في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين على مختلف الجبهات، من التنافس الاستراتيجي في مجال التكنولوجيا إلى الجغرافيا السياسية والتجارة، قال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، إن “الانفصال ليس خيارًا” وأنه يجب على البلدين خفض حدة التوتر وإدارة اختلافاتهما الاستراتيجية.

لقاء نادر بين نيوسوم وشي

أعرب نيوسوم عن رأيه بعد لقائه بالزعيم الصيني شي جين بينج خلال زيارة استغرقت أسبوعًا إلى الصين. وقال مكتبه في منشور على منصة X، تويتر سابقًا، إن الزيارة ركزت على العمل من أجل المناخ والتنمية الاقتصادية والسياحة.

وأضاف نيوسوم لـ “سي إن إن”: "علينا أن نخفض حدة التوتر. علينا أن ندير اختلافاتنا الاستراتيجية. علينا أن نتصالح مع خطوطنا الحمراء الاستراتيجية".

أهمية كاليفورنيا في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين

تحظى كاليفورنيا، التي تشكل 14% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الأول من عام 2023، بمصلحة كبيرة في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. فالصين هو أكبر شريك تجاري للولاية، حيث بلغ حجم التجارة ذهابًا وإيابًا بينهما نحو 166 مليار دولار في عام 2022، وفقًا للإحصاءات الرسمية للولاية.

وقال نادر إبراهام، باحث في مؤسسة هودسون، إن كالفوران هو “أكثر من مجرد ولاية”، فهو “أكبر سوق في العالم” و"مركز للابتكار والتكنولوجيا”.

إشارات إلى تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين

كان نيوسوم أول حاكم أمريكي يلتقي شي منذ أكثر من ست سنوات، في ظل تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب واستمرارها في عهد الرئيس الحالي جو بايدن.

ولكن قال نيوسوم، إن لقائه مع شي يشير إلى أن هناك بعض التطبيع في العلاقة الباردة بين أكبر اقتصادين في العالم. وتلت لقاء نيوسوم مع شي لقاء آخر بين شي ومجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. واعتبر المحللون هذه اللقاءات علامات على أن الولايات المتحدة والصين تسعيان إلى تحسن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة والصين دونالد ترامب ولاية كاليفورنيا

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن حربًا على قوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات الأمريكية

نيويورك: إسلام الشافعي
في خطوة تعيد رسم خريطة تنظيم الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا بعنوان «ضمان إطار وطني للسياسة الخاصة بالذكاء الاصطناعي»، يهدف إلى ترسيخ هيمنة واشنطن في هذا القطاع عبر تقليص سلطة الولايات في سنّ قوانينها المنفردة. يأتي الأمر استكمالًا لمسار بدأه ترامب في يناير 2025 بالأمر التنفيذي 14179 «إزالة العوائق أمام قيادة أمريكا في الذكاء الاصطناعي»، الذي ألغى عددًا من سياسات الإدارة السابقة واعتبر أنها تعرقل صناعة الذكاء الاصطناعي وتكبّل الابتكار.

يقدّم الأمر التنفيذي الجديد رؤية واضحة: الولايات المتحدة تخوض سباقًا عالميًا على الريادة في الذكاء الاصطناعي، وأي «ترقيع تنظيمي» على مستوى الولايات من شأنه إضعاف الشركات الأميركية في مواجهة منافسيها الدوليين. الإدارة ترى أن تعدد القوانين بين ٥٠ ولاية يخلق عبئًا تنظيميًا معقدًا، خاصة على الشركات الناشئة، ويحوّل الامتثال القانوني إلى متاهة مكلفة تهدد الاستثمارات التي تقول الإدارة إنها بلغت تريليونات الدولارات في هذا القطاع داخل الولايات المتحدة.

يلفت الأمر التنفيذي النظر بشكل خاص إلى تشريعات بعض الولايات، وعلى رأسها قانون في كولورادو يستهدف «التمييز الخوارزمي» في أنظمة الذكاء الاصطناعي. ترامب يهاجم هذا النوع من القوانين بوصفه محاولة لفرض «انحياز أيديولوجي» على النماذج، بل يذهب إلى القول إن متطلبات تجنّب «الأثر التفاضلي» على الفئات المحمية قد تجبر الأنظمة على تقديم نتائج خاطئة أو غير دقيقة من أجل استيفاء الاعتبارات القانونية.

لتنفيذ هذه الرؤية، يكلّف الأمر التنفيذي وزارة العدل بإنشاء «فريق تقاضٍ للذكاء الاصطناعي» تكون مهمته الوحيدة الطعن في قوانين الولايات التي تتعارض مع السياسة الفدرالية الجديدة، سواء بحجة انتهاك سلطة الحكومة الاتحادية في تنظيم التجارة بين الولايات، أو بحجة تعارضها مع اللوائح الفدرالية القائمة، أو أي أسباب قانونية أخرى تراها الوزارة مناسبة. بالتوازي، يطلب من وزارة التجارة إعداد تقييم شامل لقوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات، مع تحديد تلك التي تُلزم النماذج بتعديل مخرجاتها الصحيحة أو تجبر المطورين على إفصاحات يُحتمل أن تصطدم بالتعديل الأول للدستور الأمريكي وحماية حرية التعبير.

