فتح وحماس.. هنا انتصارنا ومقتلنا أيضاً!
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بعد أن تنتهى «محنة غزة» علينا أن نسأل: ما الذى خسرته فلسطين بالديمقراطية؟ بالانقسام الديمقراطى المقيت؟ البلد الوحيد الذى لايحتاج ديمقراطية هو الخاضع للاحتلال. البلد الوحيد الذى لا يمنحه انقسام شعبه أى ميزة، وإنما يعطيه جحيمًا ونارًا، هو البلد السليب المغتصب. فلسطين لن تتحرر بالديمقراطية ولو مرّ ألف عام.
- الدين لله، لكنه لايقاتل فى المعارك.. وحتى روسو مونتسكيو وفولتير.. الفكر والقانون والفلسفة لا تحارب، وإنما أمثال نوبل (الفريد) هم الذين يحاربون بالقنبلة.. يدوية أو عادية أو نووية.. الحرية والإخاء والمساواة لم يرد ذكرها فى الامم المتحدة طوال ٧٥ عامًا رزحت خلالها فلسطين تحت الاحتلال الصهيونى (كم عمر الغضب الفلسطينى العربى؟)، ولم يرد ذكر مبادئ عصبة الأمم فى ميادين المعارك،أثناء وقوع مجازر قانا وشاتيلا ودير ياسين وصولًا إلى محاولة العدو إبادة غزة.
- نعم الدين لله ويجب أن يعطى حق الله، لكن حقه فى الميدان علم وفكر وعمل وعلم وابتكار وكر وفر. صيحة الله أكبر يمكن أن تواجهها صيحات عدو بوذى.. صهيونى.. أو حتى مسيحى.. لدى هؤلاء صيحاتهم أيضاً، فهى لا تنصر طرفا على آخر فى معركة! الديمقراطية التى شطرت الفلسطينيين إلى شطرين (أو أكثر) لا تفوز فى الميدان.. قد تنتصر فى البرلمان وقصور الحكم ومحاسبة الوزارة وملاحقة الفساد.. لكنها لا تطلق النار فى سماء المعركة.
هل صليت على النبى اليوم؟ ماذا لو كان البلد المحتل هو فيتنام مثلا؟ ألا يستطيعون مواجهة الأمريكيين إذا لم يكونوا يؤمنون برب المسلمين؟ فى المعارك الكلمة الأولى للعلم والسلاح والإرادة. قد يتحدثون عن العقيدة وأقول إنها العقيدة القتالية وليس الدينية، فكم من بلدان محتلة حاربت وانتصرت وهى بوذية أو تعبد البقر! الهنود والباكستانيون حاربوا معًا لنيل استقلالهم، وفيما بعد انتصارهم اختلفوا. أثناء المقاومة كانوا معالم يفعلوا كحماس وفتح.. هنا أصل الأزمة هنا مقتلنا جميعًا.
القتال الديمقراطى جعلنا نخسر الانتصار طيلة الأعوام الماضية رغم بسالة المقاومة وابتكارها: انتفاضة الحجارة الأولى.. والثانية.. طوفان الأقصى.
- كان على فلسطين كلها أن تقاوم معًا وأن يتشاطر كل أبنائها القتال معًا حتى النصر، لا أن تهزمهم الخلافات السياسية، فتحرم فصيلًا شرف المشاركة فى المقاومة والانتصار على العدو. كان على فتح أن تحارب ولا تقصيها الديمقراطية المزعومة من مشاركة حماس. قد ترونها رومانسية وأراها واقعية عسكرية. القتال الديمقراطى غير العادل حرم حماس وفتح- وحرم الأمة- من القتال العسكرى معا والانتصار معا! ماذا ستفعل حماس بفتح إذا انتصرت وحدها؟لنتخيل الإجابة الأسبوع المقبل!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود الشربيني فتح وحماس محنة غزة المقاتلين الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
«فخ» كأس العرب
سقط الجميع فى فخ السقوط فى كأس العرب 2025 وخرجت كل الأبواق تتكلم فى اتجاه واحد وللأسف هو اتجاه عكسى لا يقدم ولا يكشف الحقائق التى يجب تناولها.. فقد صب الجميع غضبه على اتحاد الكرة ووزارة الرياضة فى تجاهل متعمد من البعض وغير واضح للبعض الآخر.
ولو تناولنا الأمر من البداية فسوف نكتشف الحقيقة المرعبة التى التف عليها الجميع، هل يمكن أن تتخيل دورى محترفين يضم 18 فريقاً يمتلكون 540 لاعباً وعجزنا عن إيجاد 23 لاعباً لضمهم لصفوف المنتخب الثانى بسبب صعوبة مشاركة المنتخب الأول الذى يستعد لبطولة أمم أفريقيا؟.
