البوابة نيوز:
2025-05-10@00:30:54 GMT

مأساة الإنسان الفلسطينى داخل غزة

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

لا شك أن الوضع فى غزة مأساوى؛ يشهد على ذلك الدمار الذى يلحق بالحجر والبشر؛ نحن أمام سيل من الجرائم اللاإنسانية تنقلها شاشات العالم صورًا وفيديوهات على الهواء مباشرةً، مشاهد الموت اليومى لا تتوقف. اليوم غزة تعانى من كارثة إنسانية كبرى، بفعل الآلة الحربية الإسرائيلية الوحشية التى طالت كافة القطاعات والمرافق والبنى التحتية والفوقية، حرب إبادة جماعية استهدفت كل أسباب الحياة من ماء وغذاء ودواء حتى أصبح الفلسطينيون لا يجدون مكانًا لدفن موتاهم، لا يوجد موضع آمنٌ داخل غزة.

ليس هناك أسباب منطقية أو سياسية أو عسكرية أو ثقافية يمكن أن تفسر كل هذه الجرائم الوحشية وعمليات التهجير التى تمارسها إسرائيل فى قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني. لقد ارتكبت جرائم حرب مروعة وأمرت بالتهجير من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ولا تخشى المحاسبة أو العقاب من أية جهة فى العالم. 

 يحدث هذا فى ظل انحياز الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من دول الغرب لها بالكامل، فالغرب لا ينظر إلى الفلسطينيين والعرب عمومًا بوصفهم بشرًا لهم حقوق إنسانية. إن الفلسطينين والعرب هم فى نظر الإسرائيليين حشرات؛ أو فى أفضل الحالات  كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى «يوفى جانيت» هم «حيوانات بشرية» يعاملون نفس معاملة هذه الكائنات، أى بالقتل والإبادة. ولذلك فإن النتيجة المنطقية لهذا الفكر العنصرى هى إباحة ارتكاب الجرائم، وهى آليات أساسية لتحقيق السياسات والأهداف الإسرائيلية.

   وبرغم الحزن والأسى على كل ما يجرى من حرب مدمرة فى غزة، فإن هذا الهجوم الهائل «طوفان الأقصى» الذى شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل هو بالقطع يمثل هزيمة كبرى لذلك الجيش الذى يردد قادته – كذبًا وبهتانًا – إنه لا يقهر، كما يكشف عن الفشل الذريع للموساد (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الذى اكتسب سمعةً دولية بأنه «من أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم»؛ زعزع أبطال المقاومة الفلسطنية الأسس الأمنية الإسرائيلية. إن المقاومة الفلســطينية لم تنشأ من فراغ؛ بل كانت فى الأســاس رد فعل طبيعيًا وشــرعيًا علــى جريمــة الاحتــلال، لقد استمدت تنظيم حماس شرعيته وحقوقه من استمرار جريمة الاحتلال نفسها، وهــى بالإضافة إلى ذلــك حق إنسانى مشــروع. كشف «طوفان الأقصى» إيمان الفلسطينيين المتزايد بضرورة تبنى خيارات المقاومة والاهتمام بالعمل الفدائي، مما رفع من مكانة المنظمات الفدائية، من أجل مواجهة الخطر الإسرائيلي.

  واللافت للنظر والمثير للأسف موقف الحكومات العربية، التى لم تتحرك على الأرض لوقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للعدوان، بل إن ما انتشر على لسان بعض الحكَّام العرب هو «عدم توسيع ساحة الصراع» بمعنى عدم دخول إيران وحزب الله، وهو مطلب يتماهى مع المطلب الأمريكي. بالرغم من أن هؤلاء القادة فى وسعهم القيام بدور مهم للغاية فى تغيير حسابات إسرائيل ومن يقف وراءها، خاصة إذا تبنوا موقفًا مشتركًا وجادًا؛ قد يبدأ باغلاق السفارات مثلًا. إن هؤلاء الحكَّام العرب يخطئون عندما لا يضعون فى الاعتبار موقف الشارع العربى الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية، والمعادى للاستعمار بكل أشكاله. 

    إن صمت الدول الكبرى تجاه كل هذه الانتهاكات الإسرائيلية الإجرامية إسرائيل واستخدامها القوة الغاشمة فى هجماتها على قطاع غزة، يترك لها صورة سلبية أمام كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، فى عدم اتخاذها قرارًا رادعًا أو فرض عقوبات ضد إسرائيل؛ لوقف هذه الأعمال الوحشية، التى تتعارض مع القانون الدولى الإنساني. أين العدالة وحقوق الإنسان التى تنادى بها الدول الكبرى؟!

