المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: عنف الصهيونية دائم ولهذا أدعم الفلسطينيين
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قال المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يخرج من هذه الحرب أضعف مما كان عليه، مشيرا إلى قلقه تجاه المجتمع الإسرائيلي اليهودي غير المستعد لتغيير موقفه تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني.
وأضاف بابيه -في لقائه مع الجزيرة- أن التوقعات بشأن الجدل السياسي داخل إسرائيل أو الصراع داخلها هو أن كل ما رأيناه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول سيظل موجودا حتى نهاية الحرب.
ويقول بابيه إن هناك صراعا سيستمر بين "دولة يهوذا" أي دولة الاحتلال التي تريد أن تكون إسرائيل أكثر تدينا وتعصبا وثيوقراطية، وبين "دولة إسرائيل" أي الإسرائيليين الأكثر علمانية كإيهود براك مثلا، التي يعتبرها البعض أكثر ديمقراطية.
ويستدرك قائلا إن هاتين الدولتين (نموذج "دولة يهوذا"، ونموذج "دولة تل أبيب") ليستا ديمقراطيتين عندما ما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، بينما الديمقراطية الممكنة في حالة "دولة إسرائيل" تكون فقط بالنسبة لليهود وليس تجاه الفلسطينيين.
ويفسر صاحب كتاب "الفلسطينيون المنسيون: تاريخ الفلسطينيين في إسرائيل" (جامعة ييل 2011) قائلا "أظن أن الصراع الداخلي اليهودي الإسرائيلي سيستمر، من المؤكد أن نتنياهو سينهي هذه الحرب أضعف بكثير مما كان سابقا، ولكن يجب أن نتذكر أنه لا تزال لديه قاعدة قوية داخل إسرائيل التي ربما لا تزال داعمة له وقد يخسر الانتخابات المقبلة وربما قد يعود مجددا، فليس هناك شيء مؤكد بالنسبة لهذا الرجل".
ويستدرك قائلا "لكن أساس المشكلة ليس نتنياهو، المشكلة هي أنه لدينا مجتمع يهودي إسرائيلي ليس مستعدا أن يغير موقفه تجاه فلسطين والفلسطينيين وهذا مقلق جدا".
لا يمكننا أن نتوقع التغيير من الداخل ما نحن بحاجة إليه كما قلت سابقا وسأردده مرارا وتكرارا نحن بحاجة إلى ضغط قوي من المنطقة ومن المجتمع الدولي إذا كنا نريد حقا أن ننهي معاناة الاحتلال والاستعمار
ويتابع -الأكاديمي الذي ترك التدريس في جامعة حيفا عام 2006 بسبب آرائه- قائلا "من أجل تغيير هذه الحقيقة لا يمكننا أن نتوقع التغيير من الداخل ما نحن بحاجة إليه كما قلت سابقا وسأردده مرارا وتكرارا نحن بحاجة إلى ضغط قوي من المنطقة ومن المجتمع الدولي إذا كنا نريد حقا أن ننهي معاناة الاحتلال والاستعمار".
"لهذا أدعم الفلسطينيين"
ومع الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، كتب المؤرخ الإسرائيلي مقالا لموقع "وقائع فلسطين" (فلسطين كرونيكل) بعنوان "أصدقائي الإسرائيليين: لهذا أدعم فلسطين"، قائلا إن على المرء أن يشعر بالخوف من سياسات إسرائيل الاستعمارية ضد الفلسطينيين حتى إذا كان مواطنا يهوديا في إسرائيل.
واعتبر مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية في جامعة إكستر البريطانية -في مقاله المنشور بالإنجليزية والفرنسية- أن الصورة الأشمل في المواجهة هي قصة شعب مستعمر يناضل للبقاء، خاصة في وقت انتخاب حكومة تريد تعجيل عملية القضاء على الشعب الفلسطيني ولا تعترف به، وهو ما جعل حماس تتحرك بسرعة أيضا.
عملية حماس اعتبرها الإسرائيليون -حتى الليبراليون منهم- صك غفران لجميع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة، واعتبروها أيضا تفويضا مطلقا لإكمال الإبادة الجماعية ضد سكان غزة
وأشار صاحب كتاب "بيروقراطية الشر: تاريخ الاحتلال الإسرائيلي" (أوكسفورد 2012) أن عملية حماس اعتبرها الإسرائيليون -حتى الليبراليون منهم- صك غفران لجميع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة، واعتبروها أيضا تفويضا مطلقا لإكمال الإبادة الجماعية ضد سكان غزة.
ويضع المؤرخ الإسرائيلي المواجهة الأخيرة في سياق تاريخي أوسع، مشيرا إلى أنه منذ 1967 سُجن مليون فلسطيني مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم مع ما يشمله ذلك من انتهاكات وتعذيب، وفرضت إسرائيل منذ 2007 حصارا محكما على غزة، واستمرت عمليات قتل الأطفال في "الضفة الغربية المحتلة".
هذا العنف الإسرائيلي ليس جديدا فهو الوجه الدائم للصهيونية منذ تأسيس إسرائيل
ويعتبر صاحب كتاب "التطهير العرقي لفلسطين" (2006) أن هذا العنف الإسرائيلي ليس جديدا فهو الوجه الدائم للصهيونية منذ تأسيس إسرائيل، ولذا فإن الحكومة الإسرائيلية ليس بمقدورها لعب دور الضحية، خاصة أن قطاعات كبيرة من المجتمع المدني الغربي لا يمكن خداعها بسهولة بهذا النفاق الذي تجلى في المقارنة مع حالة أوكرانيا.
البديل يتمثل في فلسطين منزوعة الصهيونية ومحررة وديمقراطية من النهر إلى البحر، فلسطين تستقبل اللاجئين وتبني مجتمعا لا يميز بين أفراده على أساس الثقافة أو الدين أو العرق
ويرى بابيه أن القوة غير قادرة على الحل، بالمقابل فإن البديل يتمثل في فلسطين منزوعة الصهيونية ومحررة وديمقراطية من النهر إلى البحر، فلسطين تستقبل اللاجئين وتبني مجتمعا لا يميز بين أفراده على أساس الثقافة أو الدين أو العرق، وتصحح سيئات الماضي مثل سرقة الممتلكات وإنكار الحقوق، وهو ما سيبشر بعصر جديد لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نحن بحاجة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله
هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منازل مواطنين في مخيم نور شمس (شرقي مدينة طولكرم) وذلك في إطار عمليات هدم مستمرة للمنازل في مخيمات طولكرم وجنين ونور شمس ضمن عملياتها العسكرية المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر في الضفة الغربية.
يُذكر أن عشرات المنازل ستهدم وفق قرارات سبق أن اتخذها جيش الاحتلال في سياق إجراءاته العقابية المشددة بالضفة. وتمنع قوات الاحتلال المواطنين الذين ستهدم منازلهم من دخولها لأخذ بعض متعلقاتهم الخاصة.
ومن ناحية أخرى، شارك عشرات المستوطنين في مسيرة استفزازية انطلقت من مستوطنة "عطيرت" حتى مستوطنة "حلميش" (شمال غرب مدينة رام الله) بالضفة الغربية.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن عشرات المستوطنين -الذين يحملون الأعلام الإسرائيلية- مروا بالشارع الرئيسي المحاذي لقرية أم صفا (شمال غرب رام الله) تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وطالبوا بمصادرة مزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح الاستيطان.
وفي الخليل، أفادت مصادر للجزيرة أن أكثر من 10 مستوطنين سيطروا على كهف وخيمة يقطنها فلسطينيون مهجرون من قرية "خِلّة الضبع" بمَسَافر يَطّا (جنوب الخليل).
وكانت قوات الاحتلال هدمت القرية قبل أقل من شهر، وطلبت من سكانها هجرها بذريعة أنها منطقة تدريب عسكري، الأمر الذي قابله الفلسطينيون بالرفض وشرعوا في بناء خيام وحفر كهوف للسكن فيها.
إعلان مستوطنات جديدةفي غضون ذلك، أدانت الحكومة الإسبانية بشدة إقرار الحكومة الإسرائيلية إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة المحتلة، واعتبرتها غير شرعية بموجب القانون الدولي، وتقوض حل الدولتين، وتهدد السلام.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد صدق -في جلسة سرية- على إقامة وتوسيع 22 مستوطنة جديدة في الضفة.
ويشمل القرار 7 مستوطنات (شمال الضفة) قرب جنين، و4 مستوطنات (قرب رام الله) وأخرى في الخليل والقدس وأريحا، في حين وصفت جهات فلسطينية القرار بأنه "جريمة حرب" و"عبث بالجغرافيا الفلسطينية".
ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية عام 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون من دون موافقة من الحكومة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه، ولكن من دون جدوى.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.