أعلنت محافظة البنك المركزي التركي حفيظة غاية أركان -اليوم الخميس- أن البنك سيواصل استخدام كل الأدوات المتاحة لحين تحقيق تقدم مستدام في خفض التضخم.

وأشارت إلى أنها تتوقع أن يبدأ تراجع معدل التضخم في النصف الثاني من العام المقبل.

وفي حديثها خلال مؤتمر صحفي في أنقرة للإعلان عن تقرير التضخم الفصلي للبنك، قالت أركان إن التضخم في البلاد سيصل إلى ذروته في مايو/أيار 2024، وإن سياسة التشديد النقدي ستستمر لحين حدوث تحسن في التضخم، وأضافت أن التضخم سيعود في النهاية لخانة الآحاد بعد أن يبدأ في التراجع.

وذكرت أركان أن توقعات التضخم ما زالت محفوفة بالمخاطر مع تقلبات بالغة في أسعار النفط بسبب المخاطر الجيوسياسية.

وأضافت أن ارتفاع التضخم في البلاد مدفوع بصدمات كبيرة تحدث في وقت متزامن لكن تأثيرها على التضخم اكتمل إلى حد كبير.

وأشارت أركان إلى أن جمود الأسعار في الخدمات سيواصل الضغط على التضخم لكن التوقعات تشير إلى أنه سيتباطأ.

وقالت محافظة البنك المركزي التركي إن البنك رفع توقعاته لمعدل التضخم بنهاية العام الحالي إلى 65% من 58% في تقديرات سابقة كما رفع توقعاته للتضخم بنهاية 2024 إلى 36% من 33% في تقديرات سابقة.

البنك المركزي التركي رفع توقعاته لمعدل التضخم بنهاية العام الحالي إلى 65% (غيتي)

 

وذكرت أركان أن توقع البنك المركزي التركي لتضخم أسعار المستهلكين السنوي لنهاية 2025 أصبح 14% بعدما كان 15%.

ووصل التضخم في تركيا إلى 61.5% في سبتمبر/أيلول الماضي ويتوقع أن يواصل الارتفاع حتى الربع الثاني من العام المقبل رغم رفع المركزي لأسعار الفائدة بمقدار 2650 نقطة أساس إلى 35%.

سحب 350 مليار ليرة من السيولة

في الأثناء أظهرت حسابات أجراها مصرفيان -اليوم الخميس- أن تركيا ستسحب حوالي 350 مليار ليرة (12.4 مليار دولار) من السيولة من الأسواق مع تغيير جديد في الاحتياطيات المطلوبة لودائع الليرة المحمية من تقلبات سعر الصرف وغيرها من حسابات الودائع.

ورفع المركزي التركي الاحتياطيات المطلوبة لودائع الليرة المحمية من تقلبات سعر الصرف بـ5 نقاط مئوية، وفقا للجريدة الرسمية للبلاد.

وقال المصرفيان أيضا إنه منذ يونيو/حزيران الماضي، ومع تنفيذ خطوات الاحتياطيات المطلوبة، سحب البنك المركزي أكثر من تريليون ليرة من السيولة من السوق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البنک المرکزی الترکی التضخم فی

إقرأ أيضاً:

استثمار رأس المال البشري.. البنك المركزي العُماني أنموذجًا

 

 

محمد بن عيسى البلوشي

يؤدي رأس المال البشري دورًا محوريًا في تنمية المؤسسات والمجتمعات من خلال توظيف القدرات والكفاءات والمهارات والقيادات بما يحقق المستهدفات الفردية والمؤسسية والوطنية، ويتطلب ذلك اهتماما أكبر في تطوير وزيادة حجم الاستثمارات في هذا القطاع لتحقيق التنمية البشرية الرامية للازدهار والرفاه الاقتصادي.

ومن نافلة القول إن رأس المال البشري هي جملة "المعارف والمهارات والقدرات التي يستثمر فيها الأفراد/ المؤسسات/ الحكومات وتتراكم لدى الناس/ الموظفين على مدار حياتهم بما يمكنهم من استثمار إمكاناتهم كأفراد منتجين في مؤسساتهم أو مجتمعاتهم".

وفي البنك المركزي العُماني والذي حاز مؤخرا على المركز الاول في جائزة الاجادة المؤسسية الحكومية لعام 2024 لرأس المال البشري، اهتمت الإدارة منذ وقت ليس ببعيد في استثمار رأس المال البشري عبر مجموعة من الأنشطة والبرامج المعززة لمعرفة الموظفين لرفع كفاءتهم، ولعلنا نذكر من باب الرصد لا العدد واقع استثمار رأس المال البشري في هذه المؤسسة التي تحتفي هذا العام بمرور 50 عاما على إنشائها، وتتمثل في:

أولًا: اهتم البنك المركزي العُماني بتأهيل الكوادر البشرية للوظائف الإشرافية بهدف إيجاد "صف ثاني" للوظائف القيادية والاشرافية كنائب للرئيس التنفيذي ومديري العموم ومديري الدوائر ورؤساء الأقسام، وذلك عبر إلحاق الموظفين في برنامج ودورات متخصصة (قيادية) وأيضا تكليفهم بمسؤوليات وأعباء ومهام أعلى في حال شغل المنصب، وهذا ما أتاح فرصة تدريبهم على رأس العمل لصناعة القرارات ومتابعة الأعمال ورسم الخطط والبرامج الاستراتيجية.

