قاعدة أميركية سرية كشفتها حرب غزة في صحراء القنب
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
قبل شهرين من شن حركة حماس هجوما مباغتا وغير مسبوق على إسرائيل، منحت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عقدا بعشرات الملايين من الدولارات لبناء منشآت للقوات الأميركية في قاعدة سرية بإسرائيل.
وتقع هذه القاعدة الأميركية السرية في قلب صحراء النقب، وعلى بعد 32 كيلومترا من الحدود مع قطاع غزة المحاصر، وفق ما ذكر موقع "إنترسيبت" الإخباري الأميركي.
وتحمل القاعدة اسما رمزيا هو "الموقع 512"، وهي قاعدة قديمة وليست جديدة، لكنها برزت على السطح في حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
والقاعدة عبارة عن منشأة رادار تراقب السماء، حيث ترصد الصواريخ البعيدة المدى التي قد تتجه صوب إسرائيل.
لكن في يوم 7 أكتوبر، عندما أطلقت حركة حماس آلاف الصواريخ، لم يلاحظ "الموقع 512" أي شيء، لأنه يركز على إيران التي تقع على بعد أكثر من 1100 كيلومتر، وفق انترسيبت.
ويمضي الجيش الأميركي بهدوء في أعمال توسيع القاعدة "الموقع 512".
وتقع القاعدة على قمة جبل "هار كيرين" في النقب، وتشمل ما تصفه السجلات الأميركية بـ"منشأة دعم الحياة"، ويتحدث العسكريون على هياكل تشبه الثكنات للعاملين في القاعدة.
ورغم تأكيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، والبيت الأبيض أنه لا خطط لإرسال قوات أميركية إلى إسرائيل في خضم حربها مع حماس، لكن الحضور العسكري الأميركي السري موجود بالفعل في الدولة العبرية.
وتظهر الوثائق الأميركية للعقود والميزانيات أن هذا الوجود يزداد بوضوح.
العقد طرف الخيط ولم يتم الإبلاغ عن عقد المنشأة الجديدة في القاعدة ولم تذكر تقارير الصحافة شيئا عليها من قبل، علما بأن تكلفة العقد بلغت 35.8 مليون دولار، وفقا للموقع.
وكل في ما الأمر أن "البنتاغون" تحدث في مطلع أغسطس الماضي عن المنشأة الجديدة بشكل غير مباشر في قائمة العقود التي منحها في برامج شتى.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها وزارة الدفاع الأميركية لإخفاء حقيقة الموقع، ووصفته في سجلات أخرى بأنه مجرد "مشروع عالمي سري"، لكن مراجعة الوثائق التي أجراها الموقع الإخباري الأميركي كشفت عن أنه جزء من القاعدة "الموقع 512".
السبب وراء الأمر ويقول كبير المحللين في برنامج مكافحة الإرهاب بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه" سابقا، بول بيلر، إن الولايات المتحدة تعامل بعض الأشياء على أنها أسرار حكومية، وليس من أجل ألا يكتشف العدو وجودها.
وأضاف أن هناك أسبابا دبلوماسية وسياسية تمنع الولايات المتحدة من الإعلان عن وجود هذه الأشياء مثل القاعدة "الموقع 512".
وقال الضابط السابق الذي لا يملك معرفة محددة بهذه القاعدة، إنها ربما تستخدم في دعم عمليات في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، والاعتراف بوجودها داخل إسرائيل، سيكون أمرا غير مريح.
والإقرار بوجود عسكري أميركي في إسرائيل نادر، وجاء قبل هذه الحرب مرة واحدة في عام 2017، عندما افتتحت الدولتان موقعا عسكريا اعتبرته منصة "صوت أميركا" الممولة حكوميا أول قاعدة عسكرية أميركية على الأراضي الإسرائيلية
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
خطة أميركية للإجلاء من إسرائيل ودول أوروبية تعيد مئات من مواطنيها
أعلن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي اليوم الأربعاء خطة لإجلاء الرعايا الأميركيين جوا وبحرا، في حين أكدت دول أوروبية عدة إعادة مئات من مواطنيها من إسرائيل مع احتدام الصراع مع إيران.
