اهتمام واضح بمشروعات تنمية السياحة المحلية.. وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية

%7.4 النمو السنوي المتوقع للسياح في الفترة من 2023-2027

139 مليون ريال التكلفة الاستثمارية في المنشآت الفندقية في العامين الأخيرين

توقعت الشركات العاملة في قطاع الضيافة والفنادق انتعاش السياحة بسلطنة عمان في الربع الأخير من العام بالرغم من الظروف الجيوسياسية المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، مبدية استعدادها لاستقبال السياح من مختلف دول العالم.

وقالت: إن الجو المعتدل الذي تتميز به محافظات السلطنة في الأشهر القادمة يجذب السياح وخاصة الأوروبيين وأبناء دول الخليج، كما أن الفعاليات التي تنظمها وزارة التراث والسياحة في أغلب المحافظات في الموسم الشتوي تساهم في انتعاش السياحة الداخلية، وتحقق عوائد مالية جيدة للبلد ولأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفر فرصا وظيفية مؤقتة للمواطنين، وتقلل من الموسمية في بعض المقاصد السياحية، وتعرّف بالثقافة المحلية لكل ولاية.

وأبدت فنادق الخليج "عمان" تفاؤلها الحذر بسبب تحسن معنويات الأعمال والسفر الترفيهي، موضحة أن الظروف السيئة في المنطقة قد تؤثر على قطاع السفر والسياحة نوعا ما.

وقالت العالمية لإدارة الفنادق: إن فندق "شيدي" مستعد لاستقبال السياح خلال الأشهر القادمة التي تتميز بدرجات الحرارة المعتدلة، بعد أن استطاع في المواسم الماضية بناء قاعدة كبيرة من السياح. مؤكدة على مواصلتها لفتح أسواق جديدة للحفاظ على مكانتها التسويقية مما ينعكس بشكل إيجابي على النتائج المالية السنوية.

ونبهت إلى أن وزارة التراث والسياحة استطاعت تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية عالمية للاجتماعات والفعاليات المختلفة.

وكانت الشركات قد حققت أداء جيدا في الربع الثالث من العام مدفوعا بتدفق السياح إلى محافظة ظفار بشكل خاص في فترة الخريف.

وتشير التقارير الدولية الصادرة عن "بي إم أي" التابعة لوكالة فيتش للأبحاث الاقتصادية إلى ارتفاع أعداد السياح القادمين إلى سلطنة عمان خلال هذا العام بنحو 3.5 مليون سائح بزيادة قدرها 20.8٪ مقارنة بالعام الماضي. كما أن النمو السنوي المتوقع على المدى المتوسط في الفترة من 2023-2027 يبلغ 7.4٪ مع استمرار الطلب على السياحة الترفيهية والتجارية، ودعم الانتعاش الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط التي تسرع بدورها من الانتهاء من بعض المشاريع بالقطاع السياحي.

ويعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة والمستهدفة في خطة التنويع الاقتصادي ورؤية عمان 2040 التي تسعى إلى الوصول بـ11 مليون زائر في 2040 من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع السياحية المتنوعة في أغلب المحافظات.

وكان إجمالي الإنتاج السياحي في سلطنة عمان سجل ارتفاعا بنسبة 47% ليصل إلى 1.9 مليار ريال بنهاية العام الماضي مقارنة بـ1.3 مليار ريال في 2021، كما سجل القطاع السياحي قيمة مضافة مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام الماضي بلغت 1.1 مليار ريال عماني من 804.9 مليون ريال عماني في عام 2021م، بينما بلغت مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 2.4%. كما أن السياحة الداخلية أو المحلية في سلطنة عمان أسهمت بما نسبته 68% في رفد الإنتاج السياحي أي ما يعادل 1.3 مليار ريال عُماني خلال العام الماضي.

المنتجات السياحية

وتكتسب سلطنة عمان الزخم السياحي من خلال المقومات السياحية التي تشتهر بها من جبال شامخة وشواطئ ممتدة وصحارٍ ذهبية وغيرها، ولذلك تسعى وزارة التراث والسياحة إلى تطوير المنتجات السياحية الملائمة لهذه التضاريس مثل سياحة المغامرات التي من المقرر الانتهاء منها بحلول عامي 2025 و2026.