ثانيًا: ركز البنك المركزي العُماني منذ وقت طويل على ملف تطوير الكفاءات بهدف رفع امكانياتهم وقدراتهم ومهاراتهم الوظيفية وأيضا معارفه ودرجاتهم العلمية، وتمكينهم عبر تنفيذ سلسلة متنوعة من البرامج التدريبية المتخصصة (إدارية/ فنية) وبرنامج تكملة الدراسات (دبلوم/ بكالوريوس/ ماجيستير)، وأيضا التدوير الوظيفي الأفقي والذي اسهم بدوره في تنويع مهارات وقدرات الموظف ورفع جاهزيته وكفاءته للمهام المتعددة على نطاق القسم/ الدائرة/ المديرية/ القطاع، وفق منهجية متكاملة سعت المؤسسة منذ سنواتها الأخيرة إلى تحقيق الاستدامة في الوظائف وديمومة الأعمال في الحالات العادية أو الطارئة كما كان الحال في أوقات الجائحة.

ثالثًا: سعت المؤسسة بعد تجربة العمل عن بعد في أوقات الجائحة إلى وضع منهجية إدارية لتخفيف عن ساعات العمل المفقودة من إجمالي ساعات العمل عبر تخصيص حزمة من البرامج المحفزة، ومنها ساعات العمل المرنة والعمل عن بعد وذلك بهدف تحقيق استدامة الأعمال وتخفيف الفاقد وتحقيق الكفاية في إدارة ساعات العمل.

رابعًا: يمثل نسبة التعمين في القطاع المصرفي عموما حوالي (92%)، وفي البنك المركزي العُماني استطاعت الإدارة عبر برنامج التعمين من تحقيق التعمين بنسبة تصل إلى (95%) خلال عام 2024، ويعود الفضل في ذلك إلى رغبة وإصرار الإدارة في تمكين الكوادر العُمانية في القطاع المصرفي العُماني.

خامسًا: وفَّر البنك المركزي العُماني عبر مبادرته في استثمار راس المال البشري مساحة لتدريب الخريجين العُمانيين ضمن برنامج "تعزيز" والذي أتى لتعزيز القدرات المعرفية في القطاع المصرفي واكساب الخريجين المهارات الادارية والفنية لدخول سوق العمل، إلى جانب استثمار الكفاءات الوطنية وصقل مهاراتها بما يمكنها من لعب دورها في القطاع المصرفي ويعزز متانة هذا القطاع بكوادر عُمانية.

سادسًا: بهدف تزويد سوق العمل بكوادر مختصة في مجال التحليل المالي والاقتصادي، فقد تبنى البنك المركزي العُماني مبادرة استراتيجية في اعداد جيل من المحللين الماليين والاقتصاديين في القطاع المصرفي، حيث تمثلت تلكم المبادرة بإطلاق برنامج الخبراء الاقتصاديين والماليين العُمانيين لدرجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد والمالية لفئة الباحثين عن عمل. وتعد هذه الخطوة النوعية واحدة من أدوات الاستثمار في رأس المال البشري والتي تعمل على صناعة جيل يتمتع بمعرفة وكفاءة وجودة ليسهم بدوره في التخطيط والتنفيذ والإجراءات ذات العلاقة بالمجال المالي والاقتصادي.

سابعًا: يشعر الموظفون في البنك المركزي العُماني بانتمائهم إلى منظومة العمل وحرصهم على تكملة مشوارهم المهني والتدرج فيه في ظل الاستقرار الوظيفي والخطط التطويرية الموضوعة، ولهذا يظهر أن السياسات الادارية الممارسة جعلت الاستقالات محدودة جدا في المؤشرات العامة مع الأخذ في الاعتبار إلى عدد المتقاعدين في العام الواحد.

ومن جانب آخر، تقوم المؤسسة بندب عدد من خبراتها الوظيفية وفي مختلف التخصصات إلى مؤسسات الدولة والبرامج الوطنية بهدف نقل المعرفة والاستفادة من خبراتهم وخلق حالة من التعاون المؤسسي المفضي إلى رفع كفاءات الكادر البشري واثراء خبراتها القيادية والمعرفية، مع الإشارة إلى استقطاب المؤسسة لعدد من الكفاءات العُمانية للعمل معها عبر مختلف برامج التوظيف.

إن مستقبل تنمية وتطوير رأس المال البشري في البنك المركزي العُماني يمضي وفق منهج يتم رسمه من قبل القطاع المعني بالموارد البشرية، ورؤية يقودها معالي أحمد المسلمي محافظ البنك المركزي العُماني، وفي ظل إشراف عام لمجلس الادارة برئاسة صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد، ونستشرف معها آفاقًا أرحب من التمكين للكفاءات الوطنية في مختلف المجالات مع النظر للتحديات التي تفرضها التغيرات والتطورات المتسارعة في عالم المال والأعمال محليًا وعالميًا وأيضًا حجم الفرص المستقبلية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • استثمار رأس المال البشري.. البنك المركزي العُماني أنموذجًا
  • غداً الأحد .. برعاية محافظ البنك المركزي .. انطلاق مؤتمر العقبة العاشر للتأمين
  • انخفاض صافي الموجودات الاجنبية لدى البنك المركزي العراقي
  • موعد اجتماع البنك المركزي القادم 2025.. هل يخفض سعر الفائدة؟
  • المركزي للتعبئة العامة والإحصاء: ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 13.5% خلال ابريل
  • ما الذي يكشفه تراجع الذهب؟ الخبير التركي إسلام مميش: من يتبع هذه الاستراتيجية هو الرابح
  • ترامب يجدد انتقاداته لرئيس البنك المركزي بسبب عدم خفض أسعار الفائدة
  • ترامب يواصل انتقاد رئيس البنك المركزي ويصفه بالأحمق بعد تثبيت الفائدة
  • السياحة تواصل التعافي رغم التحديات: 8.7 مليار دولار إيرادات النصف الأول من 2024-2025
  • بنك إنجلترا المركزي يتجه لتخفيض أسعار الفائدة اليوم