كيف تجاهل الجميع هذا الأمر الخطير؟
كيف تجاهل الجميع أن الدورى الذى كان أحد أقوى الدوريات أصبح لا حول له ولا قوة؟ حتى عندما شاركنا وتم اختيار اللاعبين من خارج مجموعة المنتخب الأول شاهد الجميع مستوى وأداء هؤلاء اللاعبين..؟ هل منهم من يستحق الملايين التى تدفعها الأندية فيهم؟ هل هذا يتناسب مع بورصة الانتقالات التى شهدت أرقاماً فلكية وصلت إلى حد دفع 100 مليون للاعب سنوياً؟ وهل سأل هؤلاء أنفسهم أين المواهب الصاعدة التى خرجت من الأندية التى يتحدث عنها البعض بأنها عنوان للنجاح؟ هل يمكن أن تتخيل أن أفضل الأندية فى مصر البلد الذى بلغ تعداده 110 ملايين نسمة لا تملك مهاجماً مصرياً؟ هل فكر أحد ولو لحظة واحدة فى أن ما حدث من عدم استقرار فى اتحاد الكرة على مدار سنوات إلى أين أوصلنا بعد أن أسندنا المسئولية لأشخاص لا دراية لهم بكرة القدم بفعل شركة سيطرت على المجال الكروى دون حساب؟
هل وصل بنا الحال إلى تجاهل كل ما تم فى كل الألعاب الأخرى من ألقاب عالمية تحققت مؤخراً فى العديد من الألعاب الفردية فى ظل هجمة تتارية من الأندية ضد هذه الألعاب وتم إلغاؤها من الأنشطة بحجة نقص الموارد فى وقت يصرفون فيه 100 مليون على لاعب واحد سنوياً، وفى ظل قتل متعمد لقطاعات الناشىين والاعتماد على الخطف والتفريغ للأندية الشعبية التى عانت من مجالس إدارات فرغتها وقضت عليها باستثناء المصرى البورسعيدى الذى أنقذه رجل الأعمال كامل أبوعلى ثم الاتحاد السكندرى حتى فترة قريبة بفضل محمد مصيلحى الذى قرر التقدم باستقالته والرحيل؟
ماذا كان سيفعل أفضل المدربين فى العالم وسط هذه الظروف؟ ومن هو المدرب الذى يقبل أن يتولى المسئولية 3 أشهر ثم يرحل ناجحاً أو فاشلاً؟ ماذا كان على اتحاد الكرة الذى بدأ المسئولية رسمياً منذ 10 شهور متسلماً المجال الكروى فى حالة يرثى لها؟ هل يستعين بعصا سحرية أم خاتم سليمان؟ سقطات مستمرة لم يحاسب عنها أحد على مدار سنوات.
شاهدنا منتخب فلسطين الذى قهر كل الظروف الصعبة أمام منتخب بحجم السعودية معتمداً على كتيبة من المحترفين فهل نجحت الأندية الكبرى التى يتغنى البعض بنجاحها فى تقديم محترفين فى أندية كبرى؟
لقد شاهدنا أفضل محترفين خرجوا من الأندية التى تقف فى الوسط مثل المقاولون العرب الذى أخرج أهم محترف فى تاريخ مصر وهو محمد صلاح ومن بعده محمد الننى ومن بعدهما عمر مرموش الذى بدأ ناشئاً فى نادى وادى دجلة، ثم انتقل الفريق الأول ليبدأ بعدها رحلة احترافه فى نادى فولفسبورج الألمانى عام 2017.
هل فكر أحد فى محاسبة الأندية التى صرفت ملايين من العملة على صفقات لا تصلح للعب ثم قامت بترحيلها ليبدأ فصل جديد من الغرامات.
مدربين أجانب ندفع لهم مرتبات دون عمل ولاعبين تتم إعارتهم ونتحمل الجزء الأكبر من راتبهم.. حتى عندما ظهرت موهبة حمزة عبدالكريم مهاجم الأهلى الشاب وطلبه نادى برشلونة رفضنا وتمسكنا باستمراره رغم أننا نفاوض مهاجمين أجانب ما يعنى جلوس حمزة على دكة الاحتياطى.
نحن وللأسف مثل النعام ندفن رؤوسنا فى الرمال عندما نشعر بالخطر لا نشاهد الحقيقة بأننا سنتعرض للأكل.. استقيموا يرحمكم الله.
[email protected]