أخصائي اجتماعي إسرائيلي يكشف: الجيش لا يعتبر سكان غزة بشراً.. ترامب: نتنياهو بطل حرب!
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
أكد يوفال بن آري، الأخصائي الاجتماعي بالاحتياط في الجيش الإسرائيلي، أن القوات لم تعد تنظر إلى سكان غزة كبشر، بل كأشخاص ينتظرون فناءهم فقط، مشدداً على حجم الدمار والقتل والتهجير المستمر في القطاع.
وفي تصريح لصحيفة “التايمز” البريطانية، وصف بن آري مشاهد الدمار في غزة قائلاً: “صُدمت تماماً.. لقد دمّر كل شيء.
وأضاف أنه شارك في العمليات القتالية جنوب غزة، ورجع إلى قاعدته ليُبلغ قيادته بضرورة التوقف عن الممارسات التي وصفها بـ”الخاطئة”، مشيراً إلى أنه كتب مقالاً مجهولاً بعنوان “ما رأيته في غزة: تحذير جندي” ينتقد فيه الأوضاع ويُحذر من انهيار الاحتياطيات.
وأوضحت الصحيفة أن بن آري، العامل الاجتماعي في حيفا، انضم مجدداً للجيش بعد هجوم 7 أكتوبر 2024 رغم اعتراضه السابق على عمليات الجيش في الضفة الغربية، وخدم في هجوم بري في لبنان قبل أن يُرسل إلى رفح جنوب غزة.
حماس تنفي شروطاً في مفاوضات غزة وترامب يدعو لإنجاز اتفاق واستعادة الرهائن
نفت حركة حماس، اليوم الأحد، بشكل قاطع التقارير التي نشرتها وسائل إعلام عربية بشأن وضع الحركة شروطاً خاصة ضمن مفاوضات إطلاق النار في قطاع غزة، منها ضمان أمن قيادتها.
وأصدرت الحركة بياناً أكدت فيه أن هذه التقارير “افتراء وادعاء لا أساس له من الصحة”، ووصفتها بأنها “تلفيق مفضوح يخدم الموقف الصهيوني ومعاداة المقاومة الفلسطينية”، مشددة على رفضها الكامل لهذه الادعاءات.
وأوضحت حماس في بيانها أن شروطها لأي اتفاق واضحة وتُطرح علناً، وليست عبر مصادر مجهولة أو تصريحات ملفقة تستهدف “حرف الأنظار عن جرائم الحرب وتشويه مواقف المقاومة الفلسطينية”.
ترامب يشيد بنتنياهو ويهاجم محاكمته: “بطل حرب يعمل على صفقة مع حماس”
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة للمحاكمة الجارية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياه بـ”بطل حرب” قام بإنجازات بارزة في التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة التهديد النووي الإيراني، مشيدًا في الوقت نفسه بمفاوضاته الجارية بشأن صفقة محتملة مع حركة حماس.
وقال ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إن محاكمة نتنياهو “تضر بالجهود الرامية للتوصل إلى اتفاقات مهمة في غزة وإيران”، مؤكدًا أن الوقت الحالي يتطلب التركيز على المفاوضات التي تشمل استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وأضاف: “كيف يمكن إجبار رئيس وزراء إسرائيل على الجلوس في قاعة المحكمة طوال اليوم بدون سبب وجيه؟ هذه محاكمة بسبب الفساد تحولت إلى حملة شعواء تضر بالبلاد”.
ووصف ما يحدث مع نتنياهو بأنه “مهزلة للعدالة ستعرقل المفاوضات الحساسة مع إيران وحماس”، معبرًا عن استيائه من تصرفات المدعين العامين، الذين قال عنهم إنهم “خارجون عن السيطرة”.
وتطرق ترامب إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل قائلاً: “تنفق أمريكا مليارات الدولارات سنويًا لدعم إسرائيل، ولن نسمح بأن يشوه هذا الدعم بسبب محاكمة نتنياهو”.
ودعا إلى التوقف عن هذه الإجراءات القانونية التي قال إنها تعيق مهمة نتنياهو الكبيرة.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو يمثل مرتين أسبوعيًا أمام المحكمة للرد على اتهامات فساد، لكن الجلسات توقفت مؤقتًا خلال الحرب مع إيران التي استمرت 12 يومًا، وشكر نتنياهو ترامب على دعمه ودعوته إلى إلغاء المحاكمة، والتي أثارت جدلاً واسعًا في إسرائيل بين مؤيدين ومعارضين.
