نظمت الهيىٔة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيونى، عبر الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام، ورشة تدريبية تثقيفية اون لاين تحت عنوان " كوني مؤثرة " للاهتمام بالمرأة وتحسين أدائها وتنمية مهاراتها وتعزيز ثقتها بنفسها ورفع كفاءتها الذاتية ومساعدتها في الارتقاء بقدرتها في مناحي المجتمع كافة.

المركزية لإعداد القادة الثقافيين تختتم فاعلية التواصل والمراسلات وإعداد التقارير تصميم مكتبة مميزة ضمن منتدى نقل الخبرة بالمركزية لإعداد القادة الثقافيين

بدأت الورشة التدريبية فى الثلاثين من أكتوبر وتستمر حتى 7 نوفمبر  2023.

 

الثقة بالنفس سر السعادة

 

فثقة المرأة بنفسك هي طريق الاستقرار، والوضوح في التعامل مع الآخرين هو سر النجاح في الحياة، وكم من طاقات أهدرت، ومواهب وُئدَت وأفكار تبخَّرت لعدم ثقة أصحابها بما يملكون، وعدم تقديرهم للنعم التي حباهم الله (سبحانه وتعالى) إياها.

إن الناظر إلى حياة العظماء والمتتبِّع لسيرهم، ليرى كيف أن ثقتهم بأنفسهم كانت البوابة الأولى التي عبروها كي تُخَطَّ أسماؤهم في سجل التاريخ.
فلا نبالغ إن قلنا أن جمال المرأة الخَلقي والأخلاقي يمكن في ثقتها بنفسها، وهذا ما توافق فيه دكتور شريف أبو فرحة دكتور التنمية البشرية وتطوير الإنسان خلال الورشة التدريبية التثقيفية " كوني مؤثرة ".

واوضح أن من ثمرات الثقة بالنفس أنها تضيء لك ركن مواهبك، وتمنعك من الانغماس في شخصيات الآخرين، وتجعلك أكثر حكمة وقوة في تحديد أهدافك، وتساعدُكِ للتغلُّب على كبوات الحياة، وتجعل نظرتَكِ إلى الحياة أكثر تفاؤلًا، لأن غير الواثقة من نفسها ترى من حولها أفضل منها، ولا تفتر عن مقارنة نفسها بالأخريات، أما الواثقة من نفسها فهي ترى في الآخرين الجانب المشرق وتشجِّعه، مطمئنَّة بأن نصيبها قد أصابها، معتزَّةً بما لديها.

   
 

وأضاف: هذا لا يعني أننا لن نتعثَّر، أو أن الشعور بالإخفاق والعجز لن يتسلَّل إلينا بين الحين والآخر، لكنه يجب أن يكون شعورًا وقتيًّا، ولا يلبث أن يختفي ويتبخَّر وسط طوفان العمل والجد والنشاط، أما إذا سمحنا لهذه العثرات والكبوات أن تحطِّمنا وتنال منا فلن نجني منها سوى الندم والأسف، وسنكون عرضة للإصابة بأخطر المشكلات النفسية . 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قصور الثقافة عمرو البسيوني

إقرأ أيضاً:

محرقة غزة تعيد كتابة التاريخ

 

في زمنٍ تتكسر فيه المدن تحت الأقدام الثقيلة للحرب، وتتماوج الحقيقة بين دخان القصف وضجيج الإعلام، برزت غزة لا كمساحة صغيرة على خارطةٍ محاصَرة، بل كجبهة سردية كبرى تُعاد عبرها صياغة الوعي العالمي. فالمحرقة التي فُتحت أبوابها في أكتوبر 2023 لم تكن مجرد فصل دموي في الصراع، بل لحظة مفصلية انشقّ فيها المشهد السياسي والأخلاقي أمام عدسات العالم، وبدأت رواية جديدة تتشكل من قلب النار.

منذ 1948، نجحت إسرائيل في بناء هيمنة محكمة على الوعي الغربي، عبر شبكة مركّبة من الإعلام والسينما والجامعات واللوبيات. كانت الرواية الصهيونية تُروَّج كقدر تاريخي لا يُناقش: دولة صغيرة محاطة بالأعداء، تناضل للبقاء في مواجهة “تهديد فلسطيني” دائم. لكن حرب السابع من أكتوبر شقّت هذا الجدار القديم، ليس بسلاح المقاومة فقط، بل بقوة الصورة، وقسوة الحقيقة، وسقوط اللغة الرسمية في امتحان الأخلاق.

لم يعد الفلسطيني مجرّد موضوعٍ يُغطّيه مراسل أجنبي؛ صار هو المراسل والشاهد والضحية وصاحب الرواية. من هواتف محمولة ترتجف بين الأنقاض، خرجت صور لا يمكن لأي غرفة أخبار أن تُهذّبها، ولا لأي دعاية أن تطمسها. وفي تلك اللحظة، بدأت توازنات السرد في الانقلاب: شبكات عالمية اضطرت لمراجعة مسلّماتها، وصحف كبرى تخلّت عن كثير من احترازها اللغوي، ومنظمات أممية وجدت نفسها أمام وقائع لا تستطيع أن تُخفيها خلف مفردات “الاشتباكات” و”التوترات”.

في المقابل، واجهت إسرائيل تحديًا وجوديًا في المجال الأهم: المجال الرمزي. فالسردية التي بنتها على مدى عقود—بالقوة والدعاية—بدأت تتهاوى أمام عين طفل يبكي أمام كاميرا هاتفه، وأمام أم تبحث عن فلذات أكبادها تحت الركام. سقطت روايات “تحرير الرهائن” و”القضاء على حماس” أمام الأدلة الدامغة على المجازر؛ وتورّطت منظومة الاحتلال في تناقضات أحرجت حلفاءها قبل خصومها. حتى الإعلام العربي، الذي وقع كثير منه في فخ الحياد المزيّف، بدا عاجزًا عن ملاحقة حجم الحقيقة التي تفجّرت من غزة.

لكن التحول الأكبر تجلّى في الشارع العالمي. من نيويورك إلى باريس، من الجامعات الأميركية إلى النقابات البريطانية، خرجت الجماهير لا بوصفها مؤيدة لفصيل، بل بوصفها شهودًا على جرح إنساني أكبر من كل الحسابات السياسية. لم يعد الدعم لإسرائيل بديهيًا في الغرب، ولا النقد محرّمًا. تفككت القداسة القديمة وعاد السؤال الأخلاقي إلى الواجهة: من يقتل من؟ ومن يعيش فوق دم من؟ وفي هذا السياق، جاء قرار إدارة ترامب بربط المساعدات الفيدرالية للمدن الأميركية بعدم مقاطعة إسرائيل، لا كقانون إداري، بل كوثيقة خوفٍ سياسي من انهيار السردية الصهيونية داخل الحاضنة الغربية نفسها.

في هذه المعركة، لم تنتصر غزة لأنها الأقوى عسكريًا، بل لأنها الأصدق. لأن الرواية حين تخرج من قلب المجزرة لا تحتاج إلى زخرفة أو وسيط. ولأن الدم الذي يصبح صورة، يتحول إلى وثيقة، ثم إلى موقف، ثم إلى تاريخ يُدرَّس للأجيال. لقد أعادت غزة تعريف معنى القوة في زمنٍ تحكمه الصور، حيث لم تعد الغلبة لمن يمتلك الدبابة، بل لمن يمتلك الحقيقة.

اليوم، يقف الكيان الإسرائيلي أمام أخطر تهديدٍ في تاريخه الحديث: فقدان السيطرة على الرواية. فكم من جيش هُزم في الوعي قبل أن يُهزم في الميدان، وكم من دولة سقطت عندما سقطت شرعيتها الأخلاقية أمام العالم. ومع كل مقطع يُبث من غزة، تتراكم حجارة جديدة في جدار الحقيقة، وتنهار طبقات جديدة من الزيف الذي بُني على امتداد عقود.

أما غزة، فهي في هذه اللحظة ليست مدينة محاصرة، بل مركز جاذبية أخلاقية وسياسية. مدينة صغيرة تعيد ترتيب خرائط القوى الكبرى، وتفرض على العالم درسًا جديدًا: أن السردية ليست ملحقًا بالحرب، بل هي الحرب نفسها؛ وأن من يمتلك الحكاية يمتلك التاريخ؛ وأن من يكتب وجعه بيده لا يمكن لأحد أن يسرق صوته.

وهكذا، بينما ينهار الصمت العالمي وتتشكل تحالفات الوعي الجديدة، تكتب غزة—بدم الشهداء وصمود الأحياء—فصلًا جديدًا في ملحمة الإنسانية. فصلًا لا يمكن محوه، ولا يمكن تزويره، لأنه خرج من مكانٍ لا تستطيع الدعاية الوصول إليه: من قلب الحقيقة.

 

*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

 

مقالات مشابهة

  • برج العقرب حظك السبت 13 ديسمبر 2025… يوم يكشف لك نوايا الآخرين
  • الجسم الغامض 3I/ATLAS ينشر لبنات الحياة أثناء رحلته عبر النظام الشمسي
  • محرقة غزة تعيد كتابة التاريخ
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • جامعة قناة السويس تنفذ برامج تدريبية متخصصة للأطفال الإسعافات الأولية وانقاذ الحياة
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!
  • لا تُصادِر فرح الآخرين
  • اختتام ورشة تدريبية للكوادر النسائية بوزارة الثقافة والسياحة بمناسبة ذكرى ميلاد الزهراء
  • "بيئة القصيم" تنظم ورشة حول المصادر المائية وسبل الاستفادة منها