وتتضمن خطة الوزارة لتطوير هذا المنتج 43 مشروعا ما بين قصيرة وطويلة المدى، إذ من المقرر تنفيذ بعضها من قبل القطاع الخاص. ويبلغ عدد المشروعات التي يتم تطويرها لتكون مزارا سياحيا لمحبي سياحة المغامرات 15 مسارا جبليا في الجبل الأخضر وجبل شمس ووادي بني عوف، إضافة إلى العديد من الأسلاك الانزلاقية في المرتفعات الجبلية، واحد منها في محافظة مسندم الذي تم تدشينه مؤخرا.

كما تخطط الوزارة حاليا إلى جعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات العالمية لاستقطاب السفن السياحية واليخوت من خلال استثمار الشريط الساحلي الممتدة بنحو 3165 كم مربع، والمناطق القريبة من الموانئ التي تزخر بقومات طبيعية فريدة، إضافة إلى الاستفادة من الموانئ والبنى الأساسية المتوفرة حاليا في عدد من المدن في مثل صلالة، والدقم، وصور، ومصيرة وغيرها.

وتسعى حاليا إلى الترويج عن نمط جديد للسياحة التي نشطت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج وهي سياحة الأعراس، بجانب الأنماط الأخرى مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات، وسياحة المغامرات، وغيرها، وذلك لجعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات السياحية الجاذبة لسياحة الأعراس، إذ بدأت الوزارة بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة تقديم كافة التسهيلات لاستقطاب هذه الأنماط السياحية باعتبارها رافدا حقيقيا للسياحة بالسلطنة وأحد مصادر الدخل المباشرة للمنشآت الفندقية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وشركات السفر والسياحة.

الاستثمارات في القطاع

وكانت وزارة التراث والسياحة قد كشفت عن عدد المشاريع السياحية الجاري تنفيذها في مختلف محافظات سلطنة عمان والبالغ عددها 363 مشروعا بقيمة 2.290 مليار ريال عماني، في الوقت الذي تستهدف فيه الوزارة الوصول بالاستثمارات إلى 3 مليارات ريال في الفترة بين 2021 – 2025 وذلك لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة، وتمكين دور القطاع السياحي لتنمية اقتصاد المحافظات عن طريق المشروعات التي تتواكب مع الميزات النسبية لكل محافظة، وتحقيق الفائدة المرجوة للمجتمعات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ومن بين المشروعات السياحية النوعية التي تبلغ قيمة الاستثمار الكلية فيها حوالي 262 مليون ريال عُماني مشروع حديقة النباتات العُمانية، ومشروع القرية، وجنائن صلالة (مزرعة النارجيل)، كما يجري التحضير حاليا لعدد من المشروعات في جزر الحلانيات والديمانيات واستقطاب علامات فندقية مرموقة مثل مشروع فندق فور سيزنز.

وبلغت التكلفة الاستثمارية في المنشآت الفندقية نحو 139 مليون ريال لـ124 منشأة خلال عامي 2021 – 2022 مثل فندق أفاني في ولاية السيب، وفندق دوسيت D2 في الجبل الأخضر، وفندق إنترسيتي مسقط، وفندق جميرا مسقط. إضافة إلى 120 منشأة للفنادق والشقق الفندقية ونزل الضيافة والتراثية والخضراء وغيرها بقيمة 48.075 مليون ريال.

كما يجري حاليا تنفيذ 127 منشأة فندقية جديدة بتكلفة استثمارية تزيد على 340 مليون ريال، وبتصنيفات تتراوح بين 3 و5 نجوم وشقق فندقية، و113 منشأة فندقية تكلفتها الاستثمارية أقل من 5 ملايين ريال عماني للمنشأة الواحدة بتكلفة تبلغ 102 مليون ريال عماني.

ويبلغ عدد مشروعات تنمية السياحة المحلية التي يجري تنفيذها من خلال البرنامج التنفيذي لخطة التعافي ومن قبل المحافظات 24 مشروعا بقيمة 16.6 مليون ريال عماني، فيما يتم العمل على 14 مشروعا لتطوير واستثمار مواقع التراث والمعالم التاريخية بقيمة استثمارية جارية بلغت 13.8 مليون ريال عماني، فيما بلغ عدد مشاريع دعم المتاحف وبيوت التراث الخاصة 8 مشاريع بقيمة 17 ألف ريال عماني، وبلغ عدد مشاريع إنشاء قاعات عرض متحفية في القلاع والحصون 6 مشاريع بتكلفة بلغت 45 ألف ريال عماني.