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يعبر عن ثقته بأن نتنياهو وترامب سيحرران الشرق الأوسط من “الرهينة الفلسطينية”
أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم السبت ثقته بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحرران الشرق الأوسط من “ارتهانه للقضية الفلسطينية”، معتبراً أن القضية الفلسطينية ما هي إلا “أحد أكبر الأكاذيب” التي يجب كشفها.
في تدوينة مطولة على منصة “X”، شدد سموتريتش على أن تل أبيب لن توافق أبداً على تقسيم البلاد أو تسليم أراضٍ للعدو أو إقامة دولة “إرهابية” تهدد وجود ومستقبل إسرائيل.
وأوضح أن فكرة دفع ثمن اتفاقيات السلام بالتنازل عن الأراضي هي “سخيفة” ولا تعبر عن الواقع.
وأشار إلى أن ترامب معروف بكشفه لأكاذيب “الصوابية السياسية”، معبراً عن تفاؤله بأن الثنائي نتنياهو وترامب سيقودان المنطقة نحو “سنوات عديدة من السلام الحقيقي والازدهار للجميع” على أساس الحقيقة والمصالح المشتركة والقوة.
كما أشار سموتريتش إلى العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذها جيش الدفاع الإسرائيلي والموساد ضد شبكة الإرهاب الإيرانية، مؤكداً أن هذه الحملات تعزز مكانة إسرائيل كقوة عسكرية كبرى في الشرق الأوسط والعالم.
وعن مستقبل العلاقات الإقليمية، أعرب عن اعتقاده بأن هزيمة المحور الإيراني ستقود دولاً عربية إلى التقرب من إسرائيل، مشيراً إلى أهمية توسيع اتفاقيات إبراهيم وإشراك المزيد من الدول، مثل السعودية، في بناء “شرق أوسط جديد” يرتكز على التعاون الاقتصادي والأمني.
وختم سموتريتش مؤكداً أن حكومة نتنياهو لن تتخلى عن الانتصارات التي حققتها في الحرب، ولن تسمح بإنشاء دولة فلسطينية “تعرّض مستقبل إسرائيل للخطر”، مشدداً على أن السلام الحقيقي يجب أن يكون قائماً على القوة والحقائق وليس على مكافأة العنف.
نتنياهو يرد على دعم ترامب ويؤكد: معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيماً مجدداً
رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له ودعوته لإنهاء محاكمته بتهم الفساد، مؤكداً عبر منصة “إكس” على عزمه وإصراره بقوله: “معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيماً مرة أخرى”.
وكان ترامب وصف المحاكمة التي يخضع لها نتنياهو بأنها “حملة شعواء سياسية”، وكتب عبر منصة “تروث سوشيال”: “ما يفعلونه بنتنياهو في إسرائيل أمر فظيع، يشبه كثيراً ما اضطررت لتحمله في أمريكا”.
وأشار إلى أن نتنياهو يجري مفاوضات مع حركة حماس بخصوص إطلاق سراح المحتجزين، مضيفاً أن “المدعين العامين الخارجين عن السيطرة يتعاملون بجنون”.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات سنوياً لحماية إسرائيل، أكثر من أي دولة أخرى، قائلاً: “لن نقبل بهذا، دعوا بيبي يرحل”.
في سياق متصل، رفضت المحكمة الإسرائيلية طلب نتنياهو تأجيل الإدلاء بشهادته لمدة أسبوعين بسبب التوترات في المنطقة وضرورة التركيز على إدارة الحرب في غزة ومتابعة ملف المحتجزين، معتبرة أن المبررات المقدمة غير كافية.
هذا وتستمر محاكمة نتنياهو أمام محكمة تل أبيب المركزية منذ ديسمبر 2024، حيث يُطلب منه الإدلاء بشهادته ثلاث مرات أسبوعياً، وهو جدول زمني لم يلتزم به في عدة مناسبات لأسباب مختلفة، ويواجه نتنياهو اتهامات جنائية منها الرشوة في قضية “4000”، المتعلقة بمنح امتيازات لشركة الاتصالات “بيزك” مقابل تغطية إعلامية إيجابية على موقع “واللا” الإخباري.