وأضاف هاكابي -في منشور على منصة إكس- أن السفارة الأميركية تعمل على ترتيبات الإجلاء، وحث الأميركيين في إسرائيل على التسجيل للحصول على أحدث المستجدات من خلال برنامج السفر التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
واليوم، أفاد موقع "جويش إنسايدر" بأن 45 عضوا من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، في مجلس النواب الأميركي حثوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو على إجلاء الأميركيين من إسرائيل.
وأوضح الموقع أن النواب طالبوا بمعلومات حول جهود إجلاء الأميركيين من إسرائيل، مشيرا إلى أن المجموعة من أعضاء مجلس النواب من الحزبين وصفوا رد وزارة الخارجية على الأميركيين العالقين في إسرائيل بأنه غير كاف حتى الآن.
ويأتي هذا في أعقاب إعلان السفارة الأميركية في إسرائيل أمس الثلاثاء أنها غير قادرة على إجلاء مواطنيها، مشددة على أنها ليست في وضع يسمح لها في الوقت الحالي بإجلاء الأميركيين أو مساعدتهم مباشرة في مغادرة إسرائيل.
وسبق أن أعلنت السفارة الأميركية أول أمس الاثنين حدوث بعض الأضرار الطفيفة نتيجة سقوط صاروخ إيراني بالقرب من فرع السفارة في تل أبيب، مؤكدة عدم وقوع إصابات في صفوف الموظفين الأميركيين.
ويتزامن هذا مع مواصلة عدة دول إجلاء رعاياها في ظل المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران، إذ قالت بريطانيا إنها ستسحب مؤقتا أفراد عائلات الموظفين في سفارتها وقنصليتها في إسرائيل "نظرا للمخاطر الكبيرة الناجمة" عن الصراع بين إيران وإسرائيل.
كما أجلت اليونان 105 من رعاياها، إلى جانب مواطنين من ألبانيا والنمسا وبلجيكا وألمانيا وقبرص وجورجيا فضلا عن المجر وإيطاليا وليتوانيا ورومانيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة، وفق بيان لوزارة الخارجية اليوم.
إعلانمن جهتها، قالت الخارجية الألمانية إنه من المتوقع أن تنقل ألمانيا نحو 200 شخص عبر رحلة تجارية مستأجرة من الأردن، مشيرة إلى أن رحلة ثانية من عمّان مقررة الخميس.
وفي روما، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن بلاده وفرت رحلات جوية للمواطنين الإيطاليين الراغبين في مغادرة إسرائيل.
كما قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي عبر منصة إكس إن دفعة أولى من البولنديين تمكنوا من العودة إلى وطنهم، ومن المقرر أن تنطلق رحلة أخرى الخميس للغاية عينها.
وقد نصحت السفارة الصينية في إسرائيل في وقت سابق مواطنيها بمغادرة إسرائيل عبر المعابر الحدودية البرية في أسرع وقت ممكن، نظرا لتدهور الوضع الأمني واستمرار إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.
وفي حين أجلت روسيا مواطنيها من إيران مع تصاعد التوترات بين تل أبيب وطهران، أعلنت مفوضة حقوق الإنسان الروسية أن مجموعة مكونة من 86 شخصا أجلوا إلى أذربيجان يوم السبت الماضي.
وفي اليابان، قالت شبكة فوجي التلفزيونية اليوم إن الحكومة بدأت في اتخاذ الترتيبات لإرسال طائرة عسكرية إلى جيبوتي في إطار جهودها لمساعدة المواطنين اليابانيين في إيران وإسرائيل على الإجلاء.
كما أوصت الحكومة الكندية مواطنيها بعدم السفر إلى بعض البلدان في الشرق الأوسط، بسبب المواجهة بين إسرائيل وإيران.
ومنذ فجر الجمعة الماضي، شنت إسرائيل هجمات واسعة على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا، وفق التلفزيون الإيراني.
ومساء اليوم ذاته، ردت إيران بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت حتى ظهر أول أمس الاثنين نحو 24 قتيلا ومئات المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، وفق تقارير إسرائيلية.