المجمعات السياحية المتكاملة

تعد المجمعات السياحية إضافة نوعية للقطاع السياحي في سلطنة عمان التي توفر جميع الخدمات والمرافق في مكان واحد، حيث يستطيع الفرد العيش فيها دون الحاجة للخروج من حدود المجمع، إذ تجمع بين المرافق السكنية والسياحية والترفيهية والرياضية. كما أن إتاحة المجال للمستثمر الأجنبي بالتملك في هذه المجمعات فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال، وفرصة ذهبية لجلب الاستثمارات إلى السلطنة.

وتوفر هذه المجمعات السياحية المتكاملة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة بجانب العائد الاقتصادي المباشر للناتج المحلي، وتثري سلاسل التوريد في القطاع.

ويقدر حجم الاستثمار الكلي في مشروعات المجمعات السياحية المتكاملة بما يقارب 4.3 مليار ريال في المجمعات الجاري تنفيذها و3.1 مليار ريال بمشروعات أخرى مرخص لها في مرحلة ما قبل التنفيذ.

وتتوزع هذه المجمعات في محافظات مسقط وظفار وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة ومسندم، وتوفر 81 منشأة فندقية، و16,576 غرفة فندقية، و2,552 شقة وفيلا فندقية، و42,617 وحدة سكنية، إضافة إلى ملاعب للجولف وعدد من المرافئ والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية.

ومن أهم المجمعات السياحية القائمة مشروع خليج مسقط، والموج، وبر الجصة، وجبل السيفة بمحافظة مسقط، ومنتجع هوانا صلالة بمحافظة ظفار.

قانون السياحة

ويعد قانون السياحة الجديد الذي صدر مؤخرا بمثابة نقلة مرحلية مهمة في تنظيم القطاع، إذ يواكب التغيرات الإقليمية والعالمية، كما يتسم بالمرونة في إجراءات الأنشطة السياحية.

وأعطى القانون وزارة التراث والسياحة الصلاحيات في التصرف ببعض أملاك الدولة الخاصة وذلك بالانتفاع واستثمار المواقع والمناطق السياحية والأراضي ذات الاستخدام السياحي، وإبرام عقود الانتفاع أو الاستثمار أو الإيجار أو التشغيل أو الإدارة بالمنطقة والموقع السياحي أو الأرض ذات الاستخدام السياحي، ومنح صلاحيات أخرى تتعلق برفع جودة المنشآت الفندقية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التراث والسیاحة ملیون ریال عمانی القطاع السیاحی العام الماضی ملیار ریال سلطنة عمان إضافة إلى من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة والآثار يشهد إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين للملك أمنحتب الثالث

شهد شريف فتحي وزير السياحة والآثار خلال زيارته اليوم لمدينة الأقصر لتفقد عدد من المواقع الأثرية، إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين من الألبستر للملك أمنحتب الثالث وذلك بعد ترميمهما وإعادة تركيبهما ورفعهما بموقعهما الأصلي بالصرح الثالث بالمعبد الجنائزي للملك بالبر الغربي بالأقصر، يرافقه الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وبحضور الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار و رنا جوهر مستشار الوزير للعلاقات الخارجية والمشرف العام على الإدارة العامة للمنظمات الدولية للتراث الثقافي والتعاون الدولي، اطوالأستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور بهاء عبّد الجابر مدير عام منطقة آثار البر الغربي، والدكتور ديترش راو مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، والدكتورة هوريج سوروزيان مديرة المشروع، والدكتورة نايري هابيكيان مهندسة الموقع، وعدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار بالأقصر.

إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين من الألبستر للملك أمنحتب الثالث

جاء ذلك ضمن أعمال مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون ومعبد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ عام 1998 بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة الذي دعم مبادرة المشروع، وبرنامج (World Monuments Watch) و (World Monuments Fund) اللذين أتاحا تصور مشروع الحفاظ على الموقع عام 1998 والشروع في تنفيذه، وجامعة يوهانس جوتنبرج في ماينتس، بهدف حماية ما تبقى من المعبد وإعادته إلى شكله الأصلي قدر الإمكان.