نفتالي بينيت يقترح صفقة شاملة مع حماس ويدعو نتنياهو إلى الاستقالة: “الإدارة السياسية فاشلة”
طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، نفتالي بينيت، بالتوصل إلى صفقة شاملة مع حركة حماس تفضي إلى الإفراج عن جميع الأسرى، منتقداً بشدة أداء الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي دعاه صراحة إلى التنحي والعودة إلى منزله، معتبراً أن “الإدارة السياسية كارثية وفاشلة تماماً”.
وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، وهي الأولى له منذ انتهاء ولايته عام 2022، قال بينيت: “أداء الجيش في غزة ممتاز، لكن التخبط السياسي ألحق ضرراً بالغاً. لقد فقدنا القدرة على تركيز القوات وتحقيق الحسم، ويجب أن نترك مهمة القضاء على حماس للحكومة المقبلة”، مشيراً إلى أن الضغط على الجبهات الإسرائيلية أفقد المؤسسة العسكرية قدرتها على المناورة الفعالة.
وأكد بينيت أن ما وصفه بـ”الانهيار الكامل في 7 أكتوبر” كان نتيجة فشل القيادة السياسية، مشيراً إلى أن إسرائيل أثبتت قدرتها في الهجوم الأخير على إيران، لكنه شدد على أن هذا الإنجاز لم يُستثمر سياسياً بشكل فعّال.
وكشف بينيت لأول مرة عن خطة أعدتها حكومته السابقة بالتعاون مع قادة الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) لاغتيال قادة حماس، يحيى السنوار ومحمد الضيف، غير أنها لم تُنفذ بسبب انسحاب عضوة الكنيست عيديت سيلمان من الائتلاف، مما أدى إلى سقوط الحكومة.
وعن الحرب مع إيران، قال بينيت: “الهجوم على إيران في 2025 لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة لتحركات أعددناها خلال فترة ولايتي عام 2021. لولا تلك الاستعدادات، لما أُصدر الأمر الآن”.
وأضاف: “نتنياهو حقق إنجازات في السابق، لكن استمراره في الحكم بات يشكل عبئاً كبيراً، عليه أن يرحل”.
وتأتي تصريحات بينيت في وقت يتزايد فيه الضغط على حكومة نتنياهو من الداخل والخارج، لا سيما بعد تحذيرات من قادة الجيش بشأن استنفاد الأهداف العسكرية في غزة، وتزايد الدعوات الأميركية، وعلى رأسها من الرئيس دونالد ترامب، لوقف الحرب والتركيز على إنجاز صفقة محتجزين.
وزير الداخلية الألماني يزور إسرائيل فجأة لتعزيز التعاون الأمني
قام وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت، المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، بزيارة مفاجئة إلى إسرائيل مساء السبت، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
ومن المتوقع أن يلتقي دوبرينت يوم الأحد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر، بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وأوضح دوبرينت أن هدف الزيارة هو تأكيد دعم ألمانيا لإسرائيل كشريك رئيسي في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أهمية الاطلاع على الوضع الميداني عن قرب.
وأضاف أن ألمانيا تسعى للاستفادة من خبرات إسرائيل في مجالات الدفاع العسكري والدفاع المدني، مشدداً على الروابط الوثيقة بين البلدين.
وأشار الوزير إلى تفوق إسرائيل في مجال الدفاع السيبراني وحماية السكان، مؤكداً أن ألمانيا بحاجة إلى تعزيز استعدادها لمواجهة التهديدات الجديدة من خلال تعاون وثيق مع إسرائيل في هذا المجال.
واختتم بالقول: “ألمانيا بحاجة إلى قبة سيبرانية” في إشارة إلى إنشاء درع رقمي فعّال للحماية من التجسس والتخريب وتأمين البنى التحتية الحيوية مثل شركات الطاقة والاتصالات.
مجموعة السبع توافق على إعفاء الشركات الأمريكية من الضرائب الأجنبية الإضافية
اتفقت دول مجموعة السبع على إعفاء الشركات الأمريكية من دفع ضرائب إضافية مفروضة على أرباح شركاتها في الخارج، وذلك مقابل الضرائب التي تدفعها هذه الشركات داخل الولايات المتحدة.
