نيويورك تايمز: هكذا أخفق قادة إسرائيل بتوقع هجوم حماس المدمر
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن معالم الإخفاق الذريع للقيادات الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية، في استباق هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأت تتضح أكثر فأكثر.
وأضافت نيويورك تايمز، أنها فحصت عشرات الوثائق والأدلة الإسرائيلية الرسمية، وأجرت لقاءات وحوارات عدة مع مسؤولين إسرائيليين وعرب وأوروبيين وأميركيين، والخلاصة التي توصلت إليها هي: أن القيادات العسكرية والأمنية كانت تحاول خلال شهور إنذار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن الأزمة السياسية التي خلقها تضعف البلاد، وتطمع فيها الأعداء، غير أن نتنياهو استمر في المكابرة لدرجة أنه رفض في أحد أيام يوليو/تموز الماضي، لقاء جنرال جاء -ومعه الوثائق- ليحذره من مخاطر أمنية محدقة.
كما خلصت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أخطؤوا لسنوات في تقدير التهديد الذي تشكله حركة "حماس"، وبشكل أكثر خطورة في الفترة التي سبقت الهجوم.
تقييم مخفق
ونقلت الصحيفة عن 5 أشخاص مطلعين على تقييم وفحص ما جرى -تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم- قولهم، إن التقييم الرسمي للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، ومجلس الأمن القومي منذ مايو/أيار 2021 كان يؤكد أن "حماس" ليس لديها مصلحة في شن هجوم من غزة قد يستدعي ردا مدمرا من إسرائيل.
وبدلا من ذلك، قدرت الاستخبارات الإسرائيلية أن حماس ستجتهد في "إثارة العنف" ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها منافستها السلطة الفلسطينية.
وأوضح تقرير نيويورك تايمز أن نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، لطالما اعتقدوا -أيضا- بأن إيران وحزب الله، يمثلان أخطر تهديد لإسرائيل، وذلك أدى إلى تحويل الاهتمام والموارد بعيدا عن مواجهة حماس.
وقالت، إنه في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، قال مسؤولون إسرائيليون كبار، إنهم يشعرون بالقلق من احتمال تعرض إسرائيل لهجوم في الأسابيع أو الأشهر المقبلة على جبهات عدة من "الميليشيات المدعومة من إيران"، لكنهم لم يذكروا أن "حماس" قد تبدأ حربا ضد إسرائيل من قطاع غزة.
كذلك، تتابع الصحيفة، أوقفت وكالات الاستخبارات الأميركية المختلفة جهودها في جمع المعلومات المخابراتية بشأن "حماس" وخططها، لإيمان الأميركيين بأن إسرائيل تستطيع تدبير أمرها مع الحركة.
غرور
وأكدت نيويورك تايمز أن الغرور الإسرائيلي المبني على التفوق التقني الكبير جعلها ترتاح لفكرة أن "المجموعة الإرهابية" -في إشارة إلى حماس- لن تفكر أبدا في مهاجمة إسرائيل؛ لأنها لا تستطيع ألبتة أن تتحرك دون أن تكشفها كل تلك القوة التقنية الجبارة.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن العديد من المسؤولين الكبار في إسرائيل أعلنوا تحملهم مسؤوليتهم في ما جرى، باستثناء نتنياهو، الذي لا يزال يلقي باللائمة على الآخرين لتبرئة نفسه.
وأوضحت الصحيفة بأن ما جرى في السابع من الشهر الجاري ذكّر بما حدث قبل 50 عاما في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، حيث تكررت الأخطاء الاستخباراتية والأمنية والعسكرية نفسها.
وقال التقرير، إن جنرالين إسرائيليين بارزين قدِما إلى الكنيست في 24 يوليو/تموز الماضي، لتقديم تحذير عاجل للجميع بخصوص مخاطر أمنية محدقة بإسرائيل من جهتي الشمال والجنوب، لكن لم يحضر أحد من النواب للقاء، باستثناء نائبين اثنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
زعيم المعارضة الإسرائيلية يعلّق على تسليح الميليشيات في غزة
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الخميس، إنه "بعد أن انتهى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من إعطاء ملايين الدولارات لحماس، انتقل إلى إعطاء الأسلحة للمنظمات القريبة من داعش في غزة".
وأضاف لابيد: "كل ذلك تم بشكل ارتجالي، وكل ذلك من دون تخطيط استراتيجي، وكل ذلك يؤدي إلى المزيد من الكوارث".
وتابع: "الأسلحة التي تدخل غزة ستستخدم في نهاية المطاف ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين".
واختتم بالقول: "يجب على هذه الحكومة أن تعود إلى بيتها".
أثارت تصريحات رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، عن تسليح إسرائيل لعائلات مجرمين في غزة بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جدلا واسعا.
وقال ليبرمان، على منصة "إكس": "لم يتعلم رئيس وزراء السابع من أكتوبر شيئا ويواصل نفس المفهوم الذي قادنا إلى أعظم مذبحة في تاريخ البلاد، لقد دعم نتنياهو حماس لسنوات ورفض الاستماع إلي عندما قلت له إنه من خلال القيام بذلك فإنه يضر بشكل خطير بأمن دولة إسرائيل".
وأضاف: "وها هو الآن يكرر نفس الخطأ وينقل الأسلحة إلى العشائر التابعة لداعش في غزة".
من جانبه، نقل مراسل "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر دفاعية إسرائيلية: "زوّدت إسرائيل ميليشيا مسلحة في غزة ببنادق كلاشينكوف لحماية نفسها من حماس في إطار جهودها لتعزيز جماعات المعارضة في القطاع".
وتابعت: "يقود هذه الميليشيا ياسر أبو شباب، وهو أحد أفراد عشيرة كبيرة في جنوب غزة".
وتقول مصادر دفاعية إن "الأسلحة التي زودت بها إسرائيل عصابة أبو شباب شملت أسلحة استولت عليها إسرائيل من حماس خلال الحرب، وتعمل الميليشيا في رفح، وهي منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية".
وأضافت: "تزعم ميليشيا أبو شباب أنها تؤمن قوافل المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة، بينما اتهم البعض عصابته بنهبها".