وقد أسفرت الأعمال عن اكتشاف وترميم وتوثيق وإعادة تركيب ورفع العديد من التماثيل التي كانت موجودة بالمعبد بالإضافة إلي بعض عناصره المعمارية.

وفي كلمته التي ألقاها خلال هذه المناسبة، أعرب شريف فتحي عن سعادته بما شهده اليوم من أعمال واصفاً إياها بالإنجاز الكبير والعمل المتميز الذي يستهدف الحفاظ على وإحياء أحد أهم معالم الحضارة المصرية العريقة، بما يليق بقيمته التاريخية، وبما يسهم في تعزيز مكانة الأقصر كأحد أهم المقاصد السياحية والثقافية على مستوى العالم.


وأكد الوزير أن ما شهده اليوم من أعمال يعكس شغفًا حقيقيًا والتزامًا كبيرًا من جميع المشاركين في هذا المشروع، مشيرًا إلى أن ما تحقق يُعد إنجازًا ملموسًا يبعث إلى الفخر، ويجسد إيمان القائمين عليه برسالتهم وبعظمة الحضارة المصرية وعمقها التاريخي.

كما أشار إلى التعاون المصري الألماني الممتد لسنوات طويلة، مؤكدًا أنه يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي المثمر، ومعربًا عن تطلعه إلى استمرار هذا التعاون البنّاء لسنوات عديدة قادمة بما يخدم أهداف الحفاظ على التراث الإنساني.

وزارة السياحة والآثار تنظم رحلة تعريفية لعدد من خبراء السياحة ومنظمي الرحلات والصحفيين والمؤثرين الفرنسيينوزير السياحة والآثار يبحث تنفيذ برامج سياحية مشتركة مع اليونانوزير السياحة والآثار يبحث مع وفد جايكا دعم برامج تطوير المتحف المصري الكبيروزير السياحة والآثار يعقد سلسلة من اللقاءات المهنية مع عدد من منظمي الرحلات بالسوق الأمريكي

وفي ختام كلمته وجّه الوزير الشكر والتقدير إلى العاملين بالموقع، مثمنًا ما بذلوه من جهود استثنائية في أعمال شاقة، لافتًا إلى أن تعاملهم مع آلاف الأطنان من الأحمال الثقيلة يعكس حجم التحديات التي واجهوها وكأنهم يرفعون مسافات شاسعة، ومؤكدًا تقديره الكامل لإخلاصهم وتفانيهم في إنجاز هذا العمل على النحو المشرف.

وقام شريف فتحي أيضاً بتكريم الدكتورة هوريج سوروزيان، حيث قدم لها شهادة تقدير من وزارة السياحة والآثار، تقديرًا لجهودها المتواصلة وعطائها المتميز على مدار السنوات الماضية في إحياء المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث، إلى جانب إهدائها مستنسخًا لأحد تماثيل الإلهة سخمت آلهة الحماية، والتي تم الكشف عن عدد كبير من تماثيلها بالموقع خلال فترة إشرافها على المشروع.

ومن جانبه أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، إن تنفيذ أعمال ترميم وتوثيق وإعادة تركيب ورفع هذين التمثالين الضخمين، والتي استمرت قرابة عقدين من الزمن، تمت وفق أحدث الأساليب العلمية والمعايير الدولية المعتمدة في مجال الترميم الأثري، وبما يضمن الحفاظ على أصالتهما وقيمتهما التاريخية، وإعادتهما إلى موضعهما الأصلي داخل المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي في الأقصر.

وأشار إلى أن أعمال الترميم شملت دراسات علمية دقيقة، وتوثيقًا شاملًا لحالة التمثالين، واستخدام مواد متوافقة مع طبيعة الحجر الأثري، بما يضمن استدامتهما على المدى الطويل، مع مراعاة الظروف البيئية والمناخية المحيطة بالموقع، واصفاً ما تم من أعمال بالخطوة الهامة ضمن خطة متكاملة لإحياء وتطوير المواقع الأثرية البر الغربي بالأقصر، وتعزيز تجربة الزائرين، مع الحفاظ الكامل على القيمة الأثرية والتاريخية للموقع، حيث تجري حالياً أعمال توثيق وترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم وقرب الانتهاء من الدراسات اللازمة لتحديد حالة حفظ مقبرة الملكة نفرتاري لإمكانية إعادة فتحها للجمهور.

وخلال كلمته وصف الدكتور ديترش راو مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة المشروع بأنه أحد أكبر وأهم المشروعات الأثرية المشتركة، موضحا أن المشروع شهد تنفيذ العديد من الأعمال المعقدة، في إطار تعاون وثيق ومثمر، معربًا عن خالص شكره للوزارة على دعمها المتواصل الذي ساهم في الوصول بالمشروع لافتتاحه اليوم ووقوف التمثالين في صورتهما الحالية.

وأشار الدكتور ديترش راو إلى أن هذا الإنجاز هو ثمرة تعاون مشترك لفريق دولي ومحلي ضم خبراء مصريين وأجانب، مثمنًا دور مركز البحوث الأمريكي لدعمه مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة.

كما أعرب عن تمنياته باستمرار التعاون المشترك لإنجاز المزيد من المشروعات المستقبلية، مهنئا كل من شارك في هذا العمل على ما تحقق من نجاح.


واستعرضت الدكتورة نايري هابيكيان أبرز التحديات التي واجهت أعمال المشروع خلال السنوات الماضية تمثلت في التغير المستمر في منسوب المياه الجوفية، ارتفاعًا وانخفاضًا، وهو ما تطلّب حلولًا هندسية وفنية دقيقة للحفاظ على استقرار الموقع الأثري.

وأشارت إلى أن المشروع مثّل فرصة حقيقية لبناء كوادر مصرية مؤهلة، حيث تم تدريب وتأهيل أكثر من 30 مرممًا مصريًا، إلى جانب استقطاب نحو 10 مهندسين معماريين للعمل في مجال الآثار، وذلك في إطار شراكة فعالة وتكاملية بين الخبرات المصرية والدولية.

كما أثنت على التعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الألماني للآثار منذ عام 1998 في تحقيق نتائج غير مسبوقة على صعيدي الترميم وبناء القدرات، وأن ما تحقق في الموقع يُعد نموذجًا رائدًا يُحتذى به في مجالات العمل الأثري المشترك والتعاون الدولي.

وقالت الدكتورة هوريج سورزيان أن البعثة كانت قد عثرت على مدار سنوات عملها بالمشروع على أجزاء من هذين التمثالين بصورة متفرقة بالموقع، ولكنهم كانوا  في حالة سيئة من الحفظ حيث غمرها الطمي والمياه المالحة، كما تم استعادة بعض الكتل الجرانيت المكونة لقاعدة التمثالين، من المتحف المفتوح بمعابد الكرنك.

وأضافت إنه في عام 2006 بدأ فريق عمل المشروع في تنظيف التمثالين وترميمهما وإجراء أعمال المسح الثلاثي الأبعاد، وإعادة تركيب الكتل المتفرقة المكونة لهما حتى تم إعادة تركيبهما ورفعهما اليوم في عام 2025 في مكان عرضهما الأصلي بالمعبد. ويتراوح ارتفاع هذين التمثالين ما بين 13.6 و14.5متراً.


إن فريق عمل المشروع كان قد عثر، على مدار سنوات تنفيذ المشروع، على أجزاء متفرقة من هذين التمثالين داخل الموقع، إلا أنها كانت في حالة سيئة من الحفظ نتيجة تعرضها للطمي والمياه المالحة التي غمرت معظم أجزاءها. كما تم خلال أعمال المشروع استعادة عدد من الكتل الجرانيتية المكوِّنة لقواعد التمثالين من المتحف المفتوح بمعابد الكرنك.


وأشار الأستاذ محمد عبد البديع أن التمثالان يُصوِّران الملك أمنحتب الثالث جالسًا، ويداه مستقرّتان على فخذيه، مرتديًا غطاء الرأس «النمس» يعلوه التاج المزدوج والنقبة الملكية ذات الطيات، وتزين ذقنه لحية احتفالية، بينما يكتمل زيه بذيل الثور التقليدي. ويصاحب التمثالين عدد من تماثيل الملكات، تتقدمهن الزوجة الملكية العظمى «تي»، إلى جانب تماثيل للأميرة «إيزيس» والملكة الأم «موت إم ويا». كما تزيّنت جوانب العرش بمنظر «السماتاوي» الذي يرمز إلى توحيد مصر العليا والسفلى، مع بقايا ألوان أصلية ما زالت ظاهرة على بعض العناصر الزخرفية.

ومن الجدير بالذكر أن مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون ومعبد الملك أمنحتب الثالث شمل العديد من الأعمال من أبرزها ترميم وإعادة تركيب ورفع زوج من التماثيل الجالسة المصنوعة من الكوارتزيت عند مدخل الصرح الثاني، كما تم رفع تمثالين ملكيين واقفين من الكوارتزيت عند البوابة الشمالية لحرم المعبد. وقد أُتيحت عملية إنقاذ هذه الآثار المفككة وإخراجها من الطمي والمياه المالحة وإعادتها إلى مواقعها الأصلية بفضل تنفيذ نظام شامل لخفض منسوب المياه الجوفية، مما أسهم في خفض مستوى الأرض بنحو ثلاثة أمتار، وأتاح الحفاظ عليها وإعادة تركيبها بأمان.

كما تم العثور على 280 تمثالًا وأجزاء تماثيل للإلهة سخمت ذات الرأس الأسد، وتوثيقها وترميمها، وهي حاليًا في انتظار عرضها بفناء الأعمدة بالمعبد، كما تم اكتشاف إنقاذ تمثالين من تماثيل أبو الهول من الحجر الجيري وجاري العمل على ترميمهما، بالإضافة لوضع خطة شاملة لإدارة الموقع وحمايته.

شُيِّد المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث، المعروف بـمعبد ملايين السنين، خلال النصف الأول من القرن 14 قبل الميلاد على مدى 39 عامًا من فترة حكمه. ويُعد المعبد الأكبر بين المعابد الجنائزية وأكثرها ثراءً في عناصره المعمارية والتجهيزية. وقد تعرّض المعبد لانهيار نتيجة زلزال عنيف في عام 1200 قبل الميلاد، ثم استُخدمت بقاياه كمحجر في عصور لاحقة، قبل أن تتأثر أطلاله بالسيول التي غطت تدريجيًا بطبقات الطمي النيلي عبر الزمن.
لم يتبقَّ من معالم المعبد قائمة في مواضعها الأصلية سوى التمثالين العملاقين للملك أمنحتب الثالث عند مدخل حرم المعبد المدمَّر المعروفين بتمثالي ممنون. أما باقي الآثار فكانت مدمرة، غارقة في المياه المالحة، ومحاطة بنباتات مسببة للحرائق، إضافة لتهديدات التعدي والتخريب. وفي القرن التاسع عشر، استولى عدد من هواة جمع الآثار ومحبي الفنون على العديد من القطع من أطلال المعبد.

طباعة شارك تمثال الملك أمنحتب الثالث أمنحتب الثالث الأقصر وزير السياحة والآثار آثار

مقالات مشابهة

  • بي جي بي في عمان.. 22 عاما من الإنجازات وتوطين الكوادر
  • اليوم.. افتتاح مصنع تكرير السكر في صحار باستثمارات 150 مليون ريال
  • وزير السياحة والآثار يشهد إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين للملك أمنحتب الثالث
  • الكويت: نبحث عن شريك لمشروع البتروكيماويات في سلطنة عمان
  • بـ 300 مليون ريال.. أمير الشرقية يرعى توقيع مشروع "أجدان آيلاند" السياحي
  • جلالة السلطان يصدر 3 مراسيم سامية
  • تنفيذا لتوجيهات السلطان هيثم.. عمان تدخل آلاف الخيام إلى غزة
  • ندوة إرث سليمان تستحضر شخصية أحد أعلام القضاء والفقه في سلطنة عمان
  • مبادرة لـ«حوارات عمان» لتطوير السياحة العلاجية وتعزيز دورها في الاقتصاد الوطني
  • مختصة: الذكاء الاصطناعي بالمملكة يشهد نموا واسعا في جميع القطاعات