وجاء في بيان مشترك صادر عن أعضاء المجموعة أن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت طرح هذه المبادرة بداية عام 2025 تحت مسمى “نظام جنبا إلى جنب”، الذي يهدف إلى استبعاد الشركات الأم الأمريكية من تطبيق قواعد الأرباح غير الخاضعة للضريبة الكافية وقواعد الدخل الشامل.
ويعزز هذا الاتفاق، بحسب البيان، استقرار النظام الضريبي الدولي ويشجع على تعزيز الحوار حول الحفاظ على السيادة الضريبية للدول كافة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة أطفال غزة أطفال غزة يموتون جوعا الجوع في غزة الجيش الإسرائيلي دونالد ترامب عملية إسرائيل الثانية في غزة وقف إطلاق النار غزة رئیس الوزراء الإسرائیلی الولایات المتحدة بنیامین نتنیاهو دونالد ترامب الشرق الأوسط حرکة حماس إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
قنبلة إسرائيل الكبرى التي ألقاها نتنياهو
لم يكن مستغربا أن يعلن أقطاب تيار الصهيونية الدينية واليمين المتطرف في إسرائيل مرارا عن رغبتهم في تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى" و"أرض الميعاد"، خاصة منذ بدء حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة.
وكان اقتصار هذه التصريحات على وزراء وأعضاء الكنيست التابعين لهذا التيار حجة لدى المدافعين عن إسرائيل، باعتبار أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية ولا تمثل تحولا في الرؤية الإستراتيجية للمؤسسة الإسرائيلية الرسمية تجاه محيطها وتجاه الإقليم عموما.
لكن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لشبكة i24 الإسرائيلية عكست تحولا جذريا في السردية الإسرائيلية الرسمية التي يمثلها رئيس الحكومة شخصيا، وتبنيا رسميا لأول مرة طموحات تيار الصهيونية الدينية التي لا ترى لإسرائيل أفقا بين جيرانها العرب، وإنما ترى في الأفق دولة توراتية كبرى تبني أطروحاتها بناء على الأساطير الدينية التوراتية المتعلقة بأرض الميعاد، والمسيح المنتظر ونهاية العالم والألفية السعيدة.
خلال مقابلته، قال نتنياهو إنه يشعر أنه في مهمة تاريخية وروحانية ترتبط بأجيال اليهود عبر العصور، حيث اعتبر أنه هنا "بتفويض من أجيال من اليهود".
ولما سأله الصحفي ما إذا كان هذا يشمل رؤية إقامة "إسرائيل الكبرى" أجاب بالموافقة بكل ثقة. لتخرج علينا صحيفة (زمان يسرائيل) بعنوان مركزي: "نتنياهو يقول إنه في مهمة تاريخية وروحية ويُقر برؤية إسرائيل الكبرى".
وجاء في الخبر أن نتنياهو قال في المقابلة إنه يشعر بالارتباط الشديد برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تشمل ما كان يفترض أن يكون دولة فلسطينية مستقبلية- في اتفاقية أوسلو- إضافة إلى أجزاء من الأردن ومصر.
لا يمكن فصل هذه التصريحات عن طبيعة الموقف الذي قيلت فيه، فالصحفي الذي أجرى المقابلة مع نتنياهو هو الإعلامي المعروف شارون غال، وهو عضو كنيست سابق عن حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني الذي يرأسه أفيغدور ليبرمان.
إعلانوخلال المقابلة، قدم شارون غال لنتنياهو هدية تعبر حسب كلامه عن أحد الأمور التي حلم غال بها طوال حياته، وهي خريطة الأرض الموعودة، وكانت الهدية تميمة يحملها أتباع اليمين المتطرف تحمل خريطة إسرائيل الكبرى المعروفة باسم "أرض الميعاد" التي تشمل المساحة بين النيل والفرات، وسأله غال عند إهدائه هذه الهدية: (هل أنت تؤمن بهذه الرؤية؟) أي رؤية "أرض الميعاد" و"إسرائيل الكبرى"، فأجاب نتنياهو مرتين متتاليتين: "جدا".
هناك واحد من احتمالين اثنين لما رأيناه في هذه المقابلة، الاحتمال الأول أن يكون نتنياهو وشارون غال متفقين تماما على سيناريو الحوار والمقابلة ليكشف نتنياهو توجهاته الجديدة على الملأ بهذا الأسلوب دون أن يبدو ذلك مقصودا.
