي رقم 1424 الصادر عام 2024، والمتعلق بإعادة بناء قطاع الاتصالات الفلسطيني.
وطالبت الوحيدي مجلس الاتحاد بوضع خطة تنفيذية عاجلة لتطبيق القرار، داعية إلى حماية البنية الرقمية من الاستهداف الإسرائيلي، الذي دمر بشكل شبه كامل البنية التحتية في القطاع.
وفي الضفة الغربية، أشارت الوحيدي إلى أن الاجتياحات العسكرية والإغلاقات الإسرائيلية تسببت بخسائر تقدر بـ215.4 مليون دولار، فضلا عن التوسع غير القانوني للشبكات الإسرائيلية الذي عطل مشاريع التطوير والتوسعة الفلسطينية.
من جهته، صادق مجلس إدارة الاتحاد للاتصالات على مجموعة مقترحات فلسطينية، تضمنت إعداد خطة تنفيذية خلال شهر من انتهاء الاجتماع، وإصدار تقرير دوري كل 6 أشهر حول التقدم، إضافة إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين قبل مؤتمر التنمية العالمي للاتصالات.
كما أقر المجلس إنشاء صندوق دعم مالي خاص لفلسطين بإشراف الاتحاد، وتصنيف قطاع الاتصالات كـ"خدمة إنسانية أساسية"، وتمكين فلسطين من الوصول إلى الطيف الترددي ، وتوفير تقنيات الجيل الرابع والخامس في جميع الأراضي الفلسطينية.
ودعا المجلس أيضا إلى توفير الوقود والمعدات اللازمة لتشغيل محطات الاتصالات والكهرباء، وضمان حماية الطواقم الفنية، خاصة بعد استشهاد أكثر من 150 فنيا خلال العدوان.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إصابة 3 مواطنين برصاص مستوطنين في حزما شمال شرق القدس الأمن الوقائي يُجري مراسم الاستلام والتسليم للمدراء الجدد 8 شهداء بينهم 3 أطفال أشقاء بقصف الاحتلال مناطق في غزة الأكثر قراءة زامير : الضربة الأميركية للمواقع النووية بإيران نقطة تحول بالحرب سلطة النقد تصدر تعليمات جديدة بشأن الإيداعات النقدية دمشق - 20 قتيلا في تفجير داخل كنيسة مار إلياس نتنياهو : إسرائيل قريبة من تحقيق أهداف الحرب على إيران عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025