البوابة نيوز:
2025-06-25@03:11:06 GMT

مأساة الإنسان الفلسطينى داخل غزة

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

لا شك أن الوضع فى غزة مأساوى؛ يشهد على ذلك الدمار الذى يلحق بالحجر والبشر؛ نحن أمام سيل من الجرائم اللاإنسانية تنقلها شاشات العالم صورًا وفيديوهات على الهواء مباشرةً، مشاهد الموت اليومى لا تتوقف. اليوم غزة تعانى من كارثة إنسانية كبرى، بفعل الآلة الحربية الإسرائيلية الوحشية التى طالت كافة القطاعات والمرافق والبنى التحتية والفوقية، حرب إبادة جماعية استهدفت كل أسباب الحياة من ماء وغذاء ودواء حتى أصبح الفلسطينيون لا يجدون مكانًا لدفن موتاهم، لا يوجد موضع آمنٌ داخل غزة.

ليس هناك أسباب منطقية أو سياسية أو عسكرية أو ثقافية يمكن أن تفسر كل هذه الجرائم الوحشية وعمليات التهجير التى تمارسها إسرائيل فى قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني. لقد ارتكبت جرائم حرب مروعة وأمرت بالتهجير من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ولا تخشى المحاسبة أو العقاب من أية جهة فى العالم. 

 يحدث هذا فى ظل انحياز الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من دول الغرب لها بالكامل، فالغرب لا ينظر إلى الفلسطينيين والعرب عمومًا بوصفهم بشرًا لهم حقوق إنسانية. إن الفلسطينين والعرب هم فى نظر الإسرائيليين حشرات؛ أو فى أفضل الحالات  كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى «يوفى جانيت» هم «حيوانات بشرية» يعاملون نفس معاملة هذه الكائنات، أى بالقتل والإبادة. ولذلك فإن النتيجة المنطقية لهذا الفكر العنصرى هى إباحة ارتكاب الجرائم، وهى آليات أساسية لتحقيق السياسات والأهداف الإسرائيلية.

   وبرغم الحزن والأسى على كل ما يجرى من حرب مدمرة فى غزة، فإن هذا الهجوم الهائل «طوفان الأقصى» الذى شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل هو بالقطع يمثل هزيمة كبرى لذلك الجيش الذى يردد قادته – كذبًا وبهتانًا – إنه لا يقهر، كما يكشف عن الفشل الذريع للموساد (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الذى اكتسب سمعةً دولية بأنه «من أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم»؛ زعزع أبطال المقاومة الفلسطنية الأسس الأمنية الإسرائيلية. إن المقاومة الفلســطينية لم تنشأ من فراغ؛ بل كانت فى الأســاس رد فعل طبيعيًا وشــرعيًا علــى جريمــة الاحتــلال، لقد استمدت تنظيم حماس شرعيته وحقوقه من استمرار جريمة الاحتلال نفسها، وهــى بالإضافة إلى ذلــك حق إنسانى مشــروع. كشف «طوفان الأقصى» إيمان الفلسطينيين المتزايد بضرورة تبنى خيارات المقاومة والاهتمام بالعمل الفدائي، مما رفع من مكانة المنظمات الفدائية، من أجل مواجهة الخطر الإسرائيلي.

  واللافت للنظر والمثير للأسف موقف الحكومات العربية، التى لم تتحرك على الأرض لوقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للعدوان، بل إن ما انتشر على لسان بعض الحكَّام العرب هو «عدم توسيع ساحة الصراع» بمعنى عدم دخول إيران وحزب الله، وهو مطلب يتماهى مع المطلب الأمريكي. بالرغم من أن هؤلاء القادة فى وسعهم القيام بدور مهم للغاية فى تغيير حسابات إسرائيل ومن يقف وراءها، خاصة إذا تبنوا موقفًا مشتركًا وجادًا؛ قد يبدأ باغلاق السفارات مثلًا. إن هؤلاء الحكَّام العرب يخطئون عندما لا يضعون فى الاعتبار موقف الشارع العربى الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية، والمعادى للاستعمار بكل أشكاله. 