     لقد أصبح التقاعس الدولى فى هذه القضية هو الأساس، دون أن تتخذ هذه الدول طريقًا لوقف استخدام القوة الغاشمة من جانب إسرائيل، مما يزيد الأمور تعقيدًا هو فشل مجلس الأمن الدولى فى وقف إطلاق النار، من أجل إعطاء هدنة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالى غزة، إن الدعم الأمريكى لإسرائيل جعلها تستخدم حق النقض «فيتو» ضد أى قرار يدين إسرائيل. وفى مقابل هذا الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى والمادى والمعنوي؛ فإن وسائل الإعلام الغربية تدعم أيضًا إسرائيل وتروج أكاذيبها. لكن ما ضاع حق وراءَه. سينتصر الشعب الفلسطيني؛ وسوف يقيم دولته المستقلة على أرضه؛ طال الزمن أو قصر.. شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: سياسات إسرائيل تهدد الإغاثة في غزة وتنتهك الحياد

صرّحت أولجا تشيريفكو، المتحدثة باسم الأمم المتحدة في غزة، بأن الخطوات التي تم إعلام المنظمة بها من قبل السلطات الإسرائيلية لا تتماشى على الإطلاق مع مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالاستقلال والحياد، والتي نصت عليها المواثيق الدولية، مشيرة إلى أن هذه السياسات تهدد الفئات الأكثر هشاشة في قطاع غزة، وتُعرضهم لخطر كبير يتمثل في عدم وصول المساعدات الإنسانية إليهم، ما يعني أن مناطق واسعة من القطاع ستكون بلا أي شكل من أشكال الإغاثة.

الأمم المتحدة عن المواجهة الهندية الباكستانية: العالم لا يحتمل حربًا جديدةالأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة المحاصرة

وفي معرض حديثها عن البيانات العربية الصادرة من مصر وقطر، والتي تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية، تساءلت الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، عن كيفية ضم الصوت العربي إلى صوت الأمم المتحدة من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل، أجابت أولجا بأن الأمم المتحدة طالبت، منذ بداية الأزمة، المجتمع الدولي باتخاذ خطوات ملموسة وفعلية، ووجهت النداء إلى الجهات المؤثرة والفاعلة من أجل إنهاء الحصار الذي دخل شهره الثالث، مؤكدة أن هناك من يملك الكلمة والسلطة لتطبيق القانون الدولي، وأن على الدول الأعضاء أن تتحرك من الأقوال إلى الأفعال.

طرحت أيضًا الإعلامية تساؤلات حول شرعية وجود إسرائيل في الأمم المتحدة في ظل تجاهلها الواضح لقوانين المنظمة، وردّت أولجا بأن مثل هذه القضايا تُقر من قبل المحاكم الدولية والهياكل القانونية التابعة للأمم المتحدة، مشدّدة على أن جميع الدول، بما في ذلك إسرائيل، جزء من المنظمة، ولكن لا بد أن تلتزم كل دولة بتعهداتها الدولية، خصوصًا ما يتعلق بحماية المدنيين.

 مقتل العشرات

أشارت كذلك إلى أن الأمم المتحدة تحدثت مرارًا عن استهداف العاملين في المنظمات الدولية، بما في ذلك قصف مدارس الأونروا التي تأوي نازحين، وأسفر عن مقتل العشرات، معتبرة هذه الهجمات جزءًا من نمط مستمر من الانتهاكات، وليس حوادث استثنائية، مضيفة أن الأمم المتحدة ما زالت تؤكد وجوب التزام جميع الدول بالقوانين الدولية وإعطاء الأولوية المطلقة لحماية المدنيين، واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامتهم.

طباعة شارك أولجا تشيريفكو الأمم المتحدة غزة السلطات الإسرائيلية قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين: المجتمع الدولي يشارك في مأساة غزة
  • تهديد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية..لماذا سيصعب التغلب عليها؟
  • شرطة حرس الحدود الإسرائيلية تقر بانتهاك الأراضي السورية
  • الأمم المتحدة: سياسات إسرائيل تهدد الإغاثة في غزة وتنتهك الحياد
  • بوتين ونتنياهو يبحثان حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة
  • هولندا تلوّح بالفيتو ضد شراكة أوروبا مع “إسرائيل”
  • هولندا تلوّح بالفيتو ضد شراكة أوروبا مع إسرائيل
  • توريد 158 ألف و676 طن من القمح بالصوامع والشون والبناكر داخل وخارج أسوان
  • توريد 158 ألف طن قمح للصوامع والشون داخل بأسوان
  • ‏متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: إسرائيل تدعم الهند ضد الإرهاب