وهذا أمر لا أستغربه على شخص مثل نتنياهو بما هو معروف عنه من تلاعب وخبث، وبذلك فإن نتنياهو كان يريد أن يظهر في هذا الحوار بصورة الشخص الذي يكاشف الجمهور لأول مرة بمكنونات نفسه، وبما يعتبره "إخلاصا" عميقا للرؤية الدينية التوراتية للصراع، ولا يتورع عن كشف هذا الجانب في شخصيته عندما يوضع تحت السؤال، وفي هذه الحالة فإن نتنياهو يحاول الحصول على تعاطف جمهور الصهيونية الدينية بشكل أكبر من السابق، ربما في سياق حملته على قطاع غزة.
الاحتمال الثاني أن نتنياهو بالفعل لم يكن يتوقع السؤال، وأنه وجد نفسه في موقف يحتم عليه أن ينحاز لأحد الطرفين: الصورة العلمانية القومية المعروفة لحزبه ودولته، أو الصورة الدينية التوراتية التي بات صوتها يعلو من قبل التيارات الدينية اليمينية وعلى رأسها الصهيونية الدينية.
وفي هذه الحالة فإن شارون غال كان ذكيا بحيث وضع فخا لنتنياهو لكشف حقيقة نظرته السياسية والروحانية الشخصية فيما يتعلق بالرؤية الدينية التوراتية التي يستند إليها اليمين المتطرف في تعامله مع مجريات الصراع.
ونتنياهو معروف بمهارته المعهودة بالتخلص من أي موقف لا يرغب فيه أو يورط نفسه بتصريح من هنا أو هناك، ولطالما نأى بنفسه عن تصريحات أعضاء حكومته من تيار الصهيونية الدينية، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير المثيرة للجدل حول أحلام إسرائيل الكبرى، والسيطرة على المسجد الأقصى، وضم الضفة الغربية، والسيطرة على الأردن، ولبنان، ومصر، وسوريا وغير ذلك.
لكنه في هذه المقابلة، وأمام "هدية" شارون غال المرتبطة برؤية إسرائيل الكبرى لم يكن أمامه إلا طريقان: إما أن يحاول التلون والالتفاف على الأمر، ويحافظ على صورة إسرائيل العلمانية التي طالما تفاخر بها الإسرائيليون منذ عهد بن غوريون، أو أن يستفيد من هذه الفرصة ويجعل هذه المقابلة حجر زاوية لإعلان انحيازه التام إلى رؤية الصهيونية الدينية، وإعلان تغيير السياسة الرسمية الإسرائيلية لتكون قائمة على الأسطورة التوراتية التي ينادي بها تيار الصهيونية الدينية.
ويكون ذلك إعلانا لدولة جديدة ثيوقراطية بعيدة عن الصورة الأوروبية العلمانية التي لطالما حاول الإسرائيليون تسويقها أمام العالَم، سواء كان هذا في سياق بحث نتنياهو عن الشعبوية في أوساط اليمين في إسرائيل، أو في أوساط المؤيدين لإسرائيل من اليمين المسيحي المتطرف في العالم.
إعلانومن الواضح هنا أن نتنياهو اختار الطريق الثاني، فأعلن انحيازه للسردية الدينية التي يمثلها تيار الصهيونية الدينية، ليكون بذلك العضو الأحدث في هذا التيار داخل حزب الليكود.
فالمعروف أن تيار الصهيونية الدينية بدأ مشواره السياسي من داخل حزب الليكود، حيث عمل الليكود على الاستفادة من هذا التيار بنفس القدر الذي عمل فيه التيار على الاستفادة من الليكود على مدى عشر سنوات تقريبا، فاستغل كل منهما قوة الآخر وقربه إلى حد ما من أطروحات الطرف الآخر، ودخل أعضاء كثر من تيار الصهيونية الدينية داخل حزب الليكود، وعملوا على نشر أفكاره بين أعضاء الحزب، وتحويل اتجاه الليكود إلى مسار الصهيونية الدينية.
ثم شكل أقطاب هذا التيار حزبهم الخاص المتمثل في حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة سموتريتش وحزب "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير بعد شعورهم بأن قوة حضورهم في الشارع تسمح لهم بالاستقلال عن الليكود.