    إن صمت الدول الكبرى تجاه كل هذه الانتهاكات الإسرائيلية الإجرامية إسرائيل واستخدامها القوة الغاشمة فى هجماتها على قطاع غزة، يترك لها صورة سلبية أمام كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، فى عدم اتخاذها قرارًا رادعًا أو فرض عقوبات ضد إسرائيل؛ لوقف هذه الأعمال الوحشية، التى تتعارض مع القانون الدولى الإنساني. أين العدالة وحقوق الإنسان التى تنادى بها الدول الكبرى؟!

     لقد أصبح التقاعس الدولى فى هذه القضية هو الأساس، دون أن تتخذ هذه الدول طريقًا لوقف استخدام القوة الغاشمة من جانب إسرائيل، مما يزيد الأمور تعقيدًا هو فشل مجلس الأمن الدولى فى وقف إطلاق النار، من أجل إعطاء هدنة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالى غزة، إن الدعم الأمريكى لإسرائيل جعلها تستخدم حق النقض «فيتو» ضد أى قرار يدين إسرائيل. وفى مقابل هذا الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى والمادى والمعنوي؛ فإن وسائل الإعلام الغربية تدعم أيضًا إسرائيل وتروج أكاذيبها. لكن ما ضاع حق وراءَه. سينتصر الشعب الفلسطيني؛ وسوف يقيم دولته المستقلة على أرضه؛ طال الزمن أو قصر.. شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

الشيخ خالد الجندي: حب الوطن فطرة داخل كل إنسان

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن فهم معنى الهجرة الحقيقي لا ينفصل عن إدراك قيمة الوطن، مشددًا على أن الوطن يمثل للإنسان كل شيء، فهو الحياة، والمستقبل، والزمن، والذكريات، والسعادة، والانتماء، والولاء، والمحبة.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن حب الوطن ليس مجرد شعور عابر، بل هو فطرة داخل الإنسان، يجري بها دمه، وينبض بها قلبه، حتى لو كان هذا الوطن "كثبان رمل في الصحراء" أو عانى فيه الإنسان من ابتلاءات وأذى.

الشيخ خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرةالشيخ خالد الجندي: الإسلام الدين الأكثر انتشارا رغم كل محاولات التشويههل ما يحدث من فتن يعتبر نهاية الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يردالشيخ خالد الجندي: الإسلام واجه التنمر حتى ضد الحيوانات من أكثر من ١٤٠٠ سنةخالد الجندي: الكلب مخلوق له حرمة .. والخلاف حول نجاسته لا يبرر إيذاءهالشيخ خالد الجندي: الإسلام يحث على الترحم والرفق بجميع المخلوقات

الشيخ خالد الجندي: حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس

وقال الشيخ خالد الجندي "حتى وإن غادر الإنسان وطنه لضرورة في عمل أو علاج أو تعليم، يبقى الشوق والحنين إليه ساكنًا في النفس والوجدان، لأنه المكان الذي وُلد فيه ونشأ وترعرع، وفيه الأهل والأحباب والذكريات التي لا تُنسى".

واستشهد الشيخ خالد الجندي بكلام الإمام الغزالي، رحمه الله، حين قال: "والبشر يألفون أرضهم على ما بها، وإن كانت قفرًا مستوحشًا"، مؤكدًا أن حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه، ويحن إليه إذا ابتعد، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتُقص.

طباعة شارك الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الهجرة الوطن قيمة الوطن حب الوطن

مقالات مشابهة

  • مأساة شابة تركية.. تأخرت عن العودة فواجهت رد فعل قاتل من والدتها
  • الشيخ خالد الجندي: حب الوطن فطرة داخل كل إنسان
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • قطر تؤكد تبنّيها سياسة خارجية تقوم على تعزيز التضامن الدولي مع كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية
  • لم يرزقا بأطفال وعطفا على الجميع.. مأساة زوجين قتلهما أحد أقاربهما طمعا فيهما
  • تفاصيل | مشاركة محافظة مطروح فى معرض الجيزة للتراث والحرف اليدوية
  • برلمانية: استهداف قطر اعتداء مرفوض ومصر ترفع صوت العقل في وجه التصعيد
  • مصر تعرب عن قلقها البالغ من التصعيد المتسارع الذى تشهده المنطقة وتؤكد رفضها المساس بسيادة الدول
  • الحكومة تعلن الاستعداد لـ كل السيناريوهات المحتملة للحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • الاستراتيجي والعاطفي في التعامل مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية