تولي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الدولة اهتماما كبيرا بتعزيز الوعي الطلابي بقضايا المناخ، وتحفيز أجيال المستقبل على طرح أفكارهم ومبادراتهم المبتكرة في مجال البيئة والاستدامة، مع استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 28” في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين في مدينة “إكسبو دبي”.

وفي هذا الصدد أطلقت العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الدولة مبادرات لحشد جهود الشباب بما يدعم أهداف الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف “COP 28” ، وتزويدهم بالوعي حول القضايا البيئية المعاصرة ومشاركة الحلول العملية لها، وتمكين الطلبة من الابتكار والتفكير بشكل نقدي وتزويدهم بمهارات تدعم التنمية المستدامة.

وكان ممثلون عن 12 جامعة ومؤسسة للتعليم العالي مقرها دولة الإمارات قد اجتمعوا في شهر أبريل من العام الجاري، لإطلاق شبكة المناخ الجامعية التي تسعى إلى تحفيز مشاركة الشباب في مؤتمر الأطراف “COP28″، ليرتفع بعد ذلك عدد المؤسسات التعليمية التي انضمت إلى الشبكة ليصل الآن إلى نحو 32 مؤسسة تعليمية.

كما تستضيف جامعة “نيويورك أبوظبي” مؤتمر الطاقة الطلابي 2023 خلال الفترة من 29 نوفمبر إلى الأول من ديسمبر المقبلين، وذلك على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 28”.

ويقود مؤتمر الطاقة الطلابي مجموعة من طلاب جامعة نيويورك أبوظبي ويجمع 650 من الشباب من 120 دولة، لتعزيز جهود التعاون للوصول إلى حلول الطاقة المبتكرة.

ويتعاون فريق مؤتمر الطاقة الطلابي مع الشركاء المحليين الرئيسيين لرفع مستوى الوعي حول موضوعات الطاقة في دولة الإمارات، بما في ذلك استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 ورؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، وينتهي المؤتمر الطاقة الطلابي بفعالية ختامية رسمية في المنطقة الخضراء لمؤتمر الأطراف COP 28 في 1 ديسمبر المقبل.

وفي سياق مبادرات مؤسسات التعليم العالي في مجال المناخ أيضا، أطلقت جامعة السوربون أبوظبي في شهر ديسمبر من العام الماضي مبادرة بعنوان “Go Green 2023″، تهدف إلى المساهمة في نشر الوعي بين المجتمع الجامعي حول مواضيع تغير المناخ، وتنمية قدرات الطلبة وتعزيز مشاركتهم في العمل على تطوير المبادرات التي تعالج التغير المناخي والتحديات البيئية، سعياً إلى دفع الجهود والمساهمة في العمل من أجل الوصول إلى مستقبل أكثر استدامة.

وتركّز المبادرة، على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في خفض البصمة الكربونية، وتنظيم أنشطة المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وإطلاق أبحاث تعاونية في مجال البيئة.

كما أطلقت جامعة السوربون أبوظبي في شهر مايو الماضي مبادرة “Youth COP” التي تعد بمثابة دعوة إلى الطلبة وأجيال المستقبل للمشاركة في العمل المناخي العالمي، وذلك بمناسبة استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 28” العام الجاري.

وتأتي “Youth COP” كجزء من مبادرة “Go Green 2023” وتم تطوير هذه المبادرة للسماح للطلاب من جميع أنحاء العالم للمشاركة في “COP 28” من خلال محاكاة للمناقشات، حيث سيقوم الطلاب بإعداد وثيقة طموحة وشاملة لمعالجة الموضوعات الملحة، وسيتعاون 25 فريقًا تضم 75 طالبا في حدث تفاوضي حول الموضوعات المتعلقة بالمناخ.

كما سيقوم الطلاب المختارون بتطوير وثيقة مشتركة ستصبح “دعوة للعمل من جامعة السوربون أبوظبي إلى أجيال المستقبل” سيتم تقديمها في “COP 28”.

