ميلاد رسول الله «دراسة تربوية بلاغية لبعض آي الذكر الحكيم» «6»
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
..وقوله :(وإن كانوا من قبل) كناية عن سوء أوضاعهم قبل بعثه الشريف، وحذف المضاف إليه، ومن ثم بنيت (قبل) على الضم رغم وجود حرف الجر (من)، أي: من قبل بعثه، وإسلامهم، وشبه الجملة (لفي ضلال مبين) خبر (كان) في محل رفع، واللام هي اللام المؤكدة، وفي ضلال هي التي شغلت خبر الناسخ، وتنكير:(ضلال) يعني: جميع أنواع الضلال، فالتنكير يفيد العموم والشمول، والظرف:(في) يعني انظرافهم، وانغماسهم في الضلال، وتعمُّقهم في ارتكابه، وأنه ضلالٌ مركَّب، وهم في داخله، لا يراهم الرائي، وهم من ضلالهم لا يعرفون من جهلهم المركب أنهم في الضلال البعيد، وكأن الضلال شرنقة هم بداخلها، (لا يَرَوْنَ، ولا يُرَوْنَ)، و(إنْ) في (وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين) هي المخففة من الثقيلة، أيْ: وإنهم كانوا في ضلال مبين، وليست (إنْ) هنا هي (إنْ) الشرطية، بدليلين: الأول هو: وجود الناسخ:(كان)، والثاني: وجود اللام الفارقة بين (إنْ) النافية فقط، و(إنْ) المخففة من الثقيلة المثبتة، مثل قوله ـ عزَّ وجل:(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (القصص ـ 10)، ونحو:(تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء 97 ـ 98)، وهكذا تكون (إن) مخففة فيدخل الناسخ في خبرها، وتأتي اللام الفارقة في خبر الناسخ؛ لتبين أن هذه مثبتة، بخلاف (إن) النافية كما في نحو:(إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ، إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر 23 ـ 24)، ونحو:(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) (ص ـ 87)، وهكذا دخلت اللام، والناسخ ليبينا إن (إن) هي المخففة من الثقيلة، وهي المثبتة للمعنى، وليست النافية.
ونواصل الحديث حول الآيات التي وَصَفَتْ نبيَّنا الكريم، نستحضرها في يوم ميلاده الشريف، وشهر ميلاده الكريم، شهر ربيع الأول، زينة الشهور، وريحانة الدهور، وفخر العصور.
صلى الله، وسلم، وبارك على صاحب الذكرى العطرة، وعلى آله، وصحبه أجمعين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
د.جمال عبدالعزيز أحمد
كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة – جمهورية مصر العربية
Drgamal2020@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أمور لابد للحاج أن يفعلها قبل سفره لأداء الفريضة.. الإفتاء توضح
كشفت دار الإفتاء المصرية عن عدة أمور يجب على المسلم فعلها قبل سفره لأداء فريضة الحج.
وقالت الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إن هناك أمور لا بد للحاج ان يفعلها قبل سفره لأداء الفريضة وهى:
•لا بد للحاج أن يُطَهِّر نفسه.
• ويخلص رقبته من المظالم وحقوق الغير
• ويرد الديون إلى أصحابها متى استطاع.
• ويتوب إلى الله ويستغفره فيما عجز عن رده.
• ويصل أرحامه ويبر والديه، ويطلب رضا إخوانه وجيرانه.
قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إن الحج انفرد الحجُّ عن غيره من العبادات بأنه:
• جمع بين ألوان من العبادات؛ فهو عبادة بدنية ومالية
• له مواقيت مكانية محدَّدَة لإقامة شعائره
• لا يبطل بترك الواجبات؛ بل يُجبَر ويُصَحَّح
• إذا فَسَدَ وَجَبَ إتمامُه، ثم قضاء حجٍ آخر مكانه
• له شعار نبوي خاص وهو: «افْعَلْ وَلا حَرَجَ» متفقٌ عليه.
فضل الحج :
يقول الله تعالى : (وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ)، وقد كثرت النصوص النبوية الشريفة في فضل الحج وعظيم ثوابه، نذكر من ذلك على سبيل المثال، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله ﷺ قال : (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) [رواه مسلم] .
وكذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة, وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة) [رواه مسلم، والنسائي] ، وعن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال : (الحجاج والعمار وفد الله, إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم) [ابن ماجة والبيهقي في الشعب] وعنه أيضا : (أن رسول الله ﷺ سئل : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : إيمان بالله ورسوله, قيل : ثم ماذا ؟ قال : جهاد في سبيل الله, قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور) [البخاري ومسلم].