مأساة الإنسان الفلسطينى داخل غزة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
لا شك أن الوضع فى غزة مأساوى؛ يشهد على ذلك الدمار الذى يلحق بالحجر والبشر؛ نحن أمام سيل من الجرائم اللاإنسانية تنقلها شاشات العالم صورًا وفيديوهات على الهواء مباشرةً، مشاهد الموت اليومى لا تتوقف. اليوم غزة تعانى من كارثة إنسانية كبرى، بفعل الآلة الحربية الإسرائيلية الوحشية التى طالت كافة القطاعات والمرافق والبنى التحتية والفوقية، حرب إبادة جماعية استهدفت كل أسباب الحياة من ماء وغذاء ودواء حتى أصبح الفلسطينيون لا يجدون مكانًا لدفن موتاهم، لا يوجد موضع آمنٌ داخل غزة.
يحدث هذا فى ظل انحياز الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من دول الغرب لها بالكامل، فالغرب لا ينظر إلى الفلسطينيين والعرب عمومًا بوصفهم بشرًا لهم حقوق إنسانية. إن الفلسطينين والعرب هم فى نظر الإسرائيليين حشرات؛ أو فى أفضل الحالات كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى «يوفى جانيت» هم «حيوانات بشرية» يعاملون نفس معاملة هذه الكائنات، أى بالقتل والإبادة. ولذلك فإن النتيجة المنطقية لهذا الفكر العنصرى هى إباحة ارتكاب الجرائم، وهى آليات أساسية لتحقيق السياسات والأهداف الإسرائيلية.
وبرغم الحزن والأسى على كل ما يجرى من حرب مدمرة فى غزة، فإن هذا الهجوم الهائل «طوفان الأقصى» الذى شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل هو بالقطع يمثل هزيمة كبرى لذلك الجيش الذى يردد قادته – كذبًا وبهتانًا – إنه لا يقهر، كما يكشف عن الفشل الذريع للموساد (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الذى اكتسب سمعةً دولية بأنه «من أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم»؛ زعزع أبطال المقاومة الفلسطنية الأسس الأمنية الإسرائيلية. إن المقاومة الفلســطينية لم تنشأ من فراغ؛ بل كانت فى الأســاس رد فعل طبيعيًا وشــرعيًا علــى جريمــة الاحتــلال، لقد استمدت تنظيم حماس شرعيته وحقوقه من استمرار جريمة الاحتلال نفسها، وهــى بالإضافة إلى ذلــك حق إنسانى مشــروع. كشف «طوفان الأقصى» إيمان الفلسطينيين المتزايد بضرورة تبنى خيارات المقاومة والاهتمام بالعمل الفدائي، مما رفع من مكانة المنظمات الفدائية، من أجل مواجهة الخطر الإسرائيلي.
واللافت للنظر والمثير للأسف موقف الحكومات العربية، التى لم تتحرك على الأرض لوقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للعدوان، بل إن ما انتشر على لسان بعض الحكَّام العرب هو «عدم توسيع ساحة الصراع» بمعنى عدم دخول إيران وحزب الله، وهو مطلب يتماهى مع المطلب الأمريكي. بالرغم من أن هؤلاء القادة فى وسعهم القيام بدور مهم للغاية فى تغيير حسابات إسرائيل ومن يقف وراءها، خاصة إذا تبنوا موقفًا مشتركًا وجادًا؛ قد يبدأ باغلاق السفارات مثلًا. إن هؤلاء الحكَّام العرب يخطئون عندما لا يضعون فى الاعتبار موقف الشارع العربى الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية، والمعادى للاستعمار بكل أشكاله.
إن صمت الدول الكبرى تجاه كل هذه الانتهاكات الإسرائيلية الإجرامية إسرائيل واستخدامها القوة الغاشمة فى هجماتها على قطاع غزة، يترك لها صورة سلبية أمام كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، فى عدم اتخاذها قرارًا رادعًا أو فرض عقوبات ضد إسرائيل؛ لوقف هذه الأعمال الوحشية، التى تتعارض مع القانون الدولى الإنساني. أين العدالة وحقوق الإنسان التى تنادى بها الدول الكبرى؟!
لقد أصبح التقاعس الدولى فى هذه القضية هو الأساس، دون أن تتخذ هذه الدول طريقًا لوقف استخدام القوة الغاشمة من جانب إسرائيل، مما يزيد الأمور تعقيدًا هو فشل مجلس الأمن الدولى فى وقف إطلاق النار، من أجل إعطاء هدنة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالى غزة، إن الدعم الأمريكى لإسرائيل جعلها تستخدم حق النقض «فيتو» ضد أى قرار يدين إسرائيل. وفى مقابل هذا الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى والمادى والمعنوي؛ فإن وسائل الإعلام الغربية تدعم أيضًا إسرائيل وتروج أكاذيبها. لكن ما ضاع حق وراءَه. سينتصر الشعب الفلسطيني؛ وسوف يقيم دولته المستقلة على أرضه؛ طال الزمن أو قصر.. شاء من شاء وأبى من أبى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة
إقرأ أيضاً:
مصرع 3 شباب فى انهيار حفرة أثناء التنقيب عن الآثار فى الفيوم
لقى ثلاثة شباب بالفيوم مصرعهم فى ساعة مبكرة من صباح اليوم إثر انهيار حفرة عميقة أثناء قيامهم بأعمال حفر غير مشروعة بحثاً عن الآثار داخل منزل أحدهم بعزبة الحادقة التابعة لمركز الفيوم. وتواصل اجهزة الحماية المدنية جهودها لانتشال الجثامين من أسفل الأنقاض بعد أن ابتلعتهم حفرة يتجاوز عمقها 25 متراً. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التى تولت التحقيق.
تلقى اللواء أحمد عزت، مدير أمن الفيوم، إخطاراً من مأمور مركز شرطة الفيوم يفيد بانهيار حفرة تنقيب على ثلاثة شباب داخل منزل بالقرية. وانتقلت قوة من المركز إلى موقع البلاغ، مدعومة بوحدة الإنقاذ بالحماية المدنية وسيارة إسعاف، وتم فرض كردون أمنى حول المكان والتحفظ على أدوات الحفر المستخدمة.
وأكدت المعاينة الأولية أن الضحايا شرعوا فى الحفر بشكل سرى مستخدمين أدوات بدائية، ما تسبب فى انهيار مفاجئ للأتربة فوقهم داخل الحفرة العميقة، بينما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث للوصول إلى الجثامين.
وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة التى باشرت التحقيق، وأمرت بسرعة انتشال الجثث ومعاينتها طبياً، وطلبت تحريات إدارة البحث الجنائى ومباحث الاثار حول ملابسات الحادث ودوافع أعمال الحفر، مع فحص ملكية المنزل وتحديد القائمين على أعمال الحفر غير المشروعة. كما قررت النيابة التحفظ على الأدوات المضبوطة وانتداب خبراء من منطقة الآثار بالفيوم لمعاينة موقع الانهيار وبيان مدى وجود حفائر أو مقتنيات أثرية من عدمه وتولت التحقيق.