وحرصت جامعات الدولة على إطلاق برامج أكاديمية متخصصة في مجال البيئة، فقد حققت جامعة زايد إقبالاً استثنائياً في التسجيلات لبرنامج البكالوريوس في علوم الاستدامة مع استقبال الدفعة العام الدراسي 2023 – 2024، حيث شهد هذا البرنامج، الذي تم إطلاقه عام 2022، زيادة كبيرة بنسبة 140% في الطلب مع استقباله الدفعة الثانية من الطلبة الجدد.

ويجمع برنامج البكالوريوس في علوم الاستدامة ما بين التكنولوجيا والبيئة والأعمال والسياسات العامة لتطوير مهارات متعددة يحتاجها الطلبة لمواجهة التحديات المتجددة على المستويين المحلي والدولي، ويقدم تخصصات متقدمة في المواضيع المتعلقة بالبيئات المستدامة، والسياسات المستدامة، وغيرها من المشروعات، ويتسم تصميمه بالدمج بين العلوم الأكاديمية والخبرة العملية الميدانية في موضوع الدراسة.

كما أطلقت جامعة زايد برنامج ماجستير علوم البيئة والاستدامة بهدف تزويد الخريجين بالمعرفة والمهارات الأساسية لمواجهة التحديات البيئية حول العالم، وهو يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للدولة وسعيها لتلبية الطلب المتزايد على تأهيل الخبراء والمهنيين والمختصين بمواجهة التحديات البيئية على المستويين المحلي والعالمي.

كما أعلنت “أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية”، بالتعاون مع “مبادلة” و”أدنوك”، إطلاق مركز الدبلوماسية المناخية، بهدف إرساء بيئة داعمة للأبحاث المناخية، والتأكيد على أهمية الجهود البحثية في تعزيز السياسة الخارجية للدولة بشأن تغير المناخ، ودفع عجلة العمل المناخي.

وتشمل الأهداف الرئيسية للمركز تعزيز التعاون والتنسيق مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، ضمن إطار أجندة بحثية مشتركة، لتأسيس مركز إقليمي للأبحاث المناخية؛ حيث سيتم في هذا السياق تنظيم جلسات إحاطة دورية لاستعراض النتائج، والتطلعات مع ممثلي الحكومات والشركاء الاستراتيجيين، فيما يسعى المركز لإرساء الشراكات مع القطاعين العام والخاص لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الحياد المناخي وإزالة الكربون.

وتم إطلاق “مركز الدبلوماسية المناخية” تماشياً مع الأولويات العالمية التي سيتم إبرازها ضمن مؤتمر “COP28″، وسيمثل منصة مستدامة ورئيسية للخبراء والباحثين وصانعي السياسات، للتعاون والتباحث في التحديات التي فرضتها الأزمة المناخية المتصاعدة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بشأن تغیر المناخ مؤتمر الأطراف دولة الإمارات فی مجال

إقرأ أيضاً:

ياسمين فؤاد سكرتير تنفيذيا جديدا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر

سطرت وزارة البيئة فصلا جديدا من قصة نجاح مصر في مهاداة العالم نخبة أبنائها الاكفاء لدعم العمل الدولي بخبراتهم المميزة، حيث رحبت وزارة الخارجية بإعلان أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن اختيار الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية لتولى منصب وكيل السكرتير العام السكرتير التنفيذى الجديد لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ( UNCCD )، وذلك بعد التشاور مع مكتب مؤتمر الأطراف للإتفاقية ، حيث من المقرر أن تخلف سيادتها في هذا المنصب السيد إبراهيم ثياو من موريتانيا، وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن بالغ امتنانه لخدمته المخلصة والتزامه الكبير تجاه المنظمة.

وتشغل الدكتورة ياسمين فؤاد منصب وزيرة البيئة في مصر وذلك منذ عام 2018، حيث قادت دفة التغيير التحولي في قطاع البيئة في مصر من خلال خلق بيئة تمكينية أكثر توجهاً نحو تشجيع دور القطاع الخاص ، ودمج إبعاد الاستدامة البيئية في خطط الاستثمار القومية ، كما تمتلك العديد من الخبرات في الدبلوماسية البيئية وتتمتع بخبرة تزيد عن ٢٧ عامًا في مجالات الحوكمة البيئية، وموضوعات البيئة العالمية، والدبلوماسية المناخية الدولية. وتتمتع بسجل حافل في تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والمنهجية لبرامج التنمية المستدامة، وربطها بالتحديات البيئية على الصعيدين الوطني والدولي، مثل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي وتدهور الأراضي وحوكمة المياه الدولية.

فعلى الصعيد الدولى، قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد دورًا محوريًا في التعاون البيئى متعدد الأطراف، حيث ترأست سيادتها مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي (CBD-COP 14) خلال الفترة من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢١، كما شغلت منصب المنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (UNFCCC COP27) بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢. وقد شاركت في قيادة التوافق على صياغة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي حتى عام ٢٠٣٠، وقد أسهمت بشكل بارز في دفع العمل بالمبادرات العالمية الخاصة بالتكيّف، والأمن الغذائي، والزراعة، والحلول القائمة على الطبيعة خلال مؤتمر COP27 ، كما قادت المبادرة العالمية الرئاسية التي تربط بين اتفاقيات ريو الثلاثة ، والتي أُطلقت خلال مؤتمر CBD COP14، واستكملت الدعوة إلى تحقيق التكامل بين التنوع البيولوجي والإدارة المستدامة للأراضي خلال مؤتمري COP27 وCOP28  . كما قادت وشاركت في تيسير مفاوضات تمويل المناخ في خمسة مؤتمرات للمناخ، ممثلة مصالح الدول النامية بالتعاون مع شركاء التنمية من الدول المتقدمة.

وعلى الصعيد الإقليمى ، شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد في لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ (CAHOSCC) عام ٢٠١٥ وكذلك مؤتمر الوزراء الأفارقة المعنيين بالبيئة (AMCEN) خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠١٧، بصفتها مساعد وزير البيئة للتنمية المستدامة والتعاون الإقليمي والدولي. ولعبت دورًا محوريًا في الإعداد الفني والتنسيق لمبادرتي التكيف الإفريقية والطاقة المتجددة الإفريقية. كما شاركت في رئاسة لجنة توجيه البرامج الرائدة الإقليمية التابعة للشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (النيباد)، والتي تشمل الإدارة المستدامة للأراضي، ومكافحة التصحر، والتنوع البيولوجي، والتكيف مع تغير المناخ القائم على النظم البيئية.

وعلى الصعيد الأكاديمى، عملت الدكتورة ياسمين فؤاد كطالبة زائرة في جامعة كولومبيا، في معهد الأرض، حيث شاركت في تصميم مركز التميز للتكيف مع تغير المناخ في مصر، وأسهمت في إعداد أوراق سياسية حول تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتحمل وزيرة البيئة المصرية درجة الدكتوراة في العلوم السياسية- الدراسات الاورومتوسطية ، ودرجة الماجستير في العلوم البيئية. وهي تتقن اللغتين العربية والإنجليزية.

طباعة شارك لمكافحة التصحر ياسمين فؤاد التعاون البيئى

مقالات مشابهة

  • ابراهيم جابر: قطع العلاقات مع “الامارات” مستمر حتى (….)
  • منصب جديد لـ مصر .. ماهى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر؟
  • جامعة نيويورك أبوظبي تحتفي بخريجي دفعة 2025
  • ياسمين فؤاد سكرتير تنفيذيا جديدا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
  • “مديرية الدفاع المدني” تعزز جهودها في موسم حج 1446 هـ لسلامة ضيوف الرحمن
  • “تريو آيل” بتصاميم “ميسوني”… سكن راقٍ بمستوى غير مسبوق
  • حملة توعوية بصحم تعزز الوعي بتأثير وسائل التواصل على القيم العُمانية
  • “أمان” الدورية الذكية المغربية تعزز الأمن الحضري بتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • كلية الطب جامعة بني سويف تنُظم المؤتمر العلمي الطلابي الأول
  • “الموارد البشرية” تعزز الضمان الاجتماعي ببرامج شاملة لتحسين جودة حياة المستفيدين