أحد أكثر بنود الأمر إثارة للجدل هو ربطه بين موقف الولايات التشريعي من الذكاء الاصطناعي وبين إمكانية حصولها على تمويل اتحادي في مجالات حيوية، مثل برنامج «الإنصاف في النطاق العريض وإتاحته ونشره» (BEAD) المخصص لتوسيع الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة. فالأمر التنفيذي يفتح الباب أمام حرمان الولايات ذات القوانين «المُرهِقة» من بعض التمويل غير المخصص للبنية التحتية المباشرة، بذريعة أن البيئة التنظيمية المجزأة تهدد انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعتمدة على الشبكات فائقة السرعة وتعطّل هدف تحقيق اتصال شامل للمواطنين.

ويمضي الأمر أبعد من ذلك، إذ يدعو هيئات فدرالية مثل لجنة الاتصالات الفدرالية ولجنة التجارة الفدرالية إلى بحث وضع معايير وطنية ملزمة للإبلاغ والإفصاح عن نماذج الذكاء الاصطناعي، تكون لها الأسبقية على القوانين المتعارضة في الولايات، وإلى توضيح متى تُعتبر قوانين الولايات التي تفرض تعديل المخرجات «الحقيقية» للنماذج نوعًا من الإلزام بالسلوك المضلِّل المحظور بموجب قانون التجارة الفيدرالي.

في الخلفية، تلوّح الإدارة أيضًا بمسار تشريعي طويل الأمد؛ إذ يوجّه الأمر المستشار الخاص بالذكاء الاصطناعي والتشفير، ومستشار الرئيس للعلوم والتكنولوجيا، لإعداد مشروع قانون يضع إطارًا فدراليًا موحدًا للذكاء الاصطناعي يَسمو على قوانين الولايات المتعارضة مع هذه السياسة، مع استثناءات تتعلق بحماية الأطفال، والبنية التحتية للحوسبة، واستخدام الحكومات المحلية للذكاء الاصطناعي.
بهذا، لا يقتصر الأمر التنفيذي على كونه وثيقة تنظيمية تقنية، بل يتحول إلى محطة جديدة في الصراع بين الحكومة الفدرالية والولايات حول من يملك الكلمة العليا في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي في أميركا، بين من يرى أن التساهل التنظيمي شرطٌ للحاق بالسباق العالمي، ومن يخشى أن يتحول ذلك إلى فراغ رقابي يترك الحقوق المدنية والبيانات الحساسة دون حماية كافية.
و بينما تصف إدارة ترامب هذه الخطوة بأنها ضرورية لحماية الابتكار الأميركي وتفادي “فسيفساء تنظيمية” تعطل الاستثمار، ترى حكومات ولايات ومجموعات حقوقية أن الأمر التنفيذي يضعف طبقة الحماية المحلية التي فُرضت استجابة لمخاوف حقيقية تتعلق بالتمييز الخوارزمي والخصوصية، ما يفتح جولة جديدة من الجدل القانوني والسياسي حول من يملك حق رسم قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
حذّرت حكومات عدد من الولايات من أن الأمر التنفيذي يعتدي على سلطاتها الدستورية في تنظيم شؤون مواطنيها، خصوصًا في مجالات حماية الخصوصية والتمييز في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد مسؤولون في هذه الولايات أن القوانين المحلية لا تستهدف عرقلة الابتكار، بل وضع حدّ لاستخدامات قد تضر بالحقوق المدنية أو تعزز التحيّز ضد مجموعات بعينها.
ومن جانبها، سارعت المجموعات الحقوقية  إلى انتقاد القرار، معتبرة أنه يمنح الشركات التكنولوجية حرية واسعة على حساب آليات المساءلة والشفافية، ويُضعف قدرة الضحايا المحتملين على مواجهة الأضرار الناجمة عن أنظمة خوارزمية متحيزة أو غير شفافة.
وترى هذه المنظمات أن ربط التمويل الفيدرالي بمواقف الولايات التشريعية قد يتحوّل إلى أداة ضغط سياسي تُستخدم لثني المشرّعين المحليين عن سنّ قوانين لحماية المستهلكين.

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • باستثمارات 100 مليون دولار.. اقتصادية قناة السويس توقّع عقد «جاسان جروب» الصينية لإقامة أكبر مجمع متكامل للغزل والنسيج
  • وزير التربية يؤكد أهمية أدوات المتابعة والتقييم للمهارات القرائية والكتابية للصف الأول الأساسي
  • مؤتمر الأمراض الجلدية يؤكد أهمية التوسع في استخدام العلاجات البيولوجية واعتماد بروتوكولات علاجية محدثة
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية التنفيذ الكامل لخطة ترامب للسلام
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية البدء بتشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة
  • تاريخ العلاقات الصينية اليابانية.. عقود من التوتر والتعاون
  • ترامب يعلن حربًا على قوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات الأمريكية
  • "الخريجي" يؤكد أهمية الثقة والحوار والتنمية في صنع السلام
  • أوشاكوف يؤكد غياب المقترحات الأمريكية عن موسكو
  • الولايات المتحدة ترحب بإعادة بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل