جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@16:32:31 GMT

غزة.. بين نفاق غربي وصمت عربي

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

غزة.. بين نفاق غربي وصمت عربي

 

مسعود الحمداني

[email protected]

 

ها نحن نقترب من يوم آخر لحرب الإبادة التي لا تهدأ، حرب دون هوادة تشنها إسرائيل وأذنابها على غزة، حرب على الشجر والحجر والبشر، حرب تحاول اجتثات الفلسطينيين من على وجه الأرض، تحاول رميهم في البحر، جريمة قتل كاملة الأركان أمام أنظار العالم، لا أحد يحرك ساكنًا، لا أحد يحاول التصدي للجريمة، كل هذا العالم الصامت شريك في قتل الأطفال.

هذا العالم المدّعي للمدنية يغض الطرف عن انتهاكات مخزية بحق قتل مدنيين عزّل، قتل مرضى لا حول لهم ولا قوة، عائلات بأكملها مُحيت من الوجود، "هولوكوست" جديدة، يقوم بها ضحايا "هتلر"، هؤلاء القتلة الذين يحاولون القضاء على كل شيء يقف في وجوههم، لكي يبقوا وحدهم.

وفي جانب آخر، نرى عربًا يحيطون بإسرائيل من كل الجهات، ينظرون إلى المشهد بيأس، يهرولون بين أروقة منظمات عربية وغربية يستنجدون موقفًا غربيًا يوقف المجزرة، ولا يفعلون شيئًا غير الكلام؛ فالجميع خائفون من ردة فعل الولايات المتحدة، هذه الدولة الشريك والرفيق للكيان الإسرائيلي والتي قامت على أشلاء وجماجم "الهنود الحمر"، تحاول أن تُعيد الكرّة مرة أخرى، وأن تصدّر تجربتها العتيدة في الإبادة الجماعية والعرقية لكي توطد أقدام اليهود في أرض "الميعاد المزعوم"، "أرضٌ دون شعب، لشعبٍ دون أرض" كما روّجوا لها، ها هم اليوم يحاولون إعادة المشهد المأسوي لـ"بيرل هاربور"، وبعدها إيجاد المسوّغ الأخلاقي لإلقاء القنبلة النووية للفوز الكارثي بالحرب، الدول العربية أيضاً ليست بريئة من الجريمة، إخوانهم يبادون أمامهم، وهم ينظرون عاجزون حتى عن إدانة القاتل، ينظرون إلى أهالي غزة وهم يموتون عطشًا، وجوعًا، ومرضًا أمام أعينهم، وهم غير قادرين على اتخاذ موقف حازم ينهي هذه المأساة، لأنهم يخشون من أن يوصموا بـ"الإرهاب"، هذا المصطلح المراوغ الذي يساوي بين المقاومة وبين المحتل، والذي أصبح الشماعة التي يعلق الغرب عليها جرائمه ضد كل دولة أو جماعة لا تسير على هواه.

مشاهد الجثث والأشلاء اليومية لا تحرك ضميرًا غربيًا، إنهم يرون الصورة بالمقلوب، الضحية التي حاولت الثأر لنفسها، واسترداد حقوقها، أصبحت هي المجرمة والإرهابية، بينما أصبح السفاح المغتصب ضحية مسكينة!!

أي بؤس هذا الذي يعيشه العالم؟ أي انهيار أخلاقي وإنساني هذا الذي نشاهده؟

الغرب الذي حاول أن يتخلص من اليهود، ويضمن بقاءهم بعيدًا عنه، أعطاهم أرضا لشعب آخر، أهداهم أرضًا ليست لهم، ثم أقنعوا أنفسهم -الغرب واليهود معًا- أن هذه "أرض الميعاد" التاريخية، التي لا حق لأحد غير اليهود فيها، أرض محاطة بألسنة عربية، بينما هناك كيان واحد فقط غريب، أتى من الشتات، أصبح صاحب الحق والسيادة بحكم القوة!!

حروب خاضها العرب، انتهت معظمها بهزيمتهم، (لا أتصور أن مجموعة من البشر مشتتين، مضطهدين، أتوا من كل أصقاع الأرض، دون هوية، ولا وطن، يغلبون دولا قائمة، وعظيمة، وقوية، تمتلك السلاح، والعتاد، والعدة، والجيوش)، هناك أمر غير طبيعي في هذه الحكاية، كيان في مهده يحتل أراضي أربع دول عربية!! أعتقد أن التاريخ لم يخرج كل أوراقه ليجيب على هذا السؤال الحائر حتى الآن: ما الذي حدث في تلك النكسات، والنكبات العربية حتى ينتهي الأمر بما انتهى إليه؟!

الواقع اليوم.. أن الفلسطينيين يُبادون دون أن يحرك العالم ساكنًا، وأن الغرب والعرب كلهم شركاء في الجريمة، وأن القومية العربية مجرد كذبة كبيرة، وأن الديمقراطية الغربية وهمٌ لا وجود له، وأن الإعلام المحايد أكذوبة أخرى، وأن من لا يملك قراره لا يملك حريته، وأن المسرحية الهزلية/ المبكية التي نشاهدها لم تنتهِ بعد، ورغم ذلك فهناك حقيقة واحدة لا شك فيها هي.. أن دولة فلسطين قادمة- لا محالة- من بين دم الشهداء والمقاومة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هند الضاوي: الإخوان جماعة وظيفية تخدم مصالح الغرب

قالت الإعلامية هند الضاوي، إن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية من قبل الإدارة الأمريكية في عهد ترامب يأتي ضمن أهداف تهدف إلى إضعاف الحزب الديمقراطي، معتبرة أن الجماعة سقطت في الاختبار وأظهرت ضعفًا في المناعة الشعبية.

 حسم ملف الشرق الأوسط 

وأكدت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن الإخوان جماعة وظيفية تخدم مصالح الغرب، وأضافت أن الغرب، مجتمعًا بين الولايات المتحدة وأوروبا، يسعى إلى حسم ملف الشرق الأوسط قبل الدخول في صراع مباشر مع روسيا والصين، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية قد تشمل لاحقًا توجيه ضربة قوية لتركيا وقطع الأذرع التابعة لها في أوروبا استعدادًا لصدام محتمل.

هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسطبابا الفاتيكان يستقبل أعضاء لجنة جائزة زايد للأخوة الإنسانية

واختتمت هند الضاوي تصريحاتها بالإشارة إلى أن هذا المسار جزء من استراتيجية طويلة الأمد، وليس مجرد ردود فعل آنية، قد يؤدي إلى حالة من التفكك تدفع بعض الدول إلى طلب التدخل الغربي والسيطرة على الموارد.

طباعة شارك جماعة الإخوان الإدارة الأمريكية ترامب هند الضاوي الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • الغرب يعالج مشاكله... على حساب الآخرين!
  • شاهد / جديد المبدع عيسى الليث .. مساعي الغرب
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • مصرع ثمانية أشخاص على الأقل في انفجار شاحنة وقود جنوب غربي الكاميرون
  • فرق الأمم المتحدة الإغاثية: توصلنا لاتفاق الوصول إلى الفاشر المنكوبة غربي السودان
  • العمالة للغرب وعواقبها الكارثية على العرب
  • هند الضاوي: الإخوان جماعة وظيفية تخدم مصالح الغرب