بيد أن هذا لا يعني اختفاء هذا التيار من صفوف حزب الليكود، فهو لا يزال يتمتع بحضور قوي في حزب الليكود من خلال شخصيات مثل الوزير دودي أمسالم (وزير التعاون الإقليمي)، وأعضاء الكنيست عميت هاليفي (عرّاب مشروع قرار تقسيم المسجد الأقصى)، وماي جولان، ونسيم فيتوري، وأرييل كيلنر، وأفيخاي بوآرون.
ويمكننا القول اليوم إن نتنياهو بتصريحاته الأخيرة يكشف انضمامه الكامل لهذا التيار ليعلن تقريبا أن حزبه أصبح جزءا من تيار الصهيونية الدينية ويحمل أفكاره ويروج لها.
نتنياهو كان يعلم أبعاد كلامه، وكان يقصد كل كلمة قالها في هذه المقابلة، فهو يعلم أن عبارة "إسرائيل الكبرى" أو "أرض الميعاد" تشمل أراضي دول كان يتفاخر دائما بعلاقته الدبلوماسية معها، وعلى رأسها الأردن، ومصر الملتزمتان باتفاقيات سلام مع إسرائيل، إضافة إلى أجزاء من السعودية التي لطالما تبجح بسعيه لإقامة علاقات دبلوماسية معها، فضلا بالطبع عن لبنان، وسوريا، والعراق.
وبذلك فإن نتنياهو إذ يعلن التزامه بهذه الرؤية فإنه يذهب إلى درجة إعلان تحلله من أي التزامات مسبقة لدولته سواء مع دول الإقليم أو العالم.
لا يمكن لنتنياهو التظاهر بأنه – على سبيل المثال – لم يكن يقصد "إسرائيل الكبرى" بمفهومها التوراتي، حتى وإن حاول هو أو بعض حلفاء إسرائيل أو المدافعون عنها التخفيف من وطأة تصريحاته تلك، وذلك لأن تصريحاته جاءت في إطار التعليق على تميمة "إسرائيل الكبرى" التي أهداه إياها شارون غال خلال المقابلة، وهي تميمة تحمل خريطة إسرائيل الكبرى التي تشمل أجزاء من تلك الدول العربية.
ورد نتنياهو على ذلك لم يكن مجرد تعبير دبلوماسي أو حتى إشارة عامة، وإنما كان تعبيرا عميقا عن قناعة مطلقة، وذلك ما تمثله كلمة "جدا" التي استعملها مرتين، إضافة إلى انطلاقه بعدها فورا لاستذكار والده والجيل المؤسس للدولة بشكل عاطفي يضفي صبغة أيديولوجية عميقة على هذا المفهوم.
ولعل موقف الأردن الذي سارع بالاحتجاج على هذه التصريحات ورفضِها مؤشرٌ على شعور الأردن بالتهديد المباشر من هذه التصريحات، وهذا يعني أن رسالة نتنياهو وصلت بالفعل، وأنها فُهِمَت بالضبط كما كانت دون مواربات ولا تبريرات، وخاصة على الصعيد الرسمي.
والواجب الآن على المحيط الإقليمي الرسمي أن يتعامل مع هذه التصريحات باعتبارها تشكل اتجاها سياسيا إسرائيليا رسميا جديدا لم يعد مقصورا على سموتريتش وبن غفير.
هذا الاتجاه العدائي الواضح تجاه المحيط العربي يستلزم وقفة جادة في وجهه قبل أن يستفحل الأمر أكثر من ذلك، وهذه الوقفة ينبغي أن تتجاوز التنديدات والتصريحات السياسية والإعلامية إلى إجراءات حقيقية على الأرض، أولها وأهمها كشف ضعف الموقف الإسرائيلي في حال واجهَ محيطا عربيا وإسلاميا موحدا، والملف الوحيد الذي يمكن أن يقلب المعادلة هنا هو كسر الحصار على غزة دون أي اعتبار لموافقة أو رفض نتنياهو ومستوطني حكومته.
إعلانأما إن بقي الموقف العربي الباهت الضعيف على ما هو عليه، فإن نتنياهو سيتمادى أكثر وأكثر، وما دام اليوم قد كسر الخطوط الحمراء بإعلان التزامه العميق برؤيته التوراتية لإسرائيل الكبرى على حساب الدول العربية المجاورة، فإن الصمت والخذلان سيغريانه بتجاوز خطوط أخرى، وتحويل الهوس الديني الذي يمثله اليوم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وعميحاي إلياهو بأن يصبح الخط الرسمي